الثلاثاء ٢٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
مع العرافة في رؤيا ليلة صيف
بقلم محمد سيد حسن

قراءة في كف النهاية

ولملم فارسها ما تبقى
من المجد والشمس والبحر والأمنياتِ ..
وغابَ
بغير وداعٍ
على مركب اللحظة القارسة
وخلّى الجموعْ
تصلي لرب الجنود صلاة الردى اليائسة ْ
وخلّى الجموعْ
ترتل آي الهزيمة من مصحف الزمن العولمىّ
السريعْ
وتطفئ شمس الظهيرة في ليلها المستباحِ
سجوناً وقهرا
وترسم للحلم في الأفق قبرا
وتقرأ وِرد النهاية في آخر الركعة الخامسة
 
****
وكانت جميع العلامات حلّت
وفارت تنانير موسكو بدم الحسينِ
وجاء المسيخ بطرطور فأر الإله الجديدِ
يحيل اللصوص ملوكاً
والملوك تيوسا
والتيوس جنوداً تجوس تدوس العظام
وتأكل من سور يأجوج
تبنى لمأجوج في كل أرضٍ
قناة فضاءٍ و قاعدة عسكرية
ولم يبق إلا قليلٌ من الوقتِ ..
كهفٌ من الحبِ ..
حرفٌ من الذكْر
قبل انقلاب الزمانِ
دخاناً مبيناً
على الأعين البائسة
 
****
فلماذا
تجليتِ قبل العشاء الأخير على مذبح الأرض
أنثى
( موشحةً بالهوى في زمان الغواية )
تجوب المدى
تحمل الدفَّ ..
تبكى
وتحكى
( لأطفال عصر الصواريخ والواقع الإصطناعي )...
عن الأمم الدارسة
ولماذا
- وقد جاءت الشمس من مغرب الحزن -
جئت تصلينَ !
جئتِ ..
صلاة الندى و الدموع لرب السلامِ
ودرت ترشّين في كل أرضٍ
(برغم اختناق الحمام على نهر دجلةَ)
باقاتِ وردٍ
وشعرٍ
ورقيةَ جنيةٍ حارسة ؟؟؟
 
****
فلا تسألي الرب ..
كيف يفيض الندى نهرَ موتٍ
وكيف تصير حقول الورودِ
تخوماً من الشوك والنقط العسكريةْ
ولا تسألي الرب ..
كيف انتفى الحلم حين مضى فارس الكلماتِ ..
وخلّف في حومة الزحف ..
خيطاً من الدمِ..
نصلاً كسيراً..
وأنشودةً من ملف القضية
تئن على الأرض مبتورةً .. يابسة
 
****
ولا تذكري للجنود اسم أرضكِ
أو أبجديتَك العربيةَ
لا تدعيهم ..
يفضّون طلسمَ حزن عيونِكِ
لا تتركيهم ..
يرون طريق الهموم المُخبّأَ بين ضفائر شعرك
عرضَ الخريطةِ
حتى المصيرْ
مُصلّبةٌ أنتِ
إن بسملت شفتاكِ مصادفةً
أو نطقْتِ الشهادةَ إذ يقتلونكِ
مفقودةٌ أنتِ
إن بشرت كلماتك بالوحي
أو بالنبي الأخيرْ ..
 
****
سوف يأتي
إذا ما تمطّى زمانُ الطواغيت و الصابئينَ
كجنزير دبابة فوق صدر الجياع
سوف يأتي
إذا أنكرت مدن العهر أطفالها ،
وارتمت مثل بلية روليتَ ..
بين مواخير فيجاس ،
وبورصات روما ،
وآبار بابلَ
تملأ أرحامها من سفاح الهويّا
بين مواني الضياعْ "
سوف يأتى
إليكم
بأسمائكم
بشهادات ميلادكم
من مكانٍ قريبٍ
فلا تكذِبوهُ !
فلا تكذبوهُ
كما تكْذِبون خواء الخرائط من أرضكمْ
ولا تسلموهُ !
ولا تسلموهُ
كما تسلمون
على رأس كل زمانٍ جديد
مسيحاً جديداً
لقاء ثلاثين قطعة نقدٍ
ومشنقةٍ للضمير
وبضعِ سجائر ملفوفةٍ
بالكرى و الحشيش
تدغدغ أيامنا .. العابسة"
 
****
وها أنتِ يا ( .... )
عند أول دربكِ إذ ينتهي
عند آخر دربك إذ يبتدي
تتجلينَ
أنثى
مسلسلةً بالهوى في زمان الخطيئةْ
تزرعين انتظارك في كل أرضٍ
و كل الأراضي شراقى
ولا تحصدينَ
سوى قلق العمر والخرس الأزليِّ
ولا تحصدين
سوى شك رؤيا
توارت وراء غيوم القصيدة عن فارسٍ مستحيلٍ
تقوس في سجنهِ
يحلبُ البدرَ ..
كي يرضع الغدَ حلماً جديدا
عسى يولد الزمن الساكن الوقت عمراً مديداً
لعينيكِ
إذ تحملين البشارةَ بالعشقِ و الموتِ
إذ ذاتَ فجرٍ
يلملم فارس حلمك ما قد تبقى
من المجدِ
والشمسِ
والبحرِ
والأمنياتِ
ويأتي
على
مركب
اللحظة
القارسة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى