الأحد ١٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٠
بقلم سعيد العلمي

مـقـبرة الـغـربة

وقفتُ وحيدا في المقبرة الاسلامية الوحيدة في إسبانيا، في بلدة غرينيون قرب مدريد، تحيط بي قبور كتبت عـلـيـهـا أسماء عربية وإسلامية بينـهـا أسماء لبعـض أترابي من رفاق الغربة.

قـبورُ أحبابٍ وأغـرابٍ هـُـنا جَـثـَمَتْ عَلـيـْها صَخرةُ النـِّـسيانِ
أسماءُ كان صِحابـُها مِنْ صُحْـبَـتي في غـُـرْبَةٍ موْفـورة ُ الأشـجانِ
جـئـنا لـمدريد نــتوقُ لأ فـْـقِـنا أحلامُـنا كَـشبابـِنا الفـتـّـانِ
ومَضَتْ سِنـونُ العـُـمـْـرِ تـقـْـطـُـرُ خِلـْسَةً ونـَخالـُها لا تـنـْـقـَـضي بـِزَمانِ
وتـقـاذفـانـا حَـظـُّـنا وقـضاؤُنا كـلٌّ على نـَهْـج ٍ لهُ وأماني
فـإذا الـتـقـَـيـْـنا كان كلّ حديثــنا عـنْ غابـِرِ الأيامِ والأوْطانِ
ونظلُّ نصبو أن يكونَ رُجوعَـنا في يوم ِ سعْـد ٍ مُـقـبـِل ٍ رَيـّانِ
ويـظـلُّ جُـلمـودُ الحـياةِ مُدَحْـرَجٌ نـَحْـوَ المَقابـِرٍ في غَـدٍ ومَـكانِ
حـتـّى وقـفـتُ على لحودِ صِحابَةٍ أسـماؤهُـمْ محـفـورة ٌ بـِجـِـناني
وحياتـُهُـمْ كانـتْ ومُـنـذُ ولادَةٍ مِرآة ُ أيـّامي ونسـخُ زَماني
ماتوا كـُـهولا ً لمْ يـشـيخوا... لـمْ يَـنوا وبـِكـُـلِّ مَوْتٍ قـِصّـة ٌ ومَعـاني
عاشوا كأغـْرابٍ وتِـلـكَ قـبورُهـُـمْ في غـُـرْبةٍ أخْـرى مَعَ الخـُــلانِ
"غِـريـنـيونُ" ضَـمّـتـْهُـمْ فـطـوبى لأهْـلـِها يا بَلـدَة َ الأخْـيار ِ والعِـرفانِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى