السبت ١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بقلم إنتصار عبد المنعم

غجرية

تدب على الأرض بعنف، تتسارع أنفاسها فيعلو صدرها ويهبط ثائرا، رقبتها الخمرية منتصبة وعليها يتوهج رأسها الصغير منفعلاً، شعرها الأسود الفاحم يلف وجهها منسدلاً تتقاذفه حركات جسدها النافرة.

تدب الأرض.. تدور حول نفسها وتدور معها أعين تحسبها ترقص.. يتماوج شعرها تخفي به دموعها الغزيرة .. يدها تقبض على صناجاتها النحاسية تدق بهما بعنف لتخفي دقات قلبها الصاخبة .. تلقي برأسها للخلف في كبرياء جريح .. تمسك بطرف ثوبها الموشى بلون جرحها .. تلف حوله.. تدخله بين أهدابها المسافرة .. ينظر إليها .. يعانقها بعينيه ويقبض بيده على يد أخرى تلبس خاتمه .. تقترب منه، تلفحه أنفاسها التي تشبع منها، يشم عطرها، يتذكر عرقه الذي اختلط به .. تميل عليه، تجذبه الأخرى، يحكم قبضته على يدها فيشعر بوخز الخاتم ..

شعرها يخفي نصف وجهها ونصف وجهه.. يرتعش.. تقف مبتعدة .. يظهر كل وجهه وقد اختفت معالمه .. تعانقه صاحبة الخاتم، تنبت له عينان .. تدب الأرض ويعلو التصفيق، ينبت له فم وأنف .. ينهض ثائراً .. يدب الأرض معها، يدور حولها ممسكاً بخصرها .. يرتفع الضجيج تجذبه صاحبة الخاتم، يدور حولها، يقع قلبه على الأرض .. تدب الأرض بقدميها.. تركع .. ترفع قلبه .. تضمه إلى صدرها بشوق .. تخرج قلبها ..تخيطهما معاً .. تنسج منهما وشاحاً ..تعطيه لصاحبة الخاتم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى