الخميس ٦ نيسان (أبريل) ٢٠٠٦
حديث الاثنين
بقلم مصطفى كابية

ما أحوجنا هذه الأيام إلى جمهور يتذوق الشعر و يهوى القصيد

صباح الورد و الياسمين..

سبحان الله...أعلم أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، لكن الغلو في الاختلاف بدون وجه حق لن يفسد قضية الود فحسب ، بل إنه يتعداها إلى أن يصبح ظاهرة مرضية يستعصي - إن لم نقل- يستحيل علاجها..

ما أحوجنا هذه الأيام إلى جمهور يتذوق الشعر و يهوى القصيد..تستهويه لغة الضاد و يتذوق سماع نثرها و شعرها..
وإذا كانت حاجتنا كبيرة لمثل هذا الجمهور المتذوق للشعر، فما أحوجنا إلــى من يهوى الكتــابة الشعــرية في زمــن العولمــة و الضياع...و ما أحوجنا إلى براعم الشباب التي تأبى وسط بوهمية العصر، إلا أن تحاول ، ما استطاعت، إعادة الاعتبار لشعرية اللغة و شعر المعاني..كل حسب طاقاته ..المهم المحاولة و عدم التسليم بالعجز و عدم الاستطاعة..

و لنعـد لصلـب الموضـوع: "الاختـلاف" بدون وجــه حق....، و حتى لا أثقل عليــك عــزيزي القــارئ ، إليــك بعض التفاصيـل، و بعض الخلفيات التي تبرر كتابة هذه السطور، مع ترحيبي التام بكل " اختلاف" مع ما أراه، شريطة توخي الموضوعية ،ليس "اختلاف" من أجل الاختلاف بل تبرره الغيرة على لغة الضاد عموما ، و عشق ديوان العرب على وجه الخصوص...

الموضوع ببساطة متناهية حديث بين طالبين اثنين كلاهما في مقتبل العمر..يدرسان بكليــة(.....) و الآداب العصريــة ( مع تحفظي الكامل على مثل هذه المسميات) ، الطالب الأول يهوى اللغة الشعريــة و يستهويه التعبير كتابة عما يخالجه من مشاعر و أحاسيس صادقة ،تشهد على ذلك باكورة كتاباته التي رأت النور مِؤخرا على نسق ديوان شعــــري،نلمـــس مــــن خــــلال تصفحـه عفويــــة و تلقائيـــة و الأهم...صدق معاناة صاحبــه.... و مـن هـنا أنتقــل إلـى الطالب الثانــي الـذي يــرى-سامحه الله- أن كل كلام غير موزون و غير مقفى لا يعتبر شعرا.. و على الرغم من محاولتي عدم إعطاء الموضوع أهمية، لكنني وجدت نفسي أردد : سبحان الله .. سبحان الله... أعلم أن الموضوع أعمق بكثير من هذا المستوى من النقاش ، و أنه أسال مداد الكثير من المؤيدين و المعارضين ، و أنه شكل موضوعا خصبا لصراعات فكرية عديدة إلى يومنا هذا..المهم من هذا كله أتمنى أن أتوجه إلى كل المهتمين من قريب أو بعيد بحقل الشعر و الكلم الطيب : رأفة بشبابنا المبدع..خصوصا عند بداياته في الكتابــة و أخذه باللين إلى أن تستقيم لغته الشعرية، و يستقر قرين الشعر بداخله فلا يجد عنه حيادا .. خصوصا في هذا العصر بالذات ..فما أحوجنا لأضعف الإيمان : صدق الكلام و المعاني .. لأن زخم الحياة "المتحضرة" ينأى بنا بعيدا عن تذوق الشعر فبالأحرى كتابته ..

و حتى لا أتهم أنني بقولي هذا أكرس مبدأ إضعـاف اللغة الشعـرية و الزج بها في متاهات العشوائية و الفوضى.. أود التأكيد على أن لكل عصر آذانه.. و ليس معنى ذلك أنني أؤيد الخروج أو التمرد على قواعد و أصــول اللغــة الشعــرية (....) ؛ خصوصا و أن تكويني الأكاديمي بعيد كل البعد عن مجال الكتابة الأدبية ناهيك عن الشعرية منها..لذلك هناك احتمال كبير أن يجانبني الصواب فيما أقول ..لكن غيرتي على لغتنا العربية عموما و على الشعر منها خصوصا هو الذي دفعني لمناشدة المهتمين بالميدان إلى الرأفة بشبابنا المبدع...

و للحديث بقية إنشاء الله...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى