الأربعاء ٣٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم عبد الرحمن عبد العزيز أقرع

نديمينِ غَدَونا يا وطني

يا موطناً
غرقت ملامحُهُ الجميلةُ...
تحت كثبانِ الوثائِقِ والحرائِقْ
يا أيها المفلوجُ من نزواتنا
وعقوقنا
وتَخَبُّط العقلاءِ منا
غرسوا بنادقهم بنسغكَ..
فوهاتٌ في حشايا الطينِ تُزْرَعُ...
أنبتت أعقابُها زقومَ حاضرنا...
يقدَّمُ في قماشٍ باهِتٍ
قَدّوهُ من أسمالِ هاويةِ البيارِقْ
يا مرَّ واقِعِنا
ويا سُقمَ الذوائِقْ
****
وحدي أنا
وقصائدُ العِشقِ القديمِ..
وشمعةٌ
عطريةُ الأنفاسِ...
يضطربُ اللهيبُ لزفرتي
والكأسُ تترعهُ الهمومُ...
ووحدتي
عينايَ في عينيكَ يا وطني....
نديمين غدونا
في سكونِ الليلِ...
نقتسمُ الهمومَ كخبزِ عيسى...
فوقَ سفحِ الطورِ..
قبلَ المحنةِ
لا تبتئِس للهِ درُّكَ...
واعطني الخبزَ المملحَ بالهزيمةِ..
واشربِ الكأسَ المليئةَ..
من سُلافِ مودتي
للهِ درُّكَ..
أيها المسكونُ بالشهداءِ..
عمَّدهم دمُ الإصرارِ...
أَهَّلَهم لحقٍ في شغافِكَ بالسكنْ
للهِ أنتَ إذ احتضنتَ رُفاتهمْ
لتثيرَ غامِرَ غبطتي
للهِ أنتَ...
وزندكَ الموشوم بالأمجادِ..
بل للهِ إذعاني لمسحِ الكفِّ منكَ...
على نواصي اليُتمَ تغشى مهجتي
للهِ حسنكَ إذ ترجِّلُ...
شَعرَكَ المجدول بالريحانِ..
بالزيتِ المصفى في جرارِ الطهرِ...
في جرزيمَ..
في عيبالَ....
في سلوانَ...
تمزجهُ بعطرِ البرتقالِ..
على ربى يافا..
يشعُّ بناصِريِّ سناهُ
بالألقِ الخليليِّ المبينِ..
لأنتشي بشذى الأبوةِ..
ضمخت قلبي..
وقد ألقيتُ رأسي كالرضيعِ على ذراعِكَ..
باكياً أشكو إليكَ..
برغمِ حشدِ الناسِ حولي...
غٌربتي
***
عيناكَ في عيني يا وطني..
ويمضي الليلُ..
والصمتُ المهيبُ..
يلفُّ عالمنا...
سوى نقرٌ لحباتِ المطرْ
مطرٌ مطرْ
غيثٌ على إيقاعِ حبِّكَ ينهمِرْ
هذا جبينكُ منه تنهمِرُ الطهارةُ...
مع بلوجِ الفجرِ عمَّدهُ المطرْ
ويلوحُ في خديكَ تسبيحُ الشَّجَرْ
والوردُ يغسلهُ الندى
مطرٌّ يعمدني..
لأخطو في رباكَ فأنتصرْ
هذي جموعُ العهرِ..
في زمنِ الصحافةِ...
والفضائياتِ حقاً تندحرْ
ويفرُ بين يديكَ أقزامُ السياسةِ
هادراً رعديُّ صوتكِ خلفهم:..
أن لا مَفَرْ
مطرٌ..
وأفتحها النوافِذَ..
كي يعانقني الضياءُ...
فأطلقُ الروحَ الحبيسةَِ..
من عِقالِ الصمتِ
حطتْ فوقَ جبهتك الوضيئةِ...
واستقرتْ بين عينيكَ البهيجةِ
نعمَ ذاكَ المُستَقَرْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى