الأربعاء ٢٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم غزالة الزهراء

هزيمة مؤقتة

زفر عميقا وهو يصعد سلم العمارة العملاقة، يقطن حاليا في الطابق العاشر، صب جم غضبه على هذه السلالم الرخامية التي أنهكته، وامتصت كل قدراته، المصعد الكهربائي عاطل هو الآخر هذه الأيام، رفع رأسه بتأن إلى أعلى، أن أنينا مفزعا، لا زال في الطابق الرابع، لم يصل بعد، رحلة الصعود هذه أرجفته.

حبات العرق الماسية تتفصد من جبهته بلا هوادة، مسحها بطرف كمه، كاد جسده ينهد كما بناية بالية عشش في قلبها الخراب، أحس على حين غرة بالدوار يلف رأسه لفا، وكاد يطوح به ككرة يد إلى أسفل الشارع الزاخر بالخلق، تابع صعوده بعسر شديد، تقاطر في أذنيه عويل جارته تحت سياط زوجها المتسلط، توقف هنيهة سابحا في يم تفكيره، ود من صميمه لو يقتحم هذا البيت، ويحررها من أظافر صقرها المتوحش الجائع.
ـــ سأرقى إلى مرتبة النجومية إن أقدمت على ذلك.
تمتم في دخيلته بهذه العبارة، ولكنه سرعان ما أحجم عن فكرته التي عنت له، وراحت تتبخر شيئا فشيئا إلى أن صارت لا شيء.

نقر الباب نقرا، فتحت له زوجته قائلة بلطف: تبدو متعبا جدا، أظن أن حرارة الصيف اللاهبة كان تأثيرها شديدا عليك.
ـــ لو كانت حرارة الصيف كما تقولين لهان الأمر، ولكن ذلك المصعد اللعين ما زال معطلا لحد الساعة، لم يسارعوا في تصليحه بعد، بدونه سأكون مهزوما من غير شك.
ـــ وهل تظن أنه سيبقى معطلا على مدى الحياة؟ سينظرون في أمره إن عاجلا أم آجلا.
تمدد على سريره ليلتمس راحته، أغمض عينيه، وانخرط في سبات عميق.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى