الاثنين ٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
بقلم سلمان ناطور

مسرحية "الخليل"

"من يملك الحق التاريخي في هذه الأرض؟

عن مركز "أوغاريت" الثقافي في رام الله صدرت مؤخرا، الترجمة العربية لمسرحية "الخليل" للكاتب الاسرائيلي تمير غرينبرغ وقد ترجمها الكاتب سلمان ناطور وكتب مقدمة لها تحت عنوان "من يملك الحق التاريخي في هذه الأرض؟" جاء فيها: في المسرحية قد يضايق القاريء العربي أو كل من يدرك حقيقة الصراع في المنطقة، وضع العائلة الفلسطينية صاحبة الحق في المكان والحياة على قدم المساواة مع العائلة اليهودية المعتدية على المكان والتي تمارس فرض علاقات غير متكافئة بقوة السلاح والأوامر العسكرية التي يصدرها رب العائلة الحاكم العسكري للمدينة أيضا، فليس من شأن المسرحية أن تثير العطف على الطرف المعتدى عليه وان كان هذا أمرا مشروعا في العمل المسرحي وفي أحيان ضروري ولكن في الواقع، كما يحدث في مدينة الخليل، حيث ترتكب الجريمة يوميا، فان التعاطف مع المعتدى عليه ليس هو الغاية الأهم في هذا العمل المسرحي بل شجب سلوك المعتدي والنظر إلى بشاعته وفظاظته لوقف هذا الاعتداء، والمسرحية لا تترك مجالا للتأويل والالتباس في هوية المعتدي وبشاعته."

ويضيف ناطور في مقدمته: " ملفت للنظر في هذه المسرحية لغة النص الأدبية والشعرية، هذه اللغة التي تكاد تكون مفقودة بشكل عام في المسرح والمسرح الإسرائيلي بشكل خاص، والبناء المسرحي هو كلاسيكي بكل معنى الكلمة، يعتمد على فصول ومشاهد وحركة داخلية لتأجيج الصراع والنهاية التراجيدية، وقد أضاف عليها المؤلف أبطالا وشخصيات "محايدة وليس لها موقف سياسي ولا تنتمي إلى أية هوية قومية أو دينية أو ثقافية وسياسية، إنها شخصيات تمثل الطبيعة وهي أيضا تتحول إلى ضحية: الأم الأرض، يوم ربيعي دافئ، يوم عاصف، أشجار زيتون، أعشاب، وغيرها ، هذه الطبيعة التي حاولت أن تتدخل في أكثر من مرة لوقف النزيف وحسم الصراع لكنها نزفت هي نفسها وقطعت أشجارها الواحدة تلو الأخرى."

ألكاتب المسرحي تمير غرينبيرغ، هو مهندس معماري وهذه هي تجربته المسرحية الثانية اذ كان تقدم عام 1987 بعمل مسرحي عرض في مهرجان عكا للمسرح الآخر بعنوان "نشيد لداود" ونالت المسرحية في حينه عدة جوائز، وله أيضًا ديوانان من الشعر باللغة العبرية، وكان صرح في مقابلات صحفية، بعد إنتاج "الخليل"، أنه لم يكتب مسرحية سياسية، وهي ليست وصفا لما يحدث يوميا في مدينة الخليل، بل أراد أن يظهر عمق الصراع على هذه الأرض وما يدفعه الطرفان من ثمن باهظ؛ "لم أحاول إصدار حكم على أي من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. ومع ذلك فهناك طرف حاكم وآخر محكوم".

وأضاف " السؤال الذي كنت طرحته على نفسي هو: هل نملك حقًا تاريخيًا في "أرض إسرائيل"؟ الجواب هو نعم، لأنه ان لم يكن الأمر كذلك لما كان لنا حقّ في العيش هنا. لكن في الوضع الحاليّ فإنّ هذا الحقّ التاريخيّ باطل لأنه يصادر الحياة الطبيعية".

يذكر أن المسرحية هي نتاج مشترك للمسرحين الكبيرين "هبيما" و"الكاميري" في تل أبيب وقد أخرجها عوديد كوتلر ويشارك في التمثيل: مكرم خوري، غسان عباس، يغئال سديه، نينا كوتلر، رائدة أدون، يوسف سويد، كلارا خوري، هشام سليمان، عيدو موسري، إفرات أفيف، عيدو روزنبرغ، نداف أسولين، دوريت غبيش،يوفال راز، ألون دهان، الطفلان محمود مشهراوي ويعقوب حنانيا

"من يملك الحق التاريخي في هذه الأرض؟

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى