الأربعاء ١٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بقلم ميلود بنباقي

بقع دم بيضاء

أسلم محمود درويش نفسه طواعية للأبيض على الحواس. لليقظة المغمى عليها،أو...للحياة في موت مجازي.
الموت الحقيقي يتلصص عليه من ثقب القفل في الباب. حين طال نومه ثماني ساعات كاملة، صاح به حانقا: كف عن هذا الدلع يا محمود، لا تسحب المفتاح من قفله بعد هذا اليوم، فأنت باستعدادك لي، تصدني عنك..

فرك محمود عينيه متمتما: لي الرؤيا.. و لك البرج و سلسلة المفاتيح الثقيلة. نهض من السرير ليرى أين قتل. لم ير دما في الغرفة. لم ير غير وجهه في المرآة و موتا مذعورا يفتش في حقائبه الستين. حين تعب قال له: ما زال لك وقت طويل يا محمود، فدع المفتاح في قفله و اطلب من زوارك و عمال الفندق عدم الإزعاج.

استدار صوبه مدهوشا. لم ير أحدا. راح يحدق في المرآة، في سقف الغرفة، تحت السرير، في كومة الكتب و المجلات... لم ير أحدا.. رأى بقع دم بيضاء فقط. أعاد المفتاح للقفل، و عاد يكمل نومه.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى