الثلاثاء ١٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٤
بقلم فيصل قرقطي

هديل بلا ضفاف

في ركنٍ قصيٍ من رام الله
تسكن سيدة جميلة

في ركنٍ قصيٍ من القلب
تسكن سيدة خائنة ..

عربات الجند تزأر في كل المنعطفات

الأولاد يقفزون في الشوارع كالهدايا
ودمي آيل للفراغ
آيل للفجيعة

خلتها فراشة .. أو عصفورا
لكنها تباعدت
.. وتقاربت
كهديل بلا ضفاف

وهواء هائم بلا شوارع
وسماءات بلا نجوم. وأقمار.

خلتها .. بعد عمر مديد
تشكلت على يديّ
مثل رام الله
تشكلت على يدي
لكنها لم تتذكر للحظة واحدة
انني قلت لها :
شكرا للحياة لأني قد أشيخ على يديك ؟؟!!

الحواجز مترامية الاطراف
يمر الجنود فيها فرادى وجماعات
حتى خلتهم جند من نار
لكن نيراني ، أبداَ ، لا تنطفيء
فأنا لا أعرف النوم
ليس من حبها
وإنما من خيانتها

أحيانا أعذرها لضعفها
ولا أعذرني لقوتي

لكن المساء يشحب سريعا
والليل يطول أكثر من الاحتلال

والجنود يتدافعون فرادا .. وجماعات ..
ليلا في الشوارع
يفتحون نيران أسلحتهم على كل شيء
وعلى لا شيء
كأن " بيرزيت "

ساحة حرب ضروس
وهي المرأة التي تضع على صفحات كتابها
وردة ..
وتنام.
بين رحيق الليل .. وعباءة النهار

ويغير الجند مواقعهم
من شارع لشارع
فاتحين النار / مثلما يفتحون المعلبات
على كل ضوء
وانا من خلف النافذة أسهر على تعبي
الذي يصد النيران
ويتذكر سيدة جميلة
في ركن قصي من رام الله
يتذكر سيدة خائنة
في ركن قصي من القلب

11 / 11 / 2003


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى