الثلاثاء ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم هدلا القصار

أهاليل الغياب

تذكرني أناي بحليب كلماته ....
حين دعوته ليجفف الغياب من علاماتي
ويغلق ثقوب الغيبوبة
التي أنسلها في غاباتي
واحتبس الغيث دوني
كم كان له من أذن الهديل
أوراق كتبها كالاها ليل
وكم من قميص نافر سرقت
عروة المحبين
آه
كم أحبه ..... حين أحبه
وكم قرأته مرات ومرات
ومرات التقطت هلالات مساؤه
التي تركت آثاره
لأخطئه المواعيد المدللة
فوق جليد الصفحات
ليشعل الجفاف المبلل باليقين
بعد أن غنيته أسفي
وتعطرت برائحة طيفه
دون أن تحمر عيناه على سرد كلماتي
ودون أن افتح باب صدري ليلامس الشمس
أو حتى أمدد وجودي المتكسر
كيف ابلل الغياب الآن
وامحوا رزنامة الأشهر
كيف اقفز من خيانات أسواره
وانهل التراب دونه
بحلم مريض
ما زال الجفاف يبتلع حبات الصدى من جبيني
وأتغذى بأنفاس الفجر
ربما أحببته حتى الاختناق
وربما لن أحبه لأنني أحبه
وقد لا يكون في مخيلتي
حين بعثر أوراقي المخبئة
لأصبح كغيمة ترتدي سواد الثوب
وقد أكون
مازلت أدفء ثلجً ازرق من عواصفه
لأرطب أيام الحصاد
بعتمة شاهدين
يا الهي
كم أحبه ...... حين أحبه
وكم دونته مخيلتي
وانتظرت أن يأتي ليفرغ سلة حاضر الماضي
قبل أن تكبر طفولتي
وتشيخ أنوثتي
وقبل أن أتفقد غلافات كلماته
وأطبقها على صدري
ليزهر نبضه من جديد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى