الاثنين ٢٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٦
بقلم حسين سرمك حسن

(134) فيروس السارس سلاح أمريكا الجديد (القسم الثاني)

ملاحظة

هذه الحلقات مترجمة ومُعدّة عن مقالات ودراسات وكتب لمجموعة من الكتاب والمحللين الأمريكيين والبريطانيين.

بوش يقرّر حجز أي مواطن يُشتبه بإصابته بالسارس !!

ولكن في الصياغة يبدو أن النظام تعمد جعلها غامضة، "وزير الصحة حرّ في تحديد ما إذا كانت حالة معينة تشكل مرضا معديا من النوع المحدد في المادة 1 من هذا النظام".

تحت هذا التعريف يمكن حجر أشخاص لديهم أعراض مرضية تشبه السارس ولكن لم يثبت أنها للمرض نفسه. وهذا يعني أن الناس يمكن أن يُحجروا صحيا لنزلات البرد أو الانفلونزا.

ومن المهم أن نلاحظ التمييز القانوني الذي يقول أن الحجر الصحي هي التدابير المطبقة على الأشخاص الذين تعرضوا لمرض، ويصف العزل الصحي بالتدابير المتخذة على الأشخاص الذين تأكد لديهم المرض.

ذهب خبر الأسوشيتد برس في 4 أبريل إلى ملاحظة أن "أمر بوش التنفيذي هذا يضيف السارس إلى قائمة الأمراض التي للسلطات الصحية السلطة لحجز الأميركيين بسببها قسرا، وهي المرة الأولى التي يضاف فيها مرض إلى القائمة في عقدين من الزمن".

يوم 5 مايو، ذكرت وكالة رويترز أن البيت الأبيض، بدعم قوي من الكونغرس، كان يستعد لوضع نظام وطني لتحديد ومتابعة الأمراض والذي سوف يرتبط مع مجموعة برنامج وعي المعلومات الكلية المثير للجدل الذي تديره وكالة مشاريع البحوث الدفاعية البحوث الدفاعية المتقدمة (DARPA - Defense Advanced Research Projects Agency). هذا البرنامج، كما هو موضح على موقع الحكومة على شبكة الإنترنت، سوف يتضمن قواعد البيانات التجارية والخاصة لجميع الأميركيين، وسوف يشمل أيضا السجلات الطبية المُقدمة من قبل مقدمي الخدمات الطبية وصناديق المرضى. ومن المرجح أيضا أن يستخدم البرنامج برنامج PROMIS المعروف الذي أشرنا إليه سابقا. (لمعرفة المزيد عن PROMIS، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني fromthewilderness).

يوم 7 مايو، وافقت الحكومة الأمريكية على استخدام القوة عند نقاط التفتيش الحدودية لاحتجاز الركاب القادمين إذا لزم الأمر. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن وزارة الأمن الداخلي قدمت الأقنعة والقفازات لمفتشي المطار وعند المعابر الحدودية وتحديدا ربطت قضايا السارس بقضايا الإرهاب البيولوجي والهجمات المتوقعة.

في هذه الأثناء، عزّزت الأخبار ومقالات وسائل الإعلام الفكرة القائلة بأن أكثر هذه الأمراض المهجنة وراثيا سوف تعاود الظهور في المستقبل القريب، وأن من المرجح أن بعضها سيكون أكثر فتكا من السارس بكثير. وهذا هو إعداد مسبق شديد الفعالية.

الأثر النهائي لهذه الدعاية المتطرفة وردود الفعل التي أثارها هذا المرض ليس له ما يبرره كما يتضح من أعداد الوفيات الناجمة عن هذا المرض بالمقارنة مع غيره من الأمراض. ولكن الرأي العام الأميركي، بل والعالم بأسره، صار على استعداد لقبول التدابير الصارمة التي حتى لم تتم مناقشتها قبل 11/9. ويجدر بنا التذكير باقتباس من صحيفة وول ستريت جورنال : "كل هذا العدد من القتلى في الصين وهونج كونج هو أقل من عدد القتلى في الشوارع في أي يوم معين أو في المصانع في أي أسبوع معين".

السارس – السلاح البايواقتصادي BIOECONOMICالجديد

تؤكد بعض التقارير العلمية أن مرض الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) (Severe Acute Respiratory Syndrome (SARS لا يحدث طبيعيا وأثار دهشة خبراء الحرب البيولوجية. في مقالة عالية التقنية بتاريخ 23 أبريل/نيسان من معهد العلم في المجتمع ومقره لندن قالت الدكتورة "ماي - وان هو" والبروفيسور "جو الكمون" أن فيروس السارس هو فيروس من صنع الإنسان بصورة متعمدة وأن المعلومات الهامة حول هذا المرض تم حجبها عن الجمهور. ولاحظا أنه لا توجد كورونافيروس طبيعية قادرة على فعل ما قام به فيروس السارس من تحوّر واستنساخ في بيئات جسدية مختلفة. كما أشارا إلى أن الآثار الكيميائية التي تتخلف عن طريق التلاعب الجيني الاصطناعي يمكن أن تساعد على تحديد "الجاني".

وكتبا إن ، "التسلسل الكامل لفيروس السارس متاحٌ الآن، مؤكدا أنها كورونافيروس جديدة لا علاقة لها بأي فيروس معروف سابقا. فهل ساهمت الهندسة الوراثية في خلق هذا الفيروس الجديد؟". ثم قالا في النهاية:

"إذا كان فيروس السارس قد نشأ من خلال إعادة التركيب لعدد من الفيروسات المختلفة، فإن أجزاء مختلفة منها سوف تُظهر علاقات النشوء والتطور المختلفة. ويمكن أن تحجب هذه العلاقات إلى حد ما من خلال الأخطاء العشوائية التي يراكمها تسلسل التلاعب بها على نطاق واسع، مثل الإنزيمات المستخدمة في التلاعب الجيني، التي من المعروف جيدا أنها تنتج أخطاء عشوائية، إلا أن العلامات الضابطة والمنبهة لا تزال عبارة عن فسيفساء من علاقات النشوء والتطور المتضاربة، والتي منها يمكن بناء تاريخ إعادة التركيب. ومن ثم يمكن مقارنة هذا مع أنواع التلاعب الجيني التي أجريت في مختبرات مختلفة في جميع أنحاء العالم، ويفضل أن يكون مع محصلات التهجين الحاصلة في المختبرات".

فيروس السارس من صنع علماء أمريكا القتلة

وبصرف النظر عن الملاحظات العلمية المقدمة أعلاه، هل هناك أي سبب للشك في أن السارس هو من صنع الإنسان؟ بعض من كبار خبراء الحرب البيولوجية في روسيا أشاروا إلى أن السارس قد تم إنشاؤه كسلاح بيولوجي اقتصادي للدمار الشامل. وفي حين قد يتم التشكيك في دوافع روسيا - كمعارض دائم لسياسة الولايات المتحدة الخارجية ، فإن باحثي معهد العلم في المجتمع الذين توصلوا إلى نفس النتيجة هم بريطانيون. وهناك سجل وثائقي من داخل الولايات المتحدة لدعم استنتاج مفاده أن الولايات المتحدة لديها كل من القدرة والرغبة في نشر مثل هذا السلاح.

وقال نيكولاي فيلاتوف، رئيس الخدمات الوبائية في موسكو لصحيفة غازيتا الروسية أنه يعتقد أن السارس من صنع الإنسان. واتفق عضو الأكاديمية الروسية للطب سيرجي كوليسنيكوف مع زميله. ونقلت عنه وكالة انباء نوفوستي ان السارس هو "كوكتيل" من فيروسي النكاف والحصبة. وأضاف أن مثل هذا المزيج لا يمكن أن يظهر بشكل طبيعي أبدا.
إلقاء اللوم على حكومة الولايات المتحدة في اندلاع السارس، لا بد من النظر إليه بجدية تامة.

وتشير مصادر رسمية أنه بطريقة أو بأخرى فإن اثنين من الكائنات الحية المختلفة بشكل طبيعي يمكن أن تتشارك في الجينات لإنتاج السارس. وقد أعطي نفس التفسير الرسمي لتفسير أصل الإيدز، وأن هذا الجدل ما زال مشتعلا مع ظهور مجموعة متزايدة من الأدلة تشير إلى أن الإيدز أيضا هو نتاج أبحاث الحرب البيولوجية في الولايات المتحدة.
باحثون آخرون وباحثون في الطب الحيوي اختاروا وجهة نظر مختلفة. انهم، مثل جون رابوبورت، الذي أمضى 15 عاما في بحث القضايا المتعلقة بالإيدز، يستنتجون أن ما نشهده الآن هو "علم مؤتمرات الصحافة" بدلا من العلم عن طريق مراجعة العلماء الأقران والبحوث المفتوحة.

والواقع أن الكثيرين سارعوا إلى الإشارة إلى أن أعراض السارس لا يمكن تمييزها من الانفلونزا (وهو مرض أكثر فتكا بكثير) أو حتى من نزلات البرد. وكالات الأنباء عادة ما تشير إلى تطورات متضاربة متصلة بالسارس، سواء في توقيت ومكان حدوثه وفي ردود الفعل الهستيرية غير المتوازنة لهذا المرض والتي تم المبالغة فيها بشكل واضح من قبل وسائل الإعلام نفسها. باختصار، إن غياب علم مراجعة الأقران، المسؤولين عن تشخيص وتحديد الفيروس قد يكون ملائما لوصف مجموعة متنوعة واسعة من الكائنات الحية كأنها السارس لتتناسب مع مصالحهم الخاصة، سواء كانت ممثلة بالمنح البحثية، أو مبيعات الأدوية أو الحرب الاقتصادية.

في بعض دول العالم تم الحجر الصحي بالقوة لأشخاص من دون إجراء مزيد من الفحوصات والتحاليل بعد قياس درجة حرارتهم، وبلا شك فأن العديد من حالات نزلات البرد أو الانفلونزا تم تشخيصها خطأ كحالات سارس. ولكن عندما يتم عرض هذه الأرقام مبالغ فيها من الحالات المحتملة أو المشخصة خطأ على الجمهور، فإن الضرر يحصل. الأمراض الأكثر فتكا لم تسبّب ردود الفعل التي رأيناها في السارس. في الواقع تصاعدت الهستيريا حول السارس بصورة متطرفة جدا في بعض الأجزاء من العالم إلى حدّ أنه تم قتل بعض الناس بسببه. في 25 نيسان ذكرت وكالة أنباء الفلبين أن أحد الصيادين، كان يخاف من الإصابة بالسارس، أطلق النار وقتل رجلا عطس بالقرب منه. في 6 مايو 2003 أعلنت جامعة كاليفورنيا أنها لن تقبل الطلاب من الدول الآسيوية في الدورات الصيفية. روسيا تفكر في إغلاق حدودها مع الصين. تم نقل كأس العالم للسيدات لكرة القدم من الصين.

السارس من صنع الإنسان ويتلاعب به الإنسان

هل يمكن أن يكون السارس على حد سواء من صنع الإنسان ويُتلاعب به من قبل الإنسان؟ هذا احتمال لا يمكن استبعاده. بل قد تكون هناك صلة بحالات الوفاة الغامضة لما يقرب من 15 من علماء الأحياء المجهرية من الطراز العالمي.
فيروس السارس يناسب نمط كتاب عن الاستخدامات المخصصة للأسلحة البيولوجية. الولايات المتحدة، وروسيا و"إسرائيل" وجنوب أفريقيا (في ظل نظام الفصل العنصري) فقط يتابعون بجدية هذه الأسلحة وأظهروا أعمال جدية في هذا المجال. ولأن الولايات المتحدة استمدت أكبر قدر من الفائدة الاقتصادية والسياسية من هذا الوباء فمن المعقول أن نسأل عمّا إذا كانت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية قد فعلت هذا النوع من الأشياء من قبل..........

السجل الضخم لوكالة المخابرات في الحرب الجرثومية، مدير في اليونيسيف صاحب فكرة السلاح البايواقتصادي !!!

هناك سجل ضخم لوكالة المخابرات المركزية CIA في إدارة عمليات مثل تلك المطلوبة لاستخدام فيروس السارس كسلاح. بعضها استخدم أمراضا مشابهة للسارس. وبعضها قاد إلى "شخص موضع اهتمام" لمكتب المباحث الفدرالي في قضية الجمرة الخبيثة عام 2001 وهو "مارك هاتفيل".

استخدام العوامل البايو اقتصادية كسلاح طرح أولا من قبل الدكتور إدغار داسيلفا مدير قسم علوم الحياة في منظمة الثقافة والعلم والتربية في الأمم المتحدة (UNESCO).. أوضح داسيلفا في مقالة له عام 1999 في المجلة الإلكترونية للتكنولوجيا الحيوية بأن الحرب البايواقتصادية - "تدمير وتخريب التقدم والاستقرار الاقتصادي" – يمكن أن يتحقق "بتطوير واستخدام العوامل البايولوجية ضد الأهداف الاقتصادية مثل المحاصيل والحبوب والثروة الحيوانية والأنظمة البيئية" . ولاحظ داسيلفا أيضا أن الحرب البايواقتصادية يمكن أن تدرك من قبل الناس وكأنها تحدث طبيعيا لأن مثل هذه الحرب يمكن أن تُشن دائما تحت شروط مسبقة تجعل مثل هذه الحوادث المدمرة تبدو كأنها نتيجة لظروف طبيعية قادت إلى تفشي الأمراض والكوارث بمستويات وبائية أو متوطنة".

والولايات المتحدة – خصوصا وكالة المخابرات المركزية – من خلال جهدها المشترك مع مختبر الحرب البايولوجية للجيش الأمريكي في فورت ديترك بماريلاند، كانت الرائدة في مجال الحرب البايواقتصادية . في السبعينات، شنت الوكالة حملة حرب بايو اقتصادية ضد كوبا. في كتابه الحرب البايولوجية في القرن الحادي والعشرين، وصف المؤلف مالكولم داندو حملة كوبا بأنها شملت استخدام العفن الأزرق ضد محصول التبغ ، وفحم القصب ضد محصول السكر، حمّى الخنزير الأفريقي (قريب للسارس) ضد الثروة الحيوانية للسكان، وسلالة نزفية من حمى الضنك ضد السكان. هذه الهجمات صُمّمت لتخريب اقتصاد كوبا ذي القاعدة الزراعية. وقد نُفذت عمليات كوبا بعد أن وجه الرئيس ريشارد نيكسون أمره التنفيذي عام 1969 بتحريم استخدام عوامل الحرب البايولوجية. أمر نيكسون وتوقيعه عام 1972 لمعاهدة الأسلحة البايولوجية والكيمياوية مع بريطانيا والاتحاد السوفيتي (التي حرّمت الأسلحة البايولوجية) أهملت من قبل وكالة المخابرات المركزية والبنتاغون بصورة منهجية.

وهناك حالات شاذة من حمى القرم - الكونغو النزفية - وهي ابنة عم حمى الضنك النزفية - في مناطق الحرب في باكستان وأفغانستان منذ 11/9. ولعل الأدهى من ذلك، أن السارس وفقا لبحث على الموقع الإلكتروني للمكتبة الوطنية للطب هو أيضا ذو صلة بالمرض الأكثر فتكا في تاريخ الجنس البشري، انفلونزا عام 1918، أو كما يُطلق عليه عادة، الانفلونزا الاسبانية. تم استخراج الحمض النووي من جثث المرضى الذين لقوا حتفهم من هذا المرض في بريطانيا بعد وقت قصير من هجمات 11/9، وذُكر ذلك في الصحافة البريطانية.

وبالتالي فإنه يمكن القول بوضوح أن هناك نمطا من أبحاث الأسلحة فيها السارس موضوع بحث ثابت وأن الأمراض المرتبطة بالسارس إما أن تكون قد نُشرت سابقا أو ظهرت في بلدان معروفة بأنها كانت هدفا لمصالح الولايات المتحدة. ويمكن أن يقال أيضا أن العوامل المشابهة لمرض السارس قد استخدمت سابقا كأسلحة. وعلاوة على ذلك، فقد أجريت البحوث مؤخرا على الانفلونزا الاسبانية من قبل أفراد من معهد القوات المسلحة لعلم الأمراض في روكفيل.

ماضي أميركا الغامض

في السبعينات، جماعة يمينية تعرف باسم Minutemen خططت لإجراء حملة إرهاب بيولوجي تنطوي على نشر فيروس غير معروف في محطات شركات الطيران الرئيسية في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وقد وجد عدد من المتطرفين اليمينيين، بما في ذلك من لهم علاقات مع المنظمات العنصرية والدينية المتعصبة، وظائف رفيعة المستوى داخل إدارة بوش. كانت مؤامرة تلك الجماعة الدينية فكرة لروبرت ديبوغ، زعيم التنظيم، الذي تصادف أيضا أنه يمتلك شركة للأدوية البيطرية تحت مسمى هيئة BIOLAB، ومقرها في نوربورن بولاية ميسوري. في عام 1972، أعضاء من جماعة يمينية متطرفة، هي "وسام الشمس المشرقة"، اعتقلوا في شيكاغو بعد أن تبين أنهم كانوا في طريقهم إلى تلويث إمدادات المياه من شيكاغو، وسانت لويس، وغيرها من مدن الغرب الأوسط بـ 30 إلى 40 كجم من بكتيريا التيفوئيد. في مايو 1995، لاري واين هاريس، وهو عضو في جماعة النازيين الجدد، اعتقل لانتهاك عندما قال لمخبر شرطة أن لديه ما يكفي من الجمرة الخبيثة للقضاء على جميع سكان لاس فيغاس. اكتشف مكتب التحقيقات الفيدرالي أن سيارة هاريس احتوت على عدة أكياس تحتوي على سلالة من الجمرة الخبيثة لم تكن تشكل خطرا على البشر.

صلات وكالة المخابرات المركزية ببرنامج الحرب الجرثومية لجنوب أفريقيا

شخص محافظ آخر، هو الدكتور لاري فورد، وهو طبيب أمراض نساء في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، حافظ على علاقة وثيقة مع مدير برنامج الأسلحة البيولوجية في جنوب أفريقيا، الدكتور فوتر باسون. وغالبا ما يرافق فورد في رحلاته إلى جنوب أفريقيا من قبل الدكتور جيري نيلسون، وهو زميل له في جامعة كاليفورنيا. وقالت مساعدة مختبر سابقة في مختبر فورد لصحيفة نيويورك تايمز في نوفمبر/ تشرين الثاني 2002، أنها شاهدت ذات مرة فورد يحمل قارورة على الطائرة في رحلة إلى جنوب أفريقيا. وقالت أن القارورة كانت تحتوي على بكتيريا قاتلة يمكن أن تكون خطرا على جميع من في الطائرة في حال تسربها. تم تسليم القنينة لمسؤول في جنوب أفريقيا.

وفي حادث آخر يتعلق بمخبرين اثنين من مكتب التحقيقات الفدرالي حضرا اجتماعا عام 1986 في جنوب أفريقيا مع الجراح العام في افريقيا، نيلز كنوبل، وفورد. وذكر المخبران أن كنوبل تلقى قنينة سموم من فورد ونيلسون. واستخدمت هذه السموم في وقت لاحق في برنامج سري للغاية للأسلحة البيولوجية القاتلة في جنوب أفريقيا، والذي أطلق عليه اسم شفري هو مشروع ساحل . Project Coast. في 28 فبراير 2000، جيمس باتريك رايلي، شريك فورد في شركة بايوفيم Biofem للصيدلة، أُطلق عليه النار واصيب بجروح خطيرة في إرفين، كاليفورنيا، مقر بايوفيم . بعد أن اتُهم أحد أصدقاء فورد بإطلاق النار، قام فورد بالانتحار في منزله في ايرفين. ثم تم الحفر في وقت لاحق في الفناء الخلفي لمنزل فورد واكتشف احتواؤه على مزارع للكوليرا والسالمونيلا، وحمى التيفوئيد. عندما ظهرت تقارير تشير إلى أن فورد كان يعمل لحساب وكالة المخابرات المركزية، أكد وكيل مكتب التحقيقات الفدرالي دوغ بيكر التقارير، ولكنه في وقت لاحق أنكر ذلك بسرعة. وصلات وكالة المخابرات المركزية بفورد تأكدت من عدد من المصادر الموثوقة في تقارير مفصلة منها مقالة على

شحن الجراثيم في أنبوبة لمعجون الأسنان

في 20 أبريل، عام 2003 كشفت مقالة في صحيفة واشنطن بوست أن دون مايز، وهو ضابط متقاعد من وكالة المخابرات المركزية، عمل كوسيط بين دان جوسن، وهو موظف سابق في باسون ووكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي. وقد حاول جوسن بيع وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي عاملا ممرضا يصهر وراثيا جينات من البكتيريا المعوية العادية مع تلك التي تؤدي إلى غنغرينا الغاز المميتة. بعض العينات من مسببات المرض تم شحنها فعلا إلى الولايات المتحدة عن طريق وكالة الاستخبارات المركزية في أنبوب لمعجون الأسنان. تم تسليم الأنبوب إلى مكتب كي وست لمكتب التحقيقات الفدرالي من قبل روبرت زلوكي، وهو ضابط متقاعد آخر من وكالة المخابرات المركزية. ورفضت وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي في نهاية المطاف عرض جوسن بيعها جراثيمه القاتلة وكذلك عرضه للعمل في الولايات المتحدة على دفاعات الحرب البايواوجية. قبل انهيار المفاوضات بين جوسن ووكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي، حدّد البنتاغون لقاء بين جوسن وبايوبورت Bioport ، وهي شركة مقرها ميشيجان توفر لقاحات الجمرة الخبيثة للجيش. رفضت بايوبورت التعليق على تقارير تفيد بأن مجموعة كارلايل، أحد مجموعات الاستثمار العالمية المثيرة للجدل يجلس على رأس مجلس إدارتها المجرم الرئيس السابق جورج اتش دبليو بوش، تملك حصة من الأسهم في بايوبورت.

وذكرت الواشنطن بوست أيضا أن زلوكي أعطي إيصالا (ترويسة) من مكتب التحقيقات الفدرالي يعترف فيه الأخير بأنه قد تسلم "أنبوبة معجون أسنان واحدة تحتوي على أمبولة واحدة من بكتريا كولاي مشفرة وراثيا مع سم إبسيلون". ثم أرسلت الأنبوبة إلى مختبر فورت ديتريك، الذي استنتج أن جرثومة جوسن كانت من ممتلكات مشروع ساحل، وهو نفس البرنامج الذي عمل عليه فورد ونيلسون. وضد رغبات وكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع، رفض مكتب التحقيقات الفيدرالي اللعب مع جوسن ونبه الشرطة في جنوب أفريقيا إلى حقيقة أن جوسن حاول بيع السلالات الفتاكة من البكتيريا والفيروسات إلى الولايات المتحدة. رفضت جنوب أفريقيا محاكمة جوسن. وبالإضافة إلى ذلك، في أبريل 2002، برأت محكمة في جنوب أفريقيا باسون، الذي كان رئيسا لجوسن سابقا، من 46 تهمة جنائية من بينها الشروع في قتل ناشطين ضد الفصل العنصري. وفي وقت سابق، تمت تبرئة باسون من 15 تهمة، بما في ذلك القتل والشروع في القتل.
الاتهام الكاذب للعالم "ستيفن هاتفيل": تجارب على وضع الجمرة الخبيثة في حافات مظاريف الرسائل الصمغية جرت منذ سنوات

في أكتوبر 2002، ذكرت صحيفة صنداي ميرور زيمبابوي أن عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي سافروا إلى زيمبابوي وجنوب أفريقيا لدراسة دور الدكتور ستيفن هاتفيل خلال السبعينات في برنامج سيلوس سكوت للحرب البيولوجية في روديسيا وبرنامج الحرب البيولوجية في جنوب أفريقيا. هاتفيل، وهو مواطن من ولاية ميسوري كان لفترة وجيزة ضمن احتياط سلاح مشاة البحرية، هاجر إلى روديسيا في وقت كانت فيه الأمم المتحدة والولايات المتحدة قد فرضت عقوبات صارمة ضد حكومة الأقلية الانفصالية لإيان سميث. ومع ذلك، ادعي هاتفيل بأنه خدم في الجيش، جيش الاحتياط، والحرس الوطني من 1975إلى 1981 في نفس الوقت الذي زعم أنه كان في جيش روديسيا. في مقال في بروسبكت الأمريكية، افترضت الكاتبة "لورا روزن" أن هاتفيل قد يكون عميلا مزدوجا، وعمل في نفس الوقت في برنامج سيلوس سكوت ومعهد جيش الولايات المتحدة للمساعدة العسكرية في فورت براج. في الواقع، يقال أن هاتفيل كان يتفاخر أمام زملائه عن كونه عميلا مزدوجا.

فكرة أن وكالة الاستخبارات المركزية والقوات الخاصة الأمريكية قد قامت بتشغيل هاتفيل وكيلا في روديسيا هي الأكثر إثارة للقلق عند النظر إلى أن برنامج روديسيا للحرب البايولوجية قد استهدف المتمردين السود في زيمبابوي بالجمرة الخبيثة خلال السبعينات. وتزعم السيرة الذاتية لهاتفيل انه خدم في الجيش في جنوب أفريقيا بعد مغادرة روديسيا. وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي مهتما بشكل خاص في عمل هاتفيل لنفس مشروع ساحل الذي ضم زلوكي، وجوسن وباسون. وشمل مشروع ساحل برنامج تجارب على تطبيق الجمرة الخبيثة على الحافات الصمغية من المغلفات التي ترسل عن طريق البريد.
في أواخر التسعينات، عمل هاتفيل في فورت ديتريك كموظف في جيش الولايات المتحدة، وفي وقت لاحق كمقاول لشركة تطبيقات العلوم الدولية (SAIC)، وهي شركة لديها عدد من العقود مع وكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع. وفي وقت لاحق، اعتبر المدعي العام جون أشكروفت هاتفيل "شخص موضع اهتمام" في التحقيق حول رسائل الجمرة الخبيثة عام 2001. هاتفيل تخرج من كلية الطب بجامعة زيمبابوي في عام 1983. وفي يوليو 2002، ذكرت صحيفة ديلى نيوز جنوب أفريقيا أنه في عام 1987 أو أوائل عام 1988، أن هاتفيل درب نخبة من أعضاء لواء أكويلا للنازيين الجدد التابع ليوجين تيري بلانش وهي مجموعة شبه عسكرية سيئة السمعة.

تنسيق مع مجرمي إيران – كونترا

بعد أن تم تحديد هاتفيل من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي بأنه "شخص موضع اهتمام" في رسائل الجمرة الخبيثة عام 2001، أصبح بات كلاوسون المتحدث باسمه. وفقا لصحيفة بالتيمور صن، كلاوسون هو أحد المقربين من أوليفر نورث، السياسي اليميني، والمجرم المدان في فضيحة إيران كونترا. في الواقع، كلاوسون هو مخرج برنامج إذاعي لنورث. كما أتى للدفاع عن هاتفيل كاتب ناشيونال ريفيو "جويل موبراي"، مدافع المحافظين الجدد عن سياسات شارون في حكومة الليكود وإدارة بوش في العراق. موبراي، الذي هو متضامن تماما في السياسات المعادية للعرب والمعادية للمهاجرين مع النائب العام أشكروفت، انتقد على نحو غير معهود أشكروفت لتسريبه إلى الصحافة معلومات حول التحقيق مع هاتفيل. وذكرت ويكلي ستاندرد بيل كريستول أن الكثير من "الأدلة" ضد هاتفيل منبثقة عن منظمة الدفاع اليهودية، المقربة من رابطة الدفاع اليهودية اليمينية المتطرفة.

بعد أن قطعت فورت ديتريك وSAIC علاقاتها مع هاتفيل، كان يعمل لأكاديمية جامعة ولاية لويزيانا في تعليم مكافحة الإرهاب، وهي الجهة التي تتلقى معظم تمويلها من منحة حكومة الولايات المتحدة، ومن ، وهذا المثير للاهتمام، SAIC التي استخدمته ذات مرة في فورت ديتريك. عندما ظهر اسم هاتفيل باعتباره "شخص موضع اهتمام" لمكتب التحقيقات الفدرالي، قامت الجامعة بفصله. ومن المفارقات، خلال الفترة التي قضاها في جامعة لويزيانا، عانت ولاية لويزيانا من موجة ضخمة من فيروس غرب النيل، والذي، وفقا لمجلة الأفريقي الجديد، كان واحدا من الأسلحة الجرثومية لمشروع ساحل في جنوب أفريقيا، وهو البرنامج الذي كان مكتب التحقيقات الفيدرالي يحقق في روابطه السابقة بهاتفيل.

السارس لمعاقبة الصين وكندا والدول التي عارضت غزو أمريكا اللعراق

من المؤكد أن هناك عنصر إشراك العلماء والجيش، والاستخبارات، وأفراد متعاقدين مع الحكومة في دراسة وإنتاج وتوزيع الأسلحة البيولوجية، بما في ذلك الجمرة الخبيثة، والغرغرينا الغازية، وحمى الضنك، ومسبّبات الأمراض الأخرى. ومع دعوة المحافظين الجدد في الولايات المتحدة للانتقام من الدول التي لم تدعم حرب أمريكا على العراق، قد لا يكون من قبيل الصدفة أن مرض السارس قد اندلع في الصين ثم انتقل الفيروس إلى كندا - منتقد آخر لأمريكا - عن طريق طرق السفر المزدحمة القائمة بين الصين وهونج كونج، والمدن الكندية الكبرى مثل تورنتو وفانكوفر نظرا لعدد سكان كندا الكبير من الآسيويين.
لا يقتصر الأمر على معاناة اقتصاد الصين بشكل كبير ولكن تورونتو، المدينة الكندية الأكثر اكتظاظا بالسكان، واجهت كارثة اقتصادية. بعد اندلاع السارس فى كندا، أفيد أيضا أن سفينة مصرية تنقل البوكسيت من البرازيل إلى مصنع الألومنيوم في ساجوينى، بكيبيك، شهدت وفاة مسافرها الأول من الجمرة الخبيثة قبيل مغادرتها البرازيل نحو كندا. وذكرت الشرطة البرازيلية أن الرجل قد أصيب بالجمرة الخبيثة عندما فتح حقيبة تحتوي على البكتيريا. لحسن الحظ، تم إبلاغ السلطات الكندية قبل ان ترسو السفينة في كيبيك، التي احتجت الأغلبية الناطقة بالفرنسية من سكانها ضد سياسات أميركا الحربية باعتبار أن ابناء عائلاتهم في فرنسا.

الإدارة الأمريكية تعرف بمخططات الحرب الجرثومية عبر الرسائل فيها منذ عام 1987

على الرغم من أن إدارة بوش تزعم أن رسائل الجمرة الخبيثة، مثل اختطاف الطائرات التجارية وتحويلها إلى صواريخ كروز افتراضية، مفاجأة لم يسبق لها مثيل، فإن التاريخ يدحض هذه الادعاءات. في عام 1988، حذرت مؤسسة الاتجاهات الاقتصادية من أن مختبرات فورت ديتريك ومراكز السيطرة على الأمراض في أتلانتا تقوم بشحن بعض "الأمراض الأكثر فتكا بالإنسان" من خلال النظام البريدي في الولايات المتحدة. واحدة من هذه الشحنات في عام 1987 من مركز السيطرة على الأمراض إلى فورت ديتريك كانت تحتوي على فيروس حمّى القرم - الكونغو (انظر أعلاه)، والعوامل المسببة للأمراض القاتلة التي يحملها القراد. هذه الشحنة "فُقدت" في مكان ما في مكتب البريد الرئيسي في فيلادلفيا. في عام 1988، حظر مدير عام البريد في الولايات المتحدة أنتوني فرانك شحنات السموم البيولوجية الحكومية عن طريق البريد بعد أن قال الجيش الامريكي انه سيزيد شحناته البريدية إلى مختبر جديد متخصص بالحرب البيولوجية في دوجواي بولاية يوتا هو Utah’s Dugway Proving Grounds، وهي منشأة لديها المختبر الوحيد المختبر الذي يصنّع رذاذ (بخّاخ) الجمرة الخبيثة في الولايات المتحدة الأمريكية. أراد الجيش أيضا شحن الجمرة الخبيثة، وبكتريا التسمم الغذائي، وحمّى كيو Q fever، وحمى الضنك عن طريق البريد، وهي فكرة مخيفة دفعت جون برودر إلى كتابة مقالة في صحيفة لوس أنجلوس تايمز في 14 يونيو 1988، حذّر فيها من أن مختبرات فورت ديتريك كانت قد فقدت عدة سلالات جرثومية مسببة للأمراض بعد بدء شحن الجمرة الخبيثة بالبريد.

وبالنظر إلى أن وكالة المخابرات المركزية والبنتاغون درسا شراء البكتيريا والفيروسات المدمجة وراثيا من علماء الحرب البايولوجية المستقلين في جنوب افريقيا، وأن العلماء الروس الآن يزعمون أن السارس هو بالمثل ناتج عن دمج أو صهر وراثي لفيروسي النكاف والحصبة، فإن من الضروري فتح تحقيق فوري في مخزونات فورت ديتريك الخاصة ونقطة البدء بها ومصدرها.

هل للسارس علاقة بمقتل 15 عالم في الأحياء المجهرية؟؟

تم ذكر أن فيروس السارس يتحور بسرعة (طفرات وراثية). هذا التطور غير واضح في آثاره. ويشير تقرير إخباري لصحيفة ايكوس في 6 مايو إلى أن الطفرات لها فرصة في أن تجعل الفيروس أقل فتكا كما يمكن أن تجعله أكثر فتكا. بعض الكائنات الحية مثل فيروس كورونا تميل إلى التكيف للحفاظ على مضيفها (مصدر تغذيتها) على قيد الحياة بدلا من قتله. كما أكد تقرير لايكوس، النقطة التي أثارها الدكتورة هو وأستاذ الكمون من مؤسسة العلم في المجتمع (راجع ما ورد أعلاه) من أن الطفرات توفر للمحققين فرصة للتحقّق المنهجي عن أصول الفيروس والتأكد من كيف خرج الى حيز الوجود.
وهذا يقودنا إلى إعادة النظر في الوفيات الغامضة لما يصل الى 15 من علماء الأحياء المجهرية من الطراز العالمي منذ 11/9.

يصبح السؤال هنا هو ما إذا كانت هناك أي صلة بين هذه الوفيات واختراع السارس، أو المفتاح لفهم طفرة غير طبيعية واصطناعية أدت إلى ظهوره إلى حيز الوجود. إذا كانت هناك صلة، يكون هناك سبب للشك في أن جرائم القتل هذه قد ارتكبت تحسبا لاندلاع السارس. وأخيرا، فإن السؤال الكبير الذي يجب أن يُطرح هو ما إذا تم إنشاء السارس كعامل من عوامل الأسلحة البيولوجية لاستخدامه في قتل عدة مليارات من البشر.

في سلسلة محاضرات خلال عام 2002 استجوب محرّر FTW مايك روبيرت الدوافع المحتملة لتفسير الوفيات المفاجئة للعديد من علماء الأحياء المجهرية من ذوي الخبرة في تسلسل الحمض النووي، والأمراض المعدية والحرب البيولوجية. ركزت إجابات روبيرت على اثنين من الدوافع المحتملة. كان يمكن أن يكون العلماء قادرين على تفكيك العامل المسبّب للمرض وبالتالي تحديد مصدره بأنه مرض من صنع الإنسان. قد يؤدى ذلك إلى تعزيز الجهود الرامية إلى تحديد المختبر و/أو علماء الأحياء المجهرية الذين ساهموا ولو بجزء صغير في عملية مجزأة للغاية في تطور المرض الخبيث الجديد. سيكون هناك احتمال قوي بأن أي واحد من علماء الأحياء المجهرية المشاركين قد عرف طبيعة عمله ورفض المضي قدما، وقرر فضح تعمد خلق هذه الجرثومة المميتة. يتماشى هذا السيناريو مع مقالة خبيري مؤسسة العلم في المجتمع التي تم شرحها في بداية هذا التقرير. روبيرت يفضل هذا السيناريو بدرجة كبيرة.

والدافع الثاني لتفسير الوفيات المفاجئة لعلماء الأحياء المجهرية يكمن في البحث عن علاج للسارس. إذا كان المقصود من العامل المرضي هو سلاح بيولوجي متعمّد لقتل عدة مليارات من البشر، فإن ظهور علاج سريع لن يتم السماح به ابدا. وكون علماء الأحياء المجهرية قد يفاجأون بالوفيات المفاجئة، فإن تخصصاتهم في علم الأحياء المجهرية قد تؤهلهم لتفعيل علاج سريع، وهو أمر غير مرغوب فيه بشكل واضح من قبل مخترعي المرض.

في طرح هذه الأسئلة الصعبة حول السارس قد نستنتج سريعا ما إذا كان يمكن أن يظهر أن هناك علاقة سببية مباشرة بين الوفيات ومرض السارس. يمكن أن يكون هناك سبب بسيط للمخاطرة في الكثير من جرائم القتل وجذب الانتباه لمجرد محاولة. يصبح من الضروري أن ننظر بعمق في التواريخ البحثية لعلماء الأحياء المجهرية الميتين والسعي إلى تحليل خبير مقتدر.
على الرغم من عدم وجود خيط واضح يربط بين كل من هذه الوفيات والسارس، هناك عدد كبير من الصلات التي لا يمكن صرف النظر عنها. بعض هذه الصالات مربك للغاية.

ريناي تانر، وهي باحثة في الطب الحيوي مع شهادة في كل من العلوم البيولوجية والعلوم الطبية الاجتماعية من جامعة كولومبيا وذات خبرة في تداعيات حقوق الإنسان في بحث الدوافع الأيديولوجية، قد انتهت بالفعل إلى أن هناك قدرا كبيرا حول السارس الذي يجعله مشبوها. "السارس ببساطة لا يطايق الأنماط الوبائية العادية. في البداية كان اعتقادي هو ان السارس كان مرضا "اجتماعيا" يعمل في وقت واحد لأغراض الانتقام الاقتصادي ولإضفاء الشرعية على إنشاء بنية تحتية للصحة العامة القمعية لاستخدامها في وقت لاحق".

"يمكن الآن أن نعتبر الكثير من الأمراض بدءا من نزلات البرد إلى التهاب الرئوي الشعبي ضمن السارس لأغراض أيديولوجية. هذا يسمح في آن واحد بالتسرع في وصف الأدوية باهظة الثمن جدا، والمثيرة للجدل، وربما ضارة مثل علاج الأيدز AZT والانترفيرون كعلاج وكوسيلة لتعزيز أرباح الشركات، والسيطرة على الصين، والمضي قدما نحو دولة بوليسية المفتوحة في أمريكا".

ولكن بعد دراسة تاريخ البحوث المتاحة من علماء الأحياء المجهرية الميتين تنشأ معلومات جديدة. "كان هؤلاء الرجال فريق عمل مجزأ جدا... من المحتمل أن يكونوا فريق الأحلام الميكروبيولوجي".

وتابعت: "إن أفضل الرهانات للعمل مع الكورونا هو عمل وايلي وهوانغ. وايلي مع تكنولوجيا البناء الفيروسي. عملت هوانغ مع التسلسل الانفجاري، وهي التكنولوجيا التي يمكن استخدامها لتحديد الكائنات الحية المعدلة وراثيا. عمل كيو مع التعبير الجيني والالتهابات. وعمل هولزماير على الأدوية المضادة للفيروسات والبكتيريا (والتي يمكن أن تنتج أدوية أو لقاحات)، عملت نجوين مع فريق جدري الفئران المخيف الآن. عملت انجفورد على نمذجة المرض والنمذجة متعددة السببية. وهذا سيكون مهما إذا كان أحد ينوي التعتيم ولكن لا يزال يرغب في دراسة أو تتبع العوامل المسببة. وكان وين ويليامز مختصا بالبيئة الحيوية أي دراسة الميكروبات تحت الظروف القاسية. والبيانات المتعلقة ببحوث علماء الأحياء المجهرية الآخرين لا تتوفر على الفور.

تحذّر تانر من أن علينا ألا نتوصل إلى استنتاجات متسرعة، ولكنها وافقت على وجود تقارب كبير بين تواريخ البحوث التكميلية للعلماء الموتى، والخبرة اللازمة لخلق الحرب البيولوجية العالمية وظهور السارس في الوقت المناسب.
الاستنتاجات: يجب القضاء على العلماء الذين اخترعوه

حتى الآن فإن إمكانية أن السارس كان من صنع الإنسان لأغراض بايولوجية اقتصادية لا يمكن رفضها بصورة قاطعة. بينما ينذر بالخطر، فإن التقارب بين تفشي السارس وتاريخ البحوث المعروف للعديد من علماء الأحياء المجهرية الميتين لا يبرر الاستنتاج بأن السارس هو سلاح بيولوجي يهدف إلى قتل أربعة مليارات شخص. ولكنه لا يستبعد هذا الاحتمال أيضا.
وتُفسر هذه الإجابة التي تبدو متناقضة الطرفين من خلال حقيقة أن بعض الباحثين في الطب الحيوي الذين قابلهم موقع FTW تكهنوا أن "الوباء الكبير" سيكون عاملا ثنائيا أو ثلاثيا من شأنه أن يتحد إما مع لقاحات أو مع غيرها من العوامل التي أدخلت في بيئات محددة. ومن الممكن أيضا، كما قالوا، أن "الوباء الكبير" يمكن أن يظهر أو يموه كتحوير لفيروس السارس ولن يظهر إلا بعد عدة سنوات. وهذا يفسر الحاجة للقضاء على العلماء الذين شاركوا في اختراعه، حتى قبل أن يظهر المرض الأكثر فتكا – الذي يقال لنا أن نتوقعه - قد حصل فعلا. وحتى ذلك الوقت، فإن تعقب الصلة بين الوفيات وظهور هذا المرض يمكن أن يكون أكثر صعوبة.

وفي ضوء ذلك، ينبغي النظر إلى الظهور الغامض المفاجئ لمرض جديد يشبه السارس في كمبوديا بحذر. وكما ذكرت وكالة اسوشيتد برس في 8 مايو 2003، قُتل 7 من 392 شخص مصاب بمرض في الجهاز التنفسي مجهول منذ ظهور هذا المرض في 2 مارس، وذلك بعد يوم واحد فقط من اكتشاف أول حالة اصابة بمرض السارس. على عكس السارس، تشمل أعراض هذا المرض الجديد أيضا الإسهال وعدد مستقر، وليس مرتفعا للكريات البيضاء. ما هي فرص أن اثنين من الأمراض الفتاكة الجديدة يظهران فجأة وتفصل بينهما أربع وعشرين ساعة فقط؟

وكما تتم مراجعة معدلات الوفيات الناتجة عن السارس باستمرار بصورة متصاعدة - الآن 15٪ وفقا لبيان منظمة الصحة العالمية الصادر يوم 8 مايو - لا يزال هناك احتمال أن السارس، كمرض مقلق ومتقلب كما هو فعلا، قد يصبح شيئا أكثر رعبا من ذلك بكثير في المستقبل. المطلوب اهتمام وثيق للغاية يعطى لتحولات الفيروس المستقبلية ولحدوث أي أمراض أخرى قد تظهر بصورة مفاجئة.

كون السارس مرض يتلاعب به الإنسان هو أمر لا يرقى إليه الشك. وكونه من صنع الانسان أمر مرجح للغاية. وان السارس ما هو إلا بداية لتغيير حياتنا هو أمر مؤكد. وما إذا كان السارس هو أو سيصبح المرض الذي يسفر عن مقتل مئات الملايين وربما المليارات من الناس هو أمر ننتظره. ولكن لنا الحق في أن نكون حذرين. نحن لدينا ما يبرر كوننا لا نثق بحكومات وشركات تعطينا بيانات حول السارس وكيفية التعامل مع البيانات والمرض. ونحن لدينا بالتأكيد ما يبرر أن نكون قلقين بشأن ما هو آت.

مصادر هذه الحلقات

مصادر هذه السلسلة من الحلقات عن تصميم الحكومة الأمريكية لهجمات الجمرة الخبيثة ضد الشعب الأمريكي عام 2001 سوف تُذكر في ختام الحلقة (؟؟؟) .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى