الأحد ١٠ شباط (فبراير) ٢٠١٣
بقلم محمود سلامة الهايشة

مشهد مسروق!!..

نظرت سمية لساعة الحائط المعلقة في منتصف صالة شقتها، السابعة مساءً.فألقت النظرة الأخيرة على حالها أمام المرأة للتأكد من تناسق تسريحة الشعر والبلوزة.انطلقت.. استقلت سيارتها.متجهة لدار السينما الموجودة وسط البلد.لمشاهدة العرض الأول من فيلم الصيف الجديد "الوردة الناقصة".بدعوة من أحد الأصدقاء في العمل. انفتحت الستارة وأطفئ النور قاعة السينما؛بدأ العرض صفق جميع الحضور.بعد مرور حوالي أربعين دقيقة من بداية الفيلم.فوجئ الجمهور الذي يملئ صفوف السينما.بصراخ شديد من أحدى النساء.فتلفت الجميع لمصدر الصوت.فزاد الصراخ والوعيل.. وهي تقول أثاثي المسروق.ديكوري المسروق.. أغراضي..أغراضي. فاضطرت إدارة السينما بإيقاف عرض الفيلم..وإنارة جميع أضواء قاعة العرض.ليفهموا ما الأمر!!.فكانت المرأة التي تصرخ هي سمية. مهندسة الديكور الشابة والمتميزة.فتوجه إليها مدير دار السينما يسألها.

ما الخبر لماذا تصرخين؟!.

أصرخ لأن.. الأثاث الذي ظهر في المشهد السابق الذي عُرض هو ملكي.

فنظر إليها الرجل وجميع الموجودين بقاعة السينما باستغراب ودهشة شديد!! فقد شكوا في أمرها.

فقال لها في حيرة:

أثاث الفيلم ..كيف يكون ملكك؟! ده كلام يصدقه عاقل؟!

هذا الأثاث وتلك الديكورات سرقت من شقي منذ ثلاث شهور عندما كنت مسافرة خارج مصر لزيارة زوجي في بلد عمله.فرجعت لشفتي فوجدتها مسروقة وقد أبلغت الشرطة وقتها.وحفظت التحقيق لعدم الوصول للجاني.

فجاءوا لها بكوب عصير ليمون لكي تهد أعصابها وسط ذهول الجميع.وأثناء احتسائها لليمون.سألها مدير السينما:

كيف عرفت أن الديكور الموجود في الفيلم أثاثك؟.
فابتسمت ابتسامه بسيطة.

يا أستاذي الكريم أني مهندسة ومصممة ديكورات وأثاث. وأغراضي جميعها من تصميمي. فكيف لا أعرفها.

فخرجت سمية مع مدير دار السينما ومجموعة كبيرة المشاهدين لقسم الشرطة التابعة له السينما وتم تحرير محضر بما حدث أثناء عرض الفيلم الجديد بدار السينما.وذكر سمية بالمحضر رقم محضر السرقة الذي قد حررت منذ ما يقرب من ثلاث شهور وبه مواصفات أثاثها المسروق.وعلى الفور تحول المحضر من الشرطة إلى النيابة العامة.والتي أمرت بدور بضبط وإحضار منتج الفيلم.فجاء المنتج، وواجهوه بالموضوع.فطلب المنتج حضر المنتج المنفذ؛والذي استدعى أيضا مسئول المشتريات.والذي أوصل النيابة إلى أحد تجار الأثاث والديكورات المستعملة.حيث أرشد على الجاني الذي قام بسرقة شقة المهندسة.فتم القبض عليه وتحويله للمحكمة المختصة لمحاكمته.وأمرت النيابة برد الأثاث والديكورات التي تم تصوير بها المشهد الذي رأته سمية.وبتفتيش بيت الجاني عُثر على باقي المسروقات.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى