السبت ٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
بقلم مروة دياب

و الصغيرةُ..

الساعة الآن التردي

و الرحيل يَعُجُّ بي

سيضيق ليل المُبْعَدينَ عن التَّرَقُّبِ

ثم يَتَّسِعُ البعادُ الليلَ و المنفى

يُسائِلُ عَنِّيَ المارّينَ عَبْرَ الجرحِ

و النّاجين من شَرَكِ القصيدةِ

و الصغيرةُ..

الليل كهلٌ مُتْرَعٌ بالأمنيات على نُوَيْفِذَتي الصغيرةِ

و الصغيرةُ..

آثرت ألا تُخَبِّئَ للهوى أغْنِيَّةً.

لن توقِظَ الأمسَ العبوسَ

فحين تحبو في سماهُ

تضيق أغنيَةُ الدُّروب عن الخَريرِ

و يَسْتَرِدُّ الغيمُ سطوتَهُ

فَيَلْتَحِفُ السكون قصيدَتي

و يعود منكسرًا -كَبابي-

للرياحين القديمةِ

يُطْعِمُ الحلمَ التَّرَقُّبَ

يطعم الناجين عنقودا من الذكرى

و أغنيَةً تُسائِلُ عَنِّيَ النسيان

لا..

ما كنت أدري

كم من الوقت اشْتَهى نَوْباتِهِنَّ

و عَلَّمَ الجُرْحَ التَّجَلُّدَ..

حين يسألني الذين يباغتون الحلمَ، عنهُ

سأُشْرِعُ الذكرى

و أرقب لانتظارِهِمُ النهايةَ

كي يؤوبَ الوقتُ لي

و يعودَني الهذيان ثانيةً

و يُرْبِكُني اسْتِجارُ الصمتِ

أَفْتَتِحُ المَسيرْ..

نَفَضَ القطارُ الأمسَ عن عَيْنَيْهِ

أَسْلَمَ للنُّعاسِ الليلَ و الأحلامَ

و استلقى أمامي،

كان أمسي للتسكع سُنَّةً..

العابرون يُرَتِّقونَ بنشوة الأوهام غفوتَهُمْ

و أقنعةَ التَّصَبُّرِ

ثم يرتحلون مُنْفَرِجينَ عنهم بَيْنَ شَطْرَيْنِ.

العبور لضفتي يَسِرٌ عسير

و الليلُ خارطةٌ و أحلامٌ صغيرة

و الصبح خارطةٌ و أحلام صغيرة

و الصغيرةُ

لا تزال على المدى أغنية تحبو

كنيروز كسير

مُمَوَّهٌ لليل وجهٌ

للحقيقةِ ألفُ وجهٍ

لا ملامحَ للطريق سوى صفير القاطرات.

الساعة الآن التَّرَدّي

و الرحيل يَعُجُّ بي

على الأزقة أن تمر على ظنوني قبل أن يرث المحالُ بقيةَ الذكرى

و تسرد لي تفاصيل البكا

لا شيء أكثر من ظنوني قد يمر عليَّ

لكن.. قد أمر عليكَ وحدكَ

أو أسائل عنك أغنية تراودني:

 سيصحبكِ السلام إليَّ حتمًا.

فانتصفتُ الصمت و انتصف المدى عمري

فكيف تلومني؟

و الارتحال عليَّ أحرص منك؟

كيف..

الساعة الآن التردي

و الرحيل يَعُجُّ بي

سيضيق ليل المُبْعَدينَ عن التَّرَقُّبِ

ثم يَتَّسِعُ البعادُ الليلَ و المنفى

يُسائِلُ عَنِّيَ المارّينَ عَبْرَ الجرحِ

و النّاجين من شَرَكِ القصيدةِ

و الصغيرةُ..

......

عدتُ أحمل ما نسيتُ

 و ليتَ ما أنسى يبادلني-

و لكني اقترفتُ قصيدةً أخرى

و خَلَّيْتُ المدى

و تصارعَ البحرِ المسافرِ في عيونك، و الصدى

رَجْعُ الصدى:

 قولي بربِّكِ ما يكون الكون كي يرمي شِباكَ المستحيلِ على الدروبِ

و ما يكون المستحيل ليوسع الآتي؟

 أقول؟؟

و ما أقول و أنت لا تدري بأي الأرض تحنثُ للهوى عهدا.

و لكني اقترفت قصيدة أخرى

و خَلَّيْتُ المدى

و نسيتُ ما قد عدتُ أحملهُ

لكيلا تسكبَ النجمات غربَتَهُنَّ لي

متفرقاتٍ

مستحيلا ممطرا

فدفنتهنَّ على رَوِيّي

و الصغيرةُ..

آثرت أن تكبُرا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى