السبت ٢٥ آب (أغسطس) ٢٠٠٧
بقلم جميل حمداوي

شعرية الكتابة النسائية في"متاهات عشق" لنرجس الخضر

تمهيــــد:

تعج المنطقة الشرقية بالمغرب الأقصى بعدة حركات واتجاهات فنية ومدارس أدبية في مجال الشعر، فمن اتجاه كلاسيكي أصيل إلى اتجاه واقعي، ومن تيار رومانسي إلى تيار تجريدي، ومن شعر يحمل في طياته التزاما ماركسيا إلى شعر يطفح بالرؤية الإسلامية، ومن شعر يحترم خصائص شعر التفعيلة إلى شعر منثور ينزاح عن القواعد والأصول الفنية الخليلية المتوارثة، وينتهك المعايير العروضية الجديدة التي تم استحداثها مع بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وعز الدين إسماعيل ومحمد النويهي وكمال أبوديب....

ومن أهم الظواهر الأدبية التي يمكن الحديث عنها في هذه المنطقة الشرقية انبلاج الحركة الشعرية النسائية التي بدأت تزدهر بفضل انتشار التعليم والانفتاح على الجامعة ونشاط الحركة الشعرية بالمنطقة مقارنة مع المناطق المغربية الأخرى، بله عن رغبة المرأة في إثبات ذاتها وكينونتها الوجودية.

ومن أهم شواعر هذه الحركة بالمنطقة الشرقية نستحضر: فاطمة عبد الحق ونزيهة الزروالي وحليمة الإسماعيلي وحبيبة خلفي وأخيرا وليس آخرا الشاعرة الناظورية نرجس الخضر التي دشنت أول ديوانها الشعري تحت عنوان: "متاهات عشق". إذاً، ماخصائصه الدلالية؟ وما هي مميزاته الفنية؟ وما مقصدياته المرجعية؟

أ‌- البنيـــــة الـــدلاليـــة:

أول ما يلاحظ على ديوان الشاعرة كثرة القصائد الشعرية، وطول النفس الشعري على مستوى الكتابة، وهيمنة الذاتية بالمقارنة مع استحضار المرجع الواقعي الموضوعي المحلي والقومي. وهذا شيء طبيعي في مسار الحركة الشعرية النسائية في العالم العربي؛ لأن الشاعرة تريد أن تعبر عن كل القضايا الذاتية والموضوعية من خلال التركيز على الأنا والذات والذاكرة. كما تحضر صورة الآخر الذكوري في شعور الشاعرة ولاشعورها في إطار جدلية إنسانية متشنجة قوامها الحب والممانعة، والسلم والحرب، والاستسلام والانتفاض. ويعني هذا أن الديوان يحمل صراعا نفسيا خفيا، ولكنه في عمقه صراع وجودي وواقعي وعاطفي وعائلي وأسروي يفرضه الواقع المتأزم المحفوف بالتقاليد الموروثة والعادات البالية والصراع بين الليبيدو والتناتوس أو بين الحياة والموت.

1- الحب والجنون:

تبدأ الشاعرة إيقاع ديوانها برؤية رومانسية تحن فيها إلى عصور الحب والنبالة والفروسية وشهامة الذكورة مفتتة أشواقها في تلاحين انسيابية تتأرجح بين الفرح والحزن والتفاؤل والتشاؤم، متغنية بالحب السعيد ثائرة على الفراق والبين الجريح آملة في الوصال والغد المعسول كما في قصيدتها (أشواق):

وحدي في ذاك المكان
لايرحل شوقي
عن صدري
عن ذهني
............
ورحت عائدة
إلى صفحات
من شجن الهوى
أثقلت بها جناح الطير
أتذكر
أننا أضأنا المكان
بأنفاس الوفاء
وحسن الولاء
فلا تجعل كتابات شوقي
إليك هباء
.............
لنخترق عهد الفراق
ونغتال لعبة الأقدار
فعرافة ذاك المكان
اشترطت أن نذبح
ديكا أبيض قربانا للمكان
لنعيد أنا وأنت
صفة المكان
ورونق المكان
وطير المكان.

تذكرنا الشاعرة في هذه القصيدة بنازك الملائكة أنثى الحزن وشاعرة الحب والفراق. ويحضر في هذه المقاطع التذكر واستحضار الماضي وشباب الذاكرة، وتذوب الشاعرة في أمواج الحب وتكره قاموس الهجران والفقدان والفراق الدامي.

وتسبح الشاعرة في أحلام الحب الوردية وتنساق وراء تعابير جنونية ليشتعل الهوى بين جوانح ضلوعها، ولاترى أمامها سوى معشوقها الذي أسرته بكل صدق وحب بين جوانحها الفياضة وأعماقها التائهة وعروقها النابضة:

بين ثنايا فؤادك
لي موطن وعشق بلا قيود
لي حلم
ولا ينسى أطلالك
وأيامك وأحزاننا المشتركة.

ويتحول الحب عند الشاعرة إلى لعبة العشق والدفء، ويصبح اللعب أغنية القلوب المشتتة، ولسان الطفولة المفقودة، وذكرى الأيام المنطفئة بالذبول والشجار الذكوري والجفاء الأسود البارد. تقول الشاعرة في قصيدتها الرومانسية (لنلعب):

لنرسم ونحلم غدا
اتركنا اليوم
لنلعب لعبة العشق
لي قلب
ولك مهجة
لي أزهار
ولك حديقة
لنلعب لعبة
العريس والعروسة
لاتفكر ولنلعب
لعبة الغمامة
تتلمس بقلبك
أنفاسي
وتبحث عن شيء تفتقده
في كل السماء
ياروعة الحب
لنرسم لنلعب
لعبة الحب.

ويبلغ الحب بالشاعرة أقصى مداه في قصيدتها (حيرتني) التي تعلن فيها المبدعة هواها العارم المشتعل اشتياقا إلى حبيبها الوحيد، متذكرة أيامها المعسولة في حضن الزمن الغابر والأيام المطوية بالرحيق والشهد الممتع:

أعشقك جدا
وأفكر فيك جدا
رغم أني أحببت بعدك
عشرات المرات
لكنك وحدي
أحبك
أكثر فأكثر
آثار وعودك
لازالت عالقة
وكلمات رسائلك السرية
باقية.

وتتحول الشاعرة إلى فيلسوفة حكيمة تنصح الناس بالحب والتسلح بدواء العشق لكي تصبح الحياة متعة وعطرا ولذة تستحق المتابعة والمعايشة بعيدا عن الحروب التافهة القذرة والسجالات البيزنطية المستهجنة:

اسمحوا لي أن أوصيكم
احبوا
بإخلاص
احبوا
بتضحية
أحبوا
وانسوا صغائر الخصام
احبوا احبوا
فالحب
سمو
وعفة
الحب
سحر
وجلال
الحب متعة
الروح والجسد

2- روعـــة الأنثـــــى:

تدافع الشاعرة في الكثير من قصائدها الرائعة الرقيقة عن الأنثى في صورة الأم والأخت والمعشوقة؛ لأن الأنثى هي صورة الحب والعشق الأبدي، ويستحيل أن يستغني عنها الرجل مادامت هي أس الجمال وعبق الحياة وعطر الطبيعة الفواح. وتلتجئ الشاعرة إلى تبيان محاسن الأنثى على لسان الرجل العاشق لتظهر انتصارها على الآخر المقابل، لتسكت ضدها المشاجر المعاند، وتخرس معاكسها المعاتب. ويظهر هذا بكل جلاء في قصيدتها (مساء الخير يا حلاوة الشهد):

مساء الخير يا سيدتي
ها أنا ذا
أحييك من مدينتي
صار لي زمن أبحث لك
عن قصيدة تليق بك
وحقيقة القول
أنت نور كتاباتي
وضياء كل الأدباء
فأنت محور الكون
وشعلة الإبداع
وأنت السحر
الذي يسلب لب الأفئدة
أيتها الأنثى
الأم والابنة
الزوجة والحبيبة
الصديقة والونيسة
العاشقة والمعشوقة
أتحدى من يقول
أستطيع الاستغناء عنها.

3- الحــــزن والأســـى:

تطفح بعض قصائد الشاعرة بالحزن الشجي والأسى الدامي عندما يتحول الحب إلى شجار بين العاشقة والمعشوق أو تعض الأشواك ما تبقى من الحب لينهشه اليأس والاغتراب والتلذذ بالكآبة والوحدة القاتلة والغربة المميتة داخل الذات المنهارة التي لاتستطيع أن تعيش سوى بالحب السعيد وتقتات بالغد المعسول. لذلك ترفض الشاعرة السقوط والانتظار والترقب والهزيمة، فتستشرف صداقة المعشوق وتطلب مودته لتسكت جروحها الثائرة كما في قصيدتها (جروحي بلا ثأر):

مرهقة أيامي
وجدالاتي
وآهاتي
تعب
مضن
يضيق به صبري
لابد أن
فاقد الشيء
لا يعطيه
هزيمة وانكسار
على جبل
من قش
.....
مودة
وصداقة
لروح عارية.

4- الرفـــض والتحدي:

ولكن الشاعرة تتقلب بسرعة لتشهر سلاحها الحاد في وجه الذكورة المغرورة والرجولة الشرقية الموهومة، وتقف متحدية في وجه نصفها الآخر بأنيابها الصارخة التي ترفض الذل والحصار الرجولي وعناده الأناني كما في قصيدتها (رجل بلا طعم):

أنا الربيع الثائر
يا رجلا مر كالخريف
بلا ربيع بلا صيف
يارجلا فصل الكلام عن الأحلام
استمع
أنا اليوم امرأة حديدية
تتحداك
لأنك جمعت معلقات من الشجارات
وعلقتها
على النوافذ... والحيطان
أردت معركة
تكون فيها
أنت السيد
وأنا الكلام
جعلت لي من ذكرياتك
شعلة لهيب كالزلزال.

وتبلغ ممانعة الشاعرة في قصيدتها (لاتراسلني) لتعلن لغة الأسى والرفض والثورة الغاضبة على الرجل الذي أحرق فيها شعلة الحب، وأطفأ في شرايينها لعبة العشق والبوح، وعرّضها للصراخ القاتل واليأس الحزين الدامي، بيد أن الشاعرة تختار أن ترتمي بين أحضان هذا المعشوق السحري، وأن تنساب مع أحلامها بين صدره الحنون متوسلة بالأحلام الوردية والأشعار الغرامية الندية:

متى فكرت أن تراسلني؟
أجبني
بعد أن قررنا الانفصال منذ زمن بعيد
اترك رسائلك في كراستك
تحيي آهاتي الليلية
هذه المكتوبات المجنونة
لاتراسلني...وابق بقلبي
ممنوعا من الصرف
فأنت أعذب ممنوع، بات طيفا
تتمنى أيامي بساعاتها الطوال
مروره
لاأريدك واقعا
كن حلما من أحلامي وموعدا لامتناه
كن أقصوصة لا تقص.

وعلى الرغم من هذا الرفض والاستنكار فإنها تستعطف عشيقها في بعض قصائدها ليعود إليها مرة أخرى؛ لأنها لاتستطيع أن تعيش بدون وجوده ولا أن تستغني عن طلعته البهية وحضوره اللازم في حياتها:

أين أنت
يامن
أتقن لعبة العشق
في ما مضى
وقال في نثره: "أهواك أهواك
وأقتل نفسي قبل أن تؤذيك"
أين أنت
فما عدت الذي أعرفه
شحيح النفس أصبحت
تقتلني في وضح النهار
وغسق الليل
ورجولتك الشرقية
التي أعرفها لوحة استوائية وجدت لبها
سجنا
وعشقها انبهارا.

5- الفراق والرحيــــل:

تعلن الشاعرة في كثير من قصائدها الذاتية تفتت صبرها، وفشلها في الاستمرار، ورفضها للبقاء في هذا الواقع المتآكل المنحط الذي يعج بآهات الفراق والبين المميت، والذي تحفه الصرخات المقموعة والشجارات المختلقة لطمس ذكريات الحب وقتل لعبة العشق. وبذلك، تختار الشاعرة لغة الرحيل وقاموس الوداع والهجران إلى آفاق الغياب والاندثار باحثة عن الحب الأفلاطوني العذري بعيدا عن سنوات العقم والهزيمة الشنعاء كما يتجلى ذلك واضحا في قصيدتها (الرحيل):

سأرحل
بلا مبررات
وآخذ حقيبتي
المليئة
بتعابيري الصبيانية
أرحل تاركة قصائدي
وأحلامي الليلية
أرحل لموطن
بلا عنوان
بلا أطياف
بلا تبعات
لموطن تسكنه
ملائكة الغفران
سأرحل
بعد إحراق عقم السنين
ودفن
خفايا القلوب
أرحل.

ويتبين لنا من خلال هذه التيمات الدلالية أن الشاعرة تحمل رؤية ذاتية رومانسية قوامها العشق والحنين إلى الماضي وتفتيت الذاكرة المنسية والتسلي بقاموس الحب والعشق الأبدي مستشرفة نبالة الحب المثالي وفروسية الرجل الحقيقي وذكورة الشهامة والحب العذري.

بيد أن الشاعرة في نفس الوقت تعلن الرفض والتمرد عن عشيقها وتستبيح كل أسلحة المنع والتحدي للطعن في شرقية الذكورة لتعلن في الأخير رحيلها واغترابها في هذا الوجود الموبوء آملة أن تجد الحب الحقيقي والعاشق الذي يستطيع أن يفهمها ويأخذها في حضنه عازفا أنشودة قيس وليلى.

وعلى الرغم من هذه الذاتية الطافحة، فقد نظمت الشاعرة قصيدة وطنية بعنوان (لي وطن) تدوي فيها بوطنيتها الصادقة وحبها لأرضها، وقصيدة قومية تحت عنوان "دعواتي لفلسطين" تعبر فيها عن مشاعرها المتقدة تجاه القضية الفلسطينية وتبين عجزها عن تحريرها وتخليصها من العداة الألداء.

ب- البنيـــة الفنيـــة:

تختار الشاعرة في ديوانها الجديد تجريب القصيدة المنثورة التي كتبتها بطريقتين: طريقة الأسطر والجمل الشعرية التي تذكرنا بشعر التفعيلة، والطريقة الثانية هي طريقة ملء الصفحة بالنثر كما في نصيها: (انتظر رجلا من الأساطير، وصيف بلا بحر)، وهذه الطريقة معروفة عند الشاعر الفرنسي بودلير وإدگار آلان پو، وشعراء الحداثة كأدونيس ومحمد بنيس. ويبدو أن الشاعرة قد تأثرت عن وعي أو بدون وعي في هذه الكتابة النثرية بكتابات محمد الصباغ والمبدعين المهجريين كجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وأمين الريحاني.

هذا، وتكسر الشاعرة الإيقاع العروضي الموروث، وتثور على بنائه السيميتري المتماثل، وتنزاح عن طرائق التقفية المعهودة في الشعر الكلاسيكي والشعر العربي القديم. وبالتالي، تبني الشاعرة قصائدها على الإيقاع العفوي الفطري الذي تتآلف فيه بعض القوافي المتتابعة أو المتداخلة تقاطعا وتعانقا. ويقوم التوازي الصوتي بدور هام في موسقة القصائد الشعرية عن طريق المماثلة الصوتية والتكرار اللفظي واللازمة الشعرية كاستخدام لازمة "مولع أنت" في قصيدة (مولع)، والاتباع الصوتي والدلالي والتعادل التركيبي كما في هذا المثال الشعري:

رعدة
فارتعاشة
فشهقة
أحاسيس تتداخل
فيما بينها
بلا صرخات
بلا زفرات (قصيدة تعويذة).

وتتساوى الأصوات توازيا وتعادلا وتآلفا لتخلق هرمونية إيقاعية منسجمة مع الأجواء النفسية والدلالية والموسيقية كما في هذا المقطع الشعري:

أمنيتي
أن أزرعك
في باحة صدري
وأسقيك
في ذهابي
وغيابي
كل حبي
وحناني.

ويمتاز السجل اللغوي عند الشاعرة بالرقة والأنوثة والسلاسة والنعومة، وتهيمن بعض الحقول الدلالية التي لاتخرج عن نطاق حقل الذات وحقل الوطن و حقل الأمة. ولكن السجل اللغوي الذاتي هو الذي يطغى على الديوان بقيمه الوجدانية وأبعاده العاطفية التي تتقاطع مع الأبعاد المرجعية الوطنية والقومية.

ومن حيث التركيب، تزاوج الشاعرة بين الجمل الفعلية الدالة على الحركة والفعل والتوتر الدرامي والجمل الاسمية الدالة على التحدي والإثبات والاستمرارية والتأكيد. كما تكثر الشاعرة من الأساليب الخبرية مع التقليل من الأساليب الإنشائية التي تنحصر كثيرا في النفي والأمر والنداء. وهذا هو الذي أوقع الكثير من نصوص الشاعرة في التقريرية والخطاب المباشر والكلام العادي ونثرية الإيقاع الشعري.

وتستند الصورة الشعرية في الديوان إلى صور المشابهة والمجاورة والصورة الرؤيا واستعمال الرموز بأنواعها الطبيعية والمكانية والتراثية. ومن ثم، تستخدم الشاعرة التشبيه كما في قولها:

تخرج من جحورها
كالأفاعي
مقاومة
تود الصراخ.

بيد أن الاستعارة هي التي تهيمن على الديوان تشخيصا ومجازا وأنسة، كما تحضر الرموز التراثية (مجنون ليلى مثلا)، والرموز الأسطورية (قصيدتها النثرية عن الأساطير، الديك الأبيض للقربان)، والصور الكنائية للإحالة على المرجع التناصي والذاكرة المنفتحة و التبئير على تعدد الأصوات الشعرية (التأثر بنازك الملائكة وكتابات محمد الصباغ والمبدعين المهجريين).

وتداوليا، يتقاطع في الديوان ضميران شعريان: ضمير المتكلم الذي يحيل على الذات الشاكية المتألمة أو الذات العاشقة الولهى، وضمير المخاطب الذي يشير إلى صورة الآخر الذي يستحضر تارة عشيقا وتارة أخرى كائنا مأسورا في قفص الاتهام.

خاتمــــة:

نستنتج من خلال رحلتنا في دهاليز الديوان وتأمل تعاريج قصائده أن الشاعرة نرجس الخضر شاعرة متأنقة في لغتها الشعرية، تعبر بصدق عن عاطفتها الأنثوية، وتبوح بصراحة عن عشقها الصداح، وتندب أيامها الحزينة المحفوفة بالآهات والنكبات التعيسة. وترفض كل صراخ رجولي و ادعاء ذكوري وغطرسة شرقية. وتؤمن في المقابل بلغة العشق والحب والمودة، تريد أن تعيد أيام السعد والصفاء والحب المثالي العذري الذي افتقدناه كثيرا في زمننا الإسمنتي بين الرجل المعلب والأنثى المصطنعة.
وقد أحسنت الشاعرة في اختيار لغة الانزياح والكتابة النسائية المشحونة بكثرة العواطف وسمو الذات والتأشير على جدلية الذكورة والأنوثة، والميل إلى استخدام الصور الشعرية التعبيرية الانفعالية، وتشغيل الذات المتكلمة في مقابل الذات المخاطبة.

ولكن نلاحظ في نفس الوقت طغيان التقريرية التي تقتل دائما الوظيفة الشعرية والبعد الإيحائي اللذين يوفران الشاعرية الوجدانية للديوان. بيد أن الشاعرة استطاعت أن تلطف ذلك بالجمل القصيرة الموحية والصور البلاغية الانزياحية المعبرة وترقيق التعابير الشعرية وتليينها عن طريق التوازي والتعادل الموسيقي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى