الأربعاء ١٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم محمود عزت محمود

المسئول

وأنا المسئولُ عنِ العالمِ
أضبطُ أطياف الناسِ على اللَبَنيِّ
أقيسُ مناسيبَ الأنهارِ
وأبذرُ في الفجرِ الزيتونَ وقمحَ الناسِ
أنا المسئولُ..
أُعدّل هندامَ الأطفال ِ
أعيدُ الزر إلى كفّ الجالسةِ تخيط العُمرَ، على غبش القيلولةِ
أرفعُ طائرةً ورقيةَ
للطفلِ الأعمى
وأهدهدُ نار القومِ، إذا يغفونَ
أنا المسئول ..
عن الإعصارِ، إذا ما غافلهم
ونسيتُ
فجاءَ
أنا المسئولُ..
عن الأشجارِ إذا مالت
فانتصبَ الجوعُ
أنا المسئول عن العشـّاق إذا هربوا
فتنخُّ البلدةُ في الميدانْ
وأرتبُ في الليلةِ ماكانَ
من الأعينِ وأكفّ المارةِ
طول اليومِ
وطولَ الشهرِ
وعاماً تلو العامِ
فأرسلها للمَلَـكِ الجالسِ خلف الباب
يراجعها ويرفرفُ...
ثم أنامُ
أفكرُ في حلٍ معقولٍ
للطفلِ المجدور على الساحل، والأم المشدودةِ للأرضِ البورِ، وكهلٍ _لا يذكرهُ الموتُ_
وراعيةٍ تنظرُ للبحرِ وتبكي، يفقدها الرعيانُ
أنا المسئول عن الأحزانِ الليليةِ وصرير البابِ
أنا الخارجُ للحربِ
وفي قلبي، أجراس البلدةِ
يتبعني جيش الجرذانَ وأطفال الحارات
بخوذاتٍ وسيوفِ الخشبِ
أحرر ما يملكه الغولُ
أنا المسئول ُ
أطوف عليكم، بالليلِ
أطل من النافذةِ وأنزلُ
أبعثُ برقياتي وألقي، من نافذة الباب الردَّ
أنا مسئولٌ
منذ فتحت الباب لمسئولٍ قبلي
فاجئت ُجلوسَه خلف البابِ
فأودعني في صدري
طردا ضخما
مختوما
أن كن للرتبةِ
فإذا بي كالأبلهَ أطلق منه اللعنة لي
وألقنُ قلبي الشعرَ
إذن، لا بأسَ
الآن..
أنا مسئولٌ عنكم
ذلك يكفي للملعون ليقضي عمرا
مشغولا
يترقبُ أن يعتقه اللهْ...

النص مشاركة في المسابقة الأدبية الرابعة – ديوان العرب


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى