الأربعاء ١٧ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم أمان أحمد السيد

وكان البكـاء قريبـا

وكان البكاء قريبا..
قاب قوسين أو أدنى..
والجفن كان بعيدا..
بعيدا..
البحر أمامي .. يتسلى
يتباهى بالغرور
وبالكبرياء..
وبالعبور
وباحتضان الدهور
والرمل كان أشد غرورا
أما الغياب فما يزال
بعيدا
في منتصف النهار
نحن..
في الظهيرة ْ..
ظلان عابران
الشمس ُ لَسع ْ..
لكن الغياب في انطواء
النهار
يهبها الصّقعْ ..
وجاء الغريب..
من الغياب..
يتشكل .. طويلا ..
كان ْ
بلحية سمراء.. كان ْ
والجلد نسي العنوان ْ
***
كم يحتضن الغياب من الكنوز
و الأسرار!
محنيـا بالخجل.. كان
وأمامه غريبا
هبط قلبي
كسنونّة غافلة ْ
وسط الهاجرة ْ..
وكنت َوجعي..
قُبـــــّرَة ً
تأتيني
تزلزل ُ الرأس َ
حتى الخاصرة ْ..
وكان بكائي كالمطر ْ..
كتسييب المطر ْ..
فوق الهضاب الشمّ ِ
فوق الوشم ِ
في معصمي..
وكان الرجل الأسمر
يرقبني
ويجيئني
عن بعد..
محني القامة..
أليف الخطو
على الجنب يميل
قليلا ..
ومن وراء زجاجي الشفاف
كان هو والبحر
أسطورتين ..
في أزمان
يتكاثف فيها العباب..
كان المنفى ..
وكنتُ له الملجأ ْ..
كان الغيم
وكنت ُ له المرفأ ْ..
البحر كان مغرورا
وفي الرجل شيء
كان..
مكسورا..
وأنا في منفاي..
أصارع الريح
أحطم أشجار اليباس
وحولي الكثير من العيون..
****
لشد ما كنت يا البكاء قريبـــا
ولشد ما كنت يا الجفن
سهيدا
***
للعشق ألف الشكلْ
وللشهوة الشكل الوحيد
***
لكأنها الرمل ْ..
متراكم اللون ..
متراص ّ كالثقوب
في الغربال ْ..
في الركن خلفي
كانت الشهوة تقتحم ثقوب الغربال
شفتان.. تتلاصقان..
تنذران
وأسودان..
عينان في وقت اللّسع ِ
تسترقان القبل
لا وَلهًا
كانت القبل
رذاذ اشتهاء ْ
وضئيل امتلاء ْ..
غزيرة كانت حولي
العيون ..
الرجل ذو اللحية السوداء
وعيناه
أبسط اتساعا
وكطهر الموج
أشد نقاء..
وعيون أخرى .. بالمكان
حلا لها العبث
بالروائح
بالسّاح
بالضياء
تتضاحك من الخفاءْ
وتضيع في رزء
الاشتهاء ْ..
***
عيناه .. ومرفئي..
وكرحب الزبد
كان صدري
وسال البكاء مريرا
والجفن ما يزال
يغوص
بعيدا..
***

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى