السبت ٢٢ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم نمر سعدي

موسيقى مرئية

قدماكِ تعزفان ِ موسيقى مرئية
بي رغبة ٌ لاحتضانها حتى الضياعْ
 
(1)
 
من قاع ِ نهر بويبَ
تصعدُ لهفة ُ السيّابِ
يأتي صوتهُ المحمولُ فوقَ الريح ِ
يصرخُ في عراءِ الروح ِ
يعصفُ بي كوردٍ غامض ِ المعنى
يعانقُ داخلي المجروحَ
دونَ دم ٍ أثيريٍّ
أحبيّني لعلَّ طفولة الأشجار ِ
تحملنا إلى ماض ٍ هلاميٍّ
بلا عربٍ وعاربةٍ
يُرفرفُ فيكِ نهرٌ قاحلُ الإحساس ِ
يصرخُ آخري :
لا تنظري لسدومَ _ وجهكِ لعنتي ورؤايَ_
أوقدتُ الزهورَ جميعها فيها
وماتَ على مداخلها إنتظاري
لبهاءِ ما أحرقتِ من لحم ِ الشموع ِ
ومن ضلوعي
إذ ينازعها محارُ بويبَ أوجاعَ
الندى والعاج ِ في سرِّ وصلصَلةٍ
(أحبيّني لأني كلَّ من
أحببتُ غيركِ لم يحبوني)
وداسوا القلبَ مرميَّاً على نوّاركِ
المحروق ِ بالقبُلاتِ
يذبلُ فيَّ صيفُ الحُبِّ والرؤيا
وتزهرُ فيكِ ناري
 
(2)
 
من ألفِ دهرٍ ضائع ِ القسماتِ
مثلكِ أو يزيدْ
ودمي يُصفِقُّ في ربيع ٍ مرَّ
أو صيفٍ بعيدْ
ربَّيتهُ بفحيح ِ عطركِ
وإنحلالكِ في مساءِ الروح ِ
يا جسدَ الورودْ
ربَّيتهُ بغيابكِ المملوءِ بالأحلام ِ
عارية ً وحافية ً تنامُ
على إشتعال ِ الماءِ بالنارنج ِ والدفلى
كأنَّ دمي وليدْ
ربَّيتهُ بغدٍّ يرفرفُ فيَّ مثل الحلم ِ
أو بيدِّ من الشفقِ ِ المجنَّح ِ
في فراشاتِ النشيدْ
 
(3)
 
من ألفِ حُبّ ٍ ضائع القسماتِ
مثلكِ أو يزيدْ
وأنا أسيرُ لهوَّةِ الماضي السحيقة ِ
باحثاً عني وعن ……
لغةِ الحقيقة
سيزيفُ أحملهُ ويحملني على
جبلِ الخطيئةِ والعذابِ
لكلِّ قلبٍ حلمُهُ العذريُّ منا
والمُكفّنُّ بالضبابِ
يطلُّ من شجرٍ يضيءُ عليهِ
أو من كوّةِ القمر ِ العتيقة
 
(4)
 
لا غابة ُ الأشواق ِ تعرفنُي
ولا حزنُ السنونو في دمي يبكي
ولا عشبٌ على هُدْبٍ يُلامسني
يحيلُ دمي حديقة
وغداً حلولي فيكَ يا
جسدَ القصيدةِ وإنكساري
في مراياكَ الشفيقة
وغداً حلولُكَ فيَّ يا معنىً بلا لفظٍ
يؤثثُّ بالصراخ ِ وبالرؤى
مجدَ إنتصاري
 
(5)
 
ومن إنهمارِ الناس ِ مثلَ الدمع ِ
في وجع ِ الزحام ِ أو
الكلام ْ
ينسلُّ وجهُكِ مثلَ عصفور ٍ شماليٍّ
يُودُّعني وملءَ حفيفهِ
ورفيفهِ
تأتينَ من عبق ٍ
ومن شبق ٍ
كأقواس ِ الغمامْ
الشمسُ تغسلُ كاحليكِ
بما ينزُّ من المَحارْ
من لمسةٍ عطشى يذوبُ
على أصابعها الظلامْ
ضوءاً رخاميّاً ……..
تفتَّحُ فيهما زهراتُ نارْ
 
(6)
 
لا تتركي داوودَ آهِ
رأيتُ جالوتاً رماهْ
فوقَ الصخور ِ ……….
رأيتُ أحصنة ً بأجنحة ٍ
ترِّفُ على دماهْ
لا تتركي فوقَ الصليبِ
يسوعَ وهو يصيحُ آهْ
 
(7)
 
تفاحة ٌ عيناكِ تقضمها الأفاعي
في كهوف ْ
ثلجُ السنين ِ يسُّدها عني
وعن قمرِ الخريفْ
عيناكِ..؟؟!
أم جنكيزُ خلفَ البحرِ يشحذ ُ
لي السيوفْ
وأنا سمائي كُلُّها
تغفو على نقر ِ الدفوفْ
 
(8)
 
سأعيشُ مسكوناً بنبض ِ يديكِ
مدهوناً بزهرِ البرتقالْ
وموسيقى سمفونيةٍ مرئيّةٍ
للحُبٍّ تهمسُ بي تعالْ
سأعيشُ رغمَ قريشَ أكتبها
بعطر ِ دمي يصفقُّ في الرمالْ
وأجيءُ رغمَ قريشَ …….
في قلبي المُحَنطّ ِ
ألفُ رؤيا للجمالْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى