الأحد ٤ شباط (فبراير) ٢٠٠٧
بقلم جمال دلة

ودعت مكة

ودعت مكة باكيا وأعانــــي

والقلب لايقوى على الخفقان

فكأنما أمضيت فيها رحلتي

وقضيت فيها مدتي وزمانـي

من بعد ما زرت المدينه هائما

فيها وسلمنا على العدنـــــان

وسألت ربي أن يكفِّر زلتـــــي

وخطيئتي ويجودَ بالغفــران

أملي وحسن الظن بالله الذي

قاد الخطى... للبيت عود ثانـي

خشع الفؤاد وطار مني ساجدا

وأفاض بالتسبيح بوح لساني

ووقعت مشدوه الجنان مسبحا

ومكبرا ومهللا بكيـــــــــاني

ورأيت كل جلال ربي ... بيته

ركن جليل القوس والأركان

وأستصغرت عيني العجائب حيث لآ

ترقى لشأن البيت والبنيـان

لا مثلها الرومان أبدع سابقا

صرحا ولا من مبدع يوناني

حتى لكسرى ماإستطال لمجده

كالبيت رغم البهرج الإيواني

ولا لقارون البيوت تعاظمت

ولا تمنى مثلها ساسانـــــــــي

حتى لفرعون الزمان عجبت إذ

لم يطلب الإعلآء من هامــان

فنسيت أهلي وادّكرت بأنني

في البيت ماضيعت من عنواني

وهفت لرب البيت روحي عند من

أعطى محمد كعبة الأيمـــــــان

وبدت خطاي على الطواف مرملا

بين الزحام ولجة الطوفـــــــــان

وكأن كل الخلق قد نشرت ضحى

فتلاطم الأنسان بالإنســــــــــــان

ورايت من صغرى الذنوب مقامع

من الحديد تشد بالميــــــــــــــزان

أما الكبائر- لا وقعت بمثلـــــــــــها-

فتحت حميم الويل والنيـــــــــــران

فبكيت ملتاع الفؤاد تضرعا

ربي أغثني قد سمرت مكــــــاني

فسمعت هاتف رحمة ناجاني

" إبدأ طوافك والتجئ لحنــــــــــاني "

تابع طوافك لن تعود مخيبا

صفر اليدين ولن أدعك تـعانــــي

فوعزتي لو جئتني بقرابها

الدنيا بلا ند ولا أوثـــــــــــــان

الا ملأت لك القراب وقلت خذ

وادخل بغفران الذنوب جنــــــاني

فأشرت للحجر الكريم مكبرا

ومسميا بالله والقـــــــــــــــــــرآن

فتناثرت من عيني الدمعات أذ

وقعت على ركن البهاء يمــــــان

وتقشعت حجب الدموع بعفو من

لبيت ناديه وقد نادانـــــــــــــــــــي

ووقفت مرتعد الفرائص هيبة

لما تراءى لي المقام الهانـــــــــــي

فشعرت بالاحسان يملأ خاطري

وتجاذبتني هيبة المنـــــــــــــــــــان

لأقول لبيك الرحيم فانت لــــــي

أملي ومالك مهجتي وجنـــــــــــاني

واتابع الخطوات احسب خطوتي

هربت من الشيطان للديــــــــــــــــان

ياخجلتي ممن أسأت بملـــــــكه

ومتى منعت عطية أعطانـــــــــــــي

ياويح نفسي كم علوت تكبرا

والله سامحني أعز مكانــــــــــــــــي

فطفقت أنشده وأصرخ تائــبا

ودما ذرفت لشدة العصيـــــــــــــان

فوجدت ربي مقبلا وبعفوه

وحنانه وبجوده لا قــــــــــــــــــاني

حييته خجلا فزاد تـــــبسما

بكماله وبلطفه حيانـــــــــــــــــــــي

من لي كربي كلما أغضبته

وغضبت جاد برحمة راضانــــــي


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى