السبت ١١ شباط (فبراير) ٢٠٠٦
بقلم أسماء صالح الزهراني

من أرشيف انكساراتها

هذا الصباح كان مختلفا، عبارة تخرج من أفواهنا مقترنة بالحياة، الحياة هي الشعور بها، والاعتياد يقتل الشعور، ولهذا نحن نهتف حين تتنبه حواسنا، تشعر بمرور الهواء، وبطعم الماء، نهتف: هذا الصباح كان مختلفا..

وهذا الصباح كان مختلفا، رأيت تفاصيل لم أكن أعرفها في شارعنا، انتبهت على شامة جديدة في وجه طفلي، سمعت أغنيات طفلتي بنبرة جديدة.. ولم أتساءل عن السبب.. كانت الثواني ألذّ من أن تضيع في التساؤل....

* * *

من أرشيف انكساراتها (1)

تمشي على استحياء، وحول البئر تتزاحم المناكب، تنتظر أن يفسح لها أحد معبرا صغيرا، يطول الانتظار، وليس ثمة من يحمل عنها الماء، فتقرر المضي، تنتقش في أنحاء كيانها آثار الزحام، تفيض مياه مالحة من كل جسدها، تحمل حروقها وتمضي.

ملأت جرتها، وبالكاد خرجت من الزحام بنصف ما في الجرة ونصف ما في الروح، تتعثر خطاها لكنها لا تملك خيارا غير المضي، التوقف في نقطة تعامد الذهول مع التيه هو انتحار، والانتحار فكرة تتقيؤها الأعماق.

لا تدري لم خلقت أصابعها والقلم متعانقين، الحواجز بينهما ملغية لكنها تقيم له الف حساب..... ثم لما رأى القلم أن انكساراتها في ازدياد متسارع قرر أن يحررها من الصمت، حاورها كثيرا عن استعداده للحركة بيدها كيفما شاءت ومتى شاءت، حاول أن يقنعها أنه خلق لكي يترجم، لا عمل له غير ذلك، فرفضت أن تختزل وجوده في الترجمة، لطالما قال ما لم تسطع قوله، لطالما امتشق سيف الكلام دونها، يجابه ثورات الضمير، وينبش ظلمات الوجدان حين يغرق في طوفانات الحيرة. توحدت معه، امتزاج الروح بالحبر، وليس سهلا أن تراق الروح في أي مكان وأي مناسبة.

لم تختارين الهزيمة قبل أن تفكري في المواجهة، قال لها:

 لآن خبرتي في الهزيمة أكبر من خبراتي في المواجهة

 ربما لأنك لم تحظي بمواجهة عادلة

 ربما


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى