الثلاثاء ١١ شباط (فبراير) ٢٠٢٠
شمال وجنوب
بقلم إسراء أبو زيد

٢١ يوما حول مصر

اسمى إسراء أبوزيد، كاتبة مصرية من محافظة كفر الشيخ، شمال مصر، تم اختيارى يوما ما لأكون مشاركه ضمن برنامج نظمة الاتحاد الاوروبي بالتعاون مع مكتبة الاسكندرية، بعنوان «شمال وجنوب».

من 20فبراير2015 وحتى 11مارس 2015

غذاء مطعم مكتبة الاسكندرية

المكان رائع يطل على البحر،يمكنك ان تراه من نافذه المطعم الكبيرة،فنصف الجدار زجاج ليوحى كانك تتناول طعامك على البحر.

أما الاكل فقد بدأ بطبق السلطه وبعد نصف ساعه طبق الشوربه وبعد نصف ساعه آخر طبق به الكثير من الاشياء الغير متناسقه مع بعضها لحوم ولم يكن هناك ارز او مكرونه باى حال كنت أتضور جوعا..

بعدها توجهنا لقاعه الاجتماعات حيث القى علينا رجل صوته رقيق هادئ الكثير من الكلام حول الالتزام و الجديه و صوته يروق لى كثيرا كما ان طريقه لبسه تثير فضولى... ولم ينسي ان يذكرنا انهم يصروفون الكثير من الاموال علينا و الاكل و الشرب......... الخ،كان أنيق قبل ان يتكلم

قابلت الدكتور عمرو عافيه والذى قام بإختيارى للمشروع فسألته لماذا اخترتنى؟؟

فطلب منى أن اذكرة بقصتى فذكرته بها،فأخبرتة: لم يكن إختيارى.

فأبتسم إبتسامته الجميله متذكرا: اها اسراء ابوزيد،لم يكن إختيارى.. طبعا طبعا
ودار بيننا حوار شيق جدا رجل مستنير وعلى علم كبير مفُاده: إنى استحق ذلك وكتاباتى مميزة....

بهذه الاثناء كنت قد تعرفت علي بيشوى من فريق الكتابة ويدرس الطب، معه كاميرا فتصورنا بها كثيرا خاصه من النافذه الخارجيه للقاعه التى تطل على منظر رائع للبحر وتسلمنا الادوات الخاصه بنا حقيبه بها اوراق واقلام..

وعدنا للفندق لتناول العشاء و النوم ليله 20فبراير الجو قارس ,الامن منتشر بكل مكان رغم الرياح العاتيه وشده المطر ,لم يتسنى لى إلتقاط الكثير من الصور ,فضلت الاستمتاع بالطقس....تبدوا إسكندريه عروس بهذا الجو الرائع.

الاستاذ

فور ان اخبرونى بإختيارى بالبرنامج اول من هرعت اليه هو الاستاذ.... و الاستاذ هو صبرى ابو علم الاديب و الشاعر و المفكر و الانسان البسيط.

اتصلت به اخبرتة فشجعنى دن تردد،وظل يتصل بى حتى تأكد تماما انى مشاركة،وظل على اتصال بى ولم ينسي تاريخ وصولى.

كان مبادر دائما،اما عن سر حماسة فأخبرنى ضاحكا: هقولك لما نتقابل.

كان متشوق لرؤيتى اكثر منى.. كم أعشق هذا الرجل

اتصل بى كثيرا وكثيرا وكثيرا.. واخبرتة انى لا اعلم متى سنعود للفندق لاننا بالمكتبة و الجو قارص ومطر وبرد ومن الافضل ألا نتقابل الليله كنت اشفق علية لظروفة الصحية و لصعوبة الجو..

وكان رحمه الله عليه شخص تفرحك رؤيته،في تمام الثامنه اخبرتة انى عائده للفندق و الوقت تأخر كثيرا ولا داعى لتعبه.

فقالى: معاكى حق فعلا نتقابل يوم تانى

وفور عودتى للفندق كانت خطتى اتناول العشاء وانام كثيرا فلدينا برنامج حافل الغد.. ولكن للاستاذ مفاجأت وجدتة بإنتظارى بلوبى الفندق.يجلس سارحا بأحد الكراسي العتيقه امام نافذه زجاجية.

من هو صبرى ابو علم؟؟

صبري ابو علم شاعر و اديب... أحد أهم قامات الاسكندريه الثقافيه وبطل من ابطال حرب اكتوبر المجيده.

كانت بدايه معرفتى بالاستاذ صبرى ابو علم بشهر يونيه عام 2012بأحد المعسكرات الشبابيه بابى قير. وظلت العلاقه وثيقه وممتده وأعمل على اتعلم منه.

فور رؤيتى له أستاذ صبررررررررى بصوت عالى لفت انتباه الجميع،نسيت امر ارهاقى وتعبى و النوم و العشاء وكل شئ.

ناديت للاصدقاء ووعرفتهم عليهم حتى الاستاذ محمود الصغير عندما مر بجانبنا عرفته اليه.لا يمكن وصف سعادتى

وجهت له اللوم كثيرا لانة كلف نفسه مشقه المجئ بهذا الوقت المتأخر من الليل و صعوبة الجو وظروفة الصحية.

فربت على كتفى بكل محبة: قلبى من أحضرنى لهنا كيف لا أراك وادعمك واشجعك وانتى وحيده هنا بالاسكندرية لا تعرفين أحد.. عوزة اصحابك يقولوا انك مقطوعه من شجرة لازم الناس تعرف ان لك حبايب بكل مكان.. انا كمان جيت عشان اقولك شوية نصايح لان حاسس انك موش مدركه اهمية الفرصه.

عندما يتحدث أنصت اليه بقلبى،فلديه الكثير من القصص و الحكايات الكثيرة التى تأخذنى الي عوالم آخرى

اول ما اخبرنا به ان الكرسى الذى يجلس عليه الآن بالمتربول له حكايه معه طريفه ,رغم تجاوزة السبعين الا انه يتذكر الاحداث وكأنها حدثت بالامس.

يقول”عندما كنت بالخامسه و العشرين من عمرى واثناء مرورى من امام فندوق المتربول أي عام 1966 كان يجلس الراحل محمد عبد الوهاب هنا على هذا الكرسى واشارت له ملوحا من زجاج الفندق فلم يتسنى لى دخول انذاك.. و لوح لى الفنان محمد عبد الوهاب ايضا.
ولذلك اعتز بهذا المكان وهذا الكرسي

مرة لملاقاه محمد عبد الوهاب والآخرى لمقابله الاديبه اسراء ابوزيد

وظل يخبرناعن حياته بالاسكندريه منذ 53سنه ومغامراته وقصصه التى لا تصيبنى بالملل ابدا.
وعن اسمه فكان يعرف الناس بإسمه قائلا:صبري ابو علم شاعر في الاسكندريه وشارع بالقاهره”حيث اسماه والده اسم مركب على اسم وزير الحقانيه ورئيس حزب الوفد صبرى ابو علم 1947،و التى شارك استاذنا بعزاء أخته زهيرة ابو علم عام 2002 صدفه...فهو رجل يقدس الواجب ويعشق الاصول.

أخبرنا بأننا محظوظون كثيرا لقيامنا برحله من شمال مصر وجنوبها بهذا السن وعلينا الاستمتاع بذلك ,كما حدثنا عن رحلته عام 1962 والذى قام بها حول مصر سيرا على الاقدام حوالى 1000كيلو،ومغامرة آخرى من طهطا الي اسيوط بالعجله 65كيلو في ثمان ساعات.

لم أجلس معه مره ولم يحدثنى عن البطلان عبد المنعم رياض وسعد الدين الشاذلى فتطوعه بالجيش افاده كثيرا في تعلم الكثير من فنون الحياة ومقابله الكثير من الابطال.

دائما يقول لى انه تعلم الحب وعلمه للناس،لم اكن ادرك ان الحب يُعلم الا ان قابلته.... فالحياه تمنحك الحياة فقط اما الحب فهو هبه،علمته امه معنى الحب وزوجات ابيه ايضا...
ولميلاده قصه حيث تزوج ابية مرة واثنان وثلاث ولم ينجب الذكور ولكنه انجب من زوجتة الرابعه استاذنا صبرى ابوعلم وعلمتة امه ان يكون بار بزوجات ابية..

وكيف انجبته فهو كما يقول ابن الخضه... كان هناك سرداب بالاسكندرية او سرابيوم تنزل اليه السيدات التى يردن الحمل ليلا... فيشعرن بالخضة ويحملن.

وكما قال لى”اسراء يا ابوزيد انتى موش لوحدك لازم التعاون يكون مستمر بينك وبين الناس,لازم خدمه الناس و الرغبه فى المعرفه تكون مستمره”.

أصبحت الساعه 12منتصف الليل.. ليل شديد البروده خارج زجاج الفندق،ومسلى جدا مع الاستاذ،واسئذن يدعنا ننام امامنا ايام مرهقه طويلة مع تذكرينا بضرورة الاستمتاع بكل لحظة وعلى باب الفندق يخبرنى مودعا ستدركى قيمة هذه الرحلة يوما ما ليس الان ابتسمت له ومضي بطريقه... اوصلته لخارج الفندق ومضي بطريقه استقل تاكسي لمنزلة من الجهه المقابلة

وهرعت لغرفتى اسرق لحظات راحه قليله حيث سنستيقظ بالسابعه و النصف صباحا لنبدأ جولتنا بالشمال..

يتبع.....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى