الأحد ١٦ شباط (فبراير) ٢٠٢٠
بقلم أنس الفيلالي

مؤلف جديد يفرج عن وثائق القضية المغربية في الخارج

صدر أخيرا ضمن منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، كتاب جديد موسوم ب " القضية المغربية في الخارج 1937-1949- ملف وثائقي-" قام بتخريج وثائقه وتنسيقه الباحث الدكتور أنس الفيلالي.

وعن الكتاب الجديد الذي نفدت جميع نسخ الدفعات الأولى في اليوم الأول من طرحها برواق المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمعرض الدار البيضاء الحالي، أبرز المؤلف في تقديمه للكتاب والوثائق التي احتواها بأنها" تعطي للباحثين والمهتمين صورة جامعة وواضحة عن أنشطة ودور وطنيينا المغاربة في سبيل التعريف بالقضية المغربية في مختلف الأوساط الخارجية، وربما تصحح معطيات وحقائق سابقة، أو ملأ فراغات تاريخية لأحداث ومواقف ومسلمات سابقة."

وأضاف المتحدث نفسه أن العمل الجديد يعطي" نماذج من التواصل السياسي والثقافي بين الوطنيين المغاربة المتواجدين في المغرب ونظرائهم في مختلف مناطق العالم، وبخاصة في المشرق العربي وبعض البلدان في أروبا، مثل انجلترا وإسبانيا، وفي القارة الأمريكية كأمريكا، أو مراسلات شخصية ورسمية أخرى مع شخصيات غير مغربية وخاصة منهم المسؤولون في بعض المؤسسات الكبرى في المشرق العربي أو أروبا"

وفي تقديمه للكتاب، أبرز الدكتور مصطفى الكتيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بأن الكتاب يقدم فيه الباحث وثائق هامة عن تفاصيل تحرير محمد بن عبد الكريم الخطابي والدور الذي لعبه الوطنيون المغاربة في عملية التحرير، ثم حياة الخطابي بعد تحريره وعائلته. وأضاف المتحدث نفسه بأن " وثائق الكتاب تورد هذه العملية بتفصيل شديد، بالإضافة لأولى مواقفه والخطوات التي قام بها من خلال مراسلات عبد الخالق الطريس الذي كان يتكلف بالأمير ويخدمه عن قرب"

وينفرد هذا الكتاب بإيراده مجموعة من الوثائق حول عملية تحرير محمد بن عبد الكريم الخطابي في مصر التي خطط لها ونفذها الوطنيون المغاربة، بالإضافة إلى نصوص خطية حول ما صدر في بعض الصحف الدولية عن نزول محمد بن عبد الكريم الخطابي في مصر، حيث يورد الباحث ما ورد في جريدة "المانشستر جارديان" الانجليزية في عددها الصادر يوم 2 يونيو لسنة 1947 قائلة "إن الزعيم الريفي الشهير هو بالتحقيق ذو أثر في السياسة العربية، فحياته الحافلة التي ألهبت المشاعر في العالم منذ أوائل سنة 1920 حتى عام 1926 قد كونت له سمعة عظيمة. وأن عودته من المنفى بعد 21 سنة لهي بمثابة إلقاء حجر في لُجّة ماء طال ركودها".

ومن محتويات الكتاب أبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين مصطفى الكتيري " في المجموعة الأولى، يقترح علينا الدكتور أنس الفيلالي وثائق مرتبطة بالقضية المغربية وجامعة الدول العربية والمشرق العربي عموما، وما ارتبط بها من تصريحات وتقارير للوفد المغربي الممثل في الجامعة أو مواقف الجامعة من القضية المغربية والقضايا والمستجدات التي وقعت بالبلاد آنذاك"ويضيف الكتيري أيضا " كما يقترح علينا الباحث في مجموعة وثائقه، مجموعة من الوثائق التي تبين الدور الذي قام به الوطنيون المغاربة، وبخاصة الشهيد امحمد بن أحمد بن عبود رئيس الوفد المغربي في الجامعة، من خلال رسائله إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية وذلك "لاستغلال حاجة إسبانيا لأصوات الدول العربية لمطالبتها للاستجابة للمطالب المغربية في المنطقة الخيليفة" ومطالب مغربية أخرى للجامعة تخص قضيتنا الوطنية. بالإضافة إلى أن المراسلات المغربية التي حملت تقارير حول الوضع المتأزم بالمنطقة الخليفية إلى الأمين العام للجامعة العربية السيد عبد الرحمن عزام، وهي التقارير التي يمكن الاستعانة بها لإنجاز أبحاث عن الوضعية العامة بالمنطقة الخليفية التي كان يحتلها الإسبان، كما يمكن أن تفيد الباحثين والمهتمين بالعلاقات المغربية المشرقية والعلاقات الدولية بشكل عام."

أما في المجموعة الثانية، فيضيف الدكتور الكتيري بأن الباحث" يقترح علينا عددا من الوثائق عن الحركة المغربية وارتباطاتها بمكتب المغربي العربي في القاهرة ولجنة تحرير المغرب العربي؛ حيث حملت لنا وثائق عن الهيئتين وطبيعتهما وأهدافهما في المغرب العربي الكبير، بالإضافة إلى سياق الانخراط المغربي في هاتين المؤسستين المهمتين التي كان المغرب داعما ومساهما ماديا ومعنويا لهما، فالكتاب يقترح علينا وثيقة في غاية الأهمية هي عبارة عن رسالة من محمد بن عبد الكريم الخطابي لأعضاء حزب الإصلاح الوطني حول مساهمة الحزب في ميزانية لجنة تحرير المغرب العربي جاء فيها : "وما تزال اللجنة تنتظر تسديد ما على حزبكم من واجباته المالية الشهرية لتتفرغ لما هو أهم وأجدى وتسير في طريقها.ولذلك تدعوكم إلى إمدادنا بالمساعدات المالية عن طريق الاكتتاب السري وتزويده بأكبر قسط في مستطاع الحزب التزويد به. واعلموا أن الإسلام والعروبة والوطن تدعوكم جميعا للتضحية اليوم بكل شيء". "

والجدير بالذكر بأن كتاب " القضية المغربية في الخارج 1949_ 1937" يأتي ضمن " هذا المشروع البحثي الذي يروم إلى استنطاق الذاكرة الوطنية في بُعدها الإقليمي والعربي والدولي، من خلال وثائق تفيض بوطنية صادقة من زعماء الحركة الوطنية المغربية،ويضم الكتاب ذخائر من نفائس الوثائق الدفينة من أنشطة ومراسلات شخصية بين زعماء الحركة الوطنية في الخارج ونظرائهم داخل المغرب، ومن بين هذه الرموز نذكر محمد بن عبد الكريم الخطابي وعبد الخالق الطريس وامحمد بن عبود وعلال الفاسي وعبد الكريم غلاب وغيرهم. ومراسلات أخرى مع نظرائهم من زعماء العالم العربي، أو التي تتضمن مراسلات مع هيئات ومؤسسات رفيعة من قبيل مكتب المغرب العربي في القاهرة ولجنة تحرير المغرب العربي والجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة وغيرها، والتي حاولت التعريف بالقضية المغربية ومستجداتها الداخلية في هاته المؤسسات الرفيعة." حسب الكتيري في تقديمه للكتاب.

كما يورد الباحث مجموعة من الوثائق التي حاول فيها الوطنيون المغاربة تدويل القضية المغربية في أروبا وأمريكا، من خلال مراسلاتهم لبعض المسؤولين في القارتين، أو من خلال التواصل مع نظرائهم المغاربة في بلدان بأروبا من قبيل إسبانيا وفرنسا المحتلتين وإنجلترا، بالاضافة الى مجموعة من الظهائر والمذكرات والمشاريع التي قدمت داخل أو خارج المغرب حول الحركة المغربية في الخارج.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى