السبت ٢٥ حزيران (يونيو) ٢٠١١
بقلم فراس حج محمد

ما عدت أبحث في دفاتري القديمة عن أمان

يا ليت أني لم أزرها البارحةْ
يا ليت أن النفس ذابت في الدروب الصادحةْ
يا ليت أيامي تشظت في خلايا الموتْ
ألف ألفٍ فادحةْ
فالروح صارت من شقاء الأمس تتبع ظلها
في كل يوم جارحةْ
أستعيدُ الحزن قوتا
وأضحت كالعدو لدودة
أسقامها متكالحةْ
يا ليت ذاك اليوم كان مجبولا بأنات الأرقْ
كيما لا يشقى الورقْ
كيما لا تُعصى القلوبُ على
شفاهٍ من غرقْ
يا ليت أن الشمس ذاك اليوم
جارت في الغياب
وأمطرت سحب الصردْ
وأنهلت أرواحنا بعض
البردْ
كيما لا يشقى المحبُّ بهجر أحباب
لهم قلبٌ تشدد بالحردْ
أقسى من الحجر الأصم
وأنكد من نكدْ
عشرون جرحا أزهرت في عمق آلامي
وسحّت بالسفرْ
عشرون سيفا أعملت في قلب روحي
وعادت بالمطرْ
عشرون ليلا أسهرتني في شقاء الهمِّ
محموم النجوم على تباريح الوترْ
عشرون في عشرين نفس أزهقت
على حنين الوهم في نوم الإبرْ
هذا أنا من بعد أن فتكت بالحب أسفار الخطلْ
من بعد أن أشعلتني متجردا من كل آمالي العراضِ
بلا أمان أو أملْ
هل من بعد أن هدأت في النفس أوجاعٌ
تعود وتشتعلْ
ما ذنب قلبي كي يعوم ويضطربْ
ما ذنب روحي أن تضيع وتحتربْ
ما ذنب عقلي ألا يجمع عقله
ويطير مهوسا خربْ
ما ذنب عمري الجاوز السهر السفيه
يعود نحو أوهام ينوء وينتكبْ؟؟؟
ما ذنب ذنبي أن يعود يكتب في متاهات الكتبْ؟؟؟!!
هل من ندمْ؟
هل من عودة نحو السلامة والوداعة والأمانْ
نحو السعادة والهناءة والهداية والبداهة والبساطةِ
من دون أن أشقى بخسران الرهانْ
هل من عودة نحو آيات الغرام المستكنِّ مع الأحبة
في الحياة على ترانيم الشجون
يكفي أنني فيض تشظاه الزمانْ
يكفي أنني فاقد بعض المسافات التي قصُرت
وأوهامي تردت في شكوك الامتحانْ
أعلنت: أنك من تجاربي العنيفةِ إلا أنني ما كنت أرجو
أن أموت على شراع الامتهانْ
ألا غيبي ألا غيبي ما عدت أبحث في دفاتري القديمة عن أمانْ!!!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى