الثلاثاء ١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٤
تؤكد على دور الدراما في تطوير مجتمعها

انعام محمد علي: أعمالي الفنية مرتبطة بالسياسة

الخرطوم أحمد عوض

زارت الخرطوم المخرجة المصرية إنعام محمد علي ضمن وفد يضم بعثة اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، وذلك بغرض التعاون بين البلدين في توحيد خطاب الإعلام تجاه قضية السلام في السودان كما هدفت الزيارة إلى بحث مجالات التعاون المختلفة على صعيد جهازي الإذاعة والتلفزيون في البلدين وخاصة في مجال تبادل الخبرات والتدريب الإعلامي. انعام أخرجت عدة أعمال تلفزيونية عرفها الجمهور السوداني من خلالها أبرزها “ضمير أبلة حكمت” ومسلسل “ام كلثوم”، أيضا في السينما قدمت أعمال وجدت صداها لعل أبرزها فيلم “الطريق إلى ايلات”. “الخليج” التقت المخرجة انعام وهي في الدقائق الأخيرة لها في السودان وحاورتها بصالة المغادرة بمطار الخرطوم فكان هذا اللقاء:

 هذه أول زيارة لك للسودان كيف وجدته.. وكيف كانت الزيارة؟
 أنا سعيدة جدا بهذه الزيارة والتي جاءت من أجل تحقيق هدف عظيم وهو تحقيق السلام في السودان، فقد جئت موفدة من ضمن بعثة اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري ممثلة لإدارة التمثيليات، وتأتي هذه الزيارة في إطار توحيد الجهود من أجل خطاب إعلامي موحد فيما يتعلق بقضية السلام في السودان، كما تطرق اللقاء إلى بحث أوجه التعاون في التدريب وتبادل البرامج والخبرات والإنتاج المشترك ووجدت السودان بلداً جميلاً وأهله طيبين بحق، أيضا لاحظت التصاعد المستمر في التنمية فيه والتي قريبا سوف تحقق ثمارها.

 بوصفك مخرجة درامية كبيرة وقدمت أعمالاً شاهدها الجمهور في العالم العربي، هل شاهدت دراما سودانية؟

 قبل أن أحضر للسودان عرضت عليّ عدة أعمال مسجلة وفي رأيي المهني والشخصي جدا هذه دراما جيدة وتعالج قضايا تخص المجتمع السوداني، وفي تقديري أن أي دراما تعالج قضايا مجتمعها هي دراما هادفة وموظفة توظيفا سليما لأن الدراما من أهدافها وأهميتها غرس قيم وأفكار في المجتمع قد يفشل في إيصالها الآباء والمدارس أو الجامعات، أيضا لمست من خلال لقاءاتي مع عدد من الدراميين السودانيين أنهم يحملون أفكارا متفتحة ومتطورة وجادة في النهوض بالدراما في السودان وأتصور أنهم سيسيرون في الطريق الصحيح.

 أعمالك تتسم بالجدية من حيث طرح الموضوع على حساب الجهد الفني والذي تسرق منه الأضواء حدة الموضوع وجديته؟
 بالرغم من أنني اهتم بالجانب الفني وأعمل على إبرازه، إلا أن فكرة وموضوعية العمل الفني الذي أخرجه تعد بالنسبة إلي أحد القوالب التي يمكن أن أرى فيها أفكاري وهي تتناقش وتتحاور مع أفكار آخرين.. هذه الأفكار توجه حسب وجهة نظري على المستوى الفني في عرض هذه الأفكار، فالعمل الفني بلا رسالة وبلا رؤية يبقي فارغا بلا مضمون لذا فكثير من أعمالي يمكن أن تقدم عملا فنيا من صميم السياسة فتؤثر أكثر من المقالات السياسية، فالصورة المرئية وخصوصا الدراما لها تأثير كبير جدا على المشاهد ويمكن أن تلاحظ ذلك في فيلم “الطريق إلى ايلات” فهو يقدم عملية بحرية عسكرية حيث تسللت مجموعة من قوات سلاح البحرية المصرية من العقبة إلى ميناء ايلات في “إسرائيل” ويقومون بتدمير ثلاث سفن حربية وأنا أتصور أن مضمون هذه الفكرة التي تحمل الهم العربي يجب أن توليها الدراما كل اهتمام حتى مسلسل “أم كلثوم” ظهر فيه التوجه القومي من خلال شخصية “أم كلثوم” التي تربعت على قلوب مستمعي الغناء العربي، وهذا المسلسل لا يمكن أن نقول عنه ان توجهاته كانت فنية بحتة إذ انها لم تهتم في حياتها بالجانب الفني فقط وتناولت من خلال أغنياتها مضامين وطنية في مراحل تاريخية متعددة وغنت لعدد من الشعراء العرب وعمل صوتها على توحيد العرب في فترة لم يتفقوا فيها على شيء بقدر ما اتفقوا على صوتها.

 هل اعتمادك على أم كلثوم كشخصية محبوبة من قبل كثير من الناس في العالم العربي كان سببا في شهرة هذا العمل والذي أضاف لك الكثير؟

- هو ليس أشهر أعمالي، ولكن إنتاجه في زمن الفضائيات جعله محل متابعة وتركيز والجمهور ليس كما هو في السابق، فأكثر من 200 مليون أصبح بمقدورهم مشاهدة عمل فني في وقت واحد خاصة إذا كان العمل مرتبطا بشخصية قومية، وهذا مما جعل المسلسل اشهر أعمالي ولكنه ليس أشهر من “الطريق إلى ايلات” باعتباره عملاً غير مسبوق في السينما المصرية فقصته عسكرية وتقوم بإخراجه امرأة لم تدخل الجيش ولم تتجند ولا تعرف شيئاً عن العسكرية.
أيضا هو ليس أشهر من مسلسل “ضمير أبلة حكمت” لأسامة أنور عكاشة والذي وقفت فيه فاتن حمامة لأول مرة أمام الكاميرا التلفزيونية، ثم “قاسم أمين” وفيلم “حكايات الغريب” عن حرب أكتوبر.

 تنظرين للدراما كأداة تغيير اجتماعي، ما هي الأدوات التي ترتكزين عليها فنيا في الوصول للمشاهد ومن ثم التأثير في وعيه؟
 أهتم في المقام الأول بالقضية المطروحة، ومن ثم استخدم الأدوات التقنية والفنية التي يوفرها العمل الإخراجي لإبراز الرؤية المنهجية المرتبطة بما يخاطب الضمير والوعي والوجدان لدى الجماهير ومن ثم التعبير عن وجهة النظر الفنية التي نحن بصددها، وفي نفس الوقت بالعمل على تطوير المشاهد وتغيير أفكاره ومعتقداته إلى الأفضل والأحسن فلابد من تكامل المعادلة لكي تصل الرسالة الفنية للمشاهد، إنني اعتمد بشكل مباشر على رسالتي للماجستير في الإعلام وهي بعنوان “الدراما التلفزيونية ودورها في التطوير الاجتماعي” ومنذ أن كنت أدرس في كلية الآداب كنت مهمومة بكيفية التفكير في القضايا والموضوعات التي كانت تقف في سبيل تقدم المجتمع والفئات الأكثر احتياجاً للتغيير وخاصة من خلال عملي في التلفزيون في منتصف الستينات في الإخراج التلفزيوني.

 قدمت للمشاهد العربي الكثير من الوجوه الدرامية التي أخذت موقعها لدى الجماهير وتربعت على قلوبهم؟
 قدمت كثيراً من الممثلين خلال مسيرتي الفنية التي تمتد لأكثر من ربع قرن، على سبيل المثال فاروق الفيشاوي، محمود الجندي، آثار الحكيم، ممدوح عبدالعليم في أول ظهور لهم أمام الكاميرا، ثم تقديمي لممثلين آخرين في شكل جديد، أو أدوار مختلفة عما كان يشاهدهم فيها الجمهور مثل صفاء أبو السعود في “يوم مستحيل” وهدى سلطان وعدد كبير من النجوم.

الخرطوم أحمد عوض

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى