الجمعة ١٤ آذار (مارس) ٢٠٠٨

موجز للتاريخ الأندلسي في العهد الأموي

بقلم: نـــورة أحمد حامد الحارثي

سكان الأندلس قبل الفتح الإسلامي:

1. الروم: وهم البيزنطيون

2. البربر: وهم سواد السكان

3. الأفارقة أو الأفارق: وهم بقايا الشعب القرطاجني والمستعمرين الذين تأثروا بالحضارة البيزنطية واشتغلوا بالزراعة والتجارة والصناعة ودانوا بالولاء لسادتهم البيزنطيون.

أقسام البربر:

o البربر البتر: وهم سكان البادية، وقيل لأنهم ينتسبون إلى ماذغيس بن بر الملقب " الأبتر".

o البربر البرانس: وهم المتحضرون، وقيل لأنهم ينتسبون إلى برنس بن بر.

مراحل الفتح الإسلامي للمغرب:

استمر الفتح الإسلامي للمغرب 30 سنة، وكان فتح العرب للمغرب بين مد وجزر وهذه المدة التي استغرقها طويلة لأن سرعة الفتح أو إبطائه تتوقف على الأسباب التالية:

1. سياسة العرب إزاء البربر
2. تتأثر بالأحداث الجارية في الشرق الإسلامي
3. جغرافية البلاد فهي صعبة لأنها وعرة وجبلية
4. اشتداد حركة المقاومة البربرية
5. تدخل العناصر الأجنبية كالروم فقد حكم البيزنطيون البلاد بالقوة وجمعوا الحركات الثورية واوجدوا القلاقل والاضطرابات ونثروا الشقاق والتفرقة بين عنصري السكان وهم البربر البرانس والبربر البتر.

ولذلك كانت هناك عدة مراحل لفتح بلاد المغرب، تمثلت في سبع مراحل وهي:

المرحلة الأولى: 20/28هـ ، وتنقسم إلى قسمين:

أ/ بعهد عمر بن الخطاب : بدأت سنة 20هـ في ولاية عمرو بن العاص الأولى على مصر وذلك لإتمام فتح برقة لتامين حدود مصر الغربية من الهجمات البيزنطية ففتحها وفتح جزء من طرابلس.

ب/ بعهد عثمان بن عفان  : حيث عزل عمرو بن العاص  وولى أخاه من الرضاعة عبد الله بن سعد بن أبي السرح سنة 14هـ وفتح كل طرابلس وسبيطلة وكان حاكمها جرجير وهو جريجوريوس حاكم افريقية من قبل الإمبراطور هرقل ثم قسطنطين الثاني من بعده وعمد إلى الانفصال عن الدولة البيزنطية سنة 647م ونقل عاصمته من قرطاجنة إلى سبيطلة وخلع هرقل، وضرب الدنانير وكان سلطانه ما بين طرابلس إلى طنجة.

المرحلة الثانية 28/48هـ: في هذه المرحلة توقفت الفتوحات بسبب فتنة عثمان بن عفان  ولما استقر الأمر لمعاوية أعاد عمرو بن العاص للمرة الثانية وبعد وفاته سنة 44هـ عين معاوية بن أبي سفيان أحد كبار التابعين وهو معاوية بن خديج أو حديج الكندي ووصل إلى صقلية سنة 46هـ وأقام بها شهرا ووصل إلى بنزرت وفي سنة 48هـ عزله معاوية  وولى بدلا منه عقبة بن نافع الفهري.

المرحلة الثالثة 45/55هـ: كانت بولاية عقبة بن نافع الفهري لتبدأ مرحلة وطور جديد من الفتح، وعقبة يعتبر من أكابر التابعين ولد قبل وفاة المصطفى  بعام واحد وساهم في فتوحات عمرو بن العاص  الأولى لذلك كان خبيرا بأحوال بلاد المغرب.واصل الفتوحات فالمغرب حتى وصل إلى القيروان واتخذها قاعدة حربية وذلك سنة 50هـ، واستمرت ولايته خمس سنوات ثم عزل وعين أبو المهاجر دينار ووصل إلى جبال أوراس.

المرحلة الرابعة 60/64هـ: عندما توفي معاوية بن أبي سفيان خلفه ابنه يزيد وعزل دينار وعين بدلا منه عقبة بن نافع للمرة الثانية وواصل فتوحاته حتى وصل إلى المحيط الأطلسي حتى قتل في معركة تهوده سنة 63هـ.

المرحلة الخامسة تبدأ من سنة 69/71هـ: منذ تولية زهير بن قيس البلوي حيث نظم أمور المغرب وقاتل كسيلة وتمكن من قتله حتى وصل إلى ملوية، وفي أثناء عودته إلى برقة اعترضه الروم ودارت فيها معركة سنة 69هـ فاستشهد زهير وتوقفت الفتوح لانشغال عبد الملك بن مروان بثورة عبد الله بن الزبير وبعد القضاء عليها سنة 71هـ وجه جيش كبير بقيادة حسان .

المرحلة السادسة: وتبدأ من سنة 81/85هـ: أقام حسان بن النعمان في ولاية المغرب أربع سنوات وأقام خلالها قصور عرفت في القرن " 12" بقصور حسان، وفي سنة 81هـ اتجه إلى جبال أورانس وقابل الكاهنة عند بئر تسمى بئر الكاهنة، وشتت شمل جيشها وقتلها واتجه إلى قرطاجنة وبنى مدينة تونس وهي تنيس القديمة وكانت قرية صغيرة فحولها إلى قاعدة بحرية وأنشأ بها دارا لصناعة السفن ونمت واتسع عمرانها وأصبحت أعظم ثغور إفريقية وهي تشرف على مدخل قرطاجنة لخشيته من أن يفاجئه الروم من البحر.وقد فتح حسان بلاد المغرب الأدنى حربيا ومعنويا

وذلك من خلال الأعمال الآتية:

o أقام أعظم مسجد وجامع في المغرب الأدنى وهو جامع الزيتونة الذي سمي نسبة إلى القديسة زيتونة التي عاشت في عهد الوندال.
o نظم البلاد إداريا فدون الدواوين ونظم الخراج، وبعث العمال على سائر بلاد المغرب.
o عمل على نشر الدين الإسلامي بحيث وزع الفقهاء بأرجاء المغرب لتعليمهم أمور الدين وتعليمهم اللغة العربية.

المرحلة السابعة تبدأ من سنة 86/90هـ:

تبدأ بولاية موسى بن نصير الذي عينه عبد العزيز بن مروان وعزل حسان بن النعمان ووصل موسى إلى طنجة ووضع عليها حامية على رأسها مولاه طارق بن زياد وفتح بلاد المغرب كلها إلا سبتة لوصول الإمدادات لها من اسبانيا وكان يحكمها من قبل اسبانيا حاكم يسمى جوليان ويسميه العرب إيليان اختلف في أصله فمنهم من يقول: أنه رومي والبعض يرى انه قوطي والآخر ينسبه إلى بربر غمارة. ولعل ذلك الاختلاط مرده انه أقام على أرض المغرب منذ سن مبكرة من عمره وبالتالي توثقت علاقته مع البربر واكتسب صداقتهم حتى أصبح يعد نفسه واحدا منهم وأما مرد نسبته إلى أنه رومي فيرجع إلى أنه كان يتوجه إلى البيزنطيين في طلب المعونة.

نظرة إلى سكان اسبانيا قبل الفتح الإسلامي:

1. أصل سكانها من الكلت.
2. في " ق 10ق.م" حكمها الفينيقيون وكونوا عدة مستعمرات لهم.
3. في " ق 5.ق.م" حكمها الإغريق وأسسوا لهم مراكز استعمارية في شبه الجزيرة وأطلقوا عليها اسم ايبيريا ثم أطلق الاسم على كل الجزيرة.
4. ثم غزاها الرومان في سنة " 205ق.م". واندمجوا بالتأثير الروماني الكبير

وبذلك وقع سكا إسبانيا تحت تأثيرين مهمين:

o أحدهما أوروبي: وهو التأثير الكلتي اليوناني الروماني.
o ثانيهما آسيوي إفريقي أو سامي: وهو التأثير القرطاجني.

اتخذت الطابع اللاتيني، ولقد قام الوندال بالاستيلاء عليها ودمروها وخربوها وسلبوها ونهبوها ووصلوا إلى بلاد المغرب ، وقد استقر القوط في اسبانيا وتأرجح مصيرهم حتى بداية عهد الملك ايوريك المؤسس الحقيقي لدولة القوط. وبعد سقوط الدولة الغربية على يد القائد الجرماني أدوا كر سنة 476م استطاع الفرنجة هزيمة القوط ثم قوي شأن القوط على يد الملك تيوديس سنة " 531- 548" وظهرت اسبانيا كدولة موحدة وأسس مدينة ماردة في عهد الملك أخيلا ونتيجة التدخل البيزنطي اختار مدينة طليطلة وسماها المدينة الملكية والتي وصلت إلى الذروة في عهد الملك اتاناخيلد واعتنقوا المذهب الكاثوليكي وأصبحت طليطلة مركزا أسقفيا فهي تمثل البابا في روما.

الأوضاع السياسية لاسبانيا قبيل الفتح الإسلامي:

كانت تعيش في فوضى عارمة وجو مشحون بالاضطراب فقد تولى الحكم غيطشة بعد وفاة أبيه أخيكا سنة 700م وحاول الإصلاح في البلاد فاتخذ إصلاحات كرّهت الشعب فيه وأفتى مجلس طليطلة بخلعه إلا أنه توفي وترك أيبيريا على فوهة بركان فاغتصب لوذريق الحكم واشتعلت نيران الثورات وحاول وقلة ابن الملك غيطشة استرداد ملك ابيه وكون جيش بقيادة عمه ووصّيه رخشندش إلا أن لوذريق هزمه وقضى على رخشندش وأرهق الشعب بالضرائب واعتدى على ذخائر الكنائس.

الفتح الإسلامي للأندلس:

مقدمات الفتح:

نتيجة لاغتصاب وتسور لوذريق الحكم اتصل أبناء غيطشة بيوليان حاكم سبتة وكان يوليان من أنصار الملك الراحل غيطشة فاستنجد أبناء غيطشة به بالإضافة إلى اعتداء لوذريق على فلورندا ابنة يوليان فاتصلوا معا بالعرب لاسترداد ملك أبيهم و يذكر المؤرخون أن يوليان كان يمت بصلة النسب إلى أسرة غيطشة.

أما عن فلورندا ابنة يوليان فقد كانت على حظ كبير من الجمال وقد بعث بها والدها كغيرها من بنات الأمراء والنبلاء إلى بلاط الملك بطليطلة للتأدب بآداب الملوك فوقعت موقعا حسنا في عيني الملك واستكرهها على نفسها وأبلغت أبيها سرا بما أصابها فغضب والدها وعزم على الانتقام.

وعندما اتصل يوليان بطارق لفتح الأندلس استأذن طارق موسى بن نصير الذي كان بالقيروان والذي استأذن بدوره الخليفة حيث ذكر له أن يوليان ذلل له الصعاب وهونها على المسلمين ولكن الخليفة رأى الخوف على المسلمين من مغبة المخاطرة في أراضي مجهولة وأن عليه أولا أن يبعث بالسرايا حتى يختبرها وأمره أن لا يغرر بالمسلمين في بحر شديد الأهوال، وأرسل سرية استطلاعية كشفية هي:

سرية طريف بن مالك سنة 91هـ:

وصل طريف إلى جزيرة لاس بالوماس laspaloumas قرب مدينة طريف التي عرفت باسمه وعاد بالغنائم، والنتائج كانت كالأتي:

1. أنس موسى بن نصير إلى يوليان، ووثق فيه واطمأنت نفسه إليه.
2. اشتد عزمه على الفتح وتلهفه على السير في هذه المغامرة.

موقعة وادي لكة سنة 92هـ- 711م:

اختار موسى بن نصير قائدا مشهورا من قادته البربر وهو طارق بن زياد وأرسل جيشا معظمهم من البربر الذين يفيضون حماسة للجهاد في سبيل الله باستثناء " 300" من العرب وعدد الجيش " 7000" رجلا، فأبحرت الحملة في السفن الأربعة التي كانت ليوليان الذي وضعها في خدمة العرب بالإضافة إلى الاستفادة من دار الصناعة التي أقامها حسان بن النعمان واستعان في بناء السفن ببعض الأقباط في صناعتها،

وقد قام طارق بالأعمال الآتية:

1. أنشأ قاعدة حربية لجيشه في أدنى الجبل.
2. أقام سور يسمى سور العرب حول الجبل الذي سمي باسمه.
3. أنشأ مرسى يفصل بيه وبين سبتة.
4. استولى على المنطقة المحيطة بقرطاجنة وجعلها قاعدة بحرية مقابل الجزيرة الخضراء.

أعداد الجيش:

 عدد جيش طارق : " 12" ألف بعد أن استنجد بالمدد من موسى فأمده ب "5000" رجلا.
 عدد جيش لوذريق: " 100" ألف وقيل " 70" ألف رجلا.

وقت المعركة:

يوم الأحد 28/9/92هـ أي بعد مضي 83 يوما من نزولهم جبل الفتح واستمرت ثمانية أيام.

مكان المعركة:

في وادي لكة قرب شذونة، ويسمى وادي برباط، أو وادي الطين سمي بذلك لقلة مياهه وكثرة طينه، ويسمى أيضا وادي أم حكيم.

نتائج المعركة:

1. هزيمة ساحقة للقوط إذ تراجع جناحا لوذريق وفقا للخطة المرسومة وانهار قلب جيشه فانهار خط دفاعه من أساسه واضطر للتراجع.
2. اختفى لوذريق حيث وجدوا فرسه مكللة بالدر والياقوت والزبرجد إلا أنه لم يسمع له خبر ولم يوجد لا حيا ولا ميتا وأن غلب الظن أنه قاتل حتى قتل.
3. قتل" 3 " آلاف من جيش طارق فلم ينتزع النصر بسهولة.
4. أصبح لها دوياً كبيرا في المشرق والمغرب.
5. تمكن طارق من فتح شذونة بعد أن تجمع فيها فلول القوط وبذلك هبت رياح النصر.
6. أراد القوط أن ينصّبوا ملكا عليهم ليتداركوا الأمر في الدفاع عنها إلا أن طارق أراد فتح طليطلة سنة93هـ قبل أن يستردوا أنفاسهم وبالفعل تمكن من دخولها دون مقاومة ولم يجد سوى اليهود

فتح قرطبة:

لقد ساهمت فيه المقادير فعندما وصل طارق بعد معركة وادي لكة اتجه إلى بعض المدن الأندلسية عمل بنصيحة يوليان ففرق الجيوش على المدن ومنها أنه أرسل مغيث الرومي بفرقته لفتح قرطبة.

ملاحظة:

قصة فتح قرطبة في المصادر العربية تشبه قصة فتح العرب لحصن بابليون في مصر فقد تسلق الزبير بن العوام سور الحصن وفتح بابه للعرب وبذلك فتحوا المدينة كما أنها تتشابه مع قصة فتح العرب لمدينة سبيطلة إذ تم ذلك بفضل بطولة عبد الله بن الزبير.فكلها تصور أعمالاً بطولية قام بها الزبير وابنه عبد الله و مغيث الرومي وأصحابه الذي وجد المدينة مسورة وأن هناك ثغرة في باب القنطرة وكانت القنطرة مهدمة فأراد أن يفاجئ حامية المدينة ليلاً ليتخذ من ظلام الليل ساتراً له ولجنوده يعبرون النهر ،وأغفل حراس مدينة قرطبة السور من شدة البرد والمطر وأخفى سقوط المطر صوت وقع حوافر الخيل واجتمعوا أعلى النهر وما بين النهر والسور"3" أذرع ووجدوا السور في غاية الوثاقة والحصانة وانقضوا على الحراس فقتلوهم وكسروا الأقفال وتدفق فرسان المسلمين على المدينة ونجحت الخطة نجاحاً محكماً.

نتائج فتح قرطبة:

 فتح مغيث لقرطبة لم يقابله صعوبات وأن حاكمها لم يجد مقاومة داخل المدينة بل سارع إلى التحصن بكنيسة شنت أجلح غرب قرطبة وكانت محصنة البنيان يأتيها الماء من تحت الأرض وتوصل المسلمون إلى مصدر المياه فقطعوه وتسلل حاكم المدينة من الكنيسة ليلحق بأصحابه في جبل قرطبة فأسره مغيث ولم يؤسر من أمراء الأندلس غيره وفتحت الكنيسة فسميت كنيسة الأسرى وتهدمت وسمح عبد الرحمن الداخل لنصارى قرطبة ببنائها نظير تخليهم عن كنيسة شنت بنجنت التي أقام عليها المسجد الجامع.
 وثق المسلمون باليهود حيث ضمهم مغيث الرومي إلى قصبتها وجعلهم بالقلاع مع المسلمين وحكاماً لها عندما يفتحون بلداً آخر.

حملة موسى بن نصير سنة92هـ:

كان موسى بن نصير قد عقد العزم على فتح جنوب الأندلس وغربه لتجنب ما قد ينجم من كوارث لو قطع خط الرجعة على طارق لأن طارق غامر باقتحام الأندلس من وسطه قبل التمكن من السيطرة على غربه وشرقه لأن انتصاره الساحق في وادي لكة جعله يتجه بسرعة إلى طليطلة عاصمة القوط قبل أن يتمكنوا من استعادة قوتهم المنهارة وقبل أن يستفيق القوط لذلك اجتاز موسى الزقاق بجيش كبير ومضى يفتح المدن ويقضي على مراكز المقاومة فسلك نفس طريق طارق وفتح المدن وهذا الدليل قاطع على أن المؤرخين أقحموا فكرة العداء وحسد موسى لطارق إذ لو حسده لأسرع إلى لقائه , وما سلك نفس الطريق إذ كان أنّبه ومن ثم عزله،. ففتح موسى شذونة وقرمونة وأشبيليا وماردة وغيرها.

موقعة السواقي في سبتمبر713م:

أقام موسى في ماردة وترك ابنه عبد العزيز على اشبيليا لتجمع القوط في تلك المنطقة لإعاقة مسيره والقضاء على قواته قضاء مبرما فحاولوا الاستعداد لقطع خط الرجعة على قوات موسى.

سبب المعركة:

اشتم موسى رائحة كمين الأعداء له في أثناء طريقه إلى طليطلة فاستدعى طارق للحضور إليه ومقابلة جيشه فخرج طارق إليه واستعرض موسى قواته فسمي الوادي بودي المعرض والتقيا في تايد أو تايتر وانطلقا معاً مع فج بجوار نهر يسمى وادي موسى.

مكان المعركة:

قرب بلدة تمامس وقرب نهير الذي ينتهي عند السواقي فسميت باسمه.

نتائج المعركة:

 يذكر بعض المؤرخين أن لوذريق قتل في هذه المعركة على يد مروان بن موسى بن نصير وهزم القوط وجاء في حوليات الملك الفونسو العظيم أنه رأى قبر لوذريق وقرأ عبارة منقوشة على قبره نصها "هنا يرقد لوذريق ملك القوط".
 دخل موسى طليطلة وسلم إليه طارق الكنوز التي حازها بالكنائس عندما فتح طليطلة.

 قام موسى بعدة أعمال لإصلاح أمرها منها:

 ضرب عملة ذهبية وأخرى برونزية لصرف رواتب الجند في دار السكة القوطية بطليطلة.
 بعث برسولين إلى الوليد ليخبرانه بالفتح وهما مغيث الرومي وعلى بن رباح التابعي

فتح شمال إسبانيا:

تم فتح سرقسطة وتسمى الدر البيضاء وأنشأ حنش بن عبد الله الصنعاني مسجد بسرقسطة وركز قبلته وأوغل في الشمال وكان سكانها يتحدثون اللاتينية التي لا يفهمها الأسبان الآخرون الملازمون لموسى وهم أدلاء يوليان وأراد التوغل إلا أن مغيث الرومي رسول الخليفة أمره بالتوجه إليه في دمشق وأسلم فرتون زعيم إقليم شية لذلك أُعفيت شية من التخميس واليه ينتسب بنو قسي أصحاب الثغر الأعلى، ووصل موسى إلى اشتوريش وفتح قلعة لكة وأراد فتح صقليه واستخلف ابنه عبد العزيز في اشبيليه وجعلها عاصمة له وذلك سنة95هـ وترك معه حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع وزيراً له ومعيناً واستخلف ابنه الأكبر عبد الله واليا على إفريقيه ومروان واليا على طنجة والوسوس ثم مضى إلى دمشق.

عزل سليمان لموسى يرجعها المؤرخون إلى:

o شكاية مغيث له لدى الخليفة سليمان خاصة وأن مغيث كان يطمع بولاية الأندلس وموسى أخرجه من بلاط قرطبة ووهبه داراً غربها
o ترامي أخبار لدى الخليفة سليمان لفصل المغرب والأندلس عن الخلافة بعد أن ولى موسى أولاده الثلاثة عليهما وقد أنسل مغيث بقرطبة. وقد استبقى سليمان موسى إلى جواره رحمة بشيخوخته إذ قارب الثمانين عام وذلك بوساطة عمر بن عبد العزيز وكان يخرج معه في نزهاته وحج معه إلى مكة سنة95هـ حيث توفي موسى هناك.وإلى موسى يرجع الفضل في نثر بذور الإسلام في العالم الأوروبي الوسيط.

ولاية عبد العزيز بن موسى واستكمال الفتح:

o أعاد بعض البلاد التي انتقضت كإشبيليا.
o قام بحملة بغرب الأندلس"البرتغال حالياً".
اتجه إلى شرق وجنوب شرق الأندلس، ووصل إلى غرناطة وضم يهودها واتجه إلى مرسية "تدمير".
o استكمل عبد العزيز فتح الأندلس فاتجه إلى إدارة البلاد وتنظيم شؤونها وبنى مسجد في كنيسة ربينة.
o على الرغم من قصر مدة حكمه التي استمرت أربع سنوات إلا أنه من أعظم ولاة الأندلس فكان له الفضل في تثبيت دعائم السيادة الإسلامية في أيبيريا واستكمل فيها ضبط البلاد سياسيا ًوقضى على الثورات كما أنه أول من نظم البلاد إدارياً ومهد لنقلة الأسبان إلى الاستعراب.

أسباب سوء العلاقة بين عبد العزيز وقادته:

أدى زواج عبد العزيز من أم عاصم أرملة لوذريق وكانت على درجة كبيرة من الجمال والذكاء فملكت زمامه وربما هدفت إلى استرجاع مكانتها كملكة للأندلس وأقنعته بوضع التاج على رأسه تشبهاً بالملوك والانحناء له بطريق غير مباشر وانتهى الأمر إلى قتله ،أو لأن الناس بدأوا يشكون في نواياه نحو الخلافة الأموية ولقد حقق الخليفة سليمان في ذلك فوجد أنه بريء مما نسبوه إليه.

العناصر السكانية الأندلسية:

يتألف سكان الأندلس من العرب، البربر، والموالي، والمسالمة،و المولدون.

أولا: العرب:

دخل العرب الأندلس على موجات متتابعة على اثر انتصار طارق على القوط ثم ازدادت هجراتهم بعد استكمال الفتح الإسلامي مثلا جاء موسى سنة 93 هـ بجيش يتكون من 18 ألف رجلا جلَّه من العرب ثم جاء الحر الثقفي 400 سنة 97هـ ومعظمهم من اليمنيين وسموا بالبلديين أو أهل البلد لاستقرارهم في بلاد الأندلس فاعتبروا أنفسهم من أهلها وأصحابها.
العرب الشاميين:جاء بلج القشيري سنة 124هـ بجيش من القيسيين وهم حوالي 10 آلاف وكانت جماعات اليمنيين تفوق العدنانيين وأقاموا لهم ضيع سميت بأسمائهم.
ثانياً: البربر:

لعبوا دورا في فتح الأندلس وظلت المغرب مصدر للهجرات البربرية حتى قيام دولة بني أمية وتحالفوا مع العرب البلديين ضد الشاميين وقد تغلغلوا في جنوب الأندلس.

ثالثا: الموالي:

دخل عدد كبير من موالي بني أمية الأندلس وذلك في طالعة جيش بلج حيث كان جيشه يتألف من 8 آلاف رجلا من العرب و 2000 رجل من الموالي وأضحوا يؤلفون طائفة تعرف بالأمويين. ودخل في جمهرة الموالي بالأندلس عدد كبير من الأرمن اللذين دخلوا في ولاء بني أميه واعتمد عليهم الأمويين بعد ذلك وقلدهم أهم مناصب الدولة لتفانيهم في الإخلاص لهم.

رابعاً: المسالمة:

هم الأسبان الذين اعتنقوا الإسلام إما بحثاً وراء مصالحهم الشخصية أو عن اعتقاد فدخلوا بمحض إرادتهم على اختلاف طبقاتهم فأضحوا متساوين في ظل الإسلام.

خامسا:ً المولدون:

نتيجة لأن الفاتحين تركوا نسائهم في بلادهم فقد أقبلوا على مصاهرة الأسبان وعاشروا أهل البلاد الأصليين وانتشر الإسلام انتشاراً تجاوز في الحسبان فامتزجت دماء أهل البلاد بدماء الفاتحين من العرب والبربر ونشأ جيل جديد من آباء مسلمين عرفوا بالمولدين وكان عبد العزيز بن موسى أول من تزوج بإسبانية وهي أرملة لوذريق واحتفظ كثير منهم بأسمائهم القديمة مثل بنو شبرقة وغيرهم ولكنهم استغلوا ضعف الخلافة أيام الأمير عبد الله فثاروا في أجزاء من الأندلس مثل عمر بن حفصون ببشتر وعبد الرحمن الجليقي بماردة وغيرهم.

سادساً: العجم المستعربون:وهم نصارى الأسبان الذين عايشوا المسلمين وتكلموا العربية مع احتفاظهم بدينهم ويسمون عجم الذمة.

سابعا: اليهود:

كان اليهود في العهد القوطي طبقة منبوذة وحرموا عليهم إقامة شعائرهم الدينية كما قرر ذلك المجتمع الطليطلي وأرْغم اليهود في عهد الملك إرفيج على التنصير واعتبروهم أرقاء يجب على المسيحيين توزيعهم وعندما فتح العرب الأندلس تمتع اليهود بتسامح كبير لمؤازرة اليهود لهم عند الفتح وكانت غرناطة تزخر بأكبر جالية يهودية لذلك سميت بغرناطة اليهود. وكان المسلمون الفاتحين يثقون فيهم ويتعهدون إليهم بحراسة المدن المفتوحة مع العرب ونبغ كثير منهم في الطب والفلسفة والفلك والكيمياء مثل حسداي بن شفروط طبيب عبد الرحمن الناصر وموسى بن ميمون الفيلسوف.

عصــر الـــولاة

بعد مقتل عبد العزيز بن موسى بتدبير من رؤساء الجيش من العرب أمثال: أيوب اللخمي، وحبيب بن أبي عبيدة،وزياد التميمي،وزياد البلوي. ظهر عدد من أسماء الولاة منهم:

أيوب بن حبيب اللخمي: وهو ابن أخت موسى بن نصير حيث اجتمع جند الأندلس وعينوه.

أهم أعماله:

o نقل العاصمة إلى قرطبة وكان اختيار جيد لحسن موقعها لأنها تقع داخل العمق الأندلسي وعزله سليمان بعد 6 أشهر من ولايته وركز هجماته شمال طليطلة لتطهير البلاد من أي مقاومة قوطية وأسس هناك قلعة أيوب المعروفة باسمه.

الحر بن عبد الرحمن الثقفي سنة97: بقي سنتين و8 أشهر،وتوفي سنة99
السمح بن مالك الخولاني: عيّنه عمر بن عبد العزيز لأنه كان رجلاً فاضلا صالحاً.

أهم أعماله:

 نظم إدارة البلاد المالية حيث قسم أرضها.
 أخرج البعوث إلى غالة فوصل إلى أربونة ووصل إلى طولوشة وانهزم فيها المسلمون واستشهد فيها سنة102هـ في يوم عرفة.

4.عبد الرحمن الغافقي: رجع بالجيش إلى أربونة وبقي في الولاية شهر فعزل .
عنبسة بن سحيم الكلبي: عينه بشر بن صفوان والي افريقية وكانت البلاد تموج بالفتنة نتيجة هزيمة المسلمين في قرقشونة والنزاع القبلي. لذلك قضى عنبسة 4سنوات ينظم أمور الدولة ووصل في حملاته الجهادية إلى ليون وبروفانس وأراد العودة إلى قرطبة لحصول اضطرابات فيها فاستشهد في الطريق على إثر غارة قام بها الفرنجة على الجيش الإسلامي.
عذرة بن عبد الله الفهري: تولى الأندلس بعد استشهاد عنبسة وواصل فتوحاته حتى ليون وبورجوني. ثم خلفه عدة ولاة لا تتجاوز مدة أحدهم بضعة أشهر،حتى جاء:
عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي سنة113 هـ: كان من أعظم القواد المسلمين ولاه عبد الله بن الحبحاب والي إفريقية وهو الذي تولى قيادة الجيوش بعد معركة طولوشة فكان تواقا لملاقاة الفرنجة بقي سنة ينظم أمور البلاد ثم أعلن الجهاد فتجمعت إليه مئات الآلاف من المجاهدين فسار حتى وصل إلى بواتييه.

معركة بواتييه "بلاط الشهداء" سنة 114هـ:ا

ستمرت المعركة 8 أيام انتهت بانتصار شارل مارتل واستشهاد عبد الرحمن الغافقي وهزيمة المسلمين.

يوسف بن عبد الرحمن الفهري: تمكن من إرغام شارل إلى العودة إلى أربونة وحكموا بلاد البروفانس مدة أربع سنوات.
عبد الملك بن قطن: تولى سنة116هـ وعزل لظلمه وجوره.
عقبة بن الحجاج: عين من قبل عبيد الله بن الحبحاب وكان رجلاً صالحاً ومجاهداً وكان في حروب طاحنة مع قارلة حتى توفي قارلة سنة123هـ فابتسم الحظ للمسلمين ولكن كانت هناك اضطرابات في الصفوف الإسلامية ومن ذلك أن عبد الملك بن قطن الفهري وثب بمن معه من اليمنيين واغتصب الحكم من عقبة بن الحجاج واستبد بالبلاد واشتعلت على يديه نيران الفتنة بين العصبتين اليمنية والمضرية إذ استعان بالعرب الشاميين ضد ثورة البربر ولكنهم قتلوه وصلبوه وقد استعان بهم لعصبيته ضد الشاميين.
عبد الرحمن بن علقمة اللخمي: كان قائد جيش المسلمين في غالة ولما سمع بمقتل ابن قطن أراد الانتقام من الشاميين واشتبك مع جيش بلج القشيري والشاميين وانهزم جيش عبد الرحمن وقتل من قواته نحو 10 آلاف رجلا واستطاع عبد الرحمن من قتل بلج القشيري ثم عاد إلى الثغر ولكن النتيجة أن بعضاً من إمارات البرتات استقلت نتيجة لسحب عبد الرحمن قوات المسلمين.
يوسف بن عبد الرحمن الفهري:أرسل ابنه عبد الرحمن إلى أربونة وما يليها لضبطها وتهدئتها،

لكنه فشل للأسباب التالية:

1. لضعف النفوذ الإسلامي.
2. انقطاع الاتصال بالأندلس لانتفاض أهل جيليقيا.
3. محاصرته لأربونة وافتتاحها، ومن ثم محاصرة دوق إكيتانيا له.

النزاع بين العرب والبربر:

يرجع إلى:

 سنة 101 هـ عندما تولى يزيد بن أبي مسلم ولاية افريقية في عهد يزيد بن عبد الملك واستخف بالبربر وسبى نسائهم فأوغر صدورهم وقتله البربر.
 ولاية بشر بن صفوان الكلبي وعبدة بن عبد الرحمن السلمي فقد أسرفا في غزو قبائل البربر، وسبوا نسائهم وبالغوا في التعسف والجور بهم ثم خلفهم عبيد الله بن الحبحاب سنة 116هـ وكان قيسيا متعصبا لقيسيته وكان متعصبا للعرب ضد البربر واعتبرهم عبيد للمسلمين وفيئا لهم.

النتائج:

 غضب البربر وكانت أنفسهم تغلى.
 أصبحت أراضي البربر أماكن لمجيء الخوارج إلى بلاد المغرب لبعدها عن مركز الخلافة فاخذوا يبثون تعاليمهم.
 ظهر للخوارج رئيس يسمى ميسرة المدغري وتلقب خليفة وإلتف حوله البربر.
 خرج ميسرة بجيش كبير وقتل عمر بن عبيد الله المرادي والي الحبحاب على طنجة فقتله وزحف إلى إسماعيل بن عبيد الله بن الحبحاب في منطقة السوس فقتله وغضب الحبحاب لمقتل واليه وعامله وولده.

 معركة الأشراف سنة 123هـ:

 استدعى الحبحاب حبيب بن أبي عبده يأمره بالرجوع من صقلية ليتمكن العرب من مواجهة ثورة البربر وهو بدوره أعد جيشا آخر من أخيار العرب وجعل على رأسه خالد بن أبي حبيب الفهري وتقدموا لملاقاة ميسرة بالقرب من طنجة واقتتلوا فقتله البربر وولوا خالد بن حميد الزناتي فالتقى خالد بجيش ابن حميد وقتل خالد ومن معه فقتل في تلك المعركة حماة العرب وفرسانها وكماتها وأبطالها لذلك سميت هذه المعركة بمعركة الإشراف .

نتائج المعركة:

1. انهزم العرب.
2. عمت الفوضى وانتشر الذعر في نفوس العرب.
3. ثار أهل الأندلس وعزلوا أميرهم عقبة بن الحجاج، وعينوا عبد الملك بن قطن.
4. اختلال الأمور على ابن الحبحاب فعزله هشام وأرسل جيشا بقيادة كلثوم القشيري سنة 123هـ عدده " 300" وأوصاه بقتال البربر والأرمن، وأوصى أن تكون القيادة لابن أخيه بلج القشيري وانهزم المسلمون وطلبوا المدد من عبد الملك بن قطن والتف البربر في الأندلس مع زعيمهم زقطرتق وثاروا عليه فأرغم واضطر إلى التعاون مع الشاميين للقضاء على العدو المشترك وسمح لهم بالعبور إليه لكن بشرط أن يغادروا الأندلس بعد انتهاء مهمتهم لأنه خافهم على حكمه بالأندلس واجتمع البربر في طليطلة واتحد العرب وقضوا على البربر فطالبهم بالخروج ولكنهم طلبوا سفن فأراد إخراجهم بالسفن من الجزيرة الخضراء إلى سبتة لكي يتعرضوا للبربر فقتلوه0

الصراع بين القيسية واليمنية:

أسبابه:

بعد مقتل عبد الملك بن قطن أثار موجة من الغضب في الأندلس فاتحد العرب البلديون بقيادة قطن وأمية ابني عبد الملك مع البربر والتفوا مع جيش بلج والبلديين فقتلوه فتولى الأمر ثعلبة العاملي ولما بلغ هشام بن عبد الملك ما أصاب اليمنية على يد الشامية ولى حنظلة بن صفوان الكلبي على افريقية سنة 125هـ وولى ابن عمه أبو الخطار الأندلس ليضع حدا للفتنة القائمة بين البلديين والبربر وبين الشاميين فقدم الأندلس سنة 125هـ ومعه "30" ألف رجلا هم الطليعة الثانية من الشاميين فقدم أبو الخطار حسام الكلبي وأطلق سراح الأسرى وسمى عسكره بعسكر العافية فاجتث الفتنة وأمن ابني عبد الملك بن قطن ووزع جند الشام ولكنه كان متعصبا يمنيا لأن أحد القيسيين قتل أحد أصحابه واشتكى اليمني لجور القيسي فجار في حكمه وتعصب لليمني فالتجأ المضري إلى الصميل بن حاتم ويلقب بذي الجوشن وكان زعيم القيسية باليمن فقدم لمشاورة أبو الخطار ولكنه سبّه ولكزه أمام الجند فعاد وألب عليه القيسية فقاتلوه وأسروه بعد أن كتبوا إلى ثوابة بن سلامة الجذامي من جند فلسطين، وتولى بتدبير من الصميل لمدة سنة وتوفي سنة 129هـ فعينوا أحد أحفاد عقبة بن نافع وهو يوسف بن عبدالرحمن الفهري وكان ضعيف فتحكم الصميل في الحكم وجرت معركة كبيرة وهي أول معركة تحدث بين القبائل المضرية واليمنية فانهزم أبو الخطار واستطاع الصميل أن يقتل حوالي "700" رجلا منهم فتولى الصميل الولاية الفعلية وكانت له الرئاسة والرسم بينما كان ليوسف الاسم فقط.

الأحوال الاقتصادية:

بعد هذه المعركة اجتاحت البلاد مجاعة تسمى "خمسة سني برباط" أي خمس سنوات برباط وسمي بذلك بسبب هجرة كثير من المسلمين عن طريق وادي برباط إلى المغرب.

دور عامر بن هشام:

ساءه ما لقيه اليمنيين وأراد قتل يوسف ولكن الناس انفضوا من حول يوسف فاتجه إلى الصميل في سرقسطة فأقبل يوسف بجموع هائلة من اليمنيين فحاصر الصميل فاستنجد الأخير بيوسف ولكنه اعتذر منه رغبة في هلاكه ، واستنجد بجند قنسرين ودمشق فأمدوه ورفع الحصار عنه.

بدء حركة الاسترداد المسيحي:

أخذ المسلمون بفتح الأندلس كلها ما عدا أقصى الشمال الغربي المعروف باسم " صخرة بلاي pelayo" نسبة إلى بلاية والذي كان الساعد الأيمن للملك القوطي لوذريق فوقع بلاية في الأسر واستطاع الخلاص من الأسر في عهد الحر الثقفي سنة 128هـ وتنقل بين البلاد حتى استقر في بلدة كانجا دي أونيس والتف حوله القوط الهاربين من المسلمين واستهون المسلمون بأمرهم وتركوهم وشأنهم وانصرفوا إلى منازعاتهم الداخلية فمنها انطلقت أول معركة مناهضة للإسلام في الأندلس بهدف استرداد البلاد وتحريرها.

أسباب الاسترداد:

1. انقسام المسلمون على أنفسهم فدبت في صفوفهم عوامل الخلاف والفرقة .
2. ثورة البربر.
3. هجرة المسلمون من المناطق الجبلية الباردة في أقصى الشمال واستوطنوا الجنوب طلبا للخصب والدفء والحياة وبالتدريج احتل القوط الأراضي التي تركها المسلمون البربر.

النتائج:

1. كون القوط كتلة قوية وتنبه المسلمون لهذا الخطر الجاثم بعد فوات الأوان .
2. استطاع بلاي الانتصار على جيوش المسلمين في معركة مغارة كوفا دونجا فقد تمكن من قتل ابن علقمة اللخمي وارتد المسلمون إلى أسترقة ويعتز الأسبان بهذه المعركة باعتبارها بداية موفقة لحركة المقاومة المسيحية.
3. نجح بلاي في تأسيس مملكة اشتوريش التي كانت إيذانا بميلاد الإمارات المسيحية في شمال الأندلس.وتكاثر عددهم واتسعت مملكتهم وعلى شأنهم على يد الملك الفونسو الأول.

قيــام دولـــة بني أميــة فـي الأندلــس

توطـــــــــئة

:

1. اعتمد الأمويون على العرب واعتبروهم مادة الإسلام وتعصبوا ضد الأجناس الأخرى فاتخذوا إزائهم سياسة تقوم على الشدة والتعسف، وأساءوا معاملتهم فضاقوا وحنقوا على الأمويين وارتموا في أحضان لأحزاب المعارضة للدولة الأموية من خوارج ومرجئة وشيعة ولم يستطع قواد الأمويين كنصر بن سيار وغيره من صد ثورات أبو مسلم الخراساني ودعاة العباسيين الذين استطاعوا في 11جمادى الآخرة سنة 123هـ في موقعة الزاب من إنهاء الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية بعد مقتل مروان بن محمد.
2. تعقب العباسيون الأمراء الأمويين وقتلوهم وقد نجا عبدالرحمن الداخل بن معاوية بنفسه حيث فكر في الاتجاه نحو افريقية لتطرفها عن مركزية الخلافة العباسية واستقلال عبد الرحمن بن حبيب بولايتها، ولتأثره بنبوءة مسلمة بن عبد الملك وهو صبي بأنه سيحيي دولة بني أمية، فعندما كان ابن عشر سنوات رآه واغرورقت عيناه. وقال:" تدانى الأمر"، ونجح عبد الرحمن من الإفلات من أيدي العباسيين ومن مذبحة نهر أبي فطرس الذي قتل فيها الأمويين ذبحا إلا أن عبد الرحمن بن حبيب الفهري خاف من أن يتولى بعضا من آل أموية الحكم فقتل بعضا منهم كابني الوليد بي يزيد لخوفه من أصحاب الحسب والنسب وسادة العرب وأشرافهم وخاف من عبدالرحمن لنشاطه السياسي وسطوته فكان شابا طموحا يفيض أملا وحماسة في إحياء هذه الدولة في المغرب بعد أن سقطت شرقا، واستقر عند أخواله في قبيلة نفزة قرب سبتة.
3. أوضاع الأندلس المتردية شجعته على أن يسترد ملك آبائه.

بداية الحكم الأموي في الأندلس:

أرسل عبد الرحمن الداخل مولاه بدر ليتصل بموالي بني أمية واتصلوا باليمنية الذين شجعوه فرأى الموالي مشاورة الصميل لذلك فكوا الحصار عنه وأرادوا التجاوب معه إلا إنه خاف على سلطانه ولكن اليمنية رحبوا به لأن صدورهم قد وغرت به ، واستطاع الصميل أن يقضي على أعدائه بعد أن قتلهم يوسف واعتقد أنه استوثق من الأمر ولكن وصلته أخبار نزول عبد الرحمن بن معاوية ثغر المنكب سنة 138هـ.ثم أخذاها زعيما المروانية وهما : أبو عثمان وعبد الله بن خالد واستقبلاه استقبال أنساه ما عاناه من الألم أثناء فراره ثم مضوا إلى مدينة طرش وهي مركز حزب المروانية وبايعه الناس وقبائل القيسية وانتهى الأمر بهزيمة يوسف والصميل ودخل عبدالرحمن الداخل قرطبة دخول الأبطال واستقر بقصر مغيث وأصبح أمير الأندلس بدون منازع.

أعمال عبد الرحمن الداخل:
 اتبع سياسة التسامح والتصالح وعفوه عن خصومه وجاهد بكل قوة لمحو الأحقاد فاتجه أنصار الأمويين إلى الأندلس وأحبه الناس.
 قضى على الثورات في عهده المناهضة له،فنتيجة لسياسة التسامح قامت ثورات متعددة فاتخذ سياسة تقوم على الشدة مع أعدائه وهذه الثورات منها:
1. ثورة يوسف والصميل: قضى عليها فقد قتل يوسف بعد أن أخرجه من سجنه وتخلص من الصميل بأن أرسل له من خنقه.
2. ثورة هشام الفهري في طليطلة: وقضى عليها.
3. ثورة العلاء بن مغيث اليحصبي في باجة سنة 146هـ: حرص عليها أبو جعفر المنصور لإقامة الأمر هناك له وبالذات أن اليمنية أرادت التخلص من الداخل لأنه حال بينهم وبين القرصنة وانضم الثوار إلى العلاء إلا انه قتله وأراد أن يسخر من خصمه أبو جعفر المنصور فأخذ برأس العلاء ولفّه في السجل واللواء وأدخله في سفط وأمر الحجاج أن يضعوه في مكة أمام سرادق المنصور.
4. ثورة أبو الصباح اليحصبي واسمه " سفين بن عبد الواحد" سنة125هـ: ادعى الصباح انه من ولد فاطمة الزهراء وقتل ماردة وامتد الأمر معه حتى قتله سنة 160هـ.
5. القضاء على المؤامرة الدولية سنة 161هـ: وهي من أعظم المشاكل التي صادفته وهي مؤامرة كبيرة ذات أبعاد دولية فكانت بين كلا من الخليفة العباسي المهدي وشارلمان قارلة ملك الفرنجة الذي كان على صداقة مع المهدي بدافع المصلحة المشتركة ضد الخطر الأموي ولوجود علاقة أموية أندلسية بالدولة البيزنطية عدوة العباسيين. والثوار الأربعة هم:
 عبدالرحمن بن حبيب الفهري المعروف بالصقلبي بتدمير سنة 163هـ.
 سليمان بن يقظان الأعرابي في برشلونة سنة 164هـ.
 حسين بن يحي الأنصاري في سرقسطة سنة 164هـ.
 الرحماس الكناني في الجزيرة الخضراء سنة 164.
واستطاع ابن معاوية الانتصار على المتآمرين وقاتل شارلمان وحرض عليه قبائل البشكنش الذين قاتلوا جيشه ومعظم قواده ومنهم رولان الذي حزن قارلة عليه لقتله وقتل الثوار الباقين.
6. مؤامرة المغيرة بن الوليد بن معاوية وهو ابن أخته سنة 168هـ: وساعده هذيل بن الصميل وكشف الداخل المؤامرة وقتلهما.
7. مؤامرة يوسف الفهري المعروف بأبو الأسود في قسطلونة سنة 169هـ: حيث أرغمه على الفرار.
وفاة عبدالرحمن الداخل:
توفي سنة 172هـ ودفن بالروضة في قصر الإمارة ألذي اصبح بمثابة دنيس وقصر اللوفر.
فضل عبد الرحمن الداخل في تأسيس الحضارة الأندلسية الإسلامية:

1. نثر بذور الحضارة الإسلامية في الأندلس.
2. توثيق النظم الإدارية المعروفة في المشرق الإسلامي في عهد بني أمية وتطبيقها تطبيقا عمليا.
3. أصبحت الأندلس دولة مستقلة وليست ولاية.
4. إنقاذ الأندلس من الحروب الأهلية والمؤامرات والثورات فسمي الداخل بصقر قريش.
5. اكتفى الداخل بالإمارة وتسمى أعقابه بعد ذلك حتى سنة 316هـ حيث تلقبوا بالخلافة .
6. عمرانيا اهتم بالعمران وبالمنشآت المعمارية وبنى مدينة الرصافة ونقل إليها كل ما استجلبه من غرائس الشام.
7. بنى جامع قرطبة على أنقاض كنيسة سنت بنجنت متبعا في ذلك ما فعله الوليد عند بنائه جامع دمشق.
8. بنى قصر الحير بالقرب من قرطبة وهو يشبه قصر الحائر الذي بناه هشام ابن عبد الملك في تدمر، وهكذا طعم الداخل حضارة الأندلس بالطابع الشامي.

عهــد الأمـير هــشام الرضـى "172/180هـ"

أعماله:
أولا: أعماله الداخلية:
1. خرج عليه أخويه سليمان وعبد الله وهزمهما، وطلبا الأمان فرحلهما إلى المغرب وعوضهما بمال كثير.
2. قضى على ثورة مطروح بن سليمان الأعرابي بسرقسطة 175هـ وأرسل له جيشا بقيادة عبيد الله بن عثمان الذي كان له دور كبير في تأسيس دولة بني أمية وقد كوفيء بولاية الثغر وحاصره ولكن حالفه الحظ إذ تمكن أحد أعوان مطروح من قتله وبذلك انتهت ثورته.
3. ثورة البربر: في رندة سنة 178هـ أرسل لهم جيشا وأخضعهم.
4. دينيا: أدخل المذهب المالكي إلى الأندلس وأصبح للفقهاء مكانة عظيمة في عصره فكان تقيا ورعا انقطع عن الدنيا وسار سيرة عمر بن عبد العزيز فكان يبعث ثقاة القوم إلى أفعال الخير والبر.وأقام العدل فإذا وقع حيف أوقع بصاحبه وأنصف المظلوم.
5. عمرانيا: كان محبا لبناء المساجد والمنافع العامة فأكمل سقائف جامع قرطبة، وأسس منارته القديمة، وبنى الميضأة، ورمم القنطرة بقرطبة لخرابها بالسيل أيام الداخل وكان يعطي العمال أجرتهم بيده.
6. ثانيا: أعماله الخارجية:جهاده ضد نصارى القلال:
• أرسل جيشا فقاتل جيش برمود ملك اشتوريش، وانتصر المسلمون.
• أرسل جيشا لملاقاة جيش الفونسو العفيف الذي خلف برمود وبلغ القلاع.
• أرسل بجيش ووصل إلى جيليقيا ومن صعاب شروطه التي اشترطها على أهلها أن ينقل المعاهدين أحمال التراب من سور أربونة المفتتحة إلى باب قصره بقرطبة ومنه بنى المسجد الذي يقع على باب الجنان من أبواب قصر الإمارة.
• أرسل هشام سنة 178هـ جيشان بآن واحد :
o أحدهما بقيادة عبد الكريم بن عبد الواحد: وتوجه إلى ألبة والقلاع وانتصر.
o ثانيهما بقيادة عبد الله بن عبد الواحد: وتوجه إلى أبيط وخربها ولكن النصارى اعترضوا له في أثناء عودته وتكبد بعض الخسائر وعاد. لذلك خرج عبد الكريم سنة 179هـ و أراد أن ينتقم لأخيه فاستولى على أسترقة.وحارب الفونسو وقتل عددا كبيرا من جيشه ثم تحصن الملك الأشتوري بكذا حصن واستولى على جميع معداته وذخائره.

أبو العـاص الحكـم بن هـشام =الحكـم الربضـي 180-206هـ
مبايعته: كان أبوه هشام قد عهد إليه بولاية العهد دون أكبر أبنائه عبد الملك وعمره 26 سنة.
صفاته: كان شديد الحزم ماضي العزيمة، وهو من أكثر بني أمية إقداما وصرامة وأنفة وعزة وأبهة ، وهو أول من جند الأجناد والمرتزقة بالأندلس ،وجمع الأسلحة والعتاد، واستكثر من الحشم والحواشي كان يباشر أموره بنفسه وهو يشبه المنصور في شدته وتوطيد دولته وقمع أعدائه.
أعماله الداخلية:
أولا: ثورة أعمامه:
أولا: ثورة عمه سليمان بن عبد الرحمن: كان والده هشام قد جعل أخيه سليمان بن عبد الرحمن يسكن طنجة ولما علم بوفاة أخيه استعان ببعض الثوار كبهلول بن مرزوق بسرقسطة ولم يجد من يؤيد عزل الحكم فاتجه إلى شارلمان يحثه على مهاجمة الأندلس والتقى مع الحكم وهزمه الحكم خمس مرات ثم تمكن الأخير من قتله ودفن بروضة القصر قرب قبر الداخل .
ثانيا: ثورة عمه عبد الله بن عبد الرحمن: كان والده هشام قد نفى عمه عبد الله بن عبد الرحمن إلى بلاد المغرب ولما مات هشام ثار على الحكم ودخل بلنسية وأيده أهلها وعفا عنه الحكم وأقام بها شبه مستقل عن قرطبة حتى عرف بعبد الله البلنسي.
ثالثا: ثورة الربض سنة 202هـ بقرطبة:
أسبابها:
1. قرب هشام بن عبدالرحمن الداخل الفقهاء إليه واستسلم لهم وتجاوزوا حدودهم فلما تولى الحكم سلبهم ما كانوا يتمتعون به في عهد أبيه وكف أيديهم عن التدخل في شؤون دولته، وسخطوا من تصرفاته واستغلوا نفوذهم الروحي واثأروا الناس على الأمير وحاولوا أن يغدروا به إلا أنه تفطن لخطرهم، وانكشف أمرهم وقبض عليهم، وصلبهم وعددهم "72" رجلا بقرطبة.ونتيجة لذلك امتلأ الجو بالسخط.
2. إنكار الناس على الحكم لإطلاقه يد ربيع القومس متولي المعاهدين من النصارى وكان حظيا عنده وسوغه فرض المغارم على المسلمين.
3. الشرارة الرئيسية التي أحدثت أشد الحرائق ونيران الفتنة بين سكان الربض بقرطبة هو قتل أحد مماليك الأمير غلاما فغلت مراجل غضبهم وانفجرت براكين ثورتهم وأحقادهم على الأمير وكأنهم كانوا يترقبون لهذا الحدث فقتلوا الغلام وهتفوا بخلع الأمير وتحصن الأمويون وأتباعهم في القصر.
سبل الخلاص: أرسل الحكم من رجاله من يثق بهم وهو صاحب الطوائف عبيد الله بن عبد الله البلنسي وإسحاق بن المنذر على رأس مجموعة من الفرسان إلى الربض لإشعال النار في مساكن الثائرين وأبقى لحماية القصر بفرقة أخرى، ونجح عبيد الله في عبور النهر والثوار لا يشعرون وأشعل في بيوتهم النيران فأرادوا حماية أبنائهم ونسائهم ولكن واجههم عبيد الله ومن معه بالسيوف وفرقة القصر من خلفهم وأخضعوهم وصلبوا "300" رجلا على نهر الوادي الكبير.

النتائج

:

1. تتبع دور الربضيين بالهدم والإحراق.
2. بعد ثلاثة أيام أمر الحكم برفع القتل وفرض الأمان على أن يخرج أهل الربض من قرطبة، فذهبوا إلى فاس والبعض ذهب إلى الإسكندرية نتيجة لاضطراب أحوالها لأطماع قبيلتي لخم وجذام ولكن الخليفة العباسي المأمون قلد إمارة مصر لعبد الله بن طاهر سنة 212هـ وأجبرهم على الرحيل ونزلوا بحيرة أقريطش وكونوا لهم دولة استمرت " 135" سنة إلا أن رومانوس الثاني استولى عليها سنة 349هـ.

رابعا: ثورة الإصبغ بماردة والثغر الأعلى: أرسل له جيشا كبيرا فطلب الصلح فصالحه وأمنه.
خامسا: أعماله الخارجية:
1. أرسل حملة إلى القلاع لاستيلاء الفرنجة على برشلونة وانهزم المسلمون هزيمة نكراء في وادي إبرة سنة 185هـ.
2. أرسل حملة إلى بنبلونة لأنها خرجت عن طاعة المسلمين حيث قتلوا الوالي المسلم وعينوا حاكم مسيحي واصطدموا مع الفونسوا الثاني وقتل عدد كبير من زعمائهم منهم خال الفونسوا وأحد زعماء البشكنش.
3. قام لوذريق بن قارلة ملك الفرنجة وهو لويس بن شارلمان سنة 193هـ بتجميع جيش كبير واتجه إلى طرطوشة إلا أن الأمير استطاع الانتصار عليه حيث أرسل جيشا كبيرا تمكن من هزيمتهم ثم عاد الفرنجة فخرج إليهم بنفسه وتمكن من الانتصار عليهم.

عبـد الرحمـن الأوسـط سنة 206هـ

اسمه: هو أبو مطرف عبدالرحمن الابن الأكبر للحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل.
لقبه: الأوسط لأنه ثاني ثلاثة سموا بهذا الاسم.
صفاته: كان شاعرا يقدر الفن ويرفع منزلته وكان عالما متبحرا في علوم الشريعة والفلسفة، كان عهده عهد سلام ورخاء.
أولا: أعماله الداخلية:
 أسس مدينة مرسية.
 ورتب رسوم المملكة.
 اتخذ للوزراء قصرا داخل قصره فهو أول من فخم السلطنة بالأندلس.
 ضرب السكة وأنشأ دار النقود بقرطبة.
 استجلب روائع التحف من الشرق والغرب إلى الأندلس مثل عقد الشفاء وأعلاق زبيدة بنت جعفر.
الثورات الداخلية في عهده:
1. ثورة عم أبيه عبد الله البلنسي: حيث تجهزوا وأراد قرطبة للظفر بالإمارة ولكنه عاد إلى بلنسية ومات سنة 208هـ.
2. .لم يقطع السكون الذي ساد عهد عبد الرحمن الأوسط سوى فتنة تدمير سنة 217هـ بين المضرية واليمنية استمرت سبع سنين أرسل جيشا تمكن من قتل حوالي " 300" من اليمنية في موقعة مشهورة هي وقعة المصارة حيث أرسل الشماخ وقضى على عدد كبير منهم بل دمر مدينة آلة حاضرة تدمير سمة 210هـ، وأمر ببناء مدينة مرسية سنة 216هـ.
3. ثورة طوريل البربري في تاركنا سنة 211هـ وأرسل له جيشا وأخضعه.
4. ثورة الضراب بطليطلة سنة 214هـ وأرسل لهم عدة جيوش انتهت بفتحها سنة222.
5. ثورة حبيب البرنسي البربري بالجزيرة الخضراء وقضى عليها.
6. ثورة محمود عبد الجبار البربري في ماردة وقتل حاكم المدينة وأخضعهم، وسجل الأوسط إخضاعه لثورة ماردة ببنائه قصبتها التي تعرف لدى العامة بالدير وبها نقش عربي محفوظ اليوم بمتحف القصبة يحمل تاريخ سنة 222هـ.
7. غارات النورمنديين على سواحل الأندلس الغربية الشرقية وكانوا يقبلون في سفن ذات أشرعة سوداء ويرسون على الشاطىء فنصف الجيش يهاجم والآخر يعسكر على الشاطئ وأول غاراتهم كانت 229هـ ووصلوا إلى اشبيليا فأرسل لهم عدة جيوش وكان آخر قواده الذي أرسله لهم وقضى عليهم هو قائده ابن رستم واعتنق البعض منهم الإسلام بعد أسرهم واشتغلوا بتربية المواشي وصناعة الألبان ولم تلبث هذه المستعمرة النورمندية أن أنتجت أجود أنواع الجبن وأمدت اشبيليا.
احتياطات عبد الرحمن الأوسط ضد النورمان:
أنشأ دارا لصناعة السفن والمراكب بإشبيليا وكانت بمثابة ميلاد للبحرية الأندلسية. وكان لذلك نتائج مهمة لأنه استطاع أن يفتح جزر ميورقة ومنورقة ويابسة سنة 234هـ.
ثانيا: أعماله الخارجية:
غزواته ضد نصارى أشتوريش سنة 208هـ:
 سنة 208هـ إلى اشتوريش وانتصر المسلمون بقيادة عبد الكريم بن عبد الواحد.
 سنة 210هـ انتصر المسلمون بقيادة عبيد الله البنلسي في موقعة عند جبل المجوس.
 سنة 212هـ انتصر المسلمون بقيادة عبيد الله البنلسي على البشكنش ووصل إلى بنبلونة.
 سنة 231هـ انتصر المسلمون بقيادة الأمير محمد عبد الرحمن على جيليقيا فحاصر ليون.

الشخصيات البارزة في عهد الأوسط:

 شخصية دينية: الفقيه المحدث يحيى بن يحي الليثي.
 شخصية غنائية : المغني الشهير الحسن بن علي بن نافع المعروف بزرياب،الذي تغلب على إسحاق الموصلي رئيس الموسيقيين والمغنين ببلاط الرشيد وتفوق على أستاذه فهدده فرحل إلى الأندلس.
 شخصية نسائية: طروب جارية الأمير أم ولده عبد الله وهي من الجاريات الشماليات.

الموجات العاتية من غلاة المستعربون:

وهم طائفة تأثروا بالثقافة العربية وتعربوا تعريبا أنساهم لغتهم اللاتينية مع أنهم تمتعوا في عصر بني أمية بحرية العقيدة والتسامح وأبقوا لهم كنائسهم وأديرتهم بل منحهم الحق في بناء كنائس جديدة وشاركوا في الحياة السياسية والأدبية. وأحدث ذلك ردة فعل تزعمها في قرطبة ايولوخيو وصديقه ألفارو فكانا يدعوان النصارى إلى سب الرسول  والطعن في الإسلام علنا وكانت عقوبتهم الموت وأنكر بعض المعتدلين عليهم هذا الأمر، ولكن استمرت دعواتهم ولم تنطفئ إلا بموت ايولوخيو سنة 307هـ.

أسباب عصر الاضمحلال أو دويلات الطوائف:

1. تولى أمراء ضعاف قرابة ثلثي قرن " 238/300" وتمزقت الوحدة الأندلسية السياسية.
2. استقلال الثوار بما في أيديهم.
3. تعدد أجناس أمراء الطوائف أو أصحاب الدويلات المستقلة، فمنهم من كان من أصل عربي وآخر إسباني و آخر بربري.

محمـد بن عبـد الرحمـن تـولـى سنة 238هـ
استـمر حكمـه 35سنـة

كثر الثوار بعهده لأسباب ثلاثة رئيسة هي:
 منعة البلاد وحصانة المعاقل وبأس أهلها.
 علو الهمم والشموخ إذ كان منهم الأشراف الذين يأنفون الخضوع والإذعان.
 الاستناد على النصارى عند الضيقة.

ومن هذه الثورات على سبيل المثال:

1. ثورة أهل طليطلة " ثورة المولدين": وثار أهل طليطلة واستنجدوا بالنصارى فخرج الأمير محمد لهم سنة 240هـ وكمن لهم الكمائن خلف النتوءات، وخرجت فقط طائفة بسيطة ثم خرجت البقية وكان عدد القتلى من أهل طليطلة "12" ألف.وفي سنة 242هـ أرسل جيشا إلى أهل طليطلة لمهاجمتها وأخضعوهم.

2. ثورة أهل ماردة:بقيادة الجليقي مع جماعة المولدين وتوجه إليه الأمير وحاصره ثلاثة أشهر، وطلب الأمان و الرحيل إلى بطليوس فوافق وابتنى حصنا وعزم على العصيان، واتصل بالفونسو الثالث وأرسل الأمير جيشا بقيادة هاشم الوزير وأسره الجليقي وبعث به إلى الفونسو إظهارا لعرفانه بالجميل وافتداه الأمير سنة 264هـ من الفونسو ب" 150" ألف دينار وفي النهاية سمح له بالاستقلال ببطليوس.
3. ثورة عمر بن حفصون: في بشتر سنة 267هـ واستطاع هاشم أن يهزمه.

المنـذر بن محمـد بن عبـد الرحمـن

ثارت الأندلس بالثورات مع أن المنذر كان محبا للخير وكان شديد التواضع، وقامت بعهده عدة ثورات كثورة:

ثورة ابن حفصون : انضم إليه الثوار في حصن بشتر وقوي شأنه وانضم إليه اللصوص وخرج المنذر لمحاربته واستولى على معظم حصونه وحاصره لمدة شهرين ومرض المنذر ومات بعد سنتين من حكمه.

عبـد الله بن محمـد بن عبـد الرحمـن

تولى بعد أبيه، وقامت في عدة ثورات أهمها:
أولا: ثورات المولدون:

1. ديسم بن إسحاق في لورقة ومرسية.
2. .بنوهايل في جيان بقيادة منذر بن جرير.
3. .الجليقي المتعصب للمولدين على العرب واستقل ببطليوس
ثانيا: الثوار البربر:

1. بنو موسى بن ذي النون وثار منهم الفتح و مطرف في شنت برية.
2. زعال النفزاوي في ماردة.
ثالثا: الثوار العرب:

1. محمد الهمذاني في البيرة.
2. إسحاق بن إبراهيم العقيلي كان قائد للأمير ثم استقل عنه في جيان.
أعماله المعمارية: بنى مدينة بجانة وخططوها على نهج قرطبة وسوروها وسكنوها للبعد عن الفتنة التي اجتاحت الأندلس وهي مدينة على البحر.

توليـة عبـد الرحمـن الناصـر سنـة 300هـ

وكان يتوقد شبابا وعزما، ويتحرق شوقا لتوطيد دولة الإسلام، وقد قتل أبوه قبل مولده ب"21"يوم.

سياسته تمثلت في:

1. كونها سياسة ترمي إلى تركيز السلطة بيده خاصة أن الأندلس أصبحت مضطربة.
2. اتبع سياسة الترغيب والترهيب.
3. استشارة الناس.
4. وأرسل الكتب للعمال لمبايعته وطاعته.

أولا: أعماله الداخلية:

1. القضاء على عمرو بن حفصون: قاتله عبد الرحمن وبعد أن ضعف أمره تركه وتوفي ابن حفصون سنة 303هـ حيث قاتله وافتتح عدة حصون وانتهى الأمر بمقتل جعفر بن حفصون بالحصن وتولى أخاه فأعلن الولاء ثم خان العهد وقتله عبد الرحمن وتوفي أخ له ثالث وصمم الأمير على محاربته وأقام الحصون حوله حتى استسلم وقضى على بني حفصون أخطر الخارجين عليه.
2. عبد الرحمن الجليقي : ضيق عليه الحصار وتم له فتحها.
3. عبد الرحمن بن سعيد في باجة : دخلها بعد أن هدم أبراجها.

الأخطار الخارجية:

1. النور منديين: تصدى لهم بفعل الأسطول الذي بني بعهد الحكم ففي عهد ه ظهروا وهاجموا السواحل واستكمل الأعمال الدفاعية وعاينها واستكملها.
2. الفاطميون: أرسل الفاطميون دعاتهم إلى الأندلس مثل أبو السر الرياضي وابن حوقل النصيبي، وهارون البغدادي وكانوا جواسيس واستطاعوا استمالة البعض منهم كابن هانئ الشاعر الذي التحق بخدمة المعز الفاطمي.

الأعمال التي اتخذها لمحاربة الفاطميين:

1. التلقب بلقب خليفة وذلك سنة 316هـ ليفرض هيبته في النفوس.
2. بث بذور الفتنة بين قبائل البربر في المغرب فانضم إليه بنو إدريس وملوك زناتة.
3. استولى على معبري الأندلس وهما طنجة ومليلة وسيطر على الملاحة في مضيق جبل طارق وحصن سبتة.
4. وطد نفوذه مع بعض الدويلات المغربية لتشجيع الثائرين على الخليفة الفاطمي كدولة بني رستم في تاهرت.
5. أنشأ أسطولا قويا نازع به سلطان الفاطميين في البحر الأبيض المتوسط.
6. وطد الناصر علاقته مع أعداء الفاطميين فتحالف مع ملك ايطاليا الذي حنق على الفاطميين لتدميرهم ميناء جنوة، وتحالف مع ملك البيزنطيين الذي هدف إلى استرجاع صقلية من أيدي الفاطميين.
7. عمل على إرسال الفقهاء المالكية من الأندلس إلى مصر لمحاربة التشيع.
ثانيا: أعماله الخارجية:

حروب الناصر في شمال أسبانيا:

بعد أن وحد الأندلس اتجه للمالك المسيحية بشمال اسبانيا ومن ذلك خطر اردون الثاني ملك ليون، وشانجة ملك نبرة وأرسل عدة حملات لتأديب ملوك الفرنجة وعندما اشتد خطرهم واستولوا على بعض بلاده فأرسل جيوشا عدة واستنجدوا بالممالك المسيحية وانتصر عليهم وأهم الوقائع موقعة الخندق الذي هزم الناصر فيها فلم يباشر الغزو بنفسه مع ردميرة الثاني. وفضل النصارى وضع هدنة فوفد ملوكهم إلى قرطبة طالبين مساعداتهم له فأجابهم مقابل تنازلهم عن بعض الحصون واستقبل وفادة الملكة طوطة مع حفيدها بسانشو السمين ومن نتائجها تنازلوا عن حصون في مملكة شانجة مقابل مؤازرته لشانجة وبعد وفاته استرد الفرنجة الحصون.

نبذة عن قرطبة:

الموقع: تقع على جبل العروس وتحتل سهل فسيح كبير.
شهرتها: أصبحت منذ أن استقر بها أيوب بن حبيب اللخمي سنة 97هـ دارا للإمارة ولكن يرجع الفضل إلى السمح بن مالك الخولاني " 100- 102هـ" الذي رفع قرطبة إلى مصاف الحواضر الكبرى.

سورها: ظل متهدما حتى بناه الداخل فقد أعاد السور باللبن على أساس السور الروماني القديم وتنتهي القنطرة ببرج الأسد ويسمى اليوم القلعة الحرة.

تألقها: عندما دخلها الداخل وجعلها حاضرة له ولأبنائه أصبحت مركز الفنون والآداب وكانت أكثر مدن أوروبا تطورا وعمرانا ولا مثيل لها في كل مدن أوروبا الغربية المعاصرة لها فقد بلغ عدد سكانها في عهد الناصر نصف مليون نسمة.

عهد الثراء والرخاء: كان في عهد المستنصر حيث لم تبلغ ثرائها حاضرة أخرى. استمرت كذلك حتى جاءها مصيرها التعس عندما دخلها البربر سنة 1010م مع سليمان المستعين الأموي واستولى عليها بالقهر وسفك الدماء وهدموا آثارها وسلبوا محاسنها وهزت كيانها بعد ذلك العواصف إلا أنها حافظت على بعض عظمتها وأبهتها.

عوامـل سقـوط قرطبـة وأفـول نجمـها:

1.استيلاء سليمان المستعين والبربر فخربوها وهدموها سنة 1010م.
2. اختلاف كلمة المسلمين.
3. مهاجمة جيوش قشتالة لها سنة 633هـ.

لمحة سريعة حول عمرانها: يذكر ابن بشكوال أنه عند الانتهاء في التوسع والعمارة بلغت أرباضها "21" ربض مثل ربض الرصافة، وربض عجب، وربض الزاهرة وقسمت إلى أحياء وذلك في " ق10" وسورها منذ القدم بالحجر الجيري وتهدم عند الفتح الإسلامي وشرع الخولاني في بنائه إلا أنه توفي فاستكمله الداخل.

قصورها: بها عدة قصور مثل : قصر الدمشق، وقصر الزهراء، وقصر الزاهرة، وقصر الفاسي،وقصر الزجالي.

مساجدها: انتشرت بها عدة مساجد كجامع قرطبة وبها نحو "1600" مسجد.ولم يبق منها الآن سوى ثلاث مآذن هي اليوم أبراج كنائس سان خوان، وسانتا كلارا، وسانت ياجو.

الحركة العلمية: انتشر المذهب المالكي والشافعي.وكان الخليفة الناصر يشجع المؤلفين.وأنتجت العديد من العلماء والفلاسفة والأطباء والأدباء.

فمثلا في الفلسفة: ظهر محمد القرطبي وأمر الناصر بحرقها خارج باب جامع قرطبة لأنها تتضمن إشارات غامضة وعبارات عن منازل الملحدين.وفي الطب: ظهر أبو القاسم الزهراوي في عهد المستنصر ومحمد القرطبي وحسداي اليهودي الذي ظهر بعهد الناصر.

السفارات السياسية بين ملوك أوروبا وأمراء بني أمية:

أصبحت قرطبة ذات شهرة ومركز حضاري متألق، فقد تودد ملوك أوروبا على حكام قرطبة ومن هذه السفارات:

أولا: السفارات البيزنطية:

o السفارة الأولى: أرسلها توفلس سنة 225هـ كانت في عصر الأوسط وطلب مساعدته في استرجاع بلاد الشام انتقاما من الخلفاء العباسيين كالمأمون والمعتصم اللذان هاجما بلاده.
o السفارة الثانية: كانت بعهد الناصر حيث أرسل قسطنطين السابع سنة 338هـ حاملة معها هدية وقدموا هدية له من ملكهم وعاد الرسل للقسطنطينية وبعث معهم الناصر هشام بن هذيل بهدية حافلة ليؤكد عمق المودة.
o سفارة ملوك الفرنجة: كانت تزلفا إلى قرطبة.

ثانيا: سفارات ملوك الفرنجة:

o سفارة الملك اردون الرابع وحاكم قطلونية: بعهد المستنصر سنة351هـ يسألانه تجديد الصلح.
o سفارة غرسيه بن شانجة: إلى الحكم يطلب الصلح معه.
o سفارة أم لوذريق بن بلا شك القومسي: إلى الحكم.
فضل قرطبة في محاولات الطيران:

يرجع إلى خلفاء قرطبة الفضل في التقدم الذي أجرته في أولى محاولات الطيران ومن ذلك محاولة عباس بن فرناس الذي احتال في تطيير جثمانه وكسا نفسه بالريش ومد له جناحين وطار في الجو مسافات وهوى إلى الأرض ميتا. فمن قرطبة خرج أوائل المكتشفين في بحر الظلمات وهو معروف بالاوقيانوس أو البحر الأخضر للتأكيد على وجود أرض تقع غرب هذا المحيط.

سقـوط الخلافـة الأمـوية بقرطبـة" 366/400"هـ:

أولا: دور أبي عامر:

لما توفي الحكم تولى ابنه هشام وتلقب بالمؤيد سنة 366-392هـ وكان صبيا لا يتجاوز عشر سنوات بتدبير من وزير أبيه محمد بن أبي عامر والحاجب جعفر المصحفي وقتلوا المغيرة أخي الحكم وزادت مكانة هذا الحاجب

لأسباب منها:

 عندما جعله الخليفة الحكم وكيلا على هشام. وبني عامر هم أسرة عربية يمنية، وكان جده عبد الملك المعافري من بين رجالات طارق بن زياد .
 استمالته للسيدة صبح.
 السخاء والبذل والعطاء وقضاء حوائج الناس.
 عندما أغار القشتاليون على قلعة رباح أعد جيشا وقاده بنفسه ووصل إلى جليقيا ورجع بالغنائم واستقبل استقبال الأبطال بكل حفاوة وتكريم.
 التخلص من الحاجب جعفر.
 تولية أبو عامر خطة الوزارتين، وهي: تدبير الصوائف وتدبير جيش الحضرة بقرطبة.
 تولى الحجابة واستبد بشؤون الدولة.
 استوزر البربر وقربهم إليه.
 ولكنه لم يطمع بلقب الخليفة، وأوصى ابنه شنجول بذلك وتلقب بها شنجول.
 محاربته الفرنجة.

ثانيا:عهد الحاجب المظفر عبد الملك بن المنصور:

أعماله:

• قمع ثورة الصقالبة
• قام بالحجابة
• كان عادلا وحاميا للشرع
• تمسك برجال أبيه
• اصطنع البربر ورفع منزلتهم
• لم يحجر على الخليفة
• أحصى الخطيب غزواته فوجدها سبع غزوات.

أبرز الشخصيات في عهده:

طرفة الوزير: عيسى اليحصبي المعروف بالقطاع.

ثالثا: سقوط دولة بني عامر:

أولا : تولية شنجول: بعد موت عبد الملك تولى أخوه عبد الرحمن بن المنصور الملقب بشنجول وشنجول تصغير شانجة نسبة إلى أمه عبدة بنت شانجة النصراني ملك بنبلونة وكان مغرورا واتبع سياسة هوجاء.

ثانيا: حفر شنجول قبره بيده لاغتصابه الخلافة من أسرة بني أمية فاثأر عليه أهل الأندلس وثار عليه أهل قرطبة وتخلى عنه الجند فتنازل عن ولاية العهد إلا أنه قتل.

ثالثا: حدثت فتنة وهي قيام محمد بن عبد الجبار بثورة وتلقب بالمهدي واعتمد على أرذال الناس وأسافلهم واستوزر منهم، فغضب أهل الحل والعقد وقاتل البربر فخرجوا من قرطبة إلى الثغر وجلسوا "15" يوما يقتاتون الحشيش فانضم البربر إلى سليمان بن الحكم بن سليمان الناصر وعقدوا له الخلافة سنة399هـ في موضع يعرف بصلب الكلب وتسمى بالمستعين فقدموا إلى قرطبة لإسقاط المهدي واستنجدوا بشانجة ملك قشتالة وساعدهم بالمال والعتاد مقابل إعطائه ما أحب من مدائن الثغر،وهزموا جيش قرطبة في معركة أرملاط سنة400هـ وقتل البربر من أهل قرطبة حوالي "30" ألف شخص عند جبل قنتيش وهرب المهدي إلى طليطلة وعاش في كنف واضح الفتى وأعلن هو وأهل طليطلة طاعته.

رابعا: عهد سليمان المستعين: عهد سليمان المستعين هو عهد اضطرابات سياسية فقد دخل قرطبة سنة400هـ وبايعه أهلها واستباح دمائهم واعتمد على قوة البربر، وانتقل إلى الزهراء حتى يبعدهم عن أهل قرطبة الموتورين كما فعل المعتصم العباسي عندما انتقل بعسكره إلى سامراء واتخذها قاعدة له، ثم رحل إلى طليطلة وحارب المهدي وأنصاره ولم يستطع القضاء عليهم لطلبهم النجدة من النصارى مقابل التنازل عن بعض الحصون، وتقدم جيش واضح وحلفائه النصارى وابن عبد الجبار، واتجهوا إلى طليطلة ودارت بينهم معركة تسمى بدار البقر أو عقبة البقر نسبة إلى اسم المكان،وهرب وتراجع بجيشه إلى الجزيرة الخضراء.

وعندما دخل المهدي قرطبة بعد هروب سليمان وقواده انتقم من البربر وقرب إليه الصقالبة والرعاع وحالف النصارى والتقى مع البربر في موقعة وادي آرة في الرندة سنة400هـ إلا أن البربر قوي شأنهم ودخلوا قرطبة بعد أن استطاع واضح الحاجب من قتل ابن عبد الجبار بسبب فشله في صد البربر ولفجوره وفسوقه وبعث برأسه إلى المستعين إرضاء له وللبربر، وأعاد هشام المؤيد الضعيف باعتباره الخليفة الشرعي، ودخل المستعين مع البربر قرطبة بعد هروب واضح وتمكن من قتله سنة 403 هـ وخلع هشام نفسه وأقام في الزهراء، وقسم الكور على عماله، وحاول الصقالبة الكيد للخليفة سليمان فاستدعوا علي بن حمود ليتولى الأمر وكان أميرا على سبتة والتقى سليمان بهم وانتهى الأمر بهزيمة سليمان وقتله هو وأخيه.

رابعا: سقوط بني حمود:

 بويع علي بن حمود سنة 407هـ مع باب السدة من قصر قرطبة وافتتح عهده بالعدل ولكنه بعد ذلك تحول إلى حزبه البربري فانقلب الناس عليه ولكن الصقالبة قتلوه في حمام قصره سنة 408هـ.
 خرج عليه خيران العامري بعد أن بايع عبد الرحمن بن عبد الملك بن الناصر الملقب بالمرتضى وأعدوا جيشا لفتح قرطبة لرد الخلافة لأصحابها الشرعيين من آل مروان إلا أن البربر قتلوا المرتضى.
 ضاقت نفوس أهل قرطبة بالبربر وندموا على ما فعلوه ببني مروان لذلك

 اختاروا واحدا من ثلاثة منهم، وهم:

 سليمان بن المرتضى ثم بويع المستظهر ثم خلفه المستكفي الذي قتل السابق وقتل ابن عمه عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار خنقا سنة 415هـ وولى ابنه سليمان العهد وقتل ودخلت البلاد نوع من الفوضى السياسية.

 ولى العامة بعد رحيل خيران ومجاهد العامريان هشام بن محمد بن عبد الملك أخو المرتضى وتلقب بالمقتدر بالله سنة 418هـ وحكم عامين واستوزر القزاز المعروف بتعسفه وإكرامه البربر فقتله العامة0

 انتهز أمية بن عبد الرحمن بن هشام بن سليمان أحد أمراء بني أمية فرصة مقتل الوزير وأيد أهل قرطبة أمية سنة 422هـ وحاصر العامة قصر الخلافة وأخرج هشام من قصره ونساؤه وولده وظل أسيرا ذليلا في ساباط المسجد الجامع المؤدي إلى المقصورة.

 اجتمع شيوخ قرطبة والوزير برئاسة أبي الحزم بن جهور وخلعوا المقتدر بالله، وأبطل رسم الخلافة، ونودي في الأرباض أن لا يبقى أحد من بني أمية في قرطبة وان لا يؤويهم أحد وبذلك انتهى أمر الدولة الأموية وزالت خلافتهم.

ويمكـن إجمـال أسباب سقـوط الخلافـة الأمويـة إلى العوامل التالية:

1. عدم الترابط الوحدوي الاجتماعي بسبب الأطياف المتنافرة السكانية في المجتمع الأندلسي فهم عرب وبربر ومولدون ومستعربون وصقالبة ويهود وكانت تتكتل في بؤرات عمرانية خاصة فمثلا العرب في قرطبة والبربر في غرناطة ومالقة والمولدين في بإشبيليا وطليطة فأرادوا الاستقلال عن السلطة المركزية .

2. انحراف الخلفاء الأمويين عن مبدأ التوسط والاعتدال: القوة والعنف التي اتبعها الخلفاء ولدت الفتنة فأصبحوا يثورون إذا لمسوا التعسف فمثلا ثارت اليمنية وانقلبت عندما أساء الداخل إلى زعيمها أبو الصباح بن يحي اليحصبي، ونرى كيف خذل العرب الناصر في موقعة شانت مانكش المعروفة بمعركة الخندق سنة 327هـ لتقريبه صقالبته وفتيانه عليهم فالإفراط والتفريط صفتان مذمومتان في الحاكم ولكن سياسة الإرضاء والجذب والشدة واللين والتي اتبعها الأوسط والمستنصر أدت إلى الطمأنينة والرخاء.

3. إضعاف العصبية العربية: فقد استطاع الناصر إعادة وحدة الأندلس بعد تفككها وذلك باستنزاله الثوار والمنتهزين بالعنف وبالسلم فكان جيشه من سائر الكور والأقاليم توزع فيه وفقاً لقبائلهم وأقاليمهم لذلك كانت لا تخلص للأمير بل تتعصب لولاتها في الأقاليم لذلك أراد الناصر أن يطعم جيشه بعناصر جديدة فاستكثر من الصقالبة في كل شؤون الدولة ومنها الجيش كما تقربوا إلى البربر وأهل رجال العرب فظهرت الأحقاد الكامنة وكانت كالبركان الذي يرمي بحممه وخاصة في عهد عبد الرحمن شنجول فكانت سببا في اشتعال نار الفتنة بين أهل قرطبة والبربر وهي الفتنة التي أدت إلى سقوط الخلافة الأموية وانفراط عقدها.

4. الاستعانة بالنصارى في الشمال وأخذ كل فريق يستعين على جاره بالنصارى نظير إعطائهم بعض الحصون وكان هذا كله على حساب الإسلام.

5. ضعف بعض الخلفاء وظهور المجون وتدخل النساء في الأمر.

بقلم: نـــورة أحمد حامد الحارثي

مشاركة منتدى

  • المضحك أنه حتى الآن اسبانيا منقسمة إلى 17 منطقة خاضعة لحكم ذاتي ولها رئيس وجنسية والبرتغال منفصلة منذ سقوط غرناطة !
    فحتى بعد سقوط حضارة العرب مايزال الأيبيريين منفصلين على الرغم من أن ديانتهم هي الكاثوليكية الرومانية ولم يتوحدوا فعلياً ,
    وهذا مؤشر يؤكد على أن الثورات التي في الأندلس كان السكان الأصليون أحد عناصرها, فالأعراق داخل شبه الجزيرة الأيبيرية متنافرة قبل دخول العرب وبعد الطرد, فمع دخول العرب أتوا بالعرق الشمال أفريقي معهم فزاد عدد الأعراق, وعلى الرغم من هذا كله فلم تتوحد الجزيرة الأيبيرية إلا على يدي عبدالرحمن الداخل, وهذا مؤشر على حجم الجهد الجبار المبذول من البيت الأموي لتوحيد شعبهم وهذه نقطة يغفل عنها أغلب المؤرخين حيث أنهم دائما يميلون إلى الرواياات التي تثير التشويق بغض النظر عن صحتها فهناك رواية تقول بأن موسى بن النصير رجع إلى الشام ب 30 ألف عذراء من القوط وهذا كلام فارغ لايصدقه عاقل ولا يسوق هذه الروايات إلا كارهي العرب من المستعربين, حتى طارق بن زياد فإنه لا وجود لدليل حقيقي يدعم بأنه بربري فقد ذكر ابن خلدون بانه ليثي وهناك اكاذيب كثيرة مثل ما قال الأدريسي ( القرن الثاني عشر! ) من أن اسمه طارق بن عبدالله بن ونابو الزناتي ولم يذكر اسم زياد ولا حتى مصدر, وهناك هراء كثير كحادثة مائدة الذهب وحرق الأسطول بالنسبة لي كلها خرافات المؤرخين أو النساخ.

    أما بالنسبة للسقوط فهو خروج الحكم من يد أهله, فمعروف أن الحضارة(حضارة العرب) كانت عربية مضرية بروح إسلامية سنية, ولا يمكن أن يحكمها غير أهلها لأنهم هم من أسسها فعلماء الأندلس النسبة الساحقة منهم كانوا عرباً ويهود فكلا العرقين سامي.
    وخروج العرب اليمانيون و البربر على الحاكم الأموي كان للسيطرة على الحكم وليسوا أهلا له بالتأكيد.
    فعند سيطرة العامري على الحكم أمر بحرق كتب الفلسفة( تشمل علوم الطبيعة ) وترك فقط كتب الطب, وكما هو معلوم أن التطور الحضاري شرط أساسي لبقاء الدول.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى