الأحد ١١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
بقلم السيد نجم

ظل النمل

يحكى أن النملة الملكة لا يشغلها شئ سوى تجاوز ظل الكائنات والأشياء، فيما تكون في مقدمة طابور نمل القبيلة.. حتى أنها لا تنقض على الوجبة الثمينة لحشرة نافقة أو دودة هلكت إلا في ضوء الشمس.

خبرتها الأيام أسرار الظل كله. أكثر ما تخشاه ظل متحرك, أما ظل الشجرة الباسقة والأعشاب الواطئة.. لا تعيرها اهتماما. وبينما يخشى طابور النمل خلفها ظل الصخور والحصى الصغيرة وكأنها لجبل.. ترشدهم بثقة العارف المحنك.

إلا ما حدث ذات يوم.. نالت منها الحيرة, إذا بالظل والنور يتبادلان فوق الجميع. كانت القرود الشرسة تتقافز فى الهواء ولا ظل ثابت لها على الأرض, فتهرس من أفراد القبيلة الكثير وتشتت الطابور الطويل.

فور أن تجاوزت الملكة أرض المعركة , واستقرت في بقعة ضوء ناصعة. وقفت نظرت الى بقايا أفراد المملكة صاحت قائلة:"أقبلوا.. هنا نور الشمس من غير ظل"!

فلما تجمعوا وصنعوا معا بقعة سوداء على الأرض, يقول الراوي.. أن أصغر النمل طلبت الكلمة. صرخت تعلل سر ما حدث قائلة:

"لأن النمل بلا ظل, حتى النملة الملكة.. لذا لا تخشانا الكائنات كلها"

ومنذ ذلك الزمن البعيد لا يرى الرائي أفراد المملكة إلا والملكة على قمة طابور النمل المتراصة فوق بعضها البعض.. تصنع ظلا.

عاد وأكد الراوي يقول:

"بعد تلك الواقعة لم تهرسها أقدام الظل أبدا.....

ربما بسبب ظلهم السائر الى جوارهم دوما أو لأن عيون الملكة ما عادت ترشدهم وحدها.. شاركتها عيون النمل كله!!"


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى