الأربعاء ١٧ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم
وكان البكـاء قريبـا
وكان البكاء قريبا..قاب قوسين أو أدنى..والجفن كان بعيدا..بعيدا..البحر أمامي .. يتسلىيتباهى بالغروروبالكبرياء..وبالعبوروباحتضان الدهوروالرمل كان أشد غروراأما الغياب فما يزالبعيدافي منتصف النهارنحن..في الظهيرة ْ..ظلان عابرانالشمس ُ لَسع ْ..لكن الغياب في انطواءالنهاريهبها الصّقعْ ..وجاء الغريب..من الغياب..يتشكل .. طويلا ..كان ْبلحية سمراء.. كان ْوالجلد نسي العنوان ْ***كم يحتضن الغياب من الكنوزو الأسرار!محنيـا بالخجل.. كانوأمامه غريباهبط قلبيكسنونّة غافلة ْوسط الهاجرة ْ..وكنت َوجعي..قُبـــــّرَة ًتأتينيتزلزل ُ الرأس َحتى الخاصرة ْ..وكان بكائي كالمطر ْ..كتسييب المطر ْ..فوق الهضاب الشمّ ِفوق الوشم ِفي معصمي..وكان الرجل الأسمريرقبنيويجيئنيعن بعد..محني القامة..أليف الخطوعلى الجنب يميلقليلا ..ومن وراء زجاجي الشفافكان هو والبحرأسطورتين ..في أزمانيتكاثف فيها العباب..كان المنفى ..وكنتُ له الملجأ ْ..كان الغيموكنت ُ له المرفأ ْ..البحر كان مغروراوفي الرجل شيءكان..مكسورا..وأنا في منفاي..أصارع الريحأحطم أشجار اليباسوحولي الكثير من العيون..****لشد ما كنت يا البكاء قريبـــاولشد ما كنت يا الجفنسهيدا***للعشق ألف الشكلْوللشهوة الشكل الوحيد***لكأنها الرمل ْ..متراكم اللون ..متراص ّ كالثقوبفي الغربال ْ..في الركن خلفيكانت الشهوة تقتحم ثقوب الغربالشفتان.. تتلاصقان..تنذرانوأسودان..عينان في وقت اللّسع ِتسترقان القبللا وَلهًاكانت القبلرذاذ اشتهاء ْوضئيل امتلاء ْ..غزيرة كانت حوليالعيون ..الرجل ذو اللحية السوداءوعيناهأبسط اتساعاوكطهر الموجأشد نقاء..وعيون أخرى .. بالمكانحلا لها العبثبالروائحبالسّاحبالضياءتتضاحك من الخفاءْوتضيع في رزءالاشتهاء ْ..***عيناه .. ومرفئي..وكرحب الزبدكان صدريوسال البكاء مريراوالجفن ما يزاليغوصبعيدا..***