الثلاثاء ٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم وفاء شهاب الدين

نمور وشياه

منذ اللحظة الأولى …. تيقنت أنك هي، منذ جلست إلى الطاولة المقابلة،
كنت ترتدين ذلك الثوب الأسود المحتشم الذي يعكس عمق نظراتك. كنت أمسك بالجريدة وعيوني تقرؤك. وأمسك بفنجان القهوة وأصابعي تكاد تخترق كل المسافة بيننا لتعانق يدك وأراقب تلك الملامح المستكينة التي تغلف قلب نمرة.

كم سعدت عندما رأيت ذلك الشوق الذي صوبته عيناك نحوي فأصاب قلبي الذي مازال ـبعد كل شيءـ يتمنى مبادلتك الشوق.

لماذا كست تلك الغيوم عينيك؟ أما زلت تظنين أنك الشهيدة التي ضحى حبيبهاـ ذلك القاسي ـ بقلبها وقدمه قربانا على مذبح الحب؟

لقد تعمدت أن ألتقي بك ولكنني حزنت عندما صدمت عيني ذلك الحزن الذي غطى كل قسماتك،ذلك الوجه القمري الذي تحول إلى لوحة قاتمة،وذلك الجسد الذي ذبل وتحول من جسد نمرة شرسة إلى جسد شاة تنتظر مصيرها الغامض.

أثرت شجوني أيتها الأطلال وأثار ضعفك أمامي شهيتي لالتهام ذلك الحنين الذي ملأ كل خلية من خلايا جسدك.

جلست أبحث عن نفسي بداخلك، أبحث عن ذلك الشعر الذي كنت أهواه ثائرا يغطي رغبتي الخفية في تلمسه
ذلك اللون القاتم الذي لففت به جسدك كهدية مغلفة بعناية تقدمينها إلى عدو،وكأنك تصرخين بكل الرجال في عنفوان الخيبة قائلة "ابتعدوا … إنني وعلى الرغم من كل شيء...........ما زلت أنتمي "لأحمد".

لماذا غادرت عندما جئت لأحادثك؟ وصفعتني بتلك الكلمة؟ "سيدي إنني لا أسكن ذلك العالم ".

كاذبة أنت أيتها الفاتنة،
فقد نمت رجفة ذلك الصوت بحب جارف فشلت كل أساليب النصب الأنثوية في كبح جماحه، وكذلك تلك الدمعة التي حطمت كل قيودها الضبابية ولطمت ذلك الخد الحريري الذي فقد حمرته في قسوة.

كم وددت الإمساك بيدك في قوة وتقبيلها. لقد أخطأت عندما منعني كبريائي من ذلك الفعل علانية، وكم كنت مخطئاً عندما سمحت له بالتفرقة بيننا ولكنني خشيت من تكرار ذلك الحب ثانية.

فكم حل الوجع بروحي كما حل بك ولكنك تألمت لأنك ظننت أنك ضحية حبيب فاتك.
وتألمت أنا لأن من تملكت قلبي لم تقدر تلك الهبة واقتلعته من صدري لتطرحه بين قدميها وتدعسه بكعب حذائها المثير.

هل تتذكرين تلك الليلة حين جمعنا الحب للمرة الأولى؟ أخبرتني أنك أتيت فقط لتثبتي لي الحب.
وعندما تهيأت لاستقبال ذلك الحب اكتشفت نضوبه قبل أن يصلني.
لم تراجعتي؟ لم تسللت من بين ذراعي وقد غمرت الدموع وجهك؟
أخبريني..
هل أرغمتك؟ …هل دعوتك إلي بدون رغبتك؟ أهذا هو الحب الذي طالما دبجت قصائدك لوصفه؟ هل تصورت ما حدث لي كرجل عندما انسحبت بتلك الطريقة المهينة؟
لقد مرت سنوات وأنا أصلي وأبتهل حتى أقتلع جذور ذلك الموقف من أعماق ذاكرتي.

أيتها المتباكية :

لكم يسرني أن أراك وقد استعدت تلك النمرة مرة أخرى ولكنني أخبرك أنني كرجل شرقي لا تليق بي نمرة فمازلت أعشق الشياة.

حبيبك أحمد


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى