الجمعة ٢٥ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
أرخبيل المواجع
بقلم: محمد حسام الدين دويدري
ما كُنتُ في هَجرِ الأَحِبَّة أُسْعَدُفالسيرُ في قَفرِ النَوى لا يُحْمَدمَنْ قالَ أَنِّي ضِقتُ ذَرعاً بالهوىوَأنا الذي في حُبِّهِ يتَوَحَّدُوَالحُبُّ عِنْدِي طائرٌ عَرَفَ الندىيَسْبيه عطرُ الصبح ِ وَهوَ يُغَرِّدُتسري بيَ الدُنيا فأُطْرَبُ للجمالمُسَبِّحَاً، بَلْ شاكِرَاً أَتَوَدَّدُما كُنتُ أَرجو البعدَ عن أَرضِ السَنالكِنَّ قلبي مُكْرَهٌ وَمُقَيَّدُفي غابةِ الأقدارِ كَمْ غابت رُؤىًأنفاسُها الظمأى سَباها المَوعِدُحَارَتْ، وَفي بُعْدِ الرَحيلِ تبدَّدَتْكالنور يَخطفهُ الظَلامُ الأَسْوَدُ***يا أَرضَ مَكَّةَ كَمْ حَلمتُ بِطِيبِهاتِلكَ الرُبُوعُ، فليتَ هَجْرَكِ أَبعَدُغَضٌّ، غَضِيْضُ الطَرْفِ قلبي، إنَّمافي حُبِّ أَحمَدَ بالخَلائِقِ يَزْهَدُصَلَّى عَليكَ الله يا أملَ الوَرَىفَهُدَاكَ باقٍ، خالِدٌ، مُتَجَدِّدُقَدْ فَازَ مَنْ سَلَكَ الطريقَ إِلى التُقىوَطَرِيقُ وَصلِكَ سَالِكٌ وَمُعَبَّدُفي كُلِّ شَيءٍ للخَلائِقِ شاهِدٌفاظفَرْ بِطِيبِ العَيشِ حُرَّاً تَرْشُدُمَنْ يَسْأَلِ الرَحمنَ يُؤتَ سُؤلَهُما خَابَ عَبْدٌ تَائِبٌ مُتَعَبِّدُالله مُبدِعُ كُلَّ شَيءٍ، فَضْلهُغَطَّى شَعَابَ الكَوْنِ وهوَ الأجْوَدُهُوَ أَوَّلٌ ؛ هُوَ آخِرٌ، هو خالقٌوَهوَ الإلهُ الحَقُّ، وَهوَ الأَوحَدُ***مَنْ يُمسِك الحَبْلَ المَتينَ مُنَعَّمٌوَأَخو الجَهالةِ في جَهَنَّمَ يُحْشَدُلا تَحسَب العَيشَ الرغيدَ مُخَلَّداًفالعَيشُ في الإيمانِ لَهُوَ الأَخْلَدُأيَظُنُّ أَهلُ الغَدرِ أَنَّ سِهَامَهُمْفي صَدرِنا العارِي لَسَوفَ تُعَرْبِدُيَتَوَهَّمونَ، وَ لَيسَ ذلِكَ هَيِّنَاًفَالمُؤمِنُ الحَقُّ المُطَهَّرُ يَصمُدُليسَ الخُنوعُ خَلاقَنا، فَدَع الصَدىوَانهَلْ رَحِيْقَ العِزِّ، فَهوَ الأَحمَدُإيمانُنَا يُثري عَزائمَنا التيفي ظِلِّ هَديِ اللهِ سَوفَ تُؤَكَّدُنحنُ الأُباةُ الطالعينَ إِلى العُلافَكَأَنَّنا شَمْسٌ تُضيءُ وَتُرْشِدُما ضَرَّنا ما يُضْمِروه، فَغَدْرُهُمْينأَى بنَصرِ الله، بلْ يتبَلَّدُإذ نَصطليهِ بعَزمِنا فكَأَنَّمايَجْتَرُّ ثَورَتَهُ كَكَلبٍ يُجْلَدُإنْ يَبعَثوا مِنْ كُلِّ حَدٍّ حِقْدَهُمْفَحَصادُهُمْ غَيظٌ بَدا يَتَأَبَّدُ***يا أَرضَ طيبَةَ … طَهِّرِينا …إِنَّناجِئناكِ جَمْعَاً في رِحابِكِ نَعبُدُللهِ نخلِصُ في العِبادَةِ، دَأبُناإحقاقُ شَرْعِ اللهِ لا نَتَرَدَّدُمُستَنصِرينَ بهَديِ دِينٍ خالِدٍيُزكي النفوسَ، فَيَلْتَقِيها السُؤددُشُمُّ الأُنوفِ، وَفَوقَ جَبهَةِ عَزمِنااللهُ رَبٌّ … وَالنَبيُّ مُحَمَّدُيا رَبّ صَلِّ على المُرَجَّى ما سَعَتْأُمَمُ السَلامِ إلى حِيَاضِكَ تَسْجُدُيا رَبّ … وَاجعَلنا نَهِيْمُ مَحَبَّةُبالخَيرِ وَالبُشْرَى، فَأَنتَ المُنجِدُأَنتَ السَلامُ العَدْلُ، أَنتَ مُهَيْمِنٌفَوقَ الجَميعِ وَأَنتَ أَنتَ السَيِّدُإنِّي أَبوءُ بِما حَمَلْتُ، وَأَشتَكِيأَيِّدْ بِنَصْرِكَ أُمَّةً تُسْتَعْبَدُفَبِغَيْرِنَصرِكَ لا خَلاصَ لَها، وَلَنْتَلقى رِكابَ المَجْدِ، أَنتَ المَقْصَدُ***يا رَبّ … إِنِّي قَدْ أَنَبتُ، وَإنَّنِيفي نورِعَدلِكَ ضارِعٌ، مُسْتَنْجِدُرُحماكَ إنِّي قَدْ ظُلِمْتُ، وَهاجَنيغَدْرُ العُداةِ، وَذاكَ قَلبي يُطْرَدُشَدُّوا وِثاقَ العَيشِ فَوقَ رِقابِنايَبغونَ وَأدَ الحَقِّ وَ هوَ الأَعنَ
بقلم: محمد حسام الدين دويدري