الثلاثاء ١١ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٢
بقلم
ما كُنْتُ أعْرِفُ
ما كُنْتُ أعْرِفُ أنَّ حُبَّكِ يَهْلِكُ | أنَّ النُّجومَ بَعيدَةٌ لا تُدْرَكُ |
أنا لَمْ أُصَدِّقْ حينَ قالوا: قاتِلٌ | وَالْآنَ نارَ الْحُبِّ بِالْيَدِ أمْسِكُ |
قَدْ تُهْتُ في فَلَكِ الْحَبيبَةِ حالِماً | وَإبارُ شَوْقي فَوْقَ صَدْري تَدْبكُ |
أفْنَيْتُ عُمْري في انْتِظارِ ضِيائِها | وَالْوَقْتُ يُطْحَنُ وَالْمشاعِرُ تُعْلَكُ |
يا قَلْبُ ما هذا الّذي يَجْري بِنا | بِالرّوحِ هِجْرانُ الْحَبيبَةِ يَفْتِكُ |
مِنْ أيِّ طينٍ قَدْ عُجِنْتِ حَبيبَتي | إنْ كُنْتُ أبْكي ما الّذي بِكِ يَضْحَكُ |
هَلْ أنْتِ حَقّاً قَدْ فَرِحْتِ لِرُؤيَتي | أمْ أنّها الأيْدي شَماتاً تُفْرَكُ |
يا مَنْ سَلَبْتِ مِنَ القَصيدِ بَهاءَهُ | تَنْهارُ أَعْمِدَتي وَحَرْفي يَحْلُكُ |
إنّي أذوبُ وَلا حِراكَ لِقَلْبِها | وَمَتى الصّخورُ تَحُسُّ أوْ تَتَحَرّكُ |
يا صاحِبي الْأعْمى الْبَصيرَ قَتَلْتَني | أوَلَمْ تَقُلْ: وَلِكَلِّ حَبْلٍ مُمْسِكُ * |
إنّي أرى حَبْلاً وَحيداً ها هُنا | هُوَ حَبْلُ مِشْنَقتي يُشَدُّ وَيُتْرَكُ |
* الشطر (وَلِكَلِّ حَبْلٍ مُمْسِكُ) لأبي العلاء المعري