السبت ٢٢ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٧
بقلم عبد العزيز غوردو

ليل.. الشواذ...

مستهتر، متهكم، عنيف،
هكذا تريد الحكمة لواحدنا أن يكون.
إنها امرأة، وهي لن تحب أبدا إلا مقاتلا.

نيـــتشه.

باتت تؤرقني طوال الليل... تهامسني وتقول: هيت لك...

أتقلب على الجهة الأخرى.. تشد علي اللحاف.. وتسحبه كي أقوم من منامي...

لا أخفيكم القول: همسها كان له مفعول السحر في أذني...

لم أستطع المقاومة... انخرطت معها في حوار حميم...

كانت تلح عليّ كي أقوم.. أداعبها.. فتشاغبني.. وكنت مرهقا من تعب اليوم..

ورغم ذلك لم تدعني أنام حتى وعدتها بأني سأكون لها، وحدها، مع الصباح...

لم أشعر بعد ذلك بأي شيء... كأنها ألقت علي سحرا...

عند الصباح.. تاهت مني.. بحثت عنها فما وجدتها..

خلت للحظات أنها ستكون مختبئة تحت اللحاف الذي باتت تشده عني طوال الليل..

قلبته فما وجدتها... قلبت وسادتي أيضا فما وجدتها...

فتشت زوايا غرفة نومي فما وجدتها...

توجهت مباشرة إلى الحمام.. وأنا أتمنى أن تكون قد سبقتني إلى هناك...

وبعد، ألم يعلُ صوت أرشيميدس بالصياح في الحمام بالذات: يوريكا؟؟؟

أنا أيضا صحت هناك: يوريكا... يوريكا...

تحت الماء الدافئ جاءتني مداعبة... أو مشاغبة..

أو مداعبة ومشاغبة...

قلت لها ألا تعود لمثلها ابدا.. وبأني افتقتدها فما وجدتها...

ابتسمت وقالت: هو عقاب لك عن تخليك عني هذه الليلة...

وأنا لا أعد الشواذ مثلك بأي شيء..

هي الأولى والأخيرة إذن...

أنا أواعد من أشاء.. في أي زمان أشاء... وفي أي مكان أشاء أيضا...

هذه شروطي.. ومن يأبى، من أمثالك، أعذبه بالبحث عني...

أضنيه... أشقيه...

ثم سلمتني نفسها...

أحسست بدفئها، بها كلها، تغمرني كلي:

من أخمص أقدامي حتى أعلى خصلة في رأسي...

وقبل أن تتيه مني مرة أخرى.. جئت إلى هنا..

وسجنتها في قفص الحروف...

هي فكرة الموضوع إذن... أي موضوع... تخترقنا على غير موعد...

وعندما نشقي أنفسنا بالبحث عنها لا نجدها أبدا...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى