الخميس ١١ نيسان (أبريل) ٢٠١٩
بقلم عاطف أحمد الدرابسة

مقبرةُ الأسرار‎

قلتُ لها:
لا تحاولي أن تسبُري أغوارَ نفسي
فأسراري الدّفينة عميقة
كم قلتُ لكِ إنّي :
صورةٌ عن الأرضِ
والأرضُ مرآة ..
هل تعلمينَ يا حبيبةُ
أن الأرضَ لا تكشفُ عن أسرارها
إلّا اذا زُلزلت
أو ثارَ في أعماقها بُركان؟
أخافُ على عينيكِ أن تتعب
وهي تتأملّني
وأخافُ على نورها أن ينطفئَ
على عتبات صخوريَ النّاريّة
أو يذوبَ بينَ تفاصيلِ رواسبي
أو يصيرَ كالرّمالِ المُتصلّبةِ .
أو كبقايا كائناتٍ
تحلّلت منذُ ملايينِ السّنين ..
لا تُبحري كثيراً بخاطري
فتغرقي في مياهِ جوفي السّاكنة
أو تتحلّلي في أعماقِ نفطيَ المُهاجر
كنفطِ العرب
أو تتحفّري
كما تحفّرت منذُ ملايينِ السّنين
كائناتٌ من بني الحَشَر ..
يا حبيبةُ كم قلتُ لكِ:
الأرضُ أُمِّي
وأنا صورةٌ عن صحرائها وجبالها وجُزرها ..
عطرُكِ من أزهاري
وما تجمّرَ من بُخوري
وحرارةُ جسدكِ من لهيب صحرائي
ورقصُكِ من تموّجاتِ بحاري
وهذا الشّعرُ المسدولُ ينسابُ على صدري
كانسيابِ أنهاري
لا تشقُّي صدري
أخافُ على مشاعركِ
أن تُصابَ بحممي وأحقادي وآلامي ..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى