الاثنين ٤ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم أمير عبد الغني الحسين

بورتريه لزهرةٍ ما

هي حالةٌ عَرَضيَّةٌ
الصوتُ صوتُكَ ..
غيرَ أنَّكَ صرتَ تشبهُنا كثيراً
إذ تَدلَّتْ من غُصون الغيْبِ روحُكَ
عندما امتلأتْ بنورٍ
يابسٍ كالذكريات
فكان أنْ مَدَّ السؤالْ ـ
من كُوَّةٍ في الريح، إثرَ سقوط
قُمْريٍّ يَشيلُ بَريدَ قلبِكَ ـ كفَّهُ
بنزاهةٍ ما.
في محيط الكأس ما يكفي
من الفوضى / الوشايةِ
كي تنقّحَ ما سيُمْليهِ الغُبارُ عليكَ
والأنثى التي أطلقتَ في مرعى شرودكَ
كلَّ حُمْلان الأنوثةِ حولها
هي لا تعي، أو ربما نسيتْ،
بأنَّ القلبَ يَصْدأُ حين نغسلهُ
بدمع الأصدقاءِ
وأنتَ من أجْل الذين تحبّهمْ
لا تبْكِ .. لا
واقدحْ بقلبكَ، إنْ تَحجَّرَ، قلبَها
يَمْلأ ْ ضفافَ مسائكَ المهجورِ وَردٌ
ثُمَّ ينبضْ قلبُكَ المرئيُّ من أثر النُّحول عليك ..
أنتَ مُعَرَّضٌ
في أيِّ وقتٍ
للإصابة بالجَمالْ
ها وَصْفتي
بعضُ المُهدِّئِ
كي تعودَ إلى الجنون ..
تقودَنا في أرضِكَ الشقراءِ
نحو سعادةٍ ما..
نحو شيءٍ رائع ٍ في بيضةٍ
عمياءَ.. لم تفقسْ
لأنَّكَ كنتَ مشغولاً بنهرٍ
مستقيمٍ .. جامِح ٍ..
لا تنسَ أنَّكَ كنتَ تشبهُنا
ولا تنزلْ، ولو غاضت جراحُكَ، عن صليبك
عَمّدِ الأشياءَ..
عَبّدْ للسحائب .. للطيور
دروبَها
(قال الطبيبُ).
 
ورنَّ هاتفُهُ المصابُ بوردةٍ في لوزتيه ..
رنينُهُ النَّسويُّ ذكَّرَني
بأني لم أكن في منزلي المأجورِ .. ليلةَ أمسِ
هَبَّ على دمي صوتٌ
مَليءٌ بالقَطا؛
مازال يقلقني، على الرِّيق، الحنينُ
وتعصرُ الأسماءَ يابسةً يدُ الذكرى
وتحرقُ خبزَ وجهي دمعةٌ، وأنا المُلقَّحُ
بالغيابِ
لم أنتبه للزَّهرة المطّاطِ .. تسقطُ
إذ أشيلُ سجائري، فارتدَّ صوتٌ
أحدبٌ كدَمي
لغيتارٍ..،
كأنَّ صغيرةً قشَرتْ أصابعَها
على أوتاره .. للببغاء،
خرجتُ..
مازالت تقلّبُ في مجلّتها..
الممرِّضةُ الأنيقةُ روحُها
لم تنتبه لحصى التبسُّم وهي تملأ
ماءَ وجهي مستطيلاتٍ،
ممرّضةٌ مهذَّبةُ المساء كشمعةٍ
لم تنتبه لقصيدتي
ولنجمةِ الشبَّاكِ تنطرُ دورَها أيضا.ً
تساقطَ، إذ أكتّفُ سترةَ التكوينِ،
عقدُ شُرودِها
فارتدَّ وَقْعُ خُطاً على دربٍ
ضريرٍ كالحقيقة .. مُوحلٍ،
وصفقتُ خلفي البابَ
لم أسمعْ صَدى
هي لن تصدّقَ
أنَّ سطحَ الغيم رغمَ جفافه الأزليِّ
أجنحةُ الصدى البرَّاقِ تحرثهُ
فيطلعُ منه لبلابٌ
تعرِّشُ حولهُ أسماؤنا الأولى،
وأنَّ البابَ يشكو من دَوالي السَّاق
وهو يُغربلُ النُّورَ المعقَّدَ بالظلامِ .
وفي جناح الانتظار
على الجدار اللامبالي.. لوحةٌ
هي لن تصدِّقَ
أنَّ طفلَ اللوحة المرسومَ من دُبُرٍ
أصابَ عيونَهُ رَمَدٌ ربيعيٌّ
وأنه سائحٌ ..،
هو ليس يرسمُ
بل يُرقِّعُ بالفراشاتِ المُراق رحيقُها
ما قد تمزَّقَ من بياضٍ غامقٍ .
أرهقتَني .. صوتي
أَتذْكرُ
حين خَلخالُ الطفولةِ ضاع منكَ
ولم أُطيِّرْ عن حبالكَ
لا سنونوةً
ولا قمراً
وأنتَ الآن تُنكرني
وتنسى كلَّ شيءٍ بيننا
وكأنني لم أنتشلْكَ بحبل دمعي
من غَيابة داخلي
ورفعتَ ـ إذ هاتفتُ أمّي ذاعراً
كي أطمئنَّ عليَّ ـ ياصوتي
قناعَكَ
ثم عدتَ إلى السَّديمِ .. بدايةِ المعنى
وخاتمةِ الحريقِ،
يحدُّني ماءٌ ولستُ جزيرةً
متورِّطٌ بغدي ..
سمائي ها تطيرُ
أم الغيومُ ترفُّ واقفةً
سئمتُ تجلّياتِكَ في دمي
لا أنتَ أنت
ولا أنا سرُّ الجوابِ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى