السبت ١٨ آب (أغسطس) ٢٠٠٧

أحلام التميمي.. أسيرة لم يكسر السجن قلبها!

ميرفت عوف

يحفل التاريخ الإسلامي العريق بقصص الرائعات من النساء على كافة الأصعدة لكن كجمع يأسرنا أكثر حبا تلك المرأة المجاهدة التي تخطت المعقول لتكون صرحا عريقا في طريق الجهاد في سبيل الله.

التاريخ يسجل والحدث يسير والنساء لا تتوقف عن العطاء في كافة المجالات،في سجل النضال الفلسطيني يرصد التاريخ والحاضر أسماء فتيات ونساء سطرن بالدم مسيرة العطاء الجهادي على الأرض المحتلة، واحدة من تلك الفتيات كانت أحلام التميمي ابنة قرية النبي صالح القريبة من رام الله، أحلام في صفحة الحاضر أسيرة تقضي في سجون الاحتلال 16 مؤبد وفي صفحة التاريخ فتاة لا يمكن للكلمات أن تعطيها حقها..

ولدت أحلام التميمي عام 1980 في المملكة العربية الهاشمية الأردنية وتحديدا في مدينة الزرقاء التي غادرتها مع أهلها عندما انتهت من الثانوية العامة، عادت أحلام إلى الوطن المحتل الذي سكنها دائما في نزوحها بالأردن، وبدأت في جامعة " بير زيت "بالضفة الغربية الدراسة الجامعية بكلية الإعلام.

أحلام التميمي.. أعطت للوطن السنوات الخمس ما لم تعطيه أمم وشعوب، ابنة الصحافة والإعلام ، سارت أقدامها على أرض مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام تبحث عن الأماكن التي نهبت واحتلت المقدسات كي ينتقم منهم.

مقتطفات من مسيرة حافلة

لم تكن أحلام التميمي لتنتظر اندلاع انتفاضة الأقصى بهول اعتداءات الاحتلال فيها لتبدأ مسيرة نضال فتاة ضد محتل همجي يعمل بصمت، بل جندت فرصة وجودها كطالبة في قسم الصحافة والإعلام بجامعة "بير زيت " لفضح ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين، فأعدت بقوة وإيمان برنامج تلفزيوني لقناة " الاستقلال " الفلسطينية، وعرضت من خلاله قصص الألم والمعاناة التي كان يحياها الفلسطينيون في قري ومدن الضفة الغربية تحديدا.

في انتفاضة الأقصى الثانية ومع فواجع الاعتداءات الصهيونية ما وجدت أحلام نفسها إلا أكثر قدرة على العطاء الإعلامي تحديدا، فكثفت من حجم مادتها الإعلامية في رصد ممارسات الاحتلال المتعسفة بثوب من الجرأة والمصداقية والموضوعية، ولأن الجهاد لا يتوقف هنا فقد رأت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس في أحلام خير فتاة تعطي في المجال العسكري وبالفعل انضمت لكتائب الشهيد عز الدين القسام ،وتحولت وقتها من الفتاة الصحفية الحالمة المجتهدة إلى امرأة من نوع آخر تجاهد من أجل حرية أعظم ووطن أكبر وتبدي استعداداً مباشراً لتنفيذ عمليات في العمق الصهيوني بمدينة القدس الغربية.

لم تكن أحلام إلا لتعمل مع أهم قادة الجهاد في حركة المقاومة الإسلامية حماس "وتحديدا مع عبد الله البرغوثي، فذكاؤها وولعها بالجهاد وأخلاقها العالية كفل لها أن تبدأ المشوار بقوة وتحديدا في يوليو 2001، عندما قامت بالتجول في شوارع القدس الغربية لتحديد المكان الأنسب لتنفيذ عملية استشهادية، بل إنها لم تتوقف هنا بل عملت على زرع عبوة ناسفة في إحدى المحال التجارية بالقدس الغربية بشارع " كنج جورج " الصهيوني ".

ولم تتوقف مسيرة أحلام هنا بل إنها حددت في الثامن من أغسطس المكان الأنسب لتنفيذ العملية الاستشهادية لشهيد عز الدين المصري بالقدس، وطلبت منه أن يضع الجيتارة الملغومة بكميات من المتفجرات على ظهره وسارت به إلى مفترق "كنج جورج" وأشارت عليه بتفجير نفسه عند المفترق ليتمكن من إصابة أكبر عدد من الصهاينة كما تركت له الخيار مفتوحا لتحديد هدف آخر في الشارع وبالفعل ارتأى الاستشهادي أن يفجر نفسه في مطعم سبارو للبيتزا ونجح في قتل ستة عشر وجرح ما يزيد عن 107 آخرين بينما تمكنت أحلام من العودة أدراجها إلى مدينة رام الله بسلام بعد أن تيقنت من نجاح العملية.

في الرابع عشر من شهر سبتمبر من ذات العام تم اعتقالها من قبل قوات الاحتلال وتعرضت لتعذيب قاس في فترة التحقيق ثم ما لبثت المحكمة الصهيونية أن حكمت عليها بستة عشر مؤبدا!

حفل الخطوبة !!

أبت أحلام إلا أن تكون دائما متميزة حتى في ارتباطها، وكيف لا وهي أسيرة لم ترد طلب زواج لرجل سبقها إلى السجن مناضلا هو نزار التميمي الذي يمضي حكما بالسجن المؤبد في سجن عسقلان أمضي منهم 12 عاما.

في حفل الخطوبة احتفل أهل قرية "النبي صالح" شمال غرب رام الله والبالغ عدد سكانها نحو 500 نسمة بهذا الرباط الجميل حتى في ظروفه القاسية، فكأي خطبة عادية جرت مراسم " الطلبة" في ديوان آل التميمي وحضر الحفل مئات العائلات من القرية والقرى التي تجاورها، وقد نقل يوم الخطبة عن محمد التميمي شقيق أحلام قوله:"لقد تمت زيارة شقيقتي أحلام يوم الاثنين الماضي حيث تم أخذ رأيها في الخطوبة مثلها مثل أية فتاة وبعد أن أبدت الموافقة على العريس تمت المباشرة بترتيبات إقامة حفل إشهار الخطوبة "، وتحدث محمد عن آليات التشاور بين أهالي العروسين بشأن استكمال إجراءات الخطوبة وكتابة الكتاب، ختم محمد قوله: "كنت أتمنى أن تكون أختي أحلام ونزار موجودين معنا، ورغم ذلك فرحنا وأجزم أنهما فرحا بهذه الخطوة".

ميرفت عوف

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى