السبت ١٥ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم عبد الهادي شلا

إرادة الله

كلما حاولت أن تختلي به بعيدا عن أعين زوجته سارع باختلاق الأعذار هربا من هذه المواجهة التي يعرف أنها آتية لا محالة..
في بيت ولدها "علاء" ..أقامت، تتحين فرصة للحديث معه تكون زوجته في عملها..
بحجة انشغالة وارتباطه بمواعيد عمل هامة... فوّت عليها هذه الفرصة.
طوال الليل ما نامت.. فكّرَت كثيرا في طريقة لتفجر قنبلتها التي تكاد تفتك بها!!
جاراتها..كلما إلتقينها..بنفس السؤال ..أمطرنها
ما وجدت جوابا.. و بحجج وأعذار واهية تهربت..!!
اليوم سأكلمه وليحدث ما يحدث.. في أعماقها بصمت .. صرخت !!
ما عدت أحتمل هذه الحالة،ولا نظرات جاراتي ..حدثت نفسها.
***
قبل أن يستيقظ "علاء" وزوجته "نجاة"...فراشها ..غادرت .
أعدت لنفسها فنجانا من القهوة، وأخذت مكانها في صالة البيت و ساعة الحائط بحركتها البطيئة عاندتها.. و تعمدت تأجُجَ النار في صدرها...!!هكذا شعرت أم علاء.
سوف يستيقظان الآن.."علاء" و "نجاة" ..قالت في سرها ،بينما نحو باب حجرة نومهما...إلتفتت.
بجانبها على الأريكة القطة السيامية في شالها الصوفي..تمسحت .
أستغفر الله العظيم ..لن أدع هذا الأمر يصيبني بالجنون فما ذنب هذه القطة نفسي وسوست لي بعيدا..ألقيها؟؟
***
صباح الخير يا أمي..علاء
صباح الخير..ردت بصوت خفيض
رائحة قهوتك شهية ..شممتها وأنا في السرير!!
صب لنفسه بعض القهوة وهو يأخذ مكانه بجوارها
ما نمت الليلة ياولدي..إلى "علاء"وجهت حديثها بنبرة حزينة ومنكسرة
خيرا يا أمي..علاء؟؟
أعرف أنك تتهرب من مواجهتي،ولكنني ما عدت أحتمل فلابد أن تسمع ما سأقوله لك بعيدا عن زوجتك " نجاة" فهي طيبة ومن عائلة كريمة، وأحبها كما أحبك..
لماذا لم تنجبا حتى الآن ،و ثلاث سنين على زواجكما ..قد مرت ؟؟
وجاراتي يمطرنني بألسئتهن ونظراتهن ،بينما هواجسي تكاد تقتلني؟؟!!
لسنا في عجلة من هذا الأمر يا أمي ،ولكي تطمئني فقد أجرينا تحليلات كثيرة عند أكثر من طبيب ،ولكنها إرادة الله..حيث يقول: (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير ).. أجابها "علاء".
سأبحث لك عن زوجة..قنبلتها في وجهه ألقت!!
من مكانه إنتفض..لن يحدث هذا،و أرجو ألا تعيدي الحديث فيه مرة أخرى..مستنكرا وغاضبا..صرخ !!
***
صباح الخير..نجاة
صباح الخير.. بصوت خفيض ..علاء وأمه
لقد سمعت حديثكما،وما أزعجني كثيرا، فهو حق كل أم في أن ترى لولدها طفلا،فهذه سُنة الحياة،ولكن حين يكون الأمر بيد الله،فليس لنا إلا الصبر على حُمكه، وقد يتكرر هذا مع المرأة الأخرى ..أليس كذلك يا خالتي..سألتها ؟؟
بنظرة جمعت فيها انكسارها وعنفوانها..رمقتها ..
لله الأمر..أوله وآخره..
أجابت ..أم علاء!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى