الاثنين ٦ آذار (مارس) ٢٠١٧
بقلم محمد زكريا توفيق

هل الأخلاق شئ ضروري لبقاء الإنسان؟

مبدأ الاختيار الطبيعي والصراع من أجل البقاء، يعملان فقط داخل المجتمعات المكتظة الغير مستقرة وأثناء الأزمات الاجتماعية والاقتصادية. الأمهر في قيادة السيارة يتفادى حوادث الطريق وينجو بحياته. الأقدر على الإدارة والعمل المنظم يحتفظ بوظيفته ويصعد إلى مراتب أعلى داخل الشركة. وهكذا.

ربما هذا ما كانت تعنيه إدارة الرئيس الأمريكي السابق "جورج دبليو بوش" بمفهوم "الفوضى الخلاقة". الفوضى وعدم الاستقرار، يجعلان عوامل الاختيار الطبيعي والصراع من أجل البقاء يعملان على إظهار الأفضل في القيادة والإدارة، وفي نظم الحكم، السياسية والاقتصادية. المجتمعات الراكدة الآسنة المستقرة، مثل العالم العربي اليوم، لا تنتج تقدما أو حضارة.

ما هي علاقة الأخلاق بمبدأ الاختيار الطبيعي؟ هل يمكن أن يكون لهذا المبدأ دور في بناء الأخلاق؟ الأخلاق كما نعرفها، تأتي كتعاليم إلهية من السماء. بدونها ينتشر الفسق والفجور وعظائم الأمور.

الأخلاق في الأديان تستلزم وجود الله والشيطان والخلود وانتصار الخير على الشر والجنة والنار. عدم وجود الثواب والعقاب، لا يدفع الناس إلى التضحية اللازمة لكي تعمل القيم الخلقية كما يجب.

لكن داروين يقول: إن بداية الأخلاق لم تأت أصلا تطوعا، أو كأعمال مجيدة نادي بها الحكماء والأنبياء من فراغ. لقد أتت كضرورة بيولوجية تساعد على بقاء النوع. كلام عجيب!

جدودنا الأولون كانوا يعرفون الأنانية والشفقة على الضعيف. اندمجت هاتان الخصلتان المتعارضتان مع بعضهما وتحولتا إلى رغبة في مساعدة الغير. على أمل أن يقوم الغير بمساعدتنا بالمثل. أعطي جارتي طبق بسكويت يوم العيد، وهي بدورها ترد الطبق مليان بهدية مماثلة.

عندما يستضيف أعرابي في خيمته بدويا تائها في الصحراء، ويقدم له الماء والغذاء، نسمي هذا كرما. لكنه في الواقع أكثر من مجرد كرم. إنه بوليصة تأمين ضد خطر الموت جوعا وعطشا.

ماحدث للبدوي يمكنه أن يحدث للأعرابي. الكرم في الصحراء ليست خصلة نفتخر بها فقط بين القبائل ويتحدث بها الركبان، إنما هي ضرورة وصندوق ضمان اجتماعي. يجب أن يشترك فيه الجميع.

من لا يكرم الضيف في الصحراء، يصبح خارجا عن الجماعة ومساهما في تدميرها. المجتمعات التي تكثر فيها القيم الخلقية، تنمو وتزدهر ويزداد عددها. هذا ما نعنيه بمبدأ الاختيار الطبيعي والبقاء للأصلح الذي يعمل وراء الأخلاق.

للفيلسوف الألماني عمانويل كانط (1724-1804م) رأي في الأخلاق. فهو يقول أنه ليست الأديان فقط، وإنما العقل أيضا يفرض على الناس واجبات أخلاقية.

الأخلاق عمل منطقي، وليست مجرد أوامر إلهية فقط. لهذا وُضِع كانط بين مفكري عصر التنوير. إنه يقول، إن سبب الأخلاق علمي لا ديني، " شئ كده بالعقل". ومن قبله، ألف أرسطو كتابا في الأخلاق، لم يذكر فيه كلمة واحدة عن الجنة، أو عذاب القبر والحرق بالنار.

القيم الخلقية يمكن استنتاجها بالعقل فقط. يقول كانط، علينا أن نتصرف كما لو كانت الحكمة من تصرفاتنا، هي عمل قوانين عالمية لكل الناس، بدون أن تتعارض مع المصلحة العامة.

نحن كمخلوقات عقلانية، من واجبنا طاعة العقل. وسوف أبسط فكرة كانط هذه في الأمثلة الآتية:

لنفرض أنك استلفت من صديقك مبلغا كبيرا من المال. لنفترض أيضا أن الصديق لم يراع أصول الصداقة، وقام بالمطالبة بالمبلغ وملاحقتك ومضايقتك. مما جعلك تقول في نفسك، لو قمت بقتل هذا الصديق الرزل، سيكف عن ملاحقتي، وأفوز بالمال دون مطالبة.

لكن كمعجب بفلسفة كانط وملتزم بأفكاره، سوف تختبر تعميم مبدأ القتل عالميا. وتسأل نفسك، ماذا يحدث لو لجأ كل واحد منا إلى قتل الآخرين لتحقيق أغراضه؟ طبعا هذا سوف يكون من الجنون. لأنه لن يُبقي أحدا يمكن أن نطبق عليه القانون الأخلاقي.

ماذا بالنسبة لنقيصة "الكذب"؟ هل يمكن أن أعمم مبدأ الكذب، وأن أجعل منه مبدأ عالميا؟ كيف يستقيم أي شئ، لو كانت كل الناس شيمتها الكذب؟ الأخبار في الصحف ومحطات التليفزيون والراديو، كلها كذب في كذب. تصريحات المسؤولين كلها كذب. نصائح المحامي أو الطبيب، كلها كذب. وهذا هو حالنا اليوم، فهل يستقيم أي شئ؟

إذا كان القانون العالمي هو "كل واحد يقوم بالسرقة". هذا أيضا غير ممكن. لأنه سوف يخل بمبدأ الملكية الخاصة. ويصبح كل واحد منا، قادرا على الاحتفاظ بما في يده طالما أبقى سيفه شاهرا، حتى يستطيع حيازة المسروق وحمايته. هذا يجعلنا نعود إلى قانون الغاب.

يقول كانط، علينا أن نعامل الناس كما نحب أن يعاملوننا به. تعاملنا يجب أن يكون غايات وليس وسائل. مبدأ ميكافيللي "الغاية تبرر الوسيلة" مرفوض تماما. لا تستغل الآخرين لما فيه مصلحتك. الأخلاق تشمل احترام كرامة وآدمية كل فرد كإنسان.

كانت المبادئ الأخلاقية لكانط، لها تأثير عملي كبير على قضايا المساواة والتفرقة بسبب الجنس أو الدين أو العرق. وكان كانط، حريصا على أن يجعل التمسك بالأخلاق القويمة، نوع من الواجب الإنساني. لكي أنتمي للإنسانية، يجب أن ألتزم بالأخلاق. وعندما يفعل أحدنا شيئا مشينا، نصفه حقا بأنه "ليس بني آدم".

لكي تنتمي إلى هذا الجنس البشري، يجب أن تتمسك بالأخلاق. لأن هذا في مصلحتك كفرد، ومصلحة الجنس البشري ككل. فعل الصواب كواجب في رأي كانط، أفضل بكثير من فعل الصواب تحت تأثير الشفقة والعطف، أو طمعا في الجنة والحور العين، أو خوفا من عذاب النار.

المعرفة الإنسانية محدودة كما يقول كانط. لذلك، يجب على الأخلاق أن تتعدى النظرة الضيقة التي تنحصر في المنفعة الشخصية المؤقتة للفرد. الإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع أن يعيش بمفرده بمعزل عن باقي الأفراد. من هنا تصبح الأخلاق ضرورة للعيش في المجتمعات.

هناك فلسفة أخلاق أخرى ظهرت في القرن التاسع عشر، وكانت تنافس فلسفة كانط الأخلاقية. هي الفلسفة النفعية (Utilitarianism). كان من روادها الإنجليزيان: "جيريمي بنتام" (1748-1832م)، و "جون ستيوارت ميل" (1808-1873م).

النفعية مدرسة أخلاقية تقول إن القيمة الأخلاقية للفعل تتحدد بمقدار إسهامه في النفع العام. الأخلاق ليست مبنية على العقلانية كما يقول كانط، إنما مبنية على العواطف، على الشعور والهوى. بهدف الحصول على السعادة لأكبر قدر من الناس.

الفيلسوف جيريمي بنتام يقول بأن الهدف الأساسي والوحيد للوجود البشري على هذه الأرض هو الاستمتاع بالحياة والسعادة. كل ما عدا ذلك سراب في سراب. المقصود بذلك متعة الأكل والشرب والجنس والسعادة الأرضية عموماً.

إذا أمضيت حياتي في الحزن والهم وشايل طاجن ستي، دون اقتناص المتع والشهوات، أو دون التمتع بأطايب الحياة، فهذا يعني أني لم أستفد شيئا ولم أعش أصلا. هذه هي نظرية "بنتام" في إيجاز.

لكن جون ستيوارت ميل أضاف إلي فلسفة بنتام في الأخلاق بعدا جديدا هو الضمير الداخلي. كان يقصد بذلك أن المتعة لا تكفي كفلسفة للحياة، حتى وإن كانت ضرورية، إنما ينبغي أن نضيف إليها الإحساس الداخلي بالواجب تجاه الآخرين وآلامهم.

بالرغم من أن بنتام يحاول تحقيق سعادة البشر عن طريق المطابقة بين مصالح الفرد ومصالح المجتمع ككل. إلا أن ستيوارت ميل يضيف: إننا لن نجد السعادة الشخصية إلا إذا بذلنا كل جهدنا لتحقيق سعادة الآخرين. هذا يعني رفضه للأنانية الفردية السائدة في بعض مجتمعات الغرب.

بالتالي لا ينبغي أن نفهم كلمة الفلسفة النفعية هنا على أساس أنها فلسفة مصلحية للفرد، إنما على أساس أنها تحقق المنفعة والمصلحة للآخرين كأنها مصلحتنا الشخصية

لكن داروين يقول وهذا هو بيت القصيد: إن الاختيار الطبيعي متمثلا في الغريزة والعادة هو المصدر الحقيقي للأخلاق. نمارسها بدون وعي وبدون شعور بالسعادة في كثير من الأحيان. أي أن الأخلاق سببها بيولوجي لا ديني.

الاختيار الطبيعي وراء كل القيم الخلقية، سواء جاءت كتعاليم دينية أو عن طريق كانط أو النفعيين. لكن أتباع داروين قاموا باشتقاق قيم خلقية واقتصادية منحرفة عن نظريته، تختلف عن القيم التي يعنيها داروين نفسه.

أشهرها جاء في النصف الثاني من القرن التاسع عشر تحت عنوان "الداروينية الاجتماعية". التي تقول أن التقدم الاجتماعي يحدث فقط عندما لا تعوق الحكومات أو القيم الخلقية، القوي والذكي، وتمنعه من تسلق الهرم الاجتماعي لكي يصل إلى القمة.

الداروينية الاجتماعية جاءت من مبدأ البقاء للأصلح لداروين. مؤسسها هو أحد معاصري داروين، الإنجليزي "هيربرت سبنسر" (1820-1903م).

قام سبنسر باستبدال التأثير البيولوجي في نظرية داروين بالتأثير الإجتماعي في نظريته. ومبدأ البقاء للأصلح بالنسبة للأفراد، بمبدأ البقاء للأصلح للقيم الاجتماعية. لقد تأثر داروين ب "سبنسر"، وسبنسر بداروين. تعبير "البقاء للأصلح"، استعاره داروين من سبنسر. وجاء بمعنى النضال من أجل البقاء.

الذين ينجحون في البقاء أحياء، هم الأفضل والأحسن والأقدر على البقاء. هذا المبدأ، كما يقول سبنسر، ينطبق على أشياء أخرى منها الأخلاق والمؤسسات.

لكن سبنسر قام بتحريف أفكار داروين. فهو يقول إن الصراع من أجل البقاء، ينتج عنه تميز الذين نجحوا في البقاء أحياء عن الذين لم ينجحوا وانقرضوا. أي أنهم أفضل. ويساوي التطور للأفضل بالتقدم في اتجاه هدف مرسوم.

لم يقل داروين البقاء للأفضل. وإنما قال البقاء للأصلح. والفرق بين القولين كبير. الأصلح يعني الأصلح للحياة في هذه البيئة الجديدة. قد تكون الحيوانات المنقرضة أفضل وأجمل وأقوى من الحيوانات التي استطاعت البقاء على قيد الحياة. لكنها لم تستطع لسبب أو لآخر مواءمة الحياة الجديدة.

بالنسبة للولايات المتحدة، نجد الداروينية الاجتماعية تنطبق مع أفكار الحزب الجمهوري، وهو يمثل المحافظين وعتاة الرأسمالية والعولمة.

الدولة يجب أن ترفع يدها عن الإنتاج وتتركه للقطاع الخاص. الاقتصاد يجب أن يُترك للمنتصر لكي يحصد ثمار انتصاره. الضحايا هم مجرد ضحايا بالضرورة. لا يجب مساعدتهم حتى من الحكومة.

لا يؤيد سبنسر مساعدة الحكومة للفقراء، وهو مع رفع الدعم عن رغيف العيش وعن المحروقات والإسكان والتعليم والصحة. الفقراء أثبتوا فشلهم وعدم قدرتهم على المواءمة. فيجب تركهم وشأنهم، لكي يتغيروا أو يموتوا. ويا رب يموتوا وريحونا. مثل الأحياء التي تنقرض بسبب عدم مواءمتها للبيئة.

رجل البترول الأمريكي الشهير "جون روكفلر" في أحد خطبه قال ما يلي: "نمو المؤسسات الضخمة، يمثل البقاء للأصلح. الورود الأمريكية يمكنها أن تنتج الألوان الزاهية والأريج العاطر الذي ينعش الفؤاد، إذا قمنا بالتضحية بالحشائش والنباتات الصغيرة التي تنمو حولها. ليست هذه أعمالا شريرة. إنما هي طبيعة الأشياء. قوانين الطبيعة وقوانين السماء."

من ينظر إلى بلادنا اليوم ويراقب ما يحدث بها، يرى أننا نستعير من الأمريكان مبدأ الداروينية الاجتماعية وتداعياتها الاقتصادية. البقاء للأصلح للشركات العملاقة والعولمة.

وليذهب الدعم والفقراء والضعفاء إلى الجحيم. لكن الأصلح يا سادة كما يقول داروين، لا يعني بالضرورة الأفضل. من قال أن الذباب والبعوض والصراصير أفضل من أحياء أخرى انقرضت في الماضي والحاضر. الصراصير أصلح منا على البقاء. وسوف تبقى حية بعدما يبيد الجنس البشري نفسه بنفسه. بالاحتباس الحراري أو بتلوث البيئة أو بحرب نووية قادمة لا محالة.


مشاركة منتدى

  • أحسنت ياحبذا لو كانت هناك مقارنه مع تعاليم الدين الاسلامي

  • يعتبر كانط من ابرز فلاسفة الغرب المحدثين، واحد رواد الفكر التنويري بحيث تعتبر آرائه ونظرياته المرجع والمنهل الدي يغدي العديد من التيارات الفكرية المعاصرة فالفلاسفة على اختلاف مشاربهم يجمعون على القول بان كانط فيلسوف لا يمكن الهروب منه ،فيرى البعض منهم (( يظل المرء طفلا ما لم يقرا كانط)) و يعزز البعض الاخر نفس القول((لا يصبح الانسان فيلسوفا حتى يقرا كانط))،ومهما يكن من الامر، ان نتفق مع كانط أولا، لا يمكن تجازوه
    لاشك ان الفيلسوف كانط فيلسوف ومفكر يستحق التنويه وهدا لا يحتاج الى شهادتنا بل كل والكتب والمراجع التي كانت من تأليفه تشهد له بدالك ,بحيث ان ابحاثه شملته جميع الميادين فهو باحث ومفكر لكن في نفسه الوقت داعية بحيث أراد ان يجعل من العقل دين كوني عالمي . عالم يسوده الامن والسلام الدوليين ,فمن هده الزاوية يحق لنا مناقشة الداعية الدي يجعل من الاخلاق التي وضع مبادئها، الجوهر الدي يمكن ان يحرر الانسان من الأوهام والتحلي بالأخلاق الجوهرية الحرة.
    ينتقد كانط الدين , دين الديانات السماوية ,دين الشرائع والعبادات والطقوس, على اعتبار انها نابعة من الخارج, وليست من داخل الانسان. يصفها أحيانا بالديانات التاريخية واحيانا أخرى بالديانات النظامية. ففي الوقت الدي كانت السلطة المسيحية قريبة من مراكز القرار, انتقد كانط الديني المسيحي بطريقة غير مباشرة حتى لا يثير عليه المتاعب من جهة رجال الدين والنخبة المثقفة لتلك الفترة ,اهل الحل والعقد. انتقد المسيحية من المنظور التاريخي الأنثروبولوجي. وعمم الحكم على سائر الديانات الأخرى.
    يؤكد كانط بعد نقده للدين النظامي التاريخي كما كان يسميه, ان الدين العقلي وحده كفيل لجمع الإنسانية على كلمة سواء الا وهي العقل .ان ملكة العقل بداخل الانسان لا خارجه. وتمشيا مع منطق كانط يصبح العقل المشرع الأول للأخلاق الإنسانية. فهو المجلس الشريعي للغرائز الإنسانية المتضاربة فيما بينها. اما القوانين التشريعية التي يشرعها العقل هي المبدأ الواجب المطلق. فالواجب الأخلاقي يجعل الإنسان يعمل بمقتضى الواجب المطلق. ((لا تقتل ولا تسرق وتكذب الخ ....لأنه لو تعممت تلك الخصال الرذيلة لانهارت الإنسانية )).
    يرفض كانط المبدأ الشرطي الدي يفترض ان الوسيلة تبرر الغاية. لأنه هدا يخضع لمبدا السببية الظرفية او الظروف الموضوعية, في حين ان مبدا الواجب المطلق, يفترض أداء الواجب دون مراعاة النتيجة.
    فمثلا ادا كان رجال الشرطة في عهد الاستعمار النازي لفرنسا زمان الحرب العالمية الثانية, الدين كانوا يطرقون أبواب المنازل المشتبه فيها, بحثا عن الفارين من الإبادة الجماعية ،المضطهدين من اليهود, فمبدا الواجب المطلق يشترط عدم الكذب والقول بالحقيقة أي ارشاد الشرطي الى المكان المعلوم, مكان اليهودي الهارب من قبضة الشرطة. فالواجب المطلق من منظور كانط, يستوجب العمل وفقا للأخلاق العقلية المطلقة و مهما كانت النتيجة.
    فمبادئ الشريعة الأخلاقية العقلية عند كانط هي ان يتحلى الانسان بمبدأ الواجب المطلق وان ان لا يوظف مبدا الشرط مهما كانت الظروف والاحوال بدون الأخذ بعين الاعتبار غاية من الغايات. يبدو ان كانط لم يعرف الكذب او المراوغة . ولم يوظف مبدا الشرط الدي يقول بان الوسيلة تبرر الغاية. فادا كان مثلا في الحديث الشريف يحلل الكذب في بعض الحالات الاستثنائية, تبعا للمصلحة العامة , كالصلح بين الاثنين، اوفي الحرب , الطريقة نفسها تنهجها الوسائل الإعلامية اثناء الحرب .او كدب الزوج على الزوجة للتطيب قلبها الأكثر حساسية من الرجل, و دالك نظرا للتكوين الجسمي والعقلي المختلف جذريا بين الرجل والمرأة الشيء اثبته الدراسات النوروبيولوجية اليوم . بيد ان كانط يشرع الواجب المطلق دون مراعاة الزمان والمكان او السببية.
    يتحدث كانط عن العقل المطلق و اخلاق إنسانية جوهرية كونية. يلاحظ انه يحيل الى الانسان المطلق الدي نفاه حينما تكلم عن الشيء في داته والشيء لداته .ميز العالم الغيبي ووضع جدار بينه وبين عالم الاحياء. وقال ان هدا العالم بعيد وغريب عنا ولم يمكن سبر اغواره. نفى عالم الميتافزيقي لكنه استعمله عند الضرورة لتبرير الاخلاق الجوهرية.
    يبقى السؤال هل كان كانط صادقا ونزيها في حياته او عل الأقل في كتاباته.؟
    يظهر كانط من خلال الكتابات في ميتا فزيقا الاخلاق ,دالك الرجل الدي يتحلى بالصدق والأمانة والنزاهة الفكرية. لكن في الكتاب ((العقل في حدود الاخلاق)), الدي كان يدافع فيه عن أطروحة الدين العقلي. التجا الى المراوغة والتدليس، كانت إشكالية كانط هي إشكالية الدين العقلي والدين الغير العقلي فرفضه للمسيحية لم يكن رفضا مطلقا بل كان يحاول القيام بإصلاح ديني مسيحي أساسه العقل، بحيث رفض المسيحية من المنظور التاريخي بحيث اعتبرها ضمنيا دينا لا عقليا، واضعا أسس جديدة شيدت على أساس العقل
    واضح من خلال الا فكاره المتضمنة في الكتاب المذكور ان كانط كان يدافع عن أطروحة الدين العقلي .. يبدو وانه يقيم اصلاح المسيحية من منظور عقلي, يرقى بالإنسانية الى الكونية والعالمية. فالتشبث بقضية والدفاع عنها بكل القوي الفكرية يوحي ما يسمى بالكذب بالحذف او المسكوت عنه. فالقول بشيء يقتضي السكوت على الشيء اخر. وهدا هو ما توصلت الي المناهج العلمية الحديثة وهدا ما تبناه المنهج التفكيكي الدير يدي, نسبة الى الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا.لدراسة النصوص الأدبية والفكرية,
    ما المسكوت عنه في قضية كانط؟
    دافع كانط عن الدين العقلي الكوني ,ساكتا عن الدينا اللا عقلي ,والمقصود هنا, هو الدين المسيحي. فانطلاقا من فحص الدين المسيحي والحكم عليه بانه دين غير عقلاني , عمم الحكم على سائر الأديان. واعتبر الاديان تفرض على الانسان من الفوق او الخارج. بحيث تنتهك عقل الانسان وحريته. فهي اديان الارتزاق والابتزاز تدعو الانسان الى تسديد الديون(( صكوك الغفران)) والتي لا يمكن بحال تسديدها .تعدهم بالجنة والنار والحساب والعقاب الخ .كان نقد كانط نقدا للدين المسيحي لكن النقد هدا عممه على جميع الأديان وامن به الكثيرين من المبهورين من العرب وغيرهم
    لكن نحن العرب المسلمون اين نحن من هدا؟
    هل بالفعل كان اهل الدين المسلمون يرتزقون بالدين كما كان يفعل رجال الدين المسيحيون .بحيث كانوا يتاجرون بصكوك الغفران و يدعون الى الاعراض عن الدنيا. و وكانو يعتبرون ان اللدة او الرغبة او حتى التفكير فيها يعتبر خطيئة ,هل بالفعل كانت التعاليم الإسلامية لم تحث البحث عن العلوم وتعتبرها معصية كما كان يراها رجال الدين القروسطوية، و ان البحث العلمي مثل الطب الدي كان يهدف الى الحد من الأوبئة التي كانت تفتك الالاف من الناس, يعتبر من منظور المسيحيين عدم الرضى بالمشيئة الالاهية
    هل الدين الإسلامي بالفعل دين غير عقلاني. وكي لا ننساق مع كانط الداعية, يجب التمييز بين ما لنا وما علينا. صحيح وظف الدين لأغراض سياسية. وهدا ما تشهد به كتب التاريخ باستثناء عهد الخلافة. الفترة الوحيدة التي كان فيها الانسان في خدمة الله. لم تكن طبقة تعلو على الأخرى الا بالأيمان. بحيث كان المؤمن الواحد. تجتمع فيه كل اركان الدولة .نجد فيه المجاهد والفقيه والعامل الخ. لكن بعد هده الفترة ,ظهرت لأول مرة في تاريخ الإنسانية العلمانية. بحيث معاوية بمجرد تقلده الحكم استقلت الأركان التي تقوم عليه الدولة من جيش مستقل ونخبة مثقفة واصبح اهل الحل العقد تابع للنظام ويخدمه. فتحولت الخلافة الى ملك ومن تم العصبيات التي تتناوب على الحكم كما ورد في مقدمة ابن خلدون
    لكن الإشكالية التي كانت ولايزال يعرفها العرب والمسلمون ليس العقل واللاعقل فيما يتعلق بالدين بل إشكالية التوفيق بين الدين والدولة .يبدو ان القول بان كل الأديان غير عقلانية. هدا حكم ظني وليس علمي. فالفيلسوف كانط التنويري العقلاني استخدم المنهاج الاستنباطي الدي تخلت عنه واربا مند الاوركانون الجديد لفرانسيس بيكون واستثمره ديكارت وسار على دربه كل الفلاسفة من بعده.
    وهنا نطرح السؤال. هل كان كانط يجهل تاريخ الإسلام او غلبت عليه الانانية الغربية .؟
    ومهما يكن من جواب. فكانط لم يحترم قواعد البحث العلمي الأنثروبولوجي .وللرد على هدا الحكم المتهافت يكفي هنا ان نضم راينا الى راي هيجل الدي قال ان التجربة الذاتية والحقيقة شيء ثانية
    هدا من جهة اما من جهة ثانية فالمفهوم الدي تتمحور حوله اخلاق كانط التي تزعم الكونية لابد من ان توضع تحت المجهر ويتعلق الامر بمفهوم الحرية وهنا لابد من ملاحظة جد وجيهة بحيث ان مفهوم الحرية عند كانط جد ملتبس نظرا لكثرة المعاني التي يحتويها الشيء الدي قد يعيق الفهم في نصوص كانط
    فمهوم الحرية عند كانط يكاد يرادف الاخلاق بمعنى ان الانسان الحر هو الانسان المتخلق لكن في نفس الوقت تعني الانسان العافل وهكذا فالحرية والعفل والأخلاق من منظور كانط تحيل الى نفس المعاني فكانط عندما يتحدث عن الدين العقل الكوني العالمي فهو في نفس الوقت يحيل الى الاخلاق والحرية، وهدا الالتباس هو ما جعل المفكرين الغربيين المعاصرين الدين لم يستطيعوا ان يتخلصوا من البارد يغم الغربي أمثال ها برماس وجاك اتالي يجترون أفكار كانط املا في خلق مجتمع جديد يسوده الامن والسلام الدوليين
    لنستمع الى قول كانط فيما يتعلق بالمفهوم.(( ان الانسان ما هو لا خير ولا شرير، فاستعمال الحرية هو ما يضفي طابع الخير والشر على الاعمال الإنسانية)). نستنج من المقولة ان الاسنان موجود قبل الحرية . ان التعريف للحرية بهذا المعنى محاولة التمايز عن كل ما قيل بشان الحرية والانسان. يحاول كانط ان يبتعد عن توماس هوبز وجون جاك روسو وآرائهم حول الموضوع . ففي الوقت الدي يعتبر توماس هوبز ان الانسان شرير بطبيعته يرى روسو العكس من دالك معتبرا ان الانسان خير بطبعه. امام هدين الموقفين اختار كانط اختلاق انسان بلا حرية.
    فافتراض كائن بدون حرية, يعني ان الكائن خارج المجتمع فيصبح بهذا المعنى اما كائن الاهي او كائن حيواني. لكن من خلال حديثه عن الاخلاق الجوهرية المطلقة او الإرادة الخيرة, يتحدث عن الانسان الدي يخضع للطروف المكانية الزمانية والسببية. الانسان الاجتماعي
    فهدا تناقض واضح، كيف القفز من كائن قبل الحرية((الشيء لداته)) معصوم من الأخطاء الى كائن ((الشيء في داته)) ،وفق قاموسه المفاهيمي، الى كائن احتماعي والدي هو الانسان الاجتماعي
    لقد برهن شوبنهاور على تهافت كانط في في الحديث عن السببية ووضح مبدا العلة الكافية وشروطها .لايتسع المجال هنا للحديث عن الجدر الرباعي للعلة الكافية الدي تحدث عنه شوبنهاور. اقام اربع مواضيع مختلفة(( المفاهيم المجردة, الأشياء,البنى ارياضية والهندسية, والدوافع النفسية)) بحيث ان كل موضوع من المواضيع المدكورة .له منهج خاص ولايمكن استخدام منهج خاص بموضوع لموضوع اخر. وانتقد شوبنهاور كانط نقدا لادعا, بشان قواعد ومبادئ العقلانية التي لم يحترمها كانط.
    لاشك ان كانط كان يخلط بين الميتافزيقي والطبيعي. يغمس الواحد في الاخر دون مراعاة الحدود الخاصة بكل مجال كما حددها شوبنهاور. يتحدث عن انسان قوق الطبيعية البشرية ثم ينزله الى الحدود الإنسانية ، ينتقل من الكائن الإنساني المتعالي ثم ينزل به الى الأرض بدون ادنى مبرر عقليا ،

    . فالتناقض هدا يبدو جليا في الدفاع عن الدولة الحديثة((انظر مقال كانط ما معنى التنوير))فكانط الدي كان يدافع عن, دولة العقل والحرية الفردية بل دهب به التفكير الى نقد كل المحاولات الثورية في اطار الدولة الحديثة .لكن مقتضى العقد الاجتماعي في ظل دولة التعاقد يعطي الانسان المواطن حقوق ويفرض عليه واجبات. نسي كانط ان العقل المطلق والأخلاق والحرية الجوهرية او الإرادة الخيرة , لا يمكن بحال تطبيقها. بحيث ان الانسان او مواطن دولة الحداثة ,تقتضي ان يكون الانسان في خدمة المبدأ العام الا و هو احترام الإرادة العامة للشعب والتي هي مجموع الارادات كما جاء في العقد الاجتماعي . يتنازل الانسان عن الخرية الطبيعية مقابل الامن والاستقرار.
    اليس هدا تناقضا واضحا بين الحرية (( العقلية الأخلاقية الكانطية)) التي تحث على تطبيق مبدا الواجب المطلق الدي لا يراعي لا المكان ولا الزمان ولا حتى الظروف الموضوعية وبين الحرية الليبرالية التي شيدت على أساس المنفعة التي تستلزم الواجب الشرط؟ وبعبارة أخرى اليس هدا تناقض بين الواجب الشرط بين الواجب المطلق؟

  • تابع
    ادا طبق فرضا مبدا الواجب وضربنا بعرض الحائط مبدا الواجب الشرط مادا تكون النتيجة’؟ النتيجة المعلومة تكون كارثية،وهي العودة الى الطبيعة الحيوانية و حالة الحروب والصراعات الدائمة كما قال بها هوبز وكيف لا؟
    نفترط طبقا لشريعة كانط. ان جهاز الدولة القمعي المكون من جيش وامن او رجال الدرك. لو اصبح رجال الدولة الركن الأساسي لألياتها, يطبق مفهوم الواجب المطلق. بحيث ان الجندي الدي ينادى عليه للحرب ,ادا نصت الى همس الضمير المطلق. ويقول قي قرارة نفسه. ان الحرب هي الدفاع بالقوة والسلاح قد تؤدي الى الموت وبالتالي فادا قتلت نفسا فكأنما قتلت الناس جميعا. اضف الى دالك الموظفون وكل من يعمل في قطاع من قطاعات الدولة. وادا وظف كل المواطنين مبدا الواجب المطلق , اليس هد عصيان مدني وضربا في جوهر الدولة الحديثة التي يدافع عنها كانط باستمرار.
    واضح ان منطق مبدا الواجب المطلق دون مراعاة الظروف الاجتماعية يطعن في الدولة الحديثة وبالتالي الرجوع الى الحالة الطبيعية. حالة القانون الغاب التي يأكل فيها القوي الضعيف .

    الم يقل ارسطو ان الانسان حيوان سياسي بطبعة. فكرة يرددها كل فيلسوف سياسي. تعتبر الجوهر او النواة لكل مفكر سياسي .تقتضي العبارة ان الانسان مركب من أجزاء مختلفة فيها الانساني والحيواني و السياسي. وهده أشياء جوهرية في الإنسانية.
    فالقوة او السلطة التي قد يكون منبعها الإرادة الجماعية (( القانون الوضعي)) او الاخلاق المستوحاة من الغيب هي وحدها لكفيلة ان تضمن الامن والاستقرار . فالسلطة هي التي تنزع من الانسان الشر عن طريق التربية وادا اقتضى الحال القمع . يقول سقراط اب الفلسفة. العدل او النظام يستلزم القوة .اد لابد من قوة رادعة. ولا يمكن للإنسان من تلقاء نفسه ان يكون عادلا كما يعتقد كانط. فاحترام القوانين واجب وضروري ولا يمكن ان ننصت الى الضمير المطلق. فسقراط نفسه ظل وفيا للنظام الدي كان يعيش تحت ظله .فرغم المحاولات من بعض اصدقائه للخروج من السجن قبل الحكم عليه بالإعدام. رفض الهروب احتراما للقوانين التي نشا وترعرع تحت ظلها.
    فالانسان الدي يتحدث عنه كانط ,لا وجود له في الواقع او بالأحرى لا وجود له بالدولة. يقول ماكيافيل ان النبي الأعزل مهزوم , ويقصد بدالك كل ثوري مصلح. نبيا كان او فيلسوف. بحيث ان أراد الإصلاح لابد من يدخل نطاق الدولة والقبول بفواعدها.
    وهكدا فاعتبار ان وجود انسان يؤمن بالعقل المطلق ويتحلى بأخلاق جوهرية تبلغ حد الالوهية فهدا وهم وضرب من الخيال. يبدو ان كانط المسيحي المتلبس بلباس الرجل التنويري, يعتقد ان السيد المسيح كما تروج له المسيحية ابن الالاه. فحاول اصلاح المسيحية من منظور عقلاني ودهب به التنظير الاخلاقي الى درجة وضع العقل المطلق في الانسان كحلول الرب في السيد المسيح الدي تقول به المسيحية. بناء على ما سبق دكره من منظورنا المتواضع. يبدوان التعصب الديني للمسيحية , جعلت كانط ,يفرضه عضلاته الفكرية .فحاول ان يلبس اخلاق الدين المسيحي في ثوب عقلاني. معتقدا ان الدين العقلي الكوني الجديد يكون انجيل جديد لسائر البشر. وهدا ما تنبه اليه نيتشه.وقال بشأنه(( ان اكبر منافق عرفه التاريخ هو كانط. وكما اوضحنا مبدا الواجب المطلق لا يمكن تطبيقه, فمبادئ الإسلام تقتضي النسبية والتأويل والتفسير وفق التغيرات الزمانية و المكانية والزمانية.
    أقول من هدا المنبر الكريم ديوان العرب، كفا من من تمجيد الغرب ، لقد استطاع بالفعل الغرب ان يبنوا حضارة تقنية ، بمساهمات اجنبية، ساهمت في بناء وتطور الإنسانية، لكن الغرب يغض الطرف عن كل ما لا يحلو له، اضرب مثالا واحد, نفترض لو لم يساهموا العرب في تطوير الرياضيات و لو لما يختلق الجبر اكان بإمكان الغرب ان يصل الى ما وصل اليه اليوم، لكن كل ثقافة تعتمد الاقصاء لابد لها من الانهيار والاضمحلال، والانهيار الغربي بدا مع بداية حضارته ويتجلى دالك في الاستيلاب الدي تحدث عنه ماركس في الميدان الاقتصادي لكن الاستيلاب لم يقتصر على الجانب الاقتصادي بل سلب الانسان من كينونته، فكتاب الكينونة والزمن والدي يحاول من خلال هيدغر إعادة قرائة الفكر الغربي مند نشأته معتبر كل الفلسفة الغربية لم تنحو نحو المسار الصحيح، اليس هدا اكبر دليل على فشل الفكر الغربي، ومحاولة ترقيعه, ونجد الشي نفسه في قمة الادب الغربي الدي بلغ العالمية ، بحيث نجد هدا النفور والاشمئزاز من الثقافة البورجوازية عند كافكا ((كتاب المسخ)) وكامو((الغريب)) وسارتر ((الغثيان))لكن من أراد ان يتعرف على الاخلاف البورجوازية كما كانت في الفرن التاسع عشرلابد من الاطلاع على القصص الصغير للكاتب الفرنسي جي موسبان
    اما من جهة العرب فالأديب كنجيب محفوظ(( الشهادة)) واحمد الطيب صالح (( موسم الهجرة الى الشمال)) كل هده المؤلفات تعبر عن ثقافة بورجوازية مسيطرة طابعها الرئيسي هو استيلاب الانسان من كينونته التي لم يجد لها الغرب
    لكن الضربة القاضية للثقافة الغربية هي تلك التي الكمها إياها نيتشه الدي وصفها بالعدمية(( انظر تعليقنا حول موضوع ما قصد نيتشه بموت الالاه)) الشيء الدي أكده ميشيل فوكو الدي طبق بالحرف منهج الجنياولوجي لينتشه في بعض قطاعات الدولة الحديثة ليصل الى نتيجة صرح بها في احدي حواراته ((انظر فيدويات فوكو)) لقد مات الانسان الحداثي الدي ولد في القرن التاسع عشر، لقد مات فكر الانسان الحداثي كما قتل فكر القرون الوسطى، اليس هدا اكبر دليل على انهزام الثقافة الغربية

    أتمنى ان تكون مساهمتي المتواضعة قد ازالت بعض الغموض لصاحب التعليق الدي اريد ان تكون مقارنة بين اخلاق كانط وتعاليم الدين الإسلامي .فالأخلاق الكانطية تدعى المطلق بحيث حاول كانط ان يجعل من مبدا الواجب المطلق القيمة الأساس للأخلاق (( الإرادة الخيرة))لكن كما اوضحنا لا يمكن بحال تطبيقها، في حين ان المبا دئ الإسلامية تدعو الى الاعتدال وقد تصبح قابل للتأويل في ظل ظروف مادية غير متشابهة ودالك وفقا بالطبع لمقاصد الشريعة.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى