السبت ٢ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم مروان نزيه مخّول

الأرضُ.. فاكِهةُ المَكان

الأرضُ مملكةُ الذي
قَتَلَ الفُراقَ بحُلْمِهِ.
بلدٌ.. يُسافِرُ في المُسافِرِِ
كي يَزورَ بَقاءَهُ.
الأرض أمّي بالتَّبنّي؛
تهليلَةُ المأوى..
وما في الهَجْرِ من
دَرسٍ وثائرْ.
شاخَ الغيابُ..
ولم يشِخْ ماشٍ
إلى موعد.
شابَ المَشيبُ على
رؤوسِ الليلِ من سهري
ولم أَنسَ الصَّباحْ؛
نسّيتُ نسياني..
جُموحَ الجرحِ في خصري
وجَمّلتُ الأملْ.
جرحي فَمي.. يَحكي؛
طوبى لنَزفي.
طوبى لوجهٍ غائِرٍ
في الكفِّ يُجديهِ النَّدمْ.
طوبى لمِعوَلنا إذا
رَحَلَ الرِّجالُ ولم يُبالِ
طوبى إذا عادَ الرِّجالُ
بلمعَةٍ فِيهْ.
شكرًا إذا أَلهى التًّرابُ
كلامَنا، عن وصفِ أُنثى
أحسَنت دورَ المَفاتِنِ
في التَّناسي.
جَعلَ التُّرابُ كلامَنا
وَرُفاتَنا سقفَ السّماء.
من ألفِ قرنٍ..
قبلَ ميلادِ المَسيحِ
عَتَت رِياحُ البحرِ
في أهلي ارتِحالاً
من ألفِ عامٍ..
بعدَ ميلادِ المَسيحِ
يَزيدُ.. في خَيماتِنا وتَدٌ
يدقُّ بِعزمِنا حُجّةْ!
للوكرِ ذئبٌ غانِمٌ
في الصّيدِ من مَرعايْ
الوكرُ مثوىً للوُحوشِ
إذا تَموتْ..
الوكرُ مثوىً فاطمَئِنّي
يا ضَحايا..
الوكرُ مثواها الأخير.
الأرضُ أوسَعُ من قصيدةْ؛
ضاقَ الخَيالُ برَسمِ
فلاّحٍ، تَذكّرَ في مُنى؛
كيفَ الجِبالُ تنازَلت
عن وعرِها..
في خَيطِ كَرمَةْ.
وادٍ..
تَحوَّلَ من سبيلِ البحرِ
في تُرَعٍ وماتْ.
الأرضُ مفتاحُ التَّمنّي؛
يَزدادُ عَدْوي خُطوَةً
إن ضاقَ ركنٌ في المَنافي
للشوقِ أكثَرُ من غَدٍ
للشوقِ آخِرْ.
طلَّ الأمامُ..
إلى الوَراءِ ليفهَمَ
المَنقوصَ من قَدَرِ الإلة!
طلَّ الأمامُ وقالْ؛
طالَ الدُّعاءُ فأقفَلَ الباري
حِسابَ النَوْحِ من
سِفْرِ القيامَةْ.
أُسجُد لطفلٍ يحفُرُ
الأفراحَ، في وجهِ المُصيبةْ.
أُسجُد لكُفري ثمَّ مَدّدْ.
أُنظر عَدوّكَ كيفَ
يختَرِعُ الحكايَةَ من عَدَمْ؛
تَعرف بأنَّ الأفْقَ قد
يقتلْ مَماتَكْ!
أَسرِع بما اوتيتَ من
لَهَفٍ ومن هَدَفٍ
يَصُبُّ الصبّرَ في
مَرمى السَّلامةْ.
قد كشَّرَ الآتي لِيُرعِبَ
ما مَضى فيكْ؛
نَوحًا.. فيجعَلَ حُزنَكَ
المغرورَ، مغمورًا بِمَشفاك.
رحِّل رَحيلكَ كي تَراكَ
خُطاكَ، في كرجِ الحَجَل.
طَيّب جَناحَكَ إن كُسِرْ؛
طيّرْ.
طيّرْ.
طيّرْ.

ديوان العرب- الدورة الرابعة
تشرين الثاني\ 2007


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى