الخميس ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
بقلم صالح جبار

صالح جبار محمد الخلفاوي

 الاسم الكامل - صالح جبار محمد الخلفاوي
 اسم الشهرة – صالح جبار
 مكان وتاريخ الميلاد – بغداد – 1954 / 16 /تشرين الثاني / نوفمبر
 البلد – العراق
 التخصص الجامعي – دبلوم – سياحة
 التخصص الأدبي – قاص وروائي
 البريد الألكتروني:

aboehab2006@yahoo.com

 رقم الهاتف – موبايل – 07902772217

المؤلفات

 سأمضي ، رواية، صدرت عن المنتدى الثقافي العام في العراق عام 2004.
 صلاة الليل، مجموعة قصصية صدرات في العراق عام 2005 عن المنتدى الثقافي العام.

 الجوائز التي حصل عليها - شهادة تقديرية من الملتقى الثقافي العراقي الأول

 الاتحادات الأدبية والفكرية المنتمي لها: الاتحاد العام للكتاب والأدباء في العراق

مصدر المعلومات: الكاتب نفسه


مشاركة منتدى

  • الموشور – نصوص – صالح جبار خلفاوي
    حدثتني عن أسد الغابة ومضت خارج الغرفة .. يبقى الليل يصرخ في رأسي مثل صفير قطار يتجاوز محنة البراري الواسعة .. أي محنة هذي التي تلوك في الخيال صوراً لاحصر لها .. شاشة التلفاز الزرقاء تبث رسوما مختلفة .. فيما تحفر ذاكرتي أغصان غابة بعيدة في مجاهل أفريقيا القارة الأم كما يسموها .. الحافز للحاكم بأمر الله هو أن يطل الليلة علينا ليفصح بخطاب بليغ وكلام موزون عن ( الإصلاح ) يثار عندي سؤال :
    هل يخشى من أسد الغابة .. أم أنه مثله يملك الجرأة .. قالت لي : هو لايخاف من فرائسه .. يجعل منها وجبات فاخرة .. يتباهى بها أمام صغاره ..لتكون له السطوة على حيوانات الغابة ..
    لكنه لم ينتهِ إلى ألان من خطابه .. هي تريد أن تشاهد قناة ( ناشيونال جغرافي ) حتى ترى الأسود كيف تعيش .. فيما بقية القنوات تنقل خطابه الذي يبدو أنه لاينتهي ..
    يبقى ذهني المكدود يرسم علامات متشابكة من حالات ليس لها رابط سوى الانحياز لتشابه يتأجج في خرائط جنوني ..
    متى تنفذ سلسلة الخوف المزروعة بين حدائق الحاكم وانثيال مبهم من خوف غريزي لايعرف التراجع .. تلقي على جسدي بطانية سميكة موشاة بخطوط غرائبية ..
    كما هو الحال في أرجوحة التمني ..
    لاتخاف صرت رجلا كبيراً .. والأفكار التي تخنقك صارت من الماضي .. والرواتب قد تلغى وفي أحسن حالاتها يصرف نصفها ..
    في الأمس كتبوا في كل الجرائد عناوين براقة عن الأمن والسلام والوطن .. كنت نائما لم أريدك أن تصحو فقد شكوت من وجع رأسك .. ربما ضغطك كان مرتفعاً .. أو ربما أنه السكر الذي ينخر في مفاصل جسدك الذاوي ..
    ما بين الحاكم وأسد الغابة أواصر .. لم تفصح عنها سيدتي .. قالت : دعك من هذا الأمر حين سألتها عن ذلك .. ويقينا بقيت مصراً داخلي على أن أكتشف هذا السر الخطير .. لكن من يسمح لقطيع لايغادر الثغاء على المعرفة ..
    عالم من خرائط صماء .. ربما أنتِ من يزرع نحلة الأمل ليخط بأصبع مرتجف شعاع شمس لاتغيب على صدري .. سحبت غطاءها عني .. لم ترض الرضوخ لمكاشفتي ..
    وقفت عند زاوية الحجرة الكابية .. تمضغ زعلها البريء .. أعدت ترتيب الأغراض وهي تتمتم بحرقة .. ما أفعل هذا بختي المائل .. شبه كسيح ولا يقبل بامرأة مثلي كزهرة اللوز ..
    أين مني هذه الغابة ..؟ تحس نفسها لبوة .. حتى قدح الماء حين تحمله ترفعه بكلتا يديها .. تشحن الجو بعواصف محنطة من عواطف لاتنتهي .. سيدة من الطراز الأول .. لكن المشكلة في الحاكم الذي أحال الغابة إلى ذكور من سلالة منقرضة ..
    حينما يأتي الليل تسكن المواجع .. ويصير للحضور هيبة .. تعالي أيتها النخلة المنتصبة في الحوش .. أراك سراً من الأسرار الموغلة في القِدم ..
    يضطجع أسد الغابة عند باب عرينه واللبوة تختبئ خلفه ليس مخافة من أحد لكنها تستحي من الغرباء..
    الأمر يتجه نحو خراب غير متوقع .. ونحن نتابع أخبار التاسعة .. لاتنبىء النشرات بتفاؤل ولو حذر .. هل نبقى مستمعين لكل هذه التوقعات المريبة .. نحتاج إلى نافذة نطل منها نحو بصيص أمل حتى لو كان شاحباً ..
    تترك ملابسها خلف الباب عارية والحاكم يهاجم أعداءه بلا هوادة عبر جدار أزرق يحوي ملامحه المنتفخة .. تكور يديها حول النهدين وتصرخ : ماذا أفعل سيراني الحاكم مجردة من الثياب ..؟
    لاتخشي منه فهو يتختم باليمين .. لذا لن يرفع نظره ليراكِ .. أطمأنت .. بعدها أسبلت يديها البيضاوات .. بان كل شيء بوضوح ..
    طلب تقديم البرهان ..على صحة ما يدعي في خطاباته المفعمة بالصراخ ثم الهدوء المفتعل ..خالجني شعور بالأسى والضجر .. يجب عليه أن يكون صريحاً في كلامه ..
    ( مسمار جحا ) الذي يتعكز عليه صار صدأ .. أن صراعاً خفياً أشتعل تحت الطاولات المستديرة .. من يعلم مايحصل فهو سيد الموقف .. كل يبث أخباره على النحو الذي يرغبه ..
    الميادين الشاسعة تغص بالأجساد التي تعبت من الانتظار .. هياكل تتحرك وفق منظور يشبه الموشور تضيع فيه كل خطوط الضوء المنكسر باحتمالات متشظية لارابط بينها سوى الملل مما يدور ..
    مرة أخرى عالجت الموقف معي بحدية أزعجتني .. تستولي على أحاسيسي المثارة وفق نمط تراتبي يختصر عنواناً للوجع ما تحت السرة ..
    سيدتي تعالي وامسحي من ستارة الليل نجمة مؤرقة .. تذكرني بتاريخ حافل بالمواقف السيئة لكنها محببة إلى روحي الناضبة إلا من اشتعال يكوي خاصرتي والضلوع ..
    لكن الحاكم لم ينهِ خطابه .. والأسد لم يعد يحصي ولائمه فالتخمة أعيته .. و لم يترك طباعه في الافتراس.. تعالي وارفعي الدثار عني وليكن ما يكون ..

  • المهاجر
    قصة قصيرة صالح جبار خلفاوي - العراق
    حين تحرك طابور السيارات المتوقفة عند الإشارة الضوئية . حيث تتقاطع الشوارع باتجاهات متقابلة . أراد عبور الجسر المنحني بغية الوصول الى الكلية الواقعة عند الطرف الأخر من المدينة الضاجة بالفوضى وزعيق السواق لا ينتهي من الشتائم والسباب .
    وقف أمام باب الكلية منتظرا نزول الطالبات فقد كان يبدأ يومه بخط الطالبات ليعاود بعدها العمل كسائق أجرة . الشغل وسط عالم متهرئ يبعث على القلق لا يوجد ضابط لما يجري كل شيء متوقع أن ينهي الحراك المحموم بلا رادع . فكر التخلي عن زواجه الذي مضى عليه ثلاثة أشهر لم يذق فيه طعم الاستقرار، اقتران هش طالما ان المحرك لعلاقتهما والدتها التي ما انفكت تتدخل في مفاصل العلاقة . تجاوزت الساعة الحادية عشر وهو ما زال لم يجد راكباً يؤشر له حتى يحس أنه بدأ نهاره بأجرة جيدة ليملئ خزان الوقود وشراء علبة سكائر وتناول وجبته عند أقرب مطعم شعبي . فجأة قرر العودة الى البيت . وقت الضحى تقل حركة السيارات أندفع بسرعة واضحة نحو هدفه بعد أن يئس من الحصول على راكب يقله قبل وصوله بمسافة قليلة أشرت له شابة توقف....
    مستشفى اليرموك
    حاضر
    صعدت المرأة في المقعد الخلفي . أشارت له أن يستدير نحو اليمين....
    البيت قريب العجوز تعاني من مشاكل في القلب
    ربي يشفيها
    الله يحفظك!
    صرخت....
    توقف .. توقف لقد وصلنا
    نزلت مسرعة نحو الباب المفتوح الذي توقفت أمامه نسوة من الجيران ملتفعات بعباءتهن السود. جلبوا العجوز المريضة محمولة على الايدي كانت تبدو هزيلة صعدا سوية.....
    هيا انطلق فحالتها حرجة
    في الطريق كانت الشابة تغسل وجه المريضة المصفّر بماء قنينة أحضرتها معها . فجأة سمع صوت شخير عالي استدار لينظر ما يحصل كانت المريضة في النزع الأخير تلفظ أنفاسها . من هول الصدمة لم ينتبه لمسار سيارته التي انحرفت عن مسارها لتصطدم بسيارة حماية مسؤول مر بالصدفة . نزل الحماية وبدون أية مقدمات حطموا زجاج سيارته وانهالوا عليه بالضرب والشتائم . عادوا الى سيارتهم التي تضرر جانبها الأيمن وتركوا مكان الحادث . وصل بصعوبة الى باب طوارىء المستشفى . العجوز جثة هامدة وقد تشقق وجهها جراء تساقط الزجاج المهشم . فيما راحت مرافقتها تصرخ بعلو صوتها وبين فترة وأخرى تحاول الاتصال من جوالها طلبا للنجدة من اقاربها . حينما اقترب موظفي الخدمة لنقل العجوز حاصرت المكان قوة من الشرطة واقتادوا السائق عنوة . سُحبت سيارته المتضررة من قبل مفرزة خاصة . بقي يتطلع بذهول غير مصدق ما يحصل معه . ليس سوء طالع حتما هناك شيء مخفي اما ان يكون عمل سحر او من يدعو عليه .. عُرض على القاضي الذي اصدر قرارا بحجزه شهرا كاملا . لأول مرة يشعر بالضعف والعجز فانتابته نوبة بكاء . البقاء مراوحة مملة لا يمكن الاستمرار بها .. السيارة اصابها عطب لم تعد صالحة للعمل . الشارع مكتظ بسيارات الاجرة . الزوجة عبء . لا راحة في الدنيا . مصلح السيارات طلب مبلغا كبيرا . طالبات الكلية استأجرن سيارة ثانية .. عند الافق الشمس تغيب باصفرار يوحي بالمرض . الحرارة مرتفعة . الجو قائض . لم يبقى أمامه سوى الذهاب الى والدة زوجته . هذه الارملة التي مازالت تملك جمالا ملفتا رغم تجاوزها العقد الخامس . طرق الباب لا أحد يرد .. أدار الرتاج تحرك الباب بصرير خافت . دخل متجاوزا النخلة الرابضة قرب السياج. المساء لا يفتح أبوابه للغرباء . تطلع من خلال الشباك ثمة ضوء خافت في غرفة النوم والحمام المقابل له موارب يتلقى عطرا مميزا . ما بين النخلة والشباك . تداعت افكاره . ربما انها لا تزال ترقد في قيلولتها . سمع صوت خشن . صوت رجولي . فكر أن يذهب الى خلف الدار ليرى ما يدور في الداخل .. لا تكف الزوجة عن طلباتها . المجيء هنا يتطلب موعد مسبق لأن أمها قد تكون خارج المنزل . لكن الرائحة المثيرة تنبىء عن أشياء لا يتوقعها .. الستائر مرتخية بذبول هش . الالوان تميل الى العتمة . نسمة الغروب تعبر من فوق العشب المهمل عند الجدار الخلفي . همهمات مسموعة بغنج طري . لا يرى شيئا لكنه يسمع اصوات غارقة في لهيب يستشعره . أنسحب ترك الاصوات تئن على فراش الرغبة المبعثرة . حينما رجع كان بيته غارقا في توسلات الزوجة بضرورة الخروج فلم تعد تطيق البقاء وحدها لساعات طويلة....
    لنذهب حتى نقضي الامسية عند أمي .. لابد أنها ملت البقاء وحدها!! بدون تردد وافق محركا رأسه بالإيجاب .. حينما تأخذ الامور منحى مغايرا لما يفكر به . لابد ان يتخذا قرارا صارما . الاماسي تتشابه برتابة الاستقبال وقبلات الاشواق . بدا عالما مضمخا باستقرار نفسي عميق . الاشياء تعود الى مكانها . الوجه طافح بنوع من الرضا رغم التعب الواضح في القسمات الجميلة .. حين يطال الخراب صميم الثوابت .لا يكون للمنافسة معنى سوى الهوان .. الاشارة الضوئية ما تزال تعمل عند التقاطع . الكلية اغلقت أبوابها فقد بدأت العطلة الصيفية . رنّ جواله . صوت ناعم يرحب به .. يطلب منه عدم الانتظار .. الو .. الو .. أختفى الصوت . انتهى شحن البطارية . لعن في سره بخته . شرطي المرور يقترب منه يسجل مخالفته لعدم التحرك عند اشتغال الضوء الاخضر . بدون تردد فكر أن ينهي مأساته . رمى مفتاح السيارة في الجزيرة الوسطية تحرك بانفعال واضح نحو الجسر . شعر ان الحل هو الهروب الى المجهول .. قرر ان يترك ماضيه خلف انكسار لا يستقيم . ليبحث عن منفذ ضمن القوافل الهاربة نحو آفاق ممتلئة بالاغتراب والركون الى مهربي البشر . عليه ان يجتاز جبال وأودية وبحار لا ترحم سالكيها . في القارب المطاطي المكتظ تنفس الصعداء . الماء يحيط المدى الواسع . غربة حزينة الوجوم يغطي الوجوه البائسة المرافقة له في رحلة يبدو أنها لا تنتهي دائما بسلام . وعي مزيف يكتسب لون بشرته المسمرة من الملح والتعب وزرقة الماء الممجوج . بحة ابتلعت صوته : أين أوربا التي يوصفون ؟ نسى كل ما ترك . لم يعد يتذكر ملامح زوجته .. لم يبق في ذاكرته سوى صوت الفحيح الذي سمعه ذات مساء من خلف نافذة مرخية الستائر .. مدّ كفه نحو البحر . لامست أصابعه مويجات الماء المتهادية مع القارب الزاحف صوب العتمة . صوت المحرك يشبه الغناء الحزين . امرأة فقدت معيلها . أرملة تدفع عنها وحشة ليل مفزع . سمع صوت المهرب يصرخ به :
    أسحب يدك من الماء .. هناك أسماك قرش قد تصيبك بأذى .
    فزع ساحبا يده نحو صدره بقوة . سيارة المسؤول التي داهمته قفزت صورتها الى ذهنه المكدود . تمتم بألم مخيف : حتى في الماء !

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى