الأحد ٣٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم محمد سيد عودة العزامي

مسرحية نجمة مارس

المشهد الأول

يرفع الستار (تبدو الأم وهي تُعدُّ الطَّعام وتجهزه لأولادها)
تأتي سعاد من حجرتها و تستعد للخروج إلى المدرسة، يبدو عليها الاستعجال.

سعاد: صباح الخير يا أمي
الأم: صباح الخير يا قلبي

سعاد:

أحبك ما رأت عيني ولم يأسرني إلاك
أحب هواك مذنظرت إلى عيني عيــناك
فروحي ما رأت روحاً ولا أحضان إلاك
ولكن ما لعــينــيك أرى الأحزان تسكنها

الأم (في نبرة حزن)

وكيف لا وقد ضاعت مع الأحلام أختاك
وعمّ الحزن أركاني مع بؤس وأشجان
وناديتُ على قلبٍ مع الأيام يعصيني
ويمضي العمر لا ادري أيرجع أم يعاديني؟

سعاد  (وقد تأثرت وبدا عليها الحزن و تحاول أن تخفي)

لا تجزعي أماه قد تصفو السماء وتعود في تلك العروق دماء
وتفتَّحُ الأزهار في كل الروبا ويعمُّ في كل البلاد رخاء
لا تجزعي إن عمَّ غيم كاذب فما لسحابة في صيفٍ بقاء

المشهد الثاني:

أميرة:

أيا عزُّ قد أغضبت أماً عظيمةً وقلباً مع الأحزان يدعو ويصبر
وليتك ِ قلت الحقَّ حين نطقته ويا ليت عقلاً فيك يا عزُّ يذكر
فيا ليت قلبا فيك يصبح نابضاً ويعرف أغلى ما ملكت وينكر
نصحناك يا أختاه علَّك ترعوي فالنصح أغلى ما يباع ويظهر

دعاء: الأمُّ

الأمّ أغلى ما أريد وأبتغي ولها أعيش على الصراط وأنتقي
لها أعذب الكلمات مني مرسلة بها أدنو من نور الحبيب وأرتقي
هي زهرة الروض البديع جمالُهُ هي مهجتي هي سلوتي ودوائي
بها أوصى ربُّ الكون حين دعانا في قرآنه وببرها أوصـانـــــا
فكيف يا عزُّ يا أختاه تعصين؟ مّاً بكل كنوز الأرض تفدينـــا

عزة: إنها لا تحب لي أن أمرح!!

دعاء: إنها تخشى عليك من الذئاب العابسينا
فهي تعمل على الحفاظ علينا
فقد سهرت وقد تعبت سنـــيــــنا
فقد مات أبونا وعاشت من أجلنا
ترعى وتحرص أن نكون ..
وها هي ذي يا أختاه تبغي
أن نكون في سماء الكون
نجمات تتلألأ
عزة: أنا قد سئمت من التحكم
في حياتي هكذا!!
دعاء: ليس ذاك – يا أختاه – تحكماً
بل هو الخوف يا عزُّ عليك
ها هو الفجر ينادي فاسمعي
وهلمّي نحو أُمٍّ تبتغي عزّك
عزاًً يدوم مع السعادة و الهنا

عزة: ما زال في قلبي شكوك!!

أميرة:

أيُّ شكٍّ تقصدين ؟
أيُّ فعلٍ تبتغين ؟؟

دعاء:

يا عز لا تتعجلي باللوم حتى تسألي
فإن أنت تبينت الذي يوجب اللوم فلومي وأعذلي

أميرة:

أماه تبغي لنا السعادة في الدنا
والسعد كل السعد عند الآخرة

دعاء:

ألا تدرين أن المرء يحرم حسن الآخرة؟
وكذاك كان أما سمعت بعلقمة؟

أميرة:

الأم أولى الناس بحسن صحابتي
وكذاك قال لنا الرسول محمد
 
وأكبر أن يعظمها لساني
بلفظ سالكٍ طرق الطعام

دعاء:

أنا لا أجد لها الكلمات تعطي حقها
فهي أجل من الحديث وأعظم

المشهد الثالث:

الأم:

حبيبتي الغيث ينمي الحياة والسيل يجرفها وكلاهما ماء
الفضيلة والرزيلة ضدان فإن حلت هذه رحلت تلك
وليس الحزم غلظة ونقمة وإنما هو كلمة و حكمة
فقد يكون في المرتع مصرع وقد يكون في الضِّياع ضَياع

دعاء:

أمي دوماً نبع الحكمة
دوماً تعطي أجمل كلمة

عزة:

أمي زهرة في البستان أمي أجمل كل أوان
أمي نبع فيض حنان أمي شمس في الأكوان
أمي قمر ،هي عنواني هي بقلبي وبشرياني
هي- لعمري- الضوء الاخضر تدنو مني بكل كياني
فكيف أكون الولد العاصي؟ كيف أطاوع ذا الشيطان؟
كيف و ربي في القرآن قد أوصاني ألا أعصي يوما أمي؟
ألا أبعد يوما خطوة ألا أقول يوما أفٍّ
أبسط كلمة عند الغضب عفوا أمي عذرا أمي
فأنا منك دوما أقرب إني أقرب نحوك أمي
عفوا أمي عذرا أمي فارضي عني

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى