الجمعة ٢١ آب (أغسطس) ٢٠٠٩
بقلم صبري هاشم

مملكة البدو

بيتٌ للشَعَرِ وعتمةُ ليل
وهنا أُقيمتْ مملكةٌ للنسيان
ستزولُ مع الأيامِ
في موسمٍ قادمٍ
بيتٌ في صمتِ الباديةِ
لبشرٍ يستضيفون قمراً في الصيفِ
ويُهدهدون موقد الشتاء
وغير جمراتٍ في طبقٍ ياقوتيٍّ لا ذؤابة ترتجفُ هناك
بيتٌ للعابرين يواسي الغضا
يسامرُ الرّكبانَ
ويؤاخي زفيرَ شمسِ الهجيرةِ
آهٍ مِن بيتٍ في باديةِ الله
آه مِن خَلوةِ بدويةٍ مع فحلٍ في برّية
ستنتفُ لحيةَ القمرِ
وتُمزِّقُ ثيابَ الرّيحِ
آهٍ مِن مملكةٍ
ما أنْ تُقام حتى تزول
 
*** ***
مِن المعنى مُجرّدٌ أنا
مِن ثيابِ المُقاتلِ
مِن أسلحتي مُجرّدٌ أنا
وأحلامي هاجرتْ على ظهرِ زورقٍ جاورَ الغيمَ
فبأيِّ الصبواتِ أحتفي
وأيّ الكلماتِ المُصادرة
لم يبقَ مِن أشيائي غيرُ الهزيل
وأمامي لم يبقَ غيرُ اقتحامِ الرّيحِ
سأفتحُ بمديةِ الماردِ جسدَ الباديةِ
وعَبْرَه سأفتكُ بأشداقِ التنين
عبرْنا ليلاً مِن كثبان
ومع الغضا تحاورْنا في غفلةِ الدليل
قلنا للدليلِ خُذْ نجمتَكَ العاهرةَ وارحلْ
فنحن سلكْنا مسار الرّيحِ
كان الرملُ يُزقزقُ ندىً في كانون الأول
ومِن فوقنا يُطحنُ الهواءُ
هناك موقدٌ عند التماعةِ الياقوتِ
هناك على بابِ بيتِ الشَّعرِ رمحتْ أَمَةٌ مِن تلك الأيام
سألتْنا
كنّا عبثاً نوصلُ الكلام
وكنّا نخفي العُريَ في العتمةِ
لكنما النفس بين الفينةِ والفينةِ تُضيء
فتنكشف لها الأعماقُ
خُذي يا أمةَ اللهِ بعضاً مِن دهشتِنا
فنحن ما زلنا على مسافةٍ مِن بيضِ القطا ندرجُ
ونحو جسدِ النعامِ نتوسل

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى