الخميس ٢٤ آب (أغسطس) ٢٠٠٦
بقلم محمود يوسف احبالي

صــــــــــــــــــــقيع تحت الشــــــــــــــــــــمس

ما زال منذ ان طلع الفجر يزرع الطرقات خطوات حائرة ، مد بنظره الى الأفق لعله يتعثر بأنفاس حبيبته القادمة من بين دوائر حلمه ...يتلهف شوقاً لرؤية من مُني القلب بها منذ سنين خلت .

يفتش في قلوب العابرات عن وجهها فلا يجدها ....يطأطئ رأسه ويحاول المضي من حيث أتى ولكن لا.........انه يشعر بأنها ستأتي هكذا قيل له ..... فيعاود من جديد النظر الى الافق ....يحتويه ....... يحتوي الشجر المنثور على امتداد الطرقات ...يحتوي اصوات القادمين والذاهبين ، ولكن نظره يتعثر حين يرى ان النهار قد أخذ يصل الى الغروب .

يشعر بانقباض فيجلس على قارعة الطريق منهك القوى. ...فكل تلك الأحلام قد ذهبت أدراجها مهب الريح ..
يسرقه النهار فيمضي مقهوراً حيث وجدته التي وهبها كل ما يملك ...يسرع الخطى ... يرتمي بين أحضانها ، ما عاد يفكر الا بها ....فخاف ان تفر منه هي الأخرى ..

يعرج نحو الزقاق المؤدية الى بيته ...لا يرى أمامه سوى لوعته واللوحة التي أغشت عيناه من كثرة ما اغرورقت بالدموع ، بات لا يرى أمامه شيئاً ولكنه يشم رائحة وحدته فيسير على دربها ... وبسرعة ما تعودها قط في مشيته حاول أن يدلف الى منزله ولكن جسدا غريباً ارتطم به ...تعثر بقدماه ونظر الى من اعترض طريق وحدته ...
فرأاها مرسومة امامه ....انها هي ... جحظت عيناه ..ولم يعد فمه قادرا قادراً على الهمس ببنت شفة ..

كان همه أن يراها ، وها هو يراها بعد أن قطع الأمل في لقاءها فماذا يفعل ...هل يحتضنها لتعلم ما به من شوق ...أم يجثو أمامها كعبد يتلذذ بطاعة سيده .... هل يبكي ....ماذا يقول لها ...ضاع الكلام منه ...مد يده ليصافحها لكن يده عانقت الفراغ ..فعادت قابضة على الخيبة ..
أغمض عينيه وشعر كما البحار التائه في وسط البحر وقد كسر مجدافه واصابه الدولر فبات ينتظر النهاية


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى