الأربعاء ٢٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
بقلم محسن الذهبي

شيهولي.. نوافير ضوء تتعايش مع الفنتازيا

بعد أن تخرج الفتي (دايل شيهولي) من المدرسة الثانوية في تاكوما بالولايات المتحدة الامريكية وبدعم من والدته قبل وفأتها بازمة قلبية اثر موت شقيقة الاكبر جورج في حادث تدريب علي الطيران في فلوريدا. التحق عام 1959 بجامعة واشنطن حيث درس التصميم الداخلي والهندسة المعمارية، لكنه انتبه إلي فن لم يعد يهتم به كثيرا هو فن نفخ الزجاج اذ كان حتي ذاك الوقت تقليديا ينحو باتجاة اعادة صورة فخامة الماضي ومسايرتة عبر في الافاده منه في الحاجات اليومية والتزيينية البسيطة. وفعلا حصل عام 1967 علي الماجستير العلوم في نفخ الزجاج الساخن وهو اول برنامج من نوعه في الولايات المتحدة الامريكية من جامعة ويسكونسن ـ ماديسون وليحصل في العام التالي علي ماجستير الفنون الجميلة في النحت من مدرسة (رود ايلاند) للتصميم ولينال بعدها علي زمالة (فولبرات) للفن والنحت ليصبح اول امريكي نافخ للزجاج يعمل في جزيرة (مورانو) الي جانب عدد من فناني العالم ونحاتيه وليسجل اول اعتراف بانه فنان من طراز خاص. وفي ذلك الوقت حصلت له حادث سيارة كاد ان يقضي علية لكنه خرج منه بفقدان احدي عينيه مما شكل في نفسه جرحا جعل من فنان ذو مزاج خاص يمتزج بنوبات من الغضب غير المنطقي ساد في عمله. لقد حاول (شيهولي) كسر القواعد السائده في فن الزجاج والاتيان بفن جديد فيه الكثير من البهجة متجاوزا بذلك الحرفي المتمكن من مهنته ليؤسس لرؤي مغايرة، أظهرت إمكانية عالية في الانتصار علي البساطه في حشد مئات الوحدات ومن مختلف الاشكال الي متقاربات تشكيلية مذهلة الجمال والغموض حد الجلالة لخلق منحوتات زجاجية مركبة ضخمة الحجم ذات حساس جاد باللون والحجم ومكان العرض فقد انتج مجموعة واسعة من الثريات المعلقة بتركيبات مذهلة والاعمال المركبة اخذت مكانها في اشهر الفنادق والمباني العامة اذ يمكن بسهولة تميز كل قطعة نحتية ان لها الاستخدام الخاص بها. فهو يخطط لانجاز العمل الفني لذات المكان ليكون جزء مكمل له وفاعل مؤثرا فيه وليس اكسسوارا يمكن رفعة بسهولة اذ لا تعطي روحها إلا في ذات المكان. وان نقلتها تكون مجرد كومة من الزجاج الملون. لقد اجمع نقاد الفن علي ان (شيهولي) قد اعد اكتشاف امكانية فن النحت الزجاجي وقدرته علي اعطاء رؤي جمالية وفنية قد تعجز عن اعطائها خامات اخري وذلك لمقدرتة اللونية والشفافية العالية والإحساس بمكامن الضوء وانعكاساته.

لقد تمكن (دايل شيهولي) من استغلال عبقريتة وبراعتة كرئيس فريق عمل فني لاحداث ثورة في استحداث (الاستوديو الفني للانتاج الجماعي) خارجا من عملية العمل الفردي للفنان ورؤيتها لي العمل التعاوني. لكنه يبقي العقل المدبر فاللوحات التخطيطية لاعماله النحتية والتي غالبا ما تكون بالأكريليك تعد من أشهر اللوحات الفنية، إذ تصفها الناقدة التشكيلية (هيارسي) بانها كميات كبيرة من "الهام" مجنون رائع وهو يصرخ بالعاملين من حوله طالبا اللون ا الاكريليك او الباستيل ليشكل علي الورق في عشر دقائق خمس عشرة لوحة لنوافير ضوئية لتوءخذ هذه الرسومات والتصميمات سريعا إلي ورشة الأستوديو للتنفيذ. فيخرج العمل بألوانه الساحرة.

لقد نظر (شيهولي) إلي الطبيعة نظرة قديس يعرف الاسرار فحاول عبر اعماله النحتية الزجاجية ان يضيف الي الجمال جمالا فعمل المئات من نوافير الضوء لتوضع في زوايا الحدائق ومسابح الماء كما فعل في مدينة البندقية االايطالية من اعمال نحتية طافية فوق مياه فينيسيا.

إن أعمال الفنان اليوم تتجاوز آلاف القطع الفنية والتي تتعايش بجراءة جمالية مع محيط المكان بالاضافة الي ان اكثر من 200 متحف عالمي يحتضن اعمالة بعد ان حصل علي شهرة واسعة ثم هناك سلسلة من اعمال ومشاريع ومنشأت معمارية مهمه تسجل اسمه بفخر لعل أهمها المتحف التذكاري اليانوربليك.

ان الزجاج يعتمد علي كل العناصر التشكيلية من اللون والضوء والابعاد والكتل الفراغية وقد نجح الفنان في تحويلها باقتدار الي فنتازيا لونية متناغمة بشكل مذهل مع الطبيعة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى