الجمعة ١٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بقلم جميل حمداوي

شعرية القصة القصيرة جدا عند سعيد منتسب

يعد سعيد منتسب من أهم كتاب القصة القصيرة جدا في المغرب إلى جانب جمال بوطيب ومصطفى لغتيري وحسن برطال وعبد الله المتقي وسعيد بوكرامي وعز الدين الماعزي وفاطمة بوزيان.

وإذا كان حسن برطال كاتبا شعبيا في قصصه القصيرة جدا، وعبد الله المتقي كاتبا ماجنا، وعز الدين الماعزي كاتبا طفوليا، ومصطفى لغتيري كاتبا ذهنيا، وجمال بوطيب كاتبا ساخرا، فإن سعيد منتسب يعد كاتبا اجتماعيا بامتياز، لأنه يناقش من خلال رؤية وجودية إنسانية منفتحة قضايا الطفولة والمرأة والمجتمع والموت والشيخوخة والتسول ومعاناة الإنسان المعاصر كما يتجلى ذلك في مجموعته القصصية "جزيرة زرقاء".
إذا، ماهي خصائص هذه المجموعة القصصية مناصيا ودلاليا ومرجعيا ؟ وماهي مميزاتها الفنية والجمالية؟ هذا ما سنعرفه في موضوعنا هذا.

أ‌- المستـــوى المناصي:

أصدر الكاتب المغربي سعيد منتسب مجموعته القصصية"جزيرة زرقاء" ضمن منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب في طبعتها الأولى سنة 2003م ، وجنسها بكلمة " قصص"، على الرغم من كونها تندرج ضمن القصص القصيرة أو القصص المينيمالية. وتضم المجموعة أربع وستين قصة قصيرة جدا في خمس وسبعين صفحة من الحجم المتوسط. وقد تولى عبد الكريم الوزاني تصميم الغلاف الخارجي، بينما تكلفت دار القرويين بنشر الكتاب وطبعه.

ب- المستـــوى الـــدلالي:

1- الـــرجل والأنثــــى:

يستهل الكاتب مجموعته القصصية بقصة" الموعد" التي يرصد فيها ذلك اليوم الذي التقى فيه البطل حبيبته في محطة الحافلة، فبدأ في التذكر واستقطار الأحلام الوردية، وطرح الأسئلة المتعلقة بالحاضر والمستقبل، فقرر أن يسأل عشيقة الماضي بعد تردد كبير، فانطلق حيالها؛ ولكنه تجاوزها بعض الأمتار ، فاختار أن يعود إليها ليخبرها عن الماضي ، ولكنه وجد المحطة فارغة.

ويعري الكاتب في قصة " تجسس" خبايا اللاشعور، ويسترسل في البوح والاعتراف ؛ مما جعل المرأة التي تعاشره تفضحه وتتجسس على أسراره وأنفاسه الليلية.
وينطبق استقصاء اللاوعي على قصة " قبلة" التي توقع الزوج في شرك الاعتراف اللاشعوري ، عندما تكتشف المرأة أن في أعماق الرجل امرأة أخرى لا تشبهها:

"فتش في الظلمة عن وجهها.
في الوجه فتش عن ثغرها.
أذاقتها قبلة هاجت في فمه.
دلقت عليه لحمها.
أذاقته عسيلتها.
فتشت في الظلمة عن أحلامه.
في الأحلام عثرت على امرأة أخرى لا تشبهها."(ص:68)

ويجسد الكاتب في قصة" تمثال" ذبول الحب الإنساني وترهله بعد الزواج وكثرة المشاكل، حيث يتحول العروس والعريس إلى تمثالين جامدين بدون إحساس ومشاعر:" مثل تمثال يستغرق في نومه. ملامحه الصلبة ترعبها، تجعلها تتسلق الألم الموغل في عمقه. حين التقته، لأول مرة، على الشاطئ قرأت عينيه. قرأ عينيها. قرأت عليه أشعارا. الحروف تخرج من فمها كخيول فزعة. في البيت قرأوا الفاتحة. أقاموا عرسا. زينوا دنياهم بالأحلام .انتهت الأحلام. مزقوا وجهها بالملل والأطفال والكلام. لم يعد يتكلم، لايتحرك، يقف أمامها حجرا. تحولت إلى أشعارها، تكتب تلك اللمعة التي كانت في عينيه. تحول إلى تمثال بألم عميق. يستغرق في النوم، لايهتم بعينيها. يهتم فقط بالمطبخ"( ص:9).

وهذا الفشل والعجز تعبر عنهما قصة "جبل الثلج" التي تصور أثر الضغوطات الاجتماعية على رب الأسرة، وموت الحب بين الزوج و زوجته التي لا تتحول إلا إلى وعاء للإنجاب والتفريخ البشري:" ينامان فوق نفس السرير، بينهما جبل من ثلج. كان كالبركان. كانت كالبركان. أنجبت جوقة أطفال. أدمن الحشيش واللعنات. لم تنفع المداعبات. لم تنفع الهمسات. انطفأ . انطفأت. الأطفال يكبرون، يتراكمون.
جبل الثلج يكبر، يتكاثر. تنام فوق السرير. ينام تحت السرير . ينامون في كل الجهات."(ص:10)

وتعكس لنا بعض القصص القصيرة في مجموعة الكاتب صراع الأزواج وحروبهم الباردة التي تتكرر كل يوم مع سوء التفاهم وصراع المتضادات، التي بزوالها تعود المياه إلى مجاريها، ويسود التفاهم والوئام العاطفي والجنسي:" قالت له:" تعال تنام". أعطى وجهه للحائط . اقتربت منه، انكمش مثل قنفذ. تلغم وجهها، أصبح مثل سماء. في السماء سحب ثقيلة. أعطاها وجهه. لم يقل شيئا. رفع يديه إلى السماء. أطبقت عليه. في الغرفة أمواج. بين الأمواج دوامات . كان يهتز . كانت تهتز. قال لها::" تعالي ننام" صارت بحرا، وفاضت عليه."(ص:69)

ولا تقتصر مهمة الكاتب في هذه المجموعة على تصوير الزوجة فحسب، بل يصور الخليلة المعشوقة التي ينتظرها عاشقها ، ولكن بدون جدوى، فيشتاط غضبا، ويقرر الانتقام منها ليحولها إلى جثة هامدة لوعودها العرقوبية:" ينتظرها في المقهى. ساعة. ساعتان. لم تأت. ينتظرها في البيت. ساعة. ساعتان. ليلتان. لم تأت. نام. وجدها في حلمه جثة هامدة.
أفاق. السكين في يده. وبقايا عتاب ودم."(ص:11).

وينقل لنا الكاتب حياة المجون وعربدة الحب في قصة"حياة" بحثا عن موناليزا اللذة والنزوة العارمة. ويتحول الرجل إلى فنان عاشق يرسم حبيبته كفراشة تطير في السماء بخفة الدلال ورقة الجمال لتقع في غرام الفنان كما في قصة" الفراشة"( ص:64)، وقصة"ابتسامة"(ص:47).
ويصور الكاتب حديقة العشاق التي ذبلت بفعل مراقبة السلطة للعاشقين، فيجف الحب ويغادر العشاق الحديقة. ولكن الحب سينجب وردة سيهديها لعاشقي الحديقة، فانتصر الحب بعد ذلك على السلطة وقهرها الأنكد كما في قصة " حديقة".
ويتحول الجنون في قصة" متابعة" إلى حب رومانسي متوهج بالبراءة والعشق والصداقة العفوية المحفوفة بالمجون والارتماء في أحضان الفضاء الخارجي المفتوح:" نظر إليها في استغراب، ضبطته يكلم نفسه. ابتسم في حزن، قال لها:
  لست مجنونا...
لم تنبس بكلمة، اتسعت عيناها وأسرعت الخطى، جرى خلفها...
  لست مجنونا...
  تسمرت في مكانها، قالت:
  أعرف... لكني...
دعاها إلى نزهة لطيفة، مدت يدها لتصافحه. احتضنها وابتعدا. المكان أصبح بلون الحدائق، الزمن لم يكن موجودا، كثيفا كان. لم يعد يكلم نفسه، لم تعد تقتفي خطاه."(ص:15)
وتصرخ الخيانة الزوجية مستهترة في قصة "أحضان "عن طريق تفتيت الذاكرة واسترخاء اللاشعور وانسياب صور النساء الأخريات من خلال صورة الزوجة التي تحضن زوجها:"الدمية الجميلة تضحك، لاتسدل العيون،كانت تحلم في حضن الصبية الصغيرة، كانت تحلم في حضن أمها. ضحكت المرأة، كانت تحلم في حضن زوجها. ضحك الرجل، باتت في خياله امرأة أخرى لاتشبه زوجته."(ص:39).

ويتحول الحب إلى وعود زائفة في قصة " العاشقان" (ص:63)، وإلى انتظار مشوق كما في قصة " الجبهة"( ص:59)، و إلى فشل وإخفاق عاطفي في قصة" الشقة الخالية"( ص:62)، و قصة" الدولاب"(ص:61)، و إلى لحظة الوداع والفراق كما في قصة" المنديل"(ص:65). و يتحول الحب أيضا إلى إبداع وفن شاعري محفوف بالسحر ولوعة الحب والشجا كما في قصة" الرسام"(ص:60) ، وقصة" النقطة" (ص:49)، وقد يصير الحب مجونا أبيقوريا ولذة شبقية عارمة وجنسا إباحيا كما في قصة" استعجال"(ص:57)، وقصة" ضياع"(ص:55).

ومن جهة أخرى، يتخذ الحب صراعا حضاريا كما في قصة "رائحة" (ص:53) ، وتذكرنا هذه القصة بــ "قنديل أم هاشم" ليحيى حقي، وقصة "الحي اللاتيني" لسهيل إدريس، ورواية " أديب" لطه حسين، و"موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح.

يهرب الكاتب من عالم الضوضاء والسراب الزائف والقيم المنحطة ليغترب في مكانه الدافئ بعيدا عن العالم الجنوني وعالم الناس الموبوء بالنفاق والزيف والهراء متلذذا بالوحدة والعزلة الهادئة:" أشعل المذياع. أشعل التلفزيون. أشعل المسجل. ألقمه شريطا ضوضائيا. أشعل الغسالة الكهربائية. أشعل الفرن. أشعل الضوء. أشعل النيران. أطفأ العالم في عينيه."(ص:14).

ونجد هذه الوحدة في قصة "السقف " حيث تتحول إلى يأس قاتل، لكن الكاتب يعوض سأمه الوجودي في المجون والجنس والعربدة من أجل نسيان الغربة القاتمة والعزلة المميتة:" حاول فتح باب شقته دون جدوى. كل ليلة يواجه نفس المشكلة، يعيش وحيدا بدون زوجة أو أطفال. كرر محاولاته عدة مرات، لكنه فشل. نباح الكلاب يقترب.عين الحارس تقترب. دورية الشرطة تقترب.انزلق المفتاح من بين يديه. طرق الباب بيأس.
انفرج الباب. أطل وجه امرأة عارية، كانت تبتسم. أدرك بسرعة أنه طرق بابا آخر، حاول الهرب. لكن يدا جرته بدون مقاومة على الداخل.
حين صار عاريا وجد نفسه يسير بدون وعي نحو السرير. استلقى على ظهره، وراح يتطلع بثبات إلى السقف. استنشق بضع دفعات من الهواء، ثم عصر عنقه. ظل يعصره إلى أن تقيأ كل ما في جوفه، فيما كانت المرأة العارية ترنو إليه من السقف، كانت جميلة جميلة وبعيدة بعيدة."(48).

3- الحكاية تفكر في نفسها:

يلتجئ الكاتب في قصة " برتقالة" إلى تشغيل ميتاسرد أو الروائية من خلال تفكير القصة في آلياتها الداخلية وأدواتها الجمالية رابطا إياها بالبراءة والطفولة والتعبير عن الإنسان الحقيقي وتشغيل الخيال والتأنق في الوصف والكتابة . وتحث القصة مبدعها على أن يكون كاتبا إنسانيا مؤمنا بقضية الكتابة مدافعا عن سحر الطبيعة بعيدا عن لسعات النقد القاسية وشطحاته البذيئة:"تحسس البرتقالة التي دستها أمه في محفظته. يستعجل قضمها. يريدها أن تظل في محفظته دائما. يحب البرتقال.
دخل حجرة الدرس. خرج منها.
أدخل يديه في المحفظة.أخرج البرتقالة. قشرها بحنو فائق. تحولت بين يديه إلى فصوص رائعة... نوى أن يقضم، استمهله قليلا...
طلبت منه أن يغمض عينيه. تحولت الفصوص إلى قصص. كل قصة تحلم بفم خال من الأسنان. كل قصة تحلم بكاتب يشبه الإنسان. كل قصة ترسم الخيال بأناقة. كل خيال يحب البرتقال، ولا يذهب إلى المدرسة."(ص:16).

4- الطفولة والبراءة:

تجسد قصة " الدمى" (ص:17)عالما خارقا، حيث تتعايش الحيوانات الدمى داخل غرفة الطفولة البريئة، لكن سرعان ما ستدخل هذه الدمى الحيوانية في شجار عنيف بعد ألفة ومودة. وتتبعثر غرفة الطفل ، وتتناثر كل الدمى المتشاجرة فوق بلاطها. وبعد ذلك، تعد هذه الحيوانات مخالبها لتنقض على الأطفال؛ لأنهم أقرب إلى عالمهم من عالم الكبار كما في قصة" خدوش"(ص:27).

و يتحول الطفل إلى إنسان فنان عندما يرسم وجه معلمته يبتسم بدون قسوة ولافضاضة. وحينما رأت المعلمة وجهها قبلته، واعتبرت تلميذها فنانا متميزا: " الامتحان على الأبواب...
طلبت منهم معلمة الفرنسية أن يستوعبوا أنواع الأفعال...أن يتعقبوا أزمنة الصرف...أن يحسنوا الإملاء والحساب...أن يحفظوا ويستظهروا...أن يبرعوا ويجتهدوا...
كانت صارمة. كانوا خائفين. أمعنت في الشرح، أمعنوا في الانتباه. أما هو... فقد ضبطته يرسم وجهها...
حفر فيه ابتسامة عريضة بجناحين. لاتحمل عصا. لاتحمل نظارات. لاتصدر أوامر. لاتمنح أصفارا. تحمل قلبا كبيرا...وأمنيات.
اقتربت منه...طبعت على وجهه قبلة... ومنحته لقب...الفنان":(ص:18).

وما أروع قصة" الطائري" بحبكتها السردية! لأنها تذكرنا بقصص أحمد بوزفور وقصص زكريا تامر ، إذ تجسد لنا الصراع بين عالم الصغار وعالم الكبار، و تبرز لنا التناقض بين عالم الخير وعالم الشر. فالقصة تتحدث عن طفل يطلق سراح العصفور الذي كان في قفص أبيه، بيد أن هذا الفعل النبيل والشهم سيعرضه للعقاب وسيتركه والده جائعا يؤويه الخلاء.:" الطفل يلعب في الحقول، يشعر بمرح عارم، يملأ الرحب بالقفزات ، يراقب طيورا كثيرة تنشر أجنحتها في السماء...تسبح في تقويسات هوائية تخترقها الزقزقات.
لما رجع إلى المنزل، فتح القفص... منح عصفور أبيه للهواء....
في ذاك المساء... تناول الطفل علقة ساخنة وقضى ليله في العراء."(ص:19).

ويكره الطفل في قصة" المكنسة"(ص:21) أن يكون راشدا كبيرا، بل يريد أن يكون طفلا صغيرا يلعب الكرة مثل أقرانه الصغار، أو يتيه في الحدائق بين الأشجار والأدغال كما في قصة" جبس" (ص:25)، أو يبحث عن الضفادع كما في قصة" الضفدعة"(ص:34).
وتبين لنا هذه القصص الخارقة أن الكبار لايفهمون عالم الصغار. وبالتالي، يحرمونهم من اللعب مخافة من الأوساخ وكثرة الغسيل ويريدون أن يرشدوا قبل الأوان. وهنا استحضر ماذهب إليه فرويد حينما قال بأن عالم الصغار أكثر براءة وحرية من عالم الكبار، وقد يعتقد الكبار أن عالمهم أحسن من عالم الصغار، ولكن العكس صحيح. ومن هنا، تترابط الطفولة باللعب والبراءة والحرية، بينما عالم الكبار يقترن بالمظاهر الزائفة وكل أنماط القسوة والشر والكبرياء الخادع كما يتجلى ذلك بوضوح في قصة" جماجم"(ص:26).

وهذا الصراع الجدلي بين البراءة والقسوة تظهر بجلاء في قصة"انفصام"(ص:22)، وقصة" تقرير":" الأطفال يكرهون المعلم. يلقنهم دروسا صعبة، ويجلدهم بالسوط .عظام الكسالى كسرها. أحلام المجتهدين زينها. مدير المدرسة لايحب المعلم. كتب عنه تقريرا فادحا، نقله إلى النائب. النائب صارم. أرسل لجنة لاتحب المدير، ثم صاغ تقريرا ثقيلا...رفعه إلى الوزير. كان الوزير تلميذا للمعلم."(ص:23).

وعلى الرغم من أن الكاتب يدافع عن الطفولة والبراءة، فلا يرى عيبا في استخدام عقاب غير مبرح ضد التلميذ، إذا كان من أجل مصلحته و من أجل مستقبله ، كما فعل المعلم نفسه مع تلميذ من تلامذته السابقين و الذي أصبح فيما بعد وزيرا مسؤولا عن شؤون البلاد وفلذات الأكباد.
هذا، وتختلط الطفولة بالنوم وسعادة الأحلام وحب العطل المدرسية قصد الاستراحة من وجع الدماغ وشرنقة الأقسام، ولكن الكبار يحاولون دائما أن يبعدوا البراءة عن لوثة السياسة.:"الجرس يرن ويرن. تلزمني رافعة ضخمة لأستيقظ . أختي تدندن بلحن سمعته في الإذاعة قبل أن تنام...أمي " تقرقب" الأكواب والصحون. الجرس يرن ويرن...أنهض وأقتعد أول كرسي صادفني.

  لماذا استيقظت باكرا..؟
  الجرس... الدراسة
  - نم ياولدي... اليوم عطلة.
  لكن...
  مات الملك.(ص:24)"

وتحضر صورة المعلم داخل ثنايا قصص الكاتب إنسانا صارما قاسيا مكروها من قبل التلاميذ تارة، و يحضر كذلك في صورة إنسان مهموم حائر يحمل أثقال العالم على ظهره تارة أخرى، فيفكر في مصير تلاميذه ومصير وجوده أمام إكراهات الواقع وضغوطات الحياة المعقدة كما في قصة" المعلم"(ص:20).

ومن جهة أخرى تحضر صورة الجدة في أبهى صورة؛ لأنها تحن على الأطفال ، وتقدم لهم اللعب وكل أنواع الحلوى، وتقص عليهم القصص والحكايات الغريبة والعجيبة:" في " بيت الصابون" تنام جدتي، تنكمش في الزاوية القصية كمتسولة وتنام. السعال، التسبيح. القصص الرائعة. حين تطفئ والدتي الضوء. تجمع الأحصنة الصغيرة والجنود والدمى ونصعد كفئران إليها. نلعب ونلعب بجانبها. تمنحنا الحمص والكراميل. تختبئ هداياها في منديل مصرور بعناية.
يوقظوننا في الصباح بالقنابل والشتائم. يصبون علينا الماء أحيانا. نذهب إلى مدارسنا بعيون يتراكم فيها العمش. كسالى كسالى كأننا نمشي فوق الصراط".(ص:30)

5- الشيخوخة والموت:

يجسد الكاتب في مجموعته القصصية مجموعة من القضايا الميتافيزيقية والوجودية كالموت الزؤام واليتم الحزين الذي يترك الإنسان وحيدا في عزلته واغترابه الذاتي والمكاني." كان الرجال قفلوا إلى البيت راجعين. النحيب يملأ البيت. كانوا طافحين بالدمع والأوجاع. الحزن أكل وجوههم. الألم نهش قلبه. رآهم يهيلون عليها التراب. رآهم بأم عينيه يمددون الغالية في حفرة. يمددونها في شبرين، بدون خجل. توسل إليهم، نطح الأرض. قبل الرؤوس ولثم الأقدام، لعنهم كلهم، شتم آباءهم وجدودهم.
توسل إليهم أن يتركوها تخرج، لكنهم طردوه، صرخوا في وجهه:
  إنها،الآن ياولدي، عند الله.
المعزون يربتون على رأسه، نظرات الشفقة تخرج من عيونهم فاضحة. يمسحها ويهرب. قالوا له:
  الله في قلوب المؤمنين.
المؤمنون يملؤون مساجد العالم، عددهم كبير. لم يفهم."(ص:28).

ويشكل الموت للأطفال الصغار عقدة سيكولوجية تتراقص في مخيلتهم ولا شعورهم، وخاصة عندما يموت أحد أفراد الأسرة سواء أكان أما أم أبا، فيفقد الولد توازنه النفسي، ويعيش تقلبات وجودية تتأرجح بين الألم والأمل، وتتغير أحوال الأولاد والصبيان كما في قصة "كلثوم" وقصة" الحفار":" اصطحبوه معهم إلى المقبرة. تأملهم وهم يدفنونها في ثوبها الأبيض الناصع. تأملهم بصمت وهم متجهمون وينتحبون ويتصدقون على المقرئين العميان...
في الأيام التي تلت...أصبح الطفل يبحث في كل مكان. في المجاري والمزابل والوديان، عن الفئران القتيلة. يلفها في ثوب أبيض يسرقه من جارتهم الخياطة. الفئران يرميها في حفرة، يهيل عليها التراب. يقرأ الفاتحة، ويتصدق على عميان لا يراهم سواه."(ص:29).

ويشكل موت الجدة بالنسبة للأطفال كارثة كبيرة تحل بهم؛ لأن موت الجدة في منظور الأطفال والصغار تعني خسارة كبيرة، يفتقدون معها القصص الدافئة وصرة الأموال التي يشترون بها الألعاب والحلويات:" في ليلة الخميس، دخل أناس كثيرون إلى غرفة جدتي. حشرونا في أسرتنا وأغلقوا علينا الباب بالمفتاح، نسمع النحيب والبكاء وكانت وكانت.

عندما خرجنا كانت القصص مطفأة، ولم يكن في الصرة حمص أو كراميل.
سحبنا الأحصنة الخشبية، ومضينا إلى السطح نجر الحبال المدلاة في الريح.
جميعا نقفز في المربعات الطويلة."(ص:31)

وتحضر صورة الموت في قصة" العملاق"(ص:32) ،عندما يرتعد الأطفال من العملاق الذي يأكل الأطفال الصغار، فيتوسدون الحفر كأنهم ميتين ليخفوا أنفسهم من العملاق لكي لايأكلهم. ولكن العملاق سيموت عندما لم يجد الأطفال الذين سيلاعبهم.
هذا، ويحول الموت الأم الوحيدة في قصة" المجنونة"(ص:33) إلى مجنونة ضائعة في شوارع المدينة تستوقف الأزواج والرجال، فتسرد عليهم قصصها وتعطيهم ورود الحب، ثم تبكي أسرتها التي فقدتها كلها في حادثة سير مرعبة.

وتحضر الشيخوخة في المجموعة القصصية في ارتباط بعالم الصغار لاقترانها باللعب والجنون والموت والتغير التدريجي:" عندما يهدأ الزقاق ويطمئن إلى كسله... تخترع أسباب النزاع بين الأطفال . تحكم بينهم، تشجع المغلوب، تدعو على الغالب.
زغاريدها تزين الزقاق. ترميها على نوافذهم... ثم تدخل إلى بيتها بسرعة. الناس يضحكون. بعضهم يلعنها. الأطفال يتدافعون صوب بيتها. ينهالون عليه بقبضاتهم.

في الصباحات تعترض طريق الذين يتوجهون إلى المعامل القريبة. تقدم إليهم الطعام، تدعو لهم. يقبلون رأسها، تلعن أمهاتهم.
الآن، لا أحد يكترث لها. شاخت يشكل لا يصدق. يكترثون فقط لوعيد الزوجات...لنحيب الأطفال... للوقت الذي يطاردهم..."(ص:35)
ويقترن التسول بالطفولة والمرأة والحب ، فيدفع الفقر والحاجة الأنثى لتبيع جسدها، فتتغير سلوكيات الأطفال فيصبحوا كبارا عندما يركبون أجساد المتسولات ومربياتهم في الصغر:" اختفت من الدرب، باعت منزلها. ماعادوا يسمعون عنها شيئا. كانت تتسول بجسدها. كل الأطفال كبروا فوقه. أفقدتهم نغنغاتهم، صاروا رجالا. يسرقون حلي أمهاتهم. يسرقون متاع الجيران المهمل. يكدحون في المعامل القريبة. يتسولون آباءهم. يبيعون القناني الفارغة. يفعلون كل ما بوسعهم لتنبطح تحت أجسادهم...ليتعلموا الحب إن استطاعوا إليه سبيلا. باعوا طفولتهم، صاروا يحلمون بالزوجات. باعت منزلها. ماعادوا يسمعون عنها شيئا، يقال إنها أصبحت تتسول في مداخل الجوامع. كانت تتسول بجسدها.
كانت..."(ص:37).

6- معاناة الإنسان:

يصور الكاتب في مجموعته القصصية معاناة الإنسان وصراعه السيزيفي مع أعباء الحياة ومشاكل المسؤوليات التي أنيط بها في مجتمع لايعرف سوى غلاء الأسعار وهزالة الأجور:" بالأمس كان يدخل غرفته التي لاتدخلها الشمس. يستلقي على الفوتيل القديم ، يقرأ القصص والروايات، ويحلم بعروس جميلة ومرتب ضخم وبدلة رائعة. الآن، يدس يده في جيبه، يخرج المرتب الهزيل، يشم فيه رائحة العرق والشمس. لم تعد له غرفة. صارت له شقة بالطابق الثالث وزوجة وأطفال. يعمل مثل بغل، لا يقرأ القصص والروايات. لم يعد يحلم. كان مشغولا جدا بعلب الحليب والقماطات والنسيان."(ص:71).

وتصل المأساة بالإنسان إلى الهذيان والجنون ومعاقرة كؤوس الخمر، والارتماء في أحضان العربدة والسكر لنسيان مشاكل الأسرة والحياة، وكل ذلك هروبا من أعباء الأطفال والمسؤولية الملقاة على عاتق هذا الإنسان المسكين الذي تنخره المشاكل من كل جهة كما في قصة" شرف"(ص:72).
ويتحول الإنسان في زمننا المعاصر إلى إنسان بلا اسم ولاهوية ولا وجود، يبحث جادا عن نهاية لحياته القصصية عن طريق الموت والانتحار تخلصا من كوابيس هذه الحياة الشقية:" رجل تحت شاحنة، مات. بحثوا في جيوبه عن هوية، لايحمل اسما أو رقما أو بطاقة. كان يحمل مجموعة قصص...التقطوها... قرأوا في الصفحة الأولى:

" رجل تحت شاحنة، مات. بحثوا في جيوبه...عثروا على جزيرة زرقاء تشبه البحر. دخلوا الجزيرة، عانقوا الأمواج، عانقتهم. عشقوا الأصداف، صنعوا منها عقودا جميلة. حملوها في شاحنة. رجل تحت شاحنة، مات.
بحثوا في جيوبه...عثروا على رسالة...قرأوا السطر الأول: رجل تحت شاحنة، مات. لايحمل اسما أو رقما أو بطاقة. فتشوا جيوبه..."(ص:70).
ويتصارع الإنسان مع الزمن ودقات الساعة الحائطية التي تحول أيامه ولياليه إلى جحيم سديمي حيث لاتتركه يستريح من لوثة المشاكل والأتعاب الجسيمة وأثقال الأسرة المتعبة:" زوجته نائمة، رقصة البندول تتناسل في رأسه... تحدث في نومه شقوقا.أطفاله نائمون...يحلمون ويضرطون.حشر أذنيه بالقطن، لم ينم.خبأ رأسه تحت وسادته، لم ينم. أحصى الخرفان في خياله، لم ينم.

رقصة البندول تتناسل...نزل من السرير، أنزل الساعة المعلقة. لعن الوقت، فتح الباب . أودع البندول صندوق القمامة...
اندس في فراشه. زوجته نائمة. أطفاله نائمون.حاول النوم، لم ينم. رقصة البندول مازالت تتناسل في نومه."(ص:58).
ويثور الإنسان غضبا وتعاسة عندما يجد نفسه ضائعا في الشارع مع أسرته مديونا، وبدون مرتبه الذي كان ينتظره لمدة أربعة أشهر متوالية كما تشخص لنا ذلك قصة" انتقام"(ص:50).

ويتخيل الإنسان شطحات هذيانية في قصة " تخيل"(ص:51) بسبب الفاقة والحرمان والحاجة ، ويتمنى أن يكون زعيم عصابة أو أحد أتباعه للحصول على النقود ليؤمن حياته ومصيره.
وتزداد الأمور مأساوية حينما يباغت الرجل في منزله، وتهان كرامته في المجتمعات المستبدة التي لاتعترف بالحرية، ولا تؤمن بالبراءة والطفولة، ولا تبالي بحقوق الإنسان. فهي لاتعرف سوى لغة تعذيب الآخرين والتنكيل بالأبرياء وتصفية المواطنين ودعاة الحق كما في قصة "حدائق": استمهلهم حتى يرتدي ثيابه. أهداهم ابتسامة تترقرق في عينيه. رفضوا. حدثهم عن الأطفال الذين ينتظرون الحدائق. رفضوا. التعليمات. الأصفاد. المسدسات. دعاهم إلى غرفته، فتحوا الدولاب، بعثروا الثياب.عثروا على وجهه مخبأ في صندوق. كان يضحك، أجبرهم على الضحك. لمعت أسنانهم. اتسعت أفواههم. خلعوا ثيابهم، مزقوا وجوههم.علقوها على الحائط . كانت تبدو مثل لوحات بيكاسو. ارتدى ثيابه، تهندم جيدا، سوى ربطة العنق. خرج عابسا، ترك ضحكته تنادم أطيافهم. كانوا مسلحين بالمسدسات.التعليمات. الأصفاد. كانوا يحلمون بالقنابل. كان يحلم بأطفاله الذين ينتظرون الحدائق."(ص:52)

ب‌- تقويــــم تجربة الكاتب دلاليا:

ينطلق سعيد منتسب في مجموعته القصصية"جزيرة زرقاء" من رؤية واقعية اجتماعية انتقادية، يركز فيها على تشخيص الواقع وسبر عيوبه وإبراز تناقضاته السلبية من خلال التركيز على عدة قضايا اجتماعية وإنسانية كقضية الصراع بين الرجل والمرأة، وصراع الإنسان مع نفسه ، و صراعه مع الواقع، وصراع الطفولة مع عالم الكبار، والتعبير عن انعدام حقوق الإنسان، و كشف تردي القيم الإنسانية ، وتحولها من قيم أصيلة إلى قيم تبادلية استعمالية، وتفسخ المجتمع أخلاقيا بانتشار التسول وانتحار الإنسان واستهتار المرأة التي أصبحت "مانيكانا" مصطنعا وجسدا شبقيا إيروسيا.
ومن هنا، فالكاتب يدين الواقع من منظور اجتماعي قوامه الثورة والانتفاضة ضد المجتمع الرأسمالي المتوحش الذي انهارت فيه كل القيم الأخلاقية، والذي حول الإنسان إلى كائن يائس تعيس تنخره الوحدة والغربة الذاتية والمكانية. يتلذذ بالحزن واليأس والانهيار نحو مدارك التشتت والتبعثر.
ويفلسف الكاتب بعض القضايا المصيرية التي تهدد الإنسان كالشيخوخة والموت والوحدة القاتلة. كما يدين الكاتب الحب البشري الذي تلون وصار حبا زائفا ماديا بلا رائحة ولا طعم.

وعليه، فإذا كان حسن برطال في المغرب كاتبا شعبيا، وجمال بوطيب كاتبا ساخرا، ومصطفى لغتيري كاتبا ذهنيا مثقفا، وعز الدين الماعزي كاتبا طفوليا، وعبد الله المتقي كاتبا ماجنا، فإن سعيد منتسب يبدو كاتبا اجتماعيا بامتياز يناصر الطفولة والحرية والبراءة والحب المثالي الأسمى.

جـ- خصائص المجموعة فنيا وجماليا:

تتميز المجموعة القصصية لسعيد منتسب" جزيرة زرقاء" بقصر النصوص وإيجازها وتكثيفها، حيث لاتتعدى النصوص صفحة واحدة؛ مما يجعل هذا الكتاب عبارة عن قصص قصيرة جدا أو عبارة عن أنفاس قصيرة أو عبارة عن قصص مينيمالية موجزة تتسم بشعرية التكثيف والإيحاء بعيدا عن التمطيط والإسهاب الوصفي والحالي كما في القصص القصيرة أو في النصوص الروائية الكلاسيكية المفصلة.
وتستند قصص سعيد منتسب إلى قانون الإضمار والإيجاز الذي يوحي بالرمزية والإيحاء والكناية الإحالية.
وتنتقل النصوص فضائيا من خطاب الفقرة إلى خطاب النص. كما تتداخل في هذه القصص القصيرة جدا الجمل البسيطة مع الجمل المركبة التي تخضع للتطويل الوصفي والحالي.

هذا، وتتراكب الجمل الفعلية والاسمية وتتعاقب في تسلسلها الكرونولوجي أو المنطقي محترمة الخاصية القصصية والسردية التي تنبني عليها الحبكة السردية.
ويستعمل الكاتب الجمل الفعلية والاسمية الموجزة التي تتعاقب بانسياب مسترسل مشكلة بذلك نصوصا نووية مبأرة بالاتساق والانسجام وهرمونية الإيقاع القصصي المتنامي والمتدرج في تأزمه وانفراج عقدته.

بيد أن الكاتب يلتجئ في كثير من الأحيان إلى استعمال كتابة غامضة ومبهمة بسبب التعقيد الدلالي وكثرة الترميز وتعدد الدوال الإحالية. ومن هنا ، كان الإضمار سيد الموقف يتحكم في النصوص قصد خلق شاعرية الغموض الفني والقصصي لإثارة القارئ المفترض. وقد تغوينا قصص المجموعة بوضوح مفرداتها وسهولة قاموسها، لكن معاني هذه الكلمات صعبة الفهم وغامضة على مستوى التقبل والمقصدية.
ويوظف الكاتب الفانطاستيك لتجسيد الصراع بين الواقع والخيال وتصوير التقابل الجدلي بين القوى الغيبية الشريرة والقوى البشرية الخيرية، ويتجلى ذلك في تناقض قيم الطفولة مع قيم القوى الخفية المرعبة. ويتبين لنا من خلال السياق النصي والمرجعي أن الصراع الخارق الفانطاستيكي الذي يثير الغرابة والتعجيب إنما هو صراع سيكولوجي يقوم على التحرير الإيروسي و التسامي والتعويض النفسي.

وتتضمن هذه المجموعة كل مقومات القصة القصيرة جدا من الناحية الفنية كتوفرها على أحداث رئيسية وثانوية، وشخصيات وعوامل فاعلة، وأفضية زمكانية، وتقنيات جمالية تتكئ على الوصف والمنظور الموضوعي الذي يعتمد كثيرا على الرؤية من الخلف ، و التوسل بإثراء الأزمنة واستغلال إيقاعاتها السردية وانحرافاتها الفنية والجمالية، وتنويع الأساليب من خلال الانتقال من السرد إلى الحوار، ومن الحوار إلى المناجاة والمنولوج الذهني والحواري.

وتتسم السجلات اللغوية في هذه المجموعة بالوضوح وبساطة التعبير والسهولة المعجمية و الاستعانة بالتهجين والأسلبة والباروديا والمحاكاة الساخرة ، إلا أنها لغة رمزية كثيرة الإحالات والمرجعيات والمقاصد.
ويستند الكاتب كذلك إلى لغة المجاز والتشخيص وتوليد الاستعارات الرمزية الشاعرية، وتوظيف الكنايات ، والمستنسخات النصية التي تحيل على عالم الرسم والتشخيص البصري، وهذا يبين لنا مدى ولوع الكاتب بالرسم وفنون التشكيل وبرواده العالميين، واهتمامه الكبير بمدارس الرسم واتجاهاته الفنية.

خاتمـــــة:

يتبين لنا - من خلال ما سبق ذكره- أن سعيد منتسب يتميز عن باقي كتاب القصة القصيرة جدا في المغرب - بمنحاه الاجتماعي وطابعه الواقعي الانتقادي. ولكنه كان كاتبا ذكيا ومتعقلا في تعامله مع الواقع الموضوعي المحبط على غرار الكاتب المغربي المتميز جمال بوطيب في مجموعته القصصية" زخة ... ويبتدئ الشتاء"؛ لأنه لايستخدم اللغة المباشرة المفهومة، بل يعوضها بالكتابة الرمزية الإحالية ذات المقصديات المرجعية البعيدة.
زد على ذلك أن سعيد منتسب قارب عدة قضايا اجتماعية وإنسانية بجدية وحساسية كبيرة من عدة زوايا مؤطرة ، ولكن بنفس العقدة والحبكة السردية؛ مما أوقعه أحيانا في الكثير من التكرار وإعادة نفس المواقف الحكائية في العديد من نصوصه القصصية.
بيد أن الكاتب توفق أيما توفق في تصوير الطفولة والأنثى والحب والموت والشيخوخة والتسول والوحدة ومعاناة الإنسان.
ومن ثم، يستحق الكاتب لقب الصحفي الاجتماعي أو الباحث الاجتماعي؛ لأن الكاتب كان ينطلق من أعماق المجتمع ومن داخل الأسرة من خلال رؤية وجودية إنسانية تفلسف فنيا وجماليا وأدبيا المجتمع المعاش والواقع المرصود.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى