السبت ٢٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم فراس حج محمد

إليكِ كتبت أغنيتي

إليك كتبت أغنيتي
وناديت الرمال الوالهات أسى عليكِ
إليك مشيت أحمل قصتي
وبها أغني
عائدا أستلطف الرحمات من جفنيكِ
وأنبش بين أضلاع الهوى
أشجان نكبتك التي صارت ظلالا
وارفات، وقد شمخت لديك
 
****
إليك كتبت أغنيتي
إليك رسمت مأساتي
عليك ذرفت
أم من فيض عينيكِ
تراقصت القلوب
جذلى بصلبك في الدروب الضائعات
إلى صحراء فكرتنا
فأصبحْتِ السبية في زمن انقراض السبي
فانهلَّت خيوط الليل تنسج بيتها فيك.
 
****
شمال قريتنا
تناثر حلم بهجتنا الحزين
فذابت في جنون الريح
وانتقم الهباء لنفسه
وكانت الأعراب في شملات سيدها
تدثر حية
ترعرعها
تربيها
فتلعقها دمانا
تلك الحوادث أنبت زرعا
يبادلنا العداوة
 
****
غدت جوعى مغالق بيتنا
نامت مع التذكار ،
يعلوها الحنين.
قد أنقذت سغبَ المذلة فينا
بطاقات المؤونة والخيام.
وأسلمتنا للضياع
ومات الليل والخبز المغمس بالعذاب
في عين مريمنا التي كانت
تسائل أمها:
"أماه إني قد سألتك
وانتظرت
فما أرى غير الدموعْ
أماه هيا أخبريني
كيف انطفت تلك الشموعْ
أماه إني قد سألتك
فرحة مرجوة من بين تذكار الحبيبة
فاحتملت بها الضلوع
أماه،
أماه الغرام لنا صديق
منذ كنا في الربوعْ
ما لي أرى قسمت وجهك
قد تخددها الخشوع
أماه قد مرت سنين العمر ظالعة
تتبعها الردى
مفروشة أكفانه
يصطادنا ، وحشاً غريبا طبعه
رفض الخضوعْ
أماه ، هذا دمع عيني راجيا:
يا ليتني كنت التراب ولا أرى
أشباح طيفك تنخر العظم الذي
أوهى قوادمه التذلل والخشوعْ."
إليك كتبت أغنيتي
وأحزاني
وجالست المخيم والمدينة والقرى
وجالست العجوز التي صارت
بطلعة شمسها
تروي التفاصيل المثيرة
والطريفة في عيون الآخرين
 
*****
إليك كتبت أسفار الهوى
معتقة الخمور بأنة الوجع الأليم
وماذا بعد يا سر التحول
لنا الحزن المصفى والتشرد
والتحلي بالمرارة ضد إعلان السفور
واستعار الوزن عادته
برتل من عبارات الثعالب
فاغتالت قصيدتنا السرور
وأسلمتنا قوافينا إلى صور التجرد
والبلاهة والنفور
هل أيها الشعراء – غادر جمعكم
أطلال قريتنا المهدمة الزوايا والجسور
أم ماتت الدنيا بعيني نائم
طابت لغفوته المنامة
بين أحضان الخصور
هيا انهضوا وتعلموا كيف القراءة
في سطور الليل،
مزهو الحضور
 
***
هدموا البيوت
وشردونا
جرعونا ذلهم
فتناثرت أعشاشنا بيد الجوارح
واعتلاها طيف بسمتها الغرور
وتحصنت في حينها كل الفوارس
والخيل ما عادت ليعرفها الضمور
والماضيات مع البيارق نكست
واجتاحها خجل فأدماها
فالتجأت إلى سفح الظهور!!
 
***
شكرا لأفعال لا يعتريها النقص
أو يداخلها القصور!!
حاشاكمُ
أنتم فعلتم شؤمها؟!!
وتعاظمت قالت:
" هنا صقر العروبة ، تدعمه النسور"
 
****
ضاعت بلاد ، وضاع الناس فيها
وتفرحون ، وتمرحون
وتسكرون ، وتأكلون ،وتلبسون
وتسهرون، تبذرون
وبالنساء تدغدغون
نبني لكم نوطد عزكم
فتشردون
ونكتب عنكمُ المديح الشريف لذاتكم
بذواتنا تتصرفون وبعد فإنكم:
تجربون تخاذلون تسالمون
وتندبون فتضحكون
ضاعت عراقة مجدكم
فتطبلون!!
آه على زمن له شكل التماهي
والتجرد والجنون
 
****
إليك كتبت أغنيتي
فاشتعلت حروف الذكريات
وصارت كالدخان
تجوب عمق النفس تنخر قلبها
وتحز عظما قد تكسر
وتلون اللوحات ، بالدمع الذي
قد ساكبته يد المنون
والليلة الليلاء ودعها الصباح
برائحة المشانق
انتظرت بزوغ نجم حارق
أو شمسنا تأتي بها الريحُ
لا من الشرق الغرور
بل انتظرت شروق نجمتنا
من رحم قريتنا الجنوبْ
هذا الزمان منافق
إلاك أنت ابن التشرد
والتصعلك والسجون
أنت الفلسطيني هدي حجيجهم
وفداء كل غانية كعوب!!
 
***
خمسون نبتة حزن
أنت تحمل أسها
وتقيم أود حنينها
تهددها
تناجيها
تبادلها الغرام
وتنظر شأو بارقة تغازلها
وتحملها كما قد حاملتك قصيدة
وتحط معها
من محطات الفرار
إلى محطات الردى
 
***
أنت الفلسطيني فاعرف يا أساك
على الفراق
فراق خيمتك التي قد
ساكنتك
وآكلتك
واحتمتك من القصور
وأطعمت أعداءك السلوى
واكتفيت بما تجود به الرفيقة!!
الخيمة التي أضحت بمفردها الصديقة.
قد اختطوا الحسام بجسمك الرخو
أخدودا تناثر ورده
من بيتنا المهجور
حتى لبيروت العروبة!!

النص مشاركة في المسابقة الأدبية الرابعة – ديوان العرب


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى