السبت ١٠ آذار (مارس) ٢٠١٨
بقلم سلوى أبو مدين

وجه لم يقرأه أحد

من خلف نافذتي الصغيرة في ذاك المساء الشتوي الهادئ..

كنت أرقب بيته المظلم، وحركاته التي لا تتوقف

فتارة يقفز في الهواء، وأخرى يقوم بحركات بهلوانية

يرقص، يغني، يقهقه أحياناً، يخاطب نفسه..

بيت مُعتم سكنت العناكب جدرانه.

من خلف تراكمات الزجاج المتصدع

يلقي نظرة سوداوية..

أمّا زوجته فقد تركته

واتخذت ملاذاً آخر بعيداً عنه.

وبقي يقتات الضجر.

ذات ليلة كان على غير العادة

فقد سمعت ضحكه يملأ المكان.

يركض في حجرته، يلوح بيديه

أسعدني فرحه وسرعان ما فتحت نافذتي

لأشاركه سعادته اليتيمة.

نظرت في وجهه الهادئ

المخضّب بالدموع!

وسرعان ما اختبأ خلف ستائره الرثة.

وكأنه يعلن لي بداية النهاية!

منذ تلك اللحظة لم أعد أرى خياله.

كنت أنتظر حركاته، لعبه، ضجره، احتجاجه

لكنه أعلن بلغة الصمت عن ميلاد يوم آخر.

لأقرأ مفرداته من خلف نافذته المشروخة.

هجرتْ صرخاته الشرفات

واصطحب معه ليله

الطويل ليلازمه رحلته

البعيدة حيث لا يعلمها

أحد...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى