السبت ٧ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٦
بقلم أسماء عزايزة

يسألني المساء

كان وجه المساء متعبًا
حين قدم إلي بساعاته
مثقلاً بدقائقه المريضة
محملاً بهموم النصوص
وقبور الكلمات
 
التقينا
على حافة الليل
وهوينا..
نتنفس أنفاس الصباح الأولى
ونحتسي قهوة "شقراء"
حين سألني:
من يحتضنك فيّ؟
فأجبته
مرة أدبي
ومرات أدب القدماء..
فغرق في راحاتي
يعاود السؤال
من يحدثك فيّ
قلت: حروف ذاك البعيد
وهي تكتسب كل المعاني المحرمة
سألني مسائي:
وما لأحرفه لا تحيد أسفل الحافة؟
رأيته يستوطن المكان
ويحدق في عيون المارين
أجبت.. بآخر نفس من الصباح:
لأنه صنع في زمن النادرين
يمر في مكانه
دون عبث في الجهات
حبر ليس كحبر العابرين.
سألني مسائي:
من يضاجعك فيّ
أجبته:
نصوص أولئك النادرين
تعريني
أو تكسيني
ثوب الله والنبيين
يستجوبني مسائي:
من يسامرك فيّ:
قلت: يراعي ويراع المحبين
يتسكعان على مساحاتي
ويرقصان في ردهاتي
فيتركان مرة شعري
ومرات شعر العاشقين
سأل للمرة الخمسين:
من يحاورك فيّ:
قلت:
أوراق بيض
دفاتر بدون أسطر
لتحفظ مرة حبري
ومرات حبر المشرقين
وبعد موت الصباح
يتنفس الأسود شوقًا إليّ
يشيع في عشقه إلى مثواه الأول
فنهوى مرة أخرى
تحت سيف الصباح.
أيها الظالم اكتب على جبينك
خطيئة مسائي وأدبي
وأعلني سجينة بلادي
وبلاد المنفيين

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى