الخميس ٤ آب (أغسطس) ٢٠١١
بقلم
مأتم لآخر حلم
صوتُكَ يطرِّزُ عباءةَ عشتارحيثُ تغفو على وهمِ الخلودمثخنةً بأحلامٍ جائعةٍتزيـِّنُ النومَ بفيروزِ الحلموحيدةٌ بين براثنِ الغيمِ والمطرلا أحدَ يحرسُ نومَهاولا شيءَ يسجنُ الوسنَ بينَ جفونهاتخبرُها بأنكَ هناكَمن أجلِها تبقى دائماًفمنْ أينَ إذنْ تسلَّـلَ اليأسُإلى جسدِ كابوسها الذي لا ينام؟وكيف فتحتْ عينيهاعلى غيابِ القبلةِ التي تعِـدُ بالخلوددون أن تنجز وعدها كل مرَّة؟تنظرُ إليك الأميرةالتي لم تعدْ تغفو على وسادةِ وهمتقصيكَ عن تاجِها الفضيِّالمخضَّبِ بألفِ دمعة ودمعةبقلبٍ يرتجفُ بين أصابعِ المطرلم يعدْ في وسعِها أن تصدِّق نبوَّتكلأن الصباحات الآثمةرهنتْ عريـَّـك بالضوءونبشتْ أمامَ أشلاء روحهاملامحَ اليأسِالمنبعثةِ عن شفاهِ صوتكالأميرةُ تقفُ على شفا وجعٍتهديكَ دمعةً مطفأةرسمها القمرأطلالاً للموتِ القادمِعلى كفوفِ خيبةوتشعلُ الثلجَ في منابتِ الغوايةعندما تترجلُ من مركبتهاالتي تقودها جيادُ الصقيعودونَ أنْ تنتظرَ الساعة الثانية عشرةتعودُ أدراجها إلى العربةوفي جعبةِ يأسِها المعلـَّـقحقيبةُ وجعٍ تتسلقُ كتفَ أفكارهاقبضة من سوسنات الحقيقة العاريةوبعض الوهمِ المكتسي بثوب صدفةوشيء من حرير خرافةقابلة للتصديق لوهلةلكي تزين الجرحوتقتفي أثر الصباحإذ أن منتصف الليلبدقاته الرتيبة التي لا تعتنقُالفوضى عقيدةَ صمتٍلم يعدْ يليقُبابتهالاتِ الخيبةِالمنطفئة على خاصرةِحضورها الآسرتحت سطوة وعدٍ لا يتحقَّقمثل أنكيدويعتريك الغيابُ حين تهيمُ بهاوتعتنقُ عينيها خطيئةً مقدسةتفوحُ رائحةُ العشقِ من ثنايا جلدكعندما تلامسكَ شفاهُ الحبويختبئُ ضباب الغاباتفي أخاديد المدن الحافيةويتلاشى عصيانكغبارَ دهشةٍ صمّاءتحت أكمام السماءتغفو على بساط عشقكفتنظر إليك الكائنات الأخرىيذبلُ الخوف في وريدهاهي التي كانت ترتعدُعلى مرمى ساعدي جبروتكهكذا تحبكَ أميرتك مرتينتحبُّ ضعفكَ عندما ترسمُه أصابعُهادخاناً يعتلي فوضى حرائقكهيَ الكائنُ الضعيفُ منذُ الأزللم تُخْلَقْ إلا لتقلِّم أظافرَ قسوتكوتعلمكَ أن الحبَ صلاةُ الكونوأنه طقسك الأنقىلكي ترتقي إلى مراياها السحريةفتمشط شعرَ ليلها في مدى عينيكتتمايل فرحاً بثوبٍحاكته شفاهك بقصب الكلاموتنحني فوقَ قنديل أزهارهاترسمُ كحلَ شوقهاعلى رمال سواحلك المتعبةعليك أن تتسلقَ ضفيرةَ الوقتلئلا تهرب منك معشوقتكهكذا تموتُ الأساطيرُ كلَّ مرةدون أن تتركَ بقعةَ دمٍ واحدةتقتفي عبرَ أروقتها أثر القتيللتبقى آثار أقدام القاتلمعلقةً قنديلَ خوفٍعلى شفاه أسئلة عقيمةمحفورة بإزميل السكونلئلا تعتنقَ جواباً فاضحاًوحدها الحقيقةُ كسيحةٌمكبلةٌ بألسنة اللهبمسجونة بين ممرات مدىلا يفصحُ عن أوجاعهعليك أن تركضَ حتى نهاية المطافلكي تلقاها هناكفي اللحظة التي تدركُ فيهاأنَّ قاربكَ مثقوبٌوأنكَ على وشكِ الغرقِقابَ قوسين من الموتِلا جدوى إذنْسواءٌ كانتْ هناكَ أو لم تكنْفإنكَ لم تعدْ هناكَولم تعدْ هنا أيضاً