الثلاثاء ٢٦ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم أفراح الكبيسي

العاصفةُ التي اقتلعتنا

تسقطُ دموعكَ من عيني
أوقنُ أننا صرنا واحداً
لكن خطّافَ الحياةِ هشمنا
"حُسدنا"
هكذا اختزلُ القضية
"ما كان ينبغي أنْ نكونْ"
هكذا تجمدها أنتْ
الألقُ الضاحكُ في عيوننا.. كان كنزاً اكتشفناهُ معاً
الحزنُ.. ميراثُ جدودنا.. كان عدواً حاربناهُ معاً
الأرضُ السمراءْ.. التي تميلُ أحياناً إلى لونِ الدمْ
وأحياناً إلى لونِ دجلةَ والفراتْ..
رافقتنا كصديقٍ حتى النهاية
"أتقولُ أنها النهاية"
"أتسمعينَ سوى صوتها"
"لا بل اسمعُ صمتها.."
"يحيطُ العاصفةَ التي اقتلعتنا"
أما كان بالإمكان أنْ نبني بيتاً من نخيلْ
نلوذُ إليهِ وقتَ العواصفْ"
"أما كان بالإمكان.. أنْ نحتمي بأحدنا الآخرَ فقط"
البَرَدُ اختارَ الهطولْ
والعاصفةُ اختارتْ اقتلاعنا
 
"لماذا على الرجالِ أحياناً.. أنْ يتصرفوا كالأطفالْ"
"لماذا تفقدُ النساءُ حسَّ المنطقِ عند الزوابعْ"
"الحروبُ يصنعها الرجالْ..
يقودها الرجالْ..
يخوضها الرجالْ..
أما النساءْ.. فيرتدين السوادْ!"
وكانتْ الغيمةُ هذه المرة.. كبيرة
غطتْ السماءَ بوحشيةٍ لا متناهية
أجبرتها أنْ تكفهرْ
وأجبرتْ الضبابَ على التكاثفْ
"كيف أسيرُ دون يديكْ..
دون عكازةٍ اتكئُ إليها
أين ألوذُ.. بغيرِ صدركْ..
حين ستشتدُ العاصفة"
خيمةٌ.. بعمودين.. أطاحتهما العاصفة
بلا عاطفة
وبلا مراعاةٍ لعاطفتيهما

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى