الثلاثاء ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٢
لماذا يقتل بعض العرب نساءهم

في جزيرة كورسيكا الفرنسية؟

تقيم بضع مئات من العائلات العربية المهاجرة في جزيرة "كورسيكا" الفرنسية، منذ أكثر من ثلاثين سنة. وعلى الرغم من هذه المدة الطويلة من الاغتراب في بيئة أوروبية، فإن هذه الجالية لا تزال متمسكة الى حد التعصب ببعض العادات والتقاليد المتشددة، التي لم تعد سارية المفعول حتى في بلدانها الأصلية.

وقد بلغ تعصب بعض الآباء وتشددهم الى درجة قتل بناتهم، لأنهن كن يرفضن تحكمهم الزائد في حياتهن أو لمجرد اعتراضهن على الزواج التقليدي من رجل أختاره الأب أو الأخ الأكبر. وأحياناً تحدث جرائم القتل لمجرد شائعة تم تسريبها عن البنت أو الزوجة، ويرى البعض أنها تمس بشرفهم أو كرامتهم، وأن لم تكن صادقة ، فيحاولون غسل العار بالدم، على الطريقة البدوية، غير آبهين بأنهم يتسببون في مآس عائلية واجتماعية، لمجرد أقاويل كثيراً ما يتضح أنها بلا أساس من الصحة.

لأنها ذهبت الى البحر ام بسبب الشائعات؟

في يوم 2 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، توجهت لطيفة (24 سنة)، بصحبة صديقتها "فرانسيس" الى مكتب البريد ببلدة "بالاين"، في منطقة "غاليريا" جنوب جزيرة كورسيكا الفرنسية، لقضاء غرض روتيني. وبعد دقائق من وصولها المكتب، التحق بها والدها غاضباً، واستل خنجراً من جيبه، وطعنها في البطن عدة مرات، ثم انصرف من دون أن ينطق بكلمة واحدة، وتركها جثة هامدة وسط مكتب البريد.

وقد هزت هذه الجريمة، التي وقعت في وضح النهار، سكان هذه المنطقة الريفية الهادئة، خاصة أنهم يعرفون جيداً مرتكب هذه الجريمة، محمد لوليشكي (48 سنة)، الذي يعيش في هذه المنطقة منذ واحد وثلاثين سنة، ويعتبره سكانها واحداً من أبناء البلد، ولم يسبق أن كانت له أي مشكلة مع أحد.

وتساءل الجميع عما دفع بهذا الرجل الى قتل ابنته في مكان عمومي، أمام العديد من سكان البلدة. والذهاب بعد ذلك مباشرة لتسليم نفسه الى الشرطة؟ كان محمد لوليشكي معروفاً بلطفه وحسن سلوكه، وشهد كل من عرفوه عن قرب بأن معاملته لأفراد عائلته كانت في العادة معاملة جيدة، والأخص ابنته الضحية "لطيفة"، التي كان يعزها ويفتخر بها كثيراً. إلا أن سكان القرية، قالوا إن محمداً، على الرغم من طيبته وحسن سلوكه، لكنه رجل محافظ جداً. وقال جيرانه إنهم، طيلة سنوات إقامته الطويلة في البلدة، نادراً ما رأوا زوجته فاطمة التي كانت تلزم بيتها ولا تخرج إلا للضرورات القصوى، كان محمد يشتغل بناء، وله ولدان هما محمد وسمير، وبنت واحدة هي الضحية "لطيفة".

كانت لطفية، مثل كل الفتيات في مثل سنها ممن ولدن وتربين في فرنسا، تطمح الى التحرر من القيود المتشددة التي كانت تفرض عليها من طرف والدها المحافظ. وبدأ الصراع بينهما صامتاً في البداية، ثم بدأ يحتدم منذ أن حصلت لطيفة على وظيفة كنادلة في أحد مقاهي المنطقة، لكن الأمور لم تصل الى حد التصادم التراجيدي، فقد كانت "لطيفة" تحب والدها كثيراً وتعمل ما بوسعها لإبداء الطاعة له واحترام مبادئه وأفكاره المحافظة، كما أنها أقنعته بأنها ستساعده على مصاريف البيت. بما كانت تكسبه من شغلها في المقهى.

وحسب أقرب صديقاتها "سيلين" ، فإن "لطيفة" لم تكن تعتبر معاملة والدها الصعبة والمحافظة أمراً مأساوياً، بل كانت ترى ذلك كحتمية ينبغي أن تتعايش معها رغماً عنها، لكنها كانت تطمح لأن تكون لها طريقة مغايرة في تسيير أمور حياتها الخاصة، حين تكون بعيداً عن أعين العائلة ورقابتها. فهي كانت فخورة بكونها فتاة عربية، لكنها كانت تقول إنها ولدت وتربت في بلد أوروبي، ومن حقها أن تنعم ببعض الحرية، ضمن حدود ما تسمح به أصولها العربية.

لكن ما لم تتوقعه "لطيفة" هو أن هذه الازدواجية ستكون نهايتها مأساوية، بسبب التباين بين ما كانت تظهره من سلوك وتصرفات في حضور عائلتها، وبين سلوكيات أخرى كانت ترى أنها ليست بالأمر السيئ أو غير الأخلاقي، لكنها كانت تعتقد أنها من الأحسن أن تتم من دون علم عائلتها، تفادياً للمشاكل.

وحصلت المأساة، عندما استغلت "لطيفة" ذهاب والدها في عطلة الى المغرب لمدة شهرين، للذهاب مع صديقاتها الى البحر، على الرغم من درايتها بأن والدها يعارض بشدة ذهابها الى البحر، ولم تكن "لطيفة" تتصور أن والدها سيعلم بالأمر، لكن السر انكشف للوالد فور عودته من المغرب، فاستشاط غضباً، وعقد العزم على تأديب ابنته.

ولم يكن الأمر ليخرج عما هو معتاد في الخلافات بين أي أب محافظ وابنته، لولا أن "صدمة" محمد حين عرف بأن ابنته خانت ثقته وتجرأت على الذهاب الى البحر في غيابه، تزامنت مع شائعة وصلت الى مسامعه بعد ساعات قليلة، من أحد سكان البلدة، مفادها أن ابنته على علاقة مع شاب كورسيكي يدعى "بيار".
ولم يحتمل الوالد ما سمعه، وأسرع بالعودة الى بيته، مهدداً لطيفة بأنه سيقتلها، مما دفع بها الى الفرار، والتوجه الى مكتب البريد لسحب مدخراتها، عازمة – كما روت لصديقاتها – على مغادرة جزيرة "كورسيكا"، والتوجه الى منطقة أخرى في فرنسا، خشية أن تقتل، لكن والدها لحق بها، ووقعت الواقعة المأساوية، التي أذهلت سكان المنطقة.

بعد أن طعن الوالد ابنته الوحيدة، وسط صراخ الناس في مكتب البريد، توجه مباشرة الى أقرب مركز للشرطة، ليسلم نفسه، ويداه ملطختان بالدماء. وقال لرجال الشرطة، إنه غسل بالدم شرف العائلة الذي لطخته ابنته بتصرفاتها التي تتناقض مع التربية الإسلامية التي أراد لها أن تتبعها. وبرر فعلته بأن من واجبه كأب أن يوقف هذا الانحراف، وكان القتل في رأيه هو السبيل الوحيد لذلك، ويوجد محمد لوليشكي حالياً في السجن الاحتياطي، بانتظار تقديمه للمحاكمة.

تخلص من زوجته وانتحر!

حين سمعت التونسية رشيدة سلموك بمقتل "لطيفة" ، التي كانت زميلة لها في المدرسة الابتدائية بمنطقة "غاليريا" لم تكن تتصور أنها ستعرف المصير المأساوي ذاته، بعد أقل من 3 أشهر. كانتا قد افترقتا نهائياً، بعد أن انتقلت "رشيدة" للعيش في بلدة "لوميو" في منطقة أخرى في جزيرة كورسيكا، وانقطعت أخبارهما عن بعض. وحين قرأت "رشيدة" في صحيفة محلية خبر مقتل صديقة طفولتها "لطيفة" لم يخطر بذهنها أنها ستعرف المصير ذاته على يد زوجها "علي"، خاصة أن رشيدة، بخلاف صديقتها، لم تكن متمردة، بل رضيت بالزواج التقليدي الذي فرضته عليها عائلتها. وهكذا تم تزويجها من علي الذي لم تكن تعرفه من قبل، لكن هذه الزيجة لم يُكتب لها أن تعمر طويلاً، حيث لم تلبث رشيدة أن بدأت تطالب بالطلاق بسبب خلافاتها المتكررة مع زوجها.

لم يتقبل علي بسهولة طلب زوجته بالطلاق، ولم يفهم أسباب عدم سعادتها، على الرغم من كل الجهود التي بذلها لإنجاح هذا الزواج. وفي خلال سعيه المحموم لمعرفة سر عدم سعادة زوجته، ورغبتها بالانفصال عنه، وقع علي على شائعة تشير الى أن في حياتها سراً دفيناً يعود الى مرحلة الطفولة، حيث بلغه أنها كانت في صغرها ضحية للتحرش من أحد أصدقاء عائلتها.

وبدلاً من أن يسعى للتثبت من صحة ذلك، وأن يتعامل مع زوجته على أساس أنها ضحية وليست مذنبة، استبدت الغيرة بالزوج "علي"، وقادته الى اقتراف جريمة مأساوية مزدوجة، حيث استل بندقية صيده، وأطلق النار على زوجته، أرداها قتيلة، ثم انتحر هو الآخر باستعمال البندقية ذاتها.

وقد دفعت هاتان الجريمتان اللتان وقعتا في أقل من ثلاثة أشهر، بالاختصاصيين في قضايا الإجرام العائلي في فرنسا، الى التساؤل عن السر وراء حدوث "جرائم الشرف" العربية هذه في جزيرة "كورسيكا" بالذات، رغم أن الجالية العربية فيها لا تتعدى بضع مئات، بخلاف المناطق الفرنسية الأخرى التي تعج بملايين العائلات العربية، ولم يسبق أن بلغت الخلافات بين البنات وعائلاتهن مثل هذه الدرجة من العنف المأساوي.

وما زاد من غرابة هذه الظاهرة، أن "الجمعية النسوية ضد العنف في كورسيكا"، تؤكد أن جريمتي مقتل "لطيفة" و "رشيدة" ليستا الوحيدتين. ففي سنة 1997، سجلت أول جريمة شرف عربية في كورسيكا، وبالذات في مننطقة "غيزوناتشيا"، حيث قُتلت فتاة من أصل عربي من قبل والدها، الذي قال للمحققين في ما بعد أنه أراد "غسل شرفه بالدم". وقبل عامين، قُتلت فتاة عربية أخرى في منطقة "بورغو" على يد والدها، الذي برر فعلته بأن ابنته كانت "سيئة السمعة"، وأراد وضع حد نهائي للشائعات التي كانت تتداول عنها!.

وحسب الجمعية ذاتها، فإن المجتمع الكورسيكي الذي تتحكم فيه الحركات القومية الانفصالية، التي تطالب بالاستقلال عن فرنسا، وتدعو للحفاظ على الهوية الكورسيكية التقليدية، لا يزال مجتمعاً محافظاً جداً، خاصة في المناطق الريفية منه. لذا فإن العائلات العربية التي استقرت في تلك المناطق وجدت فيها بيئة اجتماعية مماثلة لما عرفته في الدول العربية التي هاجرت منها أغلب تلك العائلات في فترة الستينات.

وبالتالي فقد تمسكت هذه العائلات المهاجرة بالقيم التقليدية العربية المحافظة التي تربت عليها، وبعضها ازدادت انغلاقاً تحت تأثيرات البيئة الكورسيكية، وأصبحت أكثر تشدداً، حتى بالمقارنة مع أقاربها الذين بقوا من مجتمعاتهم العربية الأصلية التي عرفت خلال الثلاثين سنة الأخيرة كثيراً من التفتح والتحولات الاجتماعية التي جعلت "جرائم الشرف" تتراجع كثيراً، لكن العائلات التي استقرت بكورسيكا تخلفت عن تلك التحولات، ولا تزال تعيش بعقلية الخمسينات والستينات. وما تتسم به كورسيكا من عنف اجتماعي، على غرار كل المجتمعات التقليدية في حوض البحر المتوسط، شكل التربة المثلى لبروز الظاهرة المقلقة المتمثلة في تزايد عدد "جرائم الشرف" العربية في هذه الجزيرة.
من جهتها تقول "كريمة" التي هربت من إحدى المدن الصحراوية بالجنوب الجزائري، واستقرت في فرنسا:

 مأساتي بدأت حين أخبرت والدي بأنني أريد الزواج من شاب تعرفت إليه، فاعترضت العائلة على هذا الزواج بشدة. وهدد والدي بذبحي.
لجأت الى الهروب باتجاه "مالي"، عبر الحدود الصحراوية، على متن "باص" ، والتحقت هناك بصديقي وتزوجنا رسمياً. وبعد أن أنجبنا بنتاً، هاجرنا الى فرنسا.

ولن أستطيع العودة الى مسقط رأسي، لأنني سأقتل حتماً. فبعد أن تزوجت وأنجبت ابنتي، اتصلت بوالدتي لإخبارها بالأمر، ومحاولة إصلاح الأمور مع عائلتي، لكن والدتي قالت لي: "إنك لست ابنتي، ولم أعد أعرف أحداً بهذا الاسم، عليك ألا تتصلي مرة أخرى أبداً، ولا تفكري في العودة إن كنت راغبة بالبقاء على قيدة الحياة"!.

مفوضة الشؤون الاجتماعية بالاتحاد الأوروبي، آنا ديمانتوبولو:
نطالب بإدراج الهاربات من "جرائم الشرف" ضمن الفئات المعرضة للخطر ومنحهن الحماية اللازمة

على إثر العريضة التي تم تقديمها أخيراً الى مفوضية الشؤون الاجتماعية في الاتحاد الأوروبي، بخصوص النساء الهاربات من "جرائم الشرف"، اتصلت "سيدتي، برئيسة هذه المفوضية، آنا ديمانتوبولو، وسألناها كيف ستتجاوب مع المطالب التي تقدمت بها الجمعيات النسوية بخصوص ممارسة ضغوط سياسية أو اقتصادية على الدول المعنية بـ "جرائم الشرف" ومنها دول عربية.

فأجابت:
 إننا نملك علاقات سياسية واقتصادية مكثفة مع هذه الدول، والاتحاد الأوروبي يحتل موقعاً بارزاً لأن 55% من ميزانية المساعدات الدولية لدعم التنمية في تلك الدول تأتي من أوروبا لذا اعتقد أن الديبلوماسية الأوروبية يمكن أن تلعب دوراً بارزاً في هذا الشأن، وهي قادرة على أسماع صوتها لدى تلك الدول المعنية بـ "جرائم الشرف".

لكنني بالمقابل أعترض جذرياً على القائلين بفرض عقوبات اقتصادية أو طرح شروط لمنح ميزانية تمويل المشاريع التنموية. فنحن في الاتحاد الأوروبي لا نؤمن بمثل هذا الأسلوب في التعامل، بل نعتمد أسلوب الحوار والإقناع، لتشجيع تلك الدول على اتخاذ تدابير وخطوات قانونية لحماية النساء المهددات. ثم إن هذه الحماية القانونية ليست سوى جزء من الحل، وما نقترحه هو العمل على إقناع السلطات في تلك الدول بضرورة تنمية مكانة المرأة ودعمها في مختلف المجالات، وذلك هو الكفيل بأن يوفر للنساء في تلك الدول فرصة تنظيم أنفسهن في جمعيات من أجل الاضطلاع بحماية اللواتي يتعرضن للتهديد.

وسألنا المفوضة الأوروبية عن موقفها من الشق الثاني من مطالب الجمعيات النسوية، المتعلق بطلبها ممارسة ضغوط على الدول الأوروبية لاتخاذ تدابير لمنح اللجوء السياسي بسهولة أكبر للنساء الهاربات من "جرائم الشرف" .. فأجابت:

  هناك وضعية مستعجلة وخطيرة بالفعل في هذا الخصوص، ولقد أسس الاتحاد الأوروبي أخيراً لجنة خاصة لبلورة قواعد موحدة، في ما يتعلق باللجوء الساسي وحماية الأشخاص المهددين في دولهم. وضمن هذه اللجنة اقترحنا إدراج النساء الهاربات من "جرائم الشرف" ضمن "الفئات المعرضة للخطر". وأنا أنادي الاتحاد الأوروبي بتبني سياسة أكثر مرونة وبراغماتية في هذه الشأن . أسوة بدول أخرى كانت السباقة في هذا المجال، مثل كندا واستراليا اللتين تمنحان حالياً اللجوء والحماية اللازمة للنساء الهاربات من "جرائم الشرف"، من دون أية شروط أو تعقيدات. وهاتان الدولتان تعملان بشكل وثيق مع المنظمات غير الحكومية المتخصصة، لتحديد الهاربات حقاً من "جرائم الشرف" من غيرهن، وعلينا أن نعتمد الأسلوب ذاته في الاتحاد الأوروبي.
فلسطين:
نحن بالتاكيد ضد قتل النساء المنحرفات لأن قتلهن لن يحل مشاكلهن، ونطالب بالمقابل توفير الظروف الاجتماعية المناسبة لحياة كريمة قبل معاقبة المنحرفات. وفي الوقت نفسه فنحن مع معاقبة الرجل والمرأة الذين يخونون أزواجهم وليس فقط المرأة، ولسنا مع قتلهن فالقتل جريمة بحق الإنسان..

عن مجلة سيدتي


مشاركة منتدى

  • انتم تشجعوننا على الذهاب الى كورسيكا افهم من ذلك

  • هذا ليس تعصبا وتشددا ..

    بل إن الجريمة الحقيقية هي تلك العادات وترسيخها في العقول
    إن كنا حياديين ستجد أن الأب هو ضحية قبل ابنته ..

    صحيح القتل أمر بشع .. ولكن لك أن تتخيل أن يتشرب المرء العادات حتى يناقض فطرته ويقتل ابنته!

    علما أن هذه العادات تشارك فيها وترسخها المرأة بنفسها بشكل كبير في نفوس أطفالها ...

    العادات هي الجريمة الكبرى ... والجميع ضحيتها

    يجب إخضاع هؤلاء الآباء للعلاج السلوكي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى