الجمعة ٤ آب (أغسطس) ٢٠٠٦
بقلم
مُذكَّرات فارِس في زَمَن السُّقوط
الأَحَدْصَباحُ الأَحَدبِدايَةُ خَلقِ الظَّلامِ الَّذي لَم يَزَل مُنذُ بَدءِ الخَليقَةِ في قاعِ جُبٍّ ، يُحاصِرُني0أُفَصِّلُ ما بَينَ لَيلٍ ، وَليلٍظَلامُ اليَمينِ، ظَلامُ اليَسارِ، وَليلُ، الوَسَطْظَلامٌ أَمامي، وَخَلفي، وَتَحتي تَعُبُّ الطَّحالِبُ مِن ماءِ قَلبيجُذوري الّتي ضَرَبَتْ في الصُّخورِ عَميقاً تُفَتِّشُ عَن نُسغِ روحيصَباحٌوَلا سَيفَ يَقطَعُ ما بَينَ حَدٍّ وَحَدٍّيُسَمّي الهَواءَ الثَّقيلَ يَميناً، يَساراً، نَهاراًوَليلاً يُسَمّي مَديحَ المُليكِ الّذي سارَ مِن غَيرِ ثَوبٍ يَجوبُ شَوارِعَ حُلْمي الصَّغيرِتَجُرُّ السَّماءَ إليهِ جَحافِلُ نَملٍ لِيَجعَلَ مِنها ثِيابَ الشِّتاءِوَيَسرِقَ عَينيَّ مِنّيوَعودَ الثِّقابِ ، وَساقيَّيَترِكَني فَوقَ ساقينِ مِن وَرَقٍ يَحتَرِقْوَلَيلاً يُسَمّي صَقيعَ الطُّفولَةِ في قاعِ جُبٍّيُسَمّي الجِراحَ الَّتي تَتَفَتَّحُ مِلحاً وَراءَ الأُفُقْأَعُدُّ السِّنينَ عَلى رَأسِ شاهِدِ كَفّي اليَمينِتَدورُ السِّنينُكَأَنّي وَقَفتُ هُنا ذاتَ يَومٍكَأَنّي تَرَكتُ هُنا أَو هُناكَ حِصانيحُطاميكَأَنّي أَعيشُ حَياةً وَراءَ حَياةٍ كَحَبّاتِ مِسبَحَةٍأَدورُتَدورُ السِّنينُوَأُصغي إلى وَقعِ قَلبي يَدُقُّ الجِدارَ بَطيئاً كَعُكّازِ شَيخٍ ضَريرٍيَدُقُّيَدُقُّيَدُقُّوَما مِن مُجيبْالاثنينصَباحٌ جَديدٌسَماءٌ مِنَ الصَّخرِ فَوقيوَعُمري يَمُدُّ جُذوراً وَراءَ الزَّمانِيُظَلّلُ فَوقي المَكانَأُصَلّي وَحيداً، وَأَبكيوَيونُسُ يَأتي عَلى ظَهرِ مُهرٍ يُصَلّي وَرائي-"أَما كانَ دَمعي الَّذي صارَ بَحراً مِنَ الحُزنِ يَكفي؟؟أَضَعتُ الطَّريقَ إلى حُضنِ أُمّي الَّتي اختَبَأَتْ خَلفَ ظَهريسِنيناً أَسيرُ مِنَ القَلبِ حَتّى الوَريدِوَعَينايَ كَفّيكِتابُ النَّبيِّوَحينَ خَرَجتُ مِنَ الماءِ لِلماءِ أَزحَفُ مِثلَ الوَليدِوَجَدتُ الظَّلامَ وَفوقَ الظَّلامِ ظَلامٌفَعُدتُ إلى بَطنِ مُهري لَعَلّي أُصالِحُ نَفسي فَتَعفو المَدينَةُ عَنّي".-سَماءٌ مِنَ الماءِ فَوقيوَأَرضٌ مِنَ الماءِ تَحتيوَلا سيفَ يَفصِلُ ما بَينَ حَدٍّ وَحَدٍّوَلا عَينَ تُبصِرُ ما في الظَّلامِسَواءٌ أَنا وَالضَّريرُ سَواءُتَعَلَّمتُ كَيفَ تَطيرُ الطُّيورُ وَلكنْ نَسيتُ عَلى الماءِ ذَيليتَعَلَّمتُ كَيفَ تَميلُ الزُّهورُ مَعَ الرِّيحِ لكِنَّ جِسمي تَكَسَّرَ مِثلَ الزُّجاجِوَطالَ انتِظاريتَعَلَّمتُ كَيفَ تَظَلُّ الصُّخورُ سِنيناً تُقاوِم سَيلاً مِنَ الماءِيَنخَرُ في عَظمِها مِثلَ داءٍوَلكِنَّ جِلدي تَهَتَّكَ قَبلَ احتِضارِ الشِّتاءِ وَذابَتْ عِظاميتَعَلَّمتُ كَيفَ أُلَملِمُ في عيدِ أَيّارَ أَشلاءَ حُزنيوَلكِنَّ وَقتي تَبَعثَرَ مِنّي وَذرَّتهُ ريحُ السَّمومِ دَقيقاًعَلى أَرضِ مِصرَ الَّتي أَنكَرَتنيوَباعَت قَميصي الَّذي قُدَّ مِن قُبُلٍٍ في مَزادِ النِّساءِتَعَلَّمتُ مِثلَ العَناكِبِ أَن أَنسِجَ الأَرضَ مِن خَيطِ روحيوَلكِنَّ روحي تَهيمُ عَلى عَرشِ ماءٍسَماءٌ مِنَ الماءِ فَوقيوَأَرضٌ مِنَ الماءِ تَحتيوَلا سَيفَ يَفصِلُ ما بَينَ حَدٍّ، وَأَرضٍتَعَلَّمتُ لكِنْنَسيتُعَلى رَفِّ ماءٍكِتابيفَسالَت حُروفُ الكِتابِحَياتيالثلاثاءتَدورُ السِّنينُ وَأُصغي لَعَلَّ القَوافِلَ تَعبُرُ صَمتَ المَكانِتَدُقُّ عَلى بابِ روحيتَمُرُّ القَوافِلُ ريحاًأُنادي أَنايَ الَّتي غادَرَتني حَماماً يَقيسُ المَسافاتِ بَينَي وَبَينَ التُّرابِهَلُمّيفَلا أَرضَ إلاّ ذِراعي لِنَبنيَ عُشّاً لَنا مِثلَ كُلِّ الحَمامِ عَليهِوَلا أَرضَ إلاّ ذِراعي الَّذي مَزَّقَتهُ نُيوبُ الصُّخورِ لِنَقطَعَ هذا الزَّمانَ الرَّماديَّ فيهِهَلُمّي إليَّفَكُلُّ القَوافِلِ نامَت عَلى بابِ فِرعَونَ سَبعاً عِجافاًوَحينَ أَفاقَت أَعَدَّ لَها مِن دُموعي وَليمَةَ صُلحٍتُوَحِّدُ ما بَينَ شَرقِ الشُّروقِ وَغربِ الغُروبِعَلى أَنَّ يوسُفَ مِن نَسلِ أُنثى الذِّئابِوَأَنَّ البِلادَ بَقايا فَضاءٍ تَحَدَّرَ مِن صُلبِ ماءِ السَّحابِوَأَنَّ القِيامَةَ مَوجٌ مِنَ الطَّيرِ أَسوَدَ يَخرُجُ مِن رَحمِ صَمتِ التُّرابِيَهُبُّ فَيُشعِلُ فَوضى الحُروبِوَأَنَّ الصَّلاةَ احتِراقُ الشُّموعِ عَلى عَرشِ فِرعَونَ مُنذُ الغِيابِ، وَحَتّى اكتِمالِ الإيابِهَلُمّي إليَّفَلا نَهرَ إلاّ ويَنبُعُ مِنّيوَلا بَحرَ إلاّ وَيَقطُرُ مِن حَدِّ سَيفٍ تَعَوَّدَ دَهراً وُرودَ دِمائيوَلا عُشبَ يَنمو عَليَّ وَيَفلِقُ وَجهَ الحِجارَةِ إلاّ الطَحالِبُ، نُسغيهَلُمّيفَلا أَرضَ إلاّ ذِراعي،شِراعيوَلا بَحرَ إلاّ دِمائي، مَداديوَلا عُشبَ إلاّ الطَحالِبُ، نُسغيالأَربِعاءأَمُرُّ بَطيئاً عَلى ذِكرَياتِ المَكانِ بِكَفّيوَيوسُفُ يَأتييُعَشِّشُ بَينَ الكَلامِ وَبيني-" تَعَلَّمتُ في الجُبِّ كَيفَ أُحادِثُ نَفسيوَأُصغي سِنيناً لِصَمتِ الصُّخورِوَأَصبِرُ حَتّى يَضِجُّ السُّكونُ بِصَبريوَأَرسُمُ فَوقَ الجِدارِ سُهولاًأُحَلِّقُ فَوقَ الفَراغِ كَقَطرَةِ ماءٍوَأَصنَعُ مِن ضيقِ قَبري المَدى".أَمُرُّ بَطيئاً عَلى ذِكرَياتِ المَكانِ بِكَفّيبَقايا الصُّوَرْوَنَبضُ الحَجَرْجُيوشُ الذُّبابِ تَسِدُّ الفَضاءَجُموعُ الوُجوهِ تُفَتِّشُ خَلفَ الحَرائقِ عَنّيسَرَقتُ الشَّجَرْوَنارَ الشُّموسِ الَّتي أُشعِلَت في ظَلامِ الحَكاياأَضأتُ بُيوتَ الخَفافيشِ بَينَ مَفاصِلِ عَظميوَصَلَّيتُصَلَّيتُحتى بَكى الصُّبحُ نوراً وَفاضَ غَزيراً فَأَغرَقَنيوَأَنبَتتِ الأَرضُ لَحمَ الرِّجالِ الَّذينَ قَضَوا عِندَ بابِ المَدينَةِعَبّادَ شَمسٍوَآبَت مِن الظلِّ كُلُّ النِّساءِ الثَّكالىيُعانِقنَ أَنفاسَ هذا النَّهارِوَجُرحَ الشَّهيدِ الَّذي فاحَ مِسكاً وَعَنبرْرَسَمتُ السَّماءَ عَلى وَجهِ ماءٍوَشَمساًوَطيراً يُحَلِّقُ عِندَ الغُروبِ وَيُصغي إِلى شَدوِ أُمّيرَسَمتُ القَمَرْوَليلاًوَبَعضَ النُّجومِ تُناجي المَطَرْرَسَمتُ الشُّموعَوَعيداً جَديداًوَأُرجوحَةً لِلصِّغارِوَقوسَ قُزَحْرَسَمتُ مَعالِمَ وَجهي:جَبيني التُّرابَ المُوَزَّعَ بَينَ الحِرابِ وَبَينيسِياجَ المَدينَةِ تَفتَحُ أَبوابَها لِلمَساءِهَديلَ النِّساءِشُحوبَ القَمَرْوَصوتُ الرُّعاةِ يَشُقُّ السُّكونَ غِناءً حَزيناًحَفَرتُ مَعالِمَ وَجهي المَدينَةِ في بابِ غارٍوَبِتُّ أُناجي رَفيقي "أَنا"وَأَحلُمُ بِالشَّمسِ تَنسِجُ مِن خَيطِ عُمريسِياجاً يَذودُ الذُّبابَ عَنِ الشُّهَداءِ وَعَنّيالخميسيَمُرُّ المَساءُ بَطيئاًوَيونُسُ ما زالَ في بَطنِ مُهرٍ أَمامَ الجِدارِ يُصَلّيقَليلٌ مِنَ الماءِ يَكفيقَليلٌ مِن الزّادِبَعضُ الصَّلاةِوَبَعضُ الحُلُمْلَعَلَّ المَدينَةَ تَغفو قَليلاًلَعَلَّ المَدينَةَ تَفتَحُ باباً فَأَفتَحُ بابيأَعِدّي لَنا الصَّيفَ كَأسَ نَبيذٍأَعِدّي لَنا الشَّمسَ خُبزاًأَعِدّي الرِّياحَشِراعَ السَّفينَةِطَيراً0000 دَليلاًأَعِدّي الفِراشَ،وَطيباً،وَماءًلِيَأتيَ مِن نَسلِنا الأَنبِياءُأَعِدّي لَهُم ما استَطَعتِ كِتاباًسَحاباًقُلوباً تَكادُ تُضيءُ وَلو لَم تَمَسَّ ذُبالَتَها الشَّمسُ يَوماًوَأَجنِحَةًوَريشاً يُقاوِمُ لَسعَ السِّياطِمَخالِبَ هذا الطَّريقِوَهذا الجَّليدِأَعِدّي جُلوداًوَفَوقَ الجُّلودِ جُلودٌتَعُضُّ عَلى الجُرحِ لَيلاًوَتُثمِرُ في الصَّيفِ عِطراًوَرائحَةَ البُرتُقالِتَرَكتُ عَلى الرَّملِ حوتاً يُصارِعُ مَوجَ الجِبالِوَجِئتُ عَلى ظَهرِ طَيرٍ لأَِسكُنَ في بَطنِ مُهريلَعَلَّ المَدينَةَ تَفتَحُ باباً فَأَفتَحُ بابييَمُرُّ المَساءُ بَطيئاً وَأُسنِدُ ظَهري عَلى رِحلَةِ الصَّيفِ تَأتيمِنَ القَيظِ نَحو البِلادِ الَّتي صَدَّقَت ما رَأَت في المَراياوَلونَ السَّماءِوَسِحرَ المُنَجِّمِ حينَ يُطالِعُ أَحلامَهاوَراءَ الجُروحِ الَّتي خَلَّفَتها مَخالِبُ ذِئبٍ خُطوطاً عَلى كَفِّهاأَنامُ فَأَحلُمُ بِالوَقتِ ساعَةَ رَملٍوَكُلِّ دَقيقَةِ حُزنٍ جَبَلْأَغوصُ عَميقاً أُفَتِّشُ في الصَّخرِ عَن رَأسِ جَذريأَما كانَ جَذريَ حَبلَ الوِلادةِ في رَحمِ أُمّي؟كأَنّي بُعِثتُ هُناخَلفَ هذا الزَّمانِ لأَِشرَحَ ما تَرَكَ الأَنبِياءُ هُناكَوَقَفتُ دَقيقَةَ صَمتٍ عَلى قَبرِ كُلِّ نَبيٍّأأهذي؟أُساءِلُ نَفسيفَكُلُّ الزَّمانِ دَقائقُ صَمتٍوَكُلُّ الحَقيقَةِ ماءٌ إذا ما قَبَضتُهُ بَينَ يَديَّوَجَدتُهُ يَهرُبُ مِنّيكَماءٍكَماءالجمعةصَباحٌ حَزينٌوَلا طَيرَ يَعبُرُ فَوقي السَّماءَوَلا صَوتَ قافِلَةٍأُنادي:أَكُلُّ المَرايا صُوَرْ؟وَكُلُّ المِياهِ مَراياوَكُلُّ السَّماءِ مَراياوَكُلُّ المَرايا، حَجَرْوَكُلُّ الحِجارَةِ راحَت تُرَدِّدُ خَلفَ الذِّئابِ نَشيدَ المَطَرْ:لِماذا يَموتُ القَمَرْ؟مَطَرْوَتَبقى دِماءُ الذِّئابِ قَرابينَ أَصنامِ بَعضِ البَشَرْ؟مَطَرْتَعَلَّمتُ مِن عَسَسِ الخُلَفاءِ عُوائيفَظَلّوا حُماةَ الدِّيارِ وَصِرتُ أَجوبُ الصَّحارى وَراءَ الغَجَرْمَطَرْأَنا الذِّئبُ أُعلِنُ أَنّي بَريءٌ مِنَ الذِّئبِ في جُحرِ قَصرِ الأَميرْمَطَرْأَنا الذِّئبُ أُعلِنُ أَنّي بَريءٌ مِنَ الَّلحمِ فَوقَ حِبالِ الغَسيلِيَرِفُّ صَباحاً بَيارِقَ حُزنٍوَمِن دَمعِ كُلِّ اليَتامىمَطَرْأَنا الذِّئبُ أُعلِنُ أَنّي بَكيتُ عَلى بابِ يوسُفَ عاماًوَأَنّي رَأيتُ الجُباةَ يَبيعونَ سِرّاً لِفِرعَونَ بَعضَ الصَّلاةِ وَبَعضَ الحُلُمْمَطَرْأَنا الذِّئبُ أُعلِنُ أَنّي أَنا الذِّئبُ لكِنَّ نابي تَحَدَّبَ مُنذُ حَمَلتُ عَلىكَتِفيَّ دِماءَ النَّبيِّ وَوِزرَ البَشَرْمَطَرْمَطَرْمَطَرْوَلا شيءَ إلاّ بُكاءُ الذِّئابِ وَصوتُ الحَجَرْأَمُرُّ عَلى بابِ فِرعَونَ تَبكي النِّساءُوَيَصعَدُ فِرعَونُ نَحوَ السَّماءِ عَلى سُلَّمٍ"سَأُطفئُ شَمعَ السَّماءِ وَأُشعِلُ شَمعيسَأَفتَحُ باباً عَلى صَمتِ هذا الفَراغِ لِكُلِّ الذِّئابِوَأَخلِقُ خَلقاً جَديداًسَماءًوَماءًوَأَرضاًوَشَمساًوَليلاًوَأَخلِقُ مِنّي نَبيّاً جَديداً يُبَشِّرُ بيوَأُشعِلُ ناراً مِنَ النِّفطِ وَالنّاسِ تَكفي المَدينَةَأَسأَلُ مِن فَوقِ عَرشي: امتَلأَتِ؟فَتَسأَلُ : هَل مِن مَزيدٍ؟وَتَسأَلُ : هَل مِن مَزيدٍ؟تَقولُ أَنا المَوتُ جِئتُ لأِحياوَقودي الحَياةُوَلا شَيءَ غَيرَ الحَياة"السَّبتتَغَيَّرتِ أَنتِ كَثيراًتَغَيَّرَ شَكلُ السَّماءِالهَواءِالشَّوارِعِشِعريالحُلُمْتَغَيَّرتُ صِرتُ وَقودَ السُّبوتِ-استَرَحتَ؟-وَهَل يَحلُمُ الأَنبياءُ كَثيراً؟-حَلُمتَ؟وَهَل يَتعَبُ الأَنبياءُ؟-وَماذا كَتَبتَ؟-زَرَعتُ عَلى الماءِ عُشباًوَبَعضَ الشَّجَرْبَسَطتُ عَلى الماءِ كَفّيشِراعاً صَنَعتُ مِنَ القَلبِلكِنَّ ريحَ الجَنوبِ تَأَخَّرَ مَوعِدُهاسَأَمضي إذَن فَوقَ ماءِ البُحَيرَةِ مَع خَيطِ هذا الزَّمانِوَريحِ الجَنوبِ لأَِسأَلَ أَوَّلَ سَبتٍ:"أَكُنتَ حَزيناً كَكُلِّ السُّبوتْ؟"وَما السَّبتُ؟؟أَسأَلُأَحلُمُأَبكي عَلى بابِ فِرعَونَما السَّبتُأَسأَلُأَحلُمُكُلُّ الزَّمانِ، زَمانٌسَباتٌسُبوتٌوَظُلمَةُ هذا المَكانِ الصَّغيرْتَغَيَّرتِ أَنتِ كَثيراًنَضَجتِ قُبيلَ أَوانِ الوُرودِوَما عُدتِ مِمَّن يُقَطِّعنَ-حينَ يَمُرُّ الجُنودُ بِأَبهى الخُيولِ وَأَبهى السُّيوفِ-أَصابِعَهُنَّتَغَيَّرتِكُحلُ العُيونِطِلاءُ الخُدودِالشِّفاهِالأَظافِرِما عادَ يُجدي !!!شِفاهُكِ ماءٌوَعيناكِ سِحرٌ00ضَبابٌحُدودُ السُّهولِبَريقُ النُّجومِوَلونُ السَّماءِوَصَدرُكِ بَحرٌ يُسافِرُ كَالطَّيرِ فَوقَ الرِّياحِوَيَمتَدُّ أَبعَدَ مِن حَدِّ مَوضِعِ رَأسيكَبُرتِ وَصرتِ إلهاًوَما عادَ حُبّي سِوى قَطرَةٍ في فَضاءٍ مِنَ الحُبِّوَالمَوتِ فيكِتَغَيَّرتِ صِرتِ إلهاًكَنَهرٍ قَديمٍ تُصَلّي عَلى ضِفَّتيهِ قَبائلُ عِشقٍوَتُلقي إليهِ قَرابينَ عامٍ جَديدٍشَهيداً وَراءَ شَهيدٍشَهيداً وَراءَ شَهيدٍوَمًَع كُلِّ فَوجٍ تَقولينَ هَل مِن مَزيدْ؟تَغَيَّرتِ أَنتِتَغَيَّرَ وَجهُ الزَّمانِ وَوَجهيأَعُدُّ السِّنينَ، الشُّهورَ، الدَّقائقَ في عَتمَةِ الجُبِّوَالوَقتُ لَيلٌوَلا فَرقَ في عَتمَةِ اللَّيلِ بَينَ الخَميسِ وَبينَ الأَحَدْأَعُدُّ السِّنينَ أُنادي وَلا مِن مُجيبٍ لِصَوتيَ إلاّ الصَّدىتَغَيَّرتُ صِرتُ وَقودَ السُّبوتِ-استَرَحتَ؟-وَهل يَستَريحُ المُحارِبُ في السَّبتِهَل يَتعَبُ الرَّبُ كَي يَستَريحْ؟طَويلٌ هُوَ الوَقتُ في عَتمَةِ الرَّحمِأَطوَلَ مِن خَيطِ هذا الزَّمانِوَلا شَيءَ إلاّ الظَّلامُ وَوَقتيسَأَصنَعُ مِمّا تَبَقّى مِنَ الوَقتِ وَقتاًوَأَملأُ هذا الفَراغَلَعَلّيلَعَلّيلَعَلّي