الجمعة ٢٨ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بقلم نزار أحمد

يا بنت همي العبي

لِفّي ذراعك حول كتفي والعبي
لعب العواصف في شراع المركبِ
وعلى الشجون كطائرٍ مُتَرَحِّلٍ
ارمي سهامك قبل أن تتغربي
ولع الأنامل فوق صدري مطلبٌ
يا حلوتي لا تعذلي عن مطلبِ
فالعشق حقلي والمشاعر زهرتي
والشوق ديني والعواطف مذهبي
والوصل مملكتي وأنت مليكها
ومُخيَّمي ومُضَيِّفي ومُرَحِّبي
ماذا يضركِ لو صباكِ قد ارتوي
من ثَمْلِ مَعْشرٍ لا تريهِ بمعجبِ
إني كهيل العمر لكنْ عامرٌ
بتلهّفٍ إن كان سَعيكِ مشيبي
رغم احتضار الروح منذ طفولتي
كطراوة الجمّار شتلة معشبي
حيث البياض بياض قلبي فاسألي
عني ضفافك أين يمشي مهربي
وإذا سواد الشعر كان ضرورة
بدقيقتين حلوله إن تطلبي
يا بنت شَجْوي فيكِ أمرُ تقربٍ
ولديّ قلبٌ مغرمٌ فتقربي
كفراشة بين الضلوع تحركي
وسحابة فوق الجبين الأرحبِ
وضعي القلادة فوق جيدك وارتدي
ثوباً جميلاً وفْقَ رغبةِ مَخلبي
وعلى خدودك خملة الورد اتركي
علّقي عليهِ صواعقاً لِمؤنبِ
إنني غويت صحيب كل مُبَتَّلٍ
ميعِ الحوافرِ طيّبٍ لم يذنبِ
طلق اللسان لطيف طرف الناظري
إن مَسَّهُ الساقي أساً لم يَغضَبِ
والله ما حَسَدتْ عليكِ جنائنٌ
إلا ثلاثَ محاسنٍ في مشربي
حور العيون إذا رمتْ قتلتْ بلا
رفقٍ وجلّ إليك من لم يسهبِ
ورشاقة الطول الذي بألذِّ من
لفتاته لا صبر للمُتَجَنِّبِ
وصفاء خديك العتيق يزينَهُ
وهج النجوم وصاريات الموكبِ
يا بنت وجدي رحمةً وتلطفاً
بفؤاد من عرف الهوي لا يكذبِ
لو في الهوى كان التَصوّف يشترى
فلكنت أول من أباع لِمذنبي
أيك الغرام زنابقٌ إن لم تكنْ
ملكاً يُفرّط عرشه لمُطُيِّبي
يا بنت عمي كيف أنهل مقصدي
وحبيبتي محتالةٌ كالعقربِ
إذا كلما في لوعةٍ عاودتها
متأملاً مرح الحبيب الأعذبِ
صرختْ بوجهي تدعي إنّ الهوى
لا يهتدى إلا بعقد المكْتَبِ
أرسلتُ أفئدة الهوى لوصالها
وجميع ما وهب السماء لكوكبِ
قالتْ ورَيبُ الوصل داعب وجدها
فلينتظرْ حتى يصافح مذهبي
يا ويحتي من زلّةٍ كادتْ ترى
قبل الأوان يهلُّ طارق مغربي
أني طليق الروح أعبد معبداً
فيه الوصال بلا قيودٍ مأربي
إن سوف أصبح للغرام شريعة
كيف العثور على الحبيب المُحْجبِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى