الجمعة ٣٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
بقلم أشرف بيدس

سمراء

أيتها الرائعة.. أي كلمات تلك التي تستطيع أن تخترق هذا القلب الجهنمي وتستبيحه، أي العبارات التي تستطيع أن ترسم جزءا من الحقيقة، وأن تصف ما يدور داخلي.. احتاج ثورة كي أفيق من نكبتي من أزمتي.. من هذا الحب الذي فاق طموح عشقي.. وأغرقني في متاهة الكلمات السحيقة..

اختلس النظرات في غفلة الحاضرين، أطلق عيني تبحث عنك في الوجوه العابرة، أعلم أنك تسمعين أنفاسي، وترددين داخلي صدي الكلمات، وأن تلك الحوارات الجانبية التي نفتحها خلسة من الناس، ودون أن يشعر أحد تظل محفورة بأذهاننا لكنها في نهاية الأمر لا تكفي، القدرة علي الخيال والتخيل شيء بديع لكن التلامس مع الواقع شيء آخر مختلف، أنه التحليق دون أجنحة.. والسباحة في مياهك العذبة..

لا أدري إلى متي سوف نسرق أيامنا عنوة من بين نظرات الآخرين، أحيانا أخشي من تلصص البعض.. والمراقبة الدائمة لعيني الزائغة الباحثة عنك طوال الوقت.. يتملكني الخوف عندما يخيل لي أن أحد الجالسين سوف ينقض عليّ ليشطرني نصفين ويجد صورتك العالقة داخلي، اخشي أن تفضحني عيناي.. التزم الصمت وأحاول السكون.. لكن الصمت أحيانا يفضحني، ماذا حدث.. أشعر بأن السماء ستمطر اليوم، يقيني بأن هناك شيئا سيحدث، ربما ستعلن الطبيعة عن ثورتها من هذا الحب الذي زلزل أرضها، وأغضب أمواج بحرها، وجعل الطيور في حالة فوضي، وأسقط كل كتب الشعر في مستنقعات الحيرة... أن تلك الكلمات التي تناثرت هنا وهناك، تكفي لتكون زادا لكل العاشقين.

هل تكفي كلمة أحبك؟ هل تستطيع أن تصف حالتي بصورة دقيقة وحقيقية.. أري أنها لن تكفي.. ولكني أعدك أن أكتب فيك كل كلمات الحب والعشق، أعدك بأن أتلو عليك كلمات لم يقلها عاشق من قبل، ولم تسمع بها أميرات الأساطير.. أعدك أن أسخر لك اللغة والنحو والصرف، حتي تتباهي بأنك أول عاشقة في التاريخ تطوع لها حروف الهجاء..

لكني عديني أن يظل حبك بهذا العنفوان وهذا التدفق، حتي أستطيع أن أدوام علي العطاء، أو أدوام علي الحياة..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى